مندوب فلسطين بالجامعة العربية: موقف مصر حاسم منذ بداية الأزمة برفض التهجير (حوار)
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
السفير مهند العكلوك: إسرائيل تستخدم القتل «ثلاثى الأبعاد».. والصمت العالمى تجاه الجرائم الصهيونية سببه غياب القوانين الدولية
قال السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم فى جامعة الدول العربية، إن الشعب الفلسطينى يواجه جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وتعد الأسوأ فى العصر الحديث، حيث إن إسرائيل تستخدم القتل ثلاثى الأبعاد من خلال «القصف، والتجويع، ومنع الدواء».
وأضاف «العكلوك» فى حوار لـ«الوطن» أن موقف مصر كان حاسماً منذ بداية الأزمة الحالية فى رفض التهجير ومنع تصفية القضية الفلسطينية، ومرافعة مصر أمام محكمة العدل مهمة واستراتيجية، ونقدر دور القاهرة التاريخى منذ بداية العدوان الإسرائيلى.. ومصر لها الدور القيادى للأمة العربية وباقية على ثوابت القضية وتعتبرها جزءاً من الأمن القومى.
وأوضح أن تصفية القضية لن تحدث إلا بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، والخطر الآن أكبر من أى وقت مضى.. وأرفض تعبير الهجرة الطوعية لأن الفلسطينى لا يهاجر طواعية من بلده، مشيراً إلى أن هناك مساعى للمصالحة والقيادة الفلسطينية اليوم ليس همها رضاء حماس.. والقضية فى مفترق طرق إما التصفية أو الانتصار.. ولا يوجد ضمان لعدم تكرار أحداث 7 أكتوبر.. وإلى نص الحوار.
تصفية القضية لن تحدث إلا بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه والخطر الآن أكبر من أى وقت مضىكيف ترى الوضع فى غزة بعد مرور 5 أشهر من العدوان؟
- الشعب الفلسطينى يواجه جريمة الإبادة الجماعية التى تنفذها إسرائيل، ومستمرة لأكثر من خمسة أشهر متواصلة، وتعد أسوأ جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان فى العصر الحديث، والقانون الدولى فى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، يعرفها بأنها انتهاك مجموعة من الناس عرقياً أو دينياً أو قومياً للقضاء عليهم كلياً أو جزئياً، وهناك أدوات لجريمة الإبادة الجماعية، منها القتل ومنع المواليد والتهجير، إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية بكل الأدوات، وهى الأسوأ خلال العقود الثمانية المنقضية، والتى أنشئت فيها الأمم المتحدة فيما بعد الحرب العالمية الثانية، والأسوأ أن هذا الانتهاك يأتى رغم كل القوانين الدولية، التى تجرم ذلك وتنظم الحروب، مثل اتفاقية جنيف الرابعة، والميثاق العالمى لحقوق الإنسان، وميثاق الأمم المتحدة، وإسرائيل رغم كل هذه القوانين ترتكب هذه الجرائم، وهناك أكثر من نصف مليون فلسطينى فى شمال قطاع غزة معرضون للقتل جوعاً ويعيشون فى مجاعة حقيقية، وإسرائيل تستخدم القتل ثلاثى الأبعاد.
القضية فى مفترق طرق إما التصفية أو الانتصار.. ولا يوجد ضمان لعدم تكرار أحداث 7 أكتوبرماذا تقصد بالقتل ثلاثى الأبعاد؟
- أقصد الاستهداف بالنار والقصف، والتجويع، ومنع الدواء، ولك أن تتخيل 35 مستشفى فى قطاع غزة، خرج منها عن الخدمة 32، والمتبقى لا يوجد لديها دواء، وحصار قاتل منذ أكثر من خمسة أشهر، وهذا ذكر فى المقررات الدولية ضمن جرائم الحرب، وشاهدنا 70 ألف طن متفجرات ألقيت على قطاع غزة، تم تدمير 360 ألف منزل فلسطينى، و500 مسجد كلياً أو جزئياً، و405 مدارس، وتم مسح أحياء كاملة، وكل هذا إبادة جماعية واضحة أمام العالم أجمع.
لماذا وصلت إسرائيل إلى هذا الحد من الإجرام.. وعلى أى شىء تستند لتمارس اللامبالاة؟
- هناك من يرتكب جريمة إبادة جماعية، وهناك من يدعم هذه الإبادة، وهناك من يصمت عن هذه الإبادة، ويأتى على رأس الدول الداعمة لإسرائيل، الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان أمَّنتا دعماً وحماية لإسرائيل، طوال خمسة أشهر، ويبدو أن هناك دعماً لمدة أخرى، فأمريكا وبريطانيا وألمانيا دول مارست الاستعمار والقتل والإجرام فى عهود سابقة، وكنا نعتقد أنها أعلنت توبتها عن هذه الجرائم لكنها تمارس الشراكة الكاملة والدعم لجريمة إسرائيل فى فلسطين.
لكن تصريحات قادة هذه الدول تقول غير أفعالها.. ما السبب؟
- هذه الدول الداعمة الآن بدأت تبدى ذهولاً من حجم الجريمة الإسرائيلية فى غزة، مثلاً رئيس أمريكا ووزير دفاعه يقولان الآن إن إسرائيل قتلت أكثر من 25 ألفاً من الأطفال والنساء، لكنهما ما زالا حتى الآن يقولان إن لإسرائيل حق الدفاع عن النفس، ورغم أن إسرائيل هى المحتل لأرض فلسطين، وتمارس التطهير العرقى منذ 76 عاماً وحاولت القضاء على الفلسطينى وثقافته وجذوره، فى جريمة مكتملة الأركان، والاحتلال ليس له حق الدفاع عن النفس، بل العكس هو الصحيح، هناك دول داعمة فى مجلس الأمن.
تحدثت عن أطراف صامتة عما يحدث.. لماذا تصمت؟
- الصمت درجات، هناك صمت العجز، وهناك صمت التواطؤ، وبحكم موقعى أقول إن عدم فاعلية ردود الدول العربية ومنظومة العمل العربى على الإبادة الجماعية أيضاً من الأسباب التى أدت إلى هذا الحال، فالدول العربية لديها ما هو أكثر من الإدانة والشجب والدعوة والمناشدة، ونحن نتحدث عن 22 دولة عربية، و400 مليون مواطن عربى، واقتصادات تتحكم فى العالم، وعدم استخدام إجراءات عملية مؤثرة من الدول العربية لمنع إسرائيل من الاستمرار فى جريمة الإبادة الجماعية، هو ما أدى لوصول الجريمة لهذا الحد.
لجنة المندوبين الدائمين أقرت 19 إجراء على المستوى الاقتصادى والقانونى والسياسى والدبلوماسى وأتمنى تنفيذ 5 منها فقطمجلس الجامعة العربية دعا الدول الأعضاء لاتخاذ إجراءات اقتصادية وقانونية وسياسية ودبلوماسية ضد إسرائيل.. هل سينفذ؟
- نحن طالبنا الدول العربية من خلال الجامعة العربية بأن يكون هناك تأثير أكبر، وشكلنا لجنة مندوبين دائمين أقرت 19 إجراء على المستوى الاقتصادى والقانونى والسياسى والدبلوماسى، لاتخاذ إجراءات وعقوبات مؤثرة على إسرائيل، منها مقاطعة إسرائيل مقاطعة كاملة، والنظر فى إغلاق المجال الجوى العربى أمام الطيران المدنى الإسرائيلى، حيث إن هناك 6 دول عربية تفتح مجالها الجوى لإسرائيل، وقدمنا مقترحاً بثلاث قوائم، القائمة الأولى تضم 60 منظمة يهودية متطرفة، لوضعها على قوائم الإرهاب العربية، وهى منظمات لديها نشاطات لاقتحام المسجد الأقصى ومحاولات هدمه، والمنظمات التى تحرق مزارع وسيارات المواطنين الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وتمارس الإرهاب اليومى على المواطنين فى الضفة الغربية من قتل وحرق، فلو وضعت الدول العربية هذه القوائم لديها على قوائم الإرهاب، وكل من يدعمها يعاقب ومن لديه أموال تتم مصادرتها، سيحدث ذلك تأثيراً كبيراً.
وماذا عن باقى القوائم؟
- هناك قائمة تضم 97 شركة دولية وإسرائيلية تعمل فى المستوطنات، لو أخذنا قرار مقاطعة هذه الشركات، سنجد أداة اقتصادية عربية مهمة جداً، والقائمة الثالثة التى قدمناها تضم 22 شخصية إسرائيلية مارست التحريض وخطاب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى، وهى تشمل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى ووزراء حكومته وأعضاء كنيست وصحفيين إسرائيليين، فلو أن هذه الإجراءات نفذت الدول العربية منها 10 أو حتى 5 قرارات فقط، لأدى ذلك لوقف الإبادة الجماعية، ولأخذنا العالم على محمل الجد، أما خطابات وقرارات تبقى حبيسة الأدراج فهى المحببة لإسرائيل.
لماذا لا يتم تنفيذ هذه الإجراءات؟
- الدول العربية لديها مصالح، وبعض هذه الدول ترى أن مصالحها مرتبطة مع مصالح إسرائيل، وهذا غير حقيقى استراتيجياً، أما نحن فلا نتحدث باسم الدول العربية، فهى دول لديها سيادة وقراراتها الاقتصادية والسياسية، التى نحترمها ولا نتدخل فيها، نحن نرد فقط على ادعاء أن هذه المصالح مرتبطة بشكل أو بآخر مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا استراتيجياً خطأ، لأن المصلحة العربية واحدة، ونحن نعرف أن القمم العربية على مدار 32 دورة عربية رسمية، بخلاف الدورات الاستثنائية، تحدثت عن أن القضية الفلسطينية قضية استراتيجية ومركزية للأمة العربية، وبالتالى لا يجوز أن تكون المصالح الاقتصادية أو السياسية مقدمة على المبادئ والمسئوليات الدولية، ومن بعد 26 يناير عندما أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها بأن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية وعليها أن تتوقف، من هذا اليوم الدول العربية أصبح عليها مسئولية دولية، ليست مسئولية إنسانية أو عقائدية ولا قومية فقط بل ودولية، بأن تعاقب إسرائيل وتقطع العلاقات معها اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً.
ولماذا يصمت العالم على جرائم إسرائيل وأين القوانين الدولية؟
- لا أستطيع أن أفسر هذه الرؤية المزدوجة إلا بالعنصرية، أصبح كل من العالم الغربى وأمريكا يتبعون الرؤية الصهيونية العنصرية، التى تقول: «حرام قتل الإسرائيليين وحلال قتل العرب وإبادة غزة وهدم المساجد»، فهذه هى الرؤية العنصرية، ولو كان القانون الدولى ينطبق على الجميع، لكانت هذه الدول لا تستطيع أن تقول لنفسها مثلما تقول الآن، وأمامنا حرب أوكرانيا كمثال واضح، وتعتبر ترجمة للمعايير المزدوجة، ليس فقط «الازدواجية» بل «العنصرية».
وإلى متى سيستمر هذا الوضع؟
- ميثاق الأمم المتحدة يبدأ بفقرة تقول: «نحن شعوب الأمم المتحدة آلينا على أنفسنا أن نجنّب الأجيال المقبلة ويلات الحروب»، فهو لم يقل «نحن دول الأمم المتحدة»، بل قال «نحن شعوب»، واليوم إذا سألت أى مواطن بريطانى مثلاً فسيقول لك إن القضية الفلسطينية أصبحت قضية بريطانية للشعب البريطانى، وكل أسبوع تخرج مسيرات بمئات الآلاف فى الغرب، وقد قابلت جاليات عربية أكدوا لى أن هناك فارقاً كبيراً بين رأى الشعب وقرارات الحكومات، ويتم ضرب الديمقراطية فى مقتل، وفى أمريكا خرج الكثير من المسيرات، والرئيس الأمريكى إذا ذهب لأى مكان يواجَه بهتافات تطالب بوقف إطلاق النار، وهو ما يجعل الديمقراطية اليوم مشكوكاً فى أمرها، فالشعوب لا تقرر، إذ ترى أن هناك أطفالاً فلسطينيين يُذبحون، وهناك 14 ألف فلسطينى قُتلوا، و9 آلاف امرأة قد قتلن، والشهداء الذين سقطوا بينهم 73% من الأطفال والنساء، فهم يريدون وقف الولادة وقتل المواليد، وكل الشعوب تطالب بوقف الحرب، لكن لا أحد يسمع، إذاً أنت تلقى ميثاق الأمم المتحدة فى سلة المهملات، وتلقى محكمة العدل الدولية وتدابيرها المؤقتة أيضاً فى سلة المهملات، كما تلقى القانون الدولى الإنسانى واتفاقية جنيف الرابعة فى سلة المهملات.
وماذا عن رؤيتكم لهذه الأوضاع؟
- رؤيتى أن هذه الدول تريد لإسرائيل الانتصار على الشعب الفلسطينى، ولا أعلم كم المدة التى منحوها لها كى تحقق ذلك وهى حتى الآن ستة أشهر، وقد تكون سنة، فقد قيل لإسرائيل معك مهلة كاملة، للانتصار بشكل كامل، لكن إسرائيل لم تستطع الانتصار على الشعب الفلسطينى، واليوم بعد أكثر من خمسة أشهر من الإبادة، العالم بدأ يقول لا، فالأمور لن تستقيم فى الشرق الأوسط إلا بحل الدولتين، ونريد أن نفهم أى دولتين يقصدون، فهل دولة فلسطين ستقام كدولة ذات سيادة متواصلة جغرافياً على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وتسهم مثل باقى دول العالم فى حفظ الأمن والاستقرار والازدهار، أم يريدون لنا دولة منزوع عنها كل شىء.
هل ترى أن الحرب الحالية قضت على فرص تحقيق حل الدولتين؟
- لا.. القضية باقية والعالم كله يرى ضرورة حل الدولتين، والأزمة أن إسرائيل تقول للعالم كله لا، فإسرائيل أفسدها الدلال، دللوها 76 عاماً بعقدة ذنب من أوروبا، فأصبحت تقتل وتدمر وتقول للعالم لا يوجد حل إلا مثل الذى حدث مع جنوب أفريقيا بعدما عانت من الفصل العنصرى، وبسبب ذلك جُمدت عضويتها فى الأمم المتحدة، لذا نحن فى اجتماع وزراء الخارجية العرب بالدورة 161، كان هناك تكليف للمجموعة العربية فى نيويورك بالعمل على تجميد عضوية إسرائيل فى الأمم المتحدة، لأن إسرائيل تخل بكل المنظومة الدولية وبميثاق الأمم المتحدة، وكان يجب تجميد عضويتها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة والأهم الآن هو تنفيذ قرارات الجامعة العربية، حتى تعلم إسرائيل والدول الداعمة لها أن هذه القرارات ليست مجرد حبر على ورق.
ألا ترى أن ميثاق الجامعة العربية يحتاج إلى تغيير؟
- نعم.. نرى أنه يجب أن تكون هناك آلية عقوبات فى الجامعة العربية، وهناك حديث عن إصلاح جامعة الدول العربية وتطويرها، وهذا يشمل الميثاق ومؤسسات الجامعة والمنظومة الفكرية وطرق عملها حتى لا تكون قراراتها حبراً على ورق.
وهل هناك رغبة حقيقية من الدول العربية لتعديل الميثاق؟
- الرغبة ليست متساوية بين كل الدول، وهذا لا يتعلق بالقضية الفلسطينية، وإنما بالتطوير بشكل آخر، فهناك دول ترى أن الميثاق بحاجة إلى التغيير ولكن ليس الآن، فى ظل أن عدداً كبيراً من الدول العربية تمر بأزمات طاحنة، وهناك دول تختلف حول التوقيت والآليات، وهناك دول أخرى تطالب بالاستمرار فى الدراسة والعمل حتى نصل إلى ما نريد.
وهل العقوبات تحتاج إلى تعديل الميثاق؟
- لا.. العقوبات ومنظومتها فى رأيى يمكن ألا تنتظر إصلاح ميثاق الجامعة العربية، ومن الممكن أن تأتى بقرار من القمة العربية، ونحن نفكر أن نبدأ بقرار تكليف الأمانة العامة بوضع ورقة تصورية لمنظومة عقوبات تتبناها الجامعة العربية، وتُعرض على الدول العربية كى نبدأ فى التطبيق.
ألا ترى أن ما يحدث فى غزة تصفية للقضية؟
- نعم، فإسرائيل تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، والتصفية لن تحدث إلا بشرط واحد هو تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، واليوم هذا الخطر أقرب من أى وقت مضى، فلدينا مليون و650 ألف فلسطينى يقفون على الحدود المصرية الفلسطينية، وقد دفعوا بـ70 ألف طن متفجرات، حتى يصلوا لهذا الحد، وإسرائيل تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف من ذلك.
ما هى؟
- أن تكون لديها دولة ديمقراطية، وأن تكون يهودية، وأن تستحوذ على أكبر رقعة من الأرض، ومنذ 1948 وحتى الآن، إسرائيل لا تستطيع أن تحقق الأهداف الثلاثة مجتمعة، إلا بتهجير الشعب الفلسطينى، حتى تنفذ الأهداف الثلاثة مجتمعة وإسرائيل تحاول بشكل منهجى وواعٍ أن تهجّر الشعب الفلسطينى من قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات، من خلال الحصار وقطع الحياة عنه، واليوم المخطط أقرب من أى يوم مضى، من خلال التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية، وذلك لا يتم منعه من خلال الإجراءات المتخذة على الحدود فقط، وإنما من خلال مواقف قوية تسمح لأهالى غزة بالعودة إلى شمال القطاع.
هل ترى أن التهجير القسرى ما زال قائماً فى ظل الموقف المصرى الحاسم؟
- الموقف المصرى منذ اللحظة الأولى كان حاسماً ويرفض بالمطلق تهجير الشعب الفلسطينى، ويرفض كذلك تصفية القضية الفلسطينية، وكان ذلك واضحاً جداً، وتم توظيفه فى إطار الأمن القومى المصرى، وقيل إن تهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء هو ضرب للأمن القومى المصرى، وبالتالى هو ضرب لاتفاقية كامب ديفيد، وهذا موقف قوى، ونعتقد أنه يجب أن يكون هناك تضامن عربى مصرى فلسطينى لمنع التهجير القسرى وليس فقط بالتصريحات.
وكيف ترى خطر التهجير الطوعى فى ظل الوضع الحالى؟
- أستنكر استخدام مصطلح «التهجير الطوعى»، فعندما تقتل وتجوِّع وتحاصر وتهدم المنازل وتمنع العلاج، فهل هذا تهجير طوعى، إنه بالطبع تهجير قسرى، فلو جعلتنى فى بلدى ووفرت لى سبل الحياة، فلن أخرج، لذا فأنا أرفض لفظ الهجرة الطوعية، لأن الفلسطينى لا يهاجر طوعياً من بلده، فلا بد أولاً من وقف الإبادة الجماعية، فجنوب أفريقيا رفعت دعوى على إسرائيل وأحدثت هزة فى العالم، لأن إسرائيل بسبب الهولوكوست، كانت السبب وراء اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وأحد أهم دوافع عمل الاتفاقية، واليوم مَن كان يدعى دور الضحية هو مَن يمارس ذات الجريمة.
وكيف يتم منع الهجرة وإفشال المخطط الإسرائيلى؟
- من خلال وقف الإبادة الجماعية وإغاثة الناس، وإعادة التأهيل الأولى للبنية التحتية، هذا ما يمنع التهجير القسرى، وليس بالإعلانات والتصريحات والمواقف السياسية التى ليس لها أنياب، وهذا ليس مسئولية مصر وحدها، إنما مسئولية الأمة العربية، فمصر باقية على الثوابت، ومصر دولة قوية مؤثرة، وأكبر دولة عربية، والقضية الفلسطينية جزء من الأمن القومى المصرى، ونحن دائماً نتطلع للدور المصرى، لأن يكون أكثر تأثيراً فى وقف الإبادة الجماعية، وفى حماية القضية الفلسطينية، لأن مصر هى الشقيقة الكبرى، ونحن نعلم بالظروف المحيطة والمؤامرة الكبيرة، ومصر لها الدور القيادى للأمة العربية.
كيف رأيت مرافعة مصر أمام محكمة العدل؟
- مرافعة مهمة واستراتيجية، فمصر ترافعت فى إطار أن الاحتلال الإسرائيلى غير قانونى، وأن هذه الظاهرة غير القانونية يجب أن تنتهى، ونقدر مرافعة مصر كثيراً أمام المحكمة، كما نقدر دور مصر منذ بداية العدوان الإسرائيلى، لكن الهدنة ليست حلاً، لأننا نريد وقف إطلاق نار وإنهاء العدوان ووقف الإبادة الجماعية، وطرح رؤية سياسية شاملة، وقد سلمت رسالة من الرئيس الفلسطينى إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، تقول إن دولة فلسطين على استعداد لفعل ما يلزم لتولى مسئولية الحكم فى قطاع غزة والضفة والقدس الشرقية، برؤية سياسية تقوم على إنهاء الاحتلال.
وكيف ترى اليوم التالى إذا أوقفت الحرب؟
- اليوم التالى لوقف الحرب هو يوم تجديد دولة فلسطين، وأن تقوم حكومة فلسطين بمسئوليات الحكم على كل الأرض الفلسطينية المحتلة، وليس «اليوم التالى» من وجهة نظر إسرائيل بأن أُمنح منطقة عازلة بعمق كيلو ونصف، أو بتفكيك «الأونروا» وتسليم مسئولياتها لمنظمات مجتمع مدنى، فلا بد من حل قضية اللاجئين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وهذه التضحيات يجب ألا تذهب سدى، لذا فإن «اليوم التالى» هو يوم الحل السياسى، لأن 7 أكتوبر لا يوجد ضمان لعدم تكراره.
ما رسالتك للمنظمات الدولية؟ وهل السلطة لا تزال يتم التعويل عليها أم أنها فقدت مصداقيتها؟
- رسالتنا أنه بالأمس القريب وجدنا أن جنوب أفريقيا أعطت طريق النجاة للمجتمع الدولى ورفعت دعوى ضد إسرائيل، وأرى أن آليات العدالة الدولية يجب أن تأخذ دورها، لإنقاذ المنظومة الدولية مما هى فيه، ودول العالم يجب أن تنقذ ما تدعيه من الديمقراطية والقيم التى صدعوا رؤوسنا بها عندما يتحدثون عن حقوق الإنسان، ويجب أن تتعالى تلك الدول على ازدواجية المعايير وأن تتخلص من الرؤية العنصرية بالنسبة لممارسات إسرائيل، وأن تبدأ بإعمال مبادئ المنظومة الدولية، وعدا ذلك فستنتشر الفوضى فى العالم لا شك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الإحتلال فلسطين إسرائيل تصفیة القضیة الفلسطینیة جریمة الإبادة الجماعیة تهجیر الشعب الفلسطینى وقف الإبادة الجماعیة میثاق الأمم المتحدة الشعب الفلسطینى من جریمة إبادة جماعیة الجامعة العربیة التهجیر القسرى الدول العربیة الیوم التالى محکمة العدل أن إسرائیل منذ بدایة خمسة أشهر هذه الدول هناک دول قطاع غزة لا یوجد أن هناک من خلال أن تکون أکثر من أن هذه ترى أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
«التعاون الخليجي»: موقفنا من أزمة أوكرانيا مبني على مبادئ القانون الدولي
الرياض (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الصين تجدد دعوتها لإيجاد تسوية سلمية لأزمة أوكرانيا شولتس يجدد رفض إرسال صواريخ متطورة إلى أوكرانيا الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملةأعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، أمس، أن موقف مجلس التعاون من الأزمة الروسية - الأوكرانية مبني على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وذكر البديوي، في بيان صادر عن الأمانة العامة، خلال لقائه سفير أوكرانيا لدى السعودية أناتولي بيترينكو، أن موقف مجلس التعاون من الأزمة مبني أيضاً على الحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد.
وأضاف أن دول المجلس تقوم بجهود للوساطة وتدعم جميع الجهود الإقليمية والعالمية لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وإيقاف إطلاق النار وحل الأزمة سياسياً وتغليب لغة الحوار وتسوية النزاع من خلال المفاوضات.
وتركزت مباحثات اللقاء على عدد من المواضيع، منها سبل تعزيز العلاقات الخليجية – الأوكرانية، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية.