الجزيرة:
2024-06-29@14:41:20 GMT

غزة من سجن في الهواء الطلق إلى مقبرة جماعية

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

غزة من سجن في الهواء الطلق إلى مقبرة جماعية

كتب المدون والفيلسوف التونسي المازري حداد عن الوسائل التي تستخدمها إسرائيل في تخويف منتقديها، وانتقد الصمت إزاء جرائمها الحالية بعد أن "تحولت غزة من سجن في الهواء الطلق إلى مقبرة جماعية".

في مستهل مقاله على موقع ميديا بارت الفرنسي، نقل حداد ما قاله الدبلوماسي الفرنسي السابق ستيفان هيسيل من تحول غزة من سجن مفتوح إلى مقبرة، وما قاله مارتن غريفيث، رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مؤخرا "إن الحياة تغادر غزة بسرعة مرعبة"، ليتساءل: "هل نستطيع أن نصف مثل هذه المذبحة بأنها ضحايا جانبية دون تجريد أنفسنا من الأهلية الأخلاقية؟ وهل يمكننا التذرع بالدفاع عن النفس، حتى لو كان ذلك يعني ارتكاب أسوأ الجرائم الجماعية؟".

الصمت يكفن الحقيقة

وأوضح حداد أنه استسلم لنصيحة الشاعر البلجيكي موريس ميترلينك القائلة: "إذا لم يكن من المؤكد فهم الحقيقة التي ستقولها، فالتزم الصمت"، ولكن الآن، وبعد أن قامت القيامة، واليمين الإسرائيلي المتطرف يريد الذهاب إلى أبعد من ذلك في نشوة السلطة، بدعم مالي وعسكري أميركي، لم يعد الصمت يدعم الحقيقة، بل هو كفنها، لأن الصمت والحياد في وجه الظلم لا يعني التغاضي عن الظالم وإبراء ذمته فحسب، بل هو اغتيال للمظلوم مرة ثانية.

ويقول الكاتب في صلب مدونته إن انتقاد إسرائيل عام 2009 كان يعادل "الإرهاب" أو التعاطف مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أما اليوم فالأمر أسوأ، فإذا أدنت الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعصبة والمتطرفة، فأنت لست مشتبها به ولا شريكا لـ"الإرهاب" فحسب، بل أنت مذنب بالفعل".

سلاح الردع الإسرائيلي الهائل

وأوضح أن معاداة الصهيونية وبالتالي معاداة السامية، هما سلاح الردع الهائل الذي تمتلكه إسرائيل وناقلاتها حول العالم، وهو الدرع التذكاري و"الأخلاقي" الذي يجيز لها أن ترتكب مجازر بلا إحصاء، ويسمح لمتعصبيها بتبرير ما لا يوصف دون اعتراض أو رد.

وذكّر المدون بمقولة جيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق ومهندس اتفاقيات كامب ديفيد، عقب زيارته لغزة في يونيو/حزيران 2009، بعد عملية الرصاص المصبوب، منددا بالحصار الذي تفرضه إسرائيل ولا مبالاة المجتمع الدولي، "إن الفلسطينيين يعاملون كالحيوانات".

حصار كامل

وقال حداد إنه بعد 14 عاما مما قاله كارتر، جاء وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ليؤكد هذا الفعل اللاإنساني المروع قائلا "إننا نفرض حصارا كاملا على مدينة غزة. لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود. كل شيء مغلق. نحن نقاتل حيوانات بشرية، ونتصرف وفقا لذلك"، وهذا ما تسمى "جريمة إبادة جماعية" وحتى جريمة ضد الإنسانية.

وفي السياق نفسه، ذكّر حداد بتقرير القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، وما قضت به محكمة العدل الدولية من أن أفعال إسرائيل تقع ضمن اتفاقية الإبادة الجماعية.

الموت قبل الموت

وأشار إلى إن الوفيات عام 2009 كانت 1434 حالة، أما في بداية رمضان الحالي، فقد بلغ عدد القتلى المدنيين أكثر من 31 ألفا بما في ذلك 12 ألفا و800 طفل، قائلا إن هذا العدد المروّع الذي أكدته الأمم المتحدة والذي لا يزال البعض يلطفه بصيغة "حسب وزارة الصحة في غزة"، لا يشمل الجثث التي ظلت محاصرة تحت الأنقاض، ولا الوفيات الناجمة عن نقص الرعاية والدواء، ولا أولئك الذين سيموتون من الجوع، إذ ليس هناك موت أسوأ من الموت قبل الموت، كما يعلق المدون.

وعلق بأن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة لا يجدان فرقا بين حماية النفس والعقوبة، ولا بين مطاردة قوات حماس وذبح سكان غزة، ولا يعترفان بالحدود الأخلاقية ولا بالضرورات القانونية ولا حتى بالأهداف العسكرية.

واستمر في تعليقه قائلا: "سواء كان ذلك فرديا أو جماعيا، وسواء ارتكبته ما تسمى بجماعة همجية وإرهابية، أو ما تسمى دولة متحضرة وديمقراطية، فإن الشر يظل شرا، والخير يظل خيرا، وفوق الخير والشر، يبقى الإنسان، سواء كان يهوديا أو فلسطينيا أو توتسيا أو أرمنيا أو روهينغا… فإن حياته مقدسة ومعترف بها على هذا النحو في جميع الأديان، وفي جميع الفلسفات والمواثيق والدساتير".

لا يهتمون بالقانون الدولي بل بأساطيرهم

وتساءل إذا ما كان الهجوم الذي أصاب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مهما كانت بشاعته، يبيح فرض عقاب جماعي على شعب بأكمله، مشيرا إلى أن الرئيس الاشتراكي إسحاق هرتسوغ المعروف "باعتداله" هو الذي أعلن أن "أمة بأكملها هي المسؤولة"، ليصرخ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قائلا "سوف نزيل كل شيء".

وأكد أن نتنياهو وأعوانه العنصريين ومرتكبي الإبادة الجماعية لا يهتمون بجميع قرارات الأمم المتحدة وميثاقها والقانون الدولي الذي ينص على حق الشعوب في تقرير المصير، بل يجدون أنفسهم أكثر في الجملة التوراتية المرعبة "اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلا وامرأة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

عمرو رمزي في ضيافة لقاء على الهواء الليلة «صورة»

تستضيف الفنانة لقاء سويدان، اليوم الجمعة، في برنامج لقاء على الهواء الذي تقدمه عبر شاشة الشمس أسبوعيا النجم عمرو رمزي، ومن المفترض أن يكشف خلالها عن الكثير من التفاصيل والأسرار حول حياته الفنية والشخصية.

وكانت لقاء سويدان، أعلنت عبر حسابها الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» عن استضافة عمرو رمزي، في برنامج لقاء على الهواء عبر شاشة الشمس في تمام الساعة 8 مساء.

لقاء سويدانآخر أعمال عمرو رمزي

والجدير بالذكر، أن آخر أعمال عمرو رمزي مشاركته في فيلم البطة الصراء من بطولة النجمة غادة عادل، الذي عرض في السينما في أخر 2023.

فيلم البطة الصفرا

ضم فيلم «البطة الصفرا»، مجموعة من النجوم منهم: محمد عبد الرحمن، وغادة عادل، ومحمود حافظ، وصلاح عبد الله، وفرح الزاهد، وإبرام سمير، وحسن أبو الروس، وعمرو رمزي، والفيلم من تأليف محمود عزت، وإخراج عصام نصار.

أحداث فيلم البطة الصفرا

دارت أحداث الفيلم حول أحمد وفيق، باحث أكاديمي رصين في علم النفس يضطر في بحثه الذي يعتمد عليه للحصول على ترقية كبيرة، أن يلازم رشا المسجلة خطر، ليتعرف عن قرب عن حياتها، فيتورط معها في مغامرة كبيرة تغّير أفكاره عن موضوع بحثه وعن حياته كلها.

اقرأ أيضاًتوقعات خبيرة الأبراج إيمان خير لـ لقاء سويدان بعد مرضها المفاجئ (فيديو)

«شكرا من قلبي لحبكم».. أول تعليق من لقاء سويدان بعد خروجها من المستشفى (صورة)

بالفستان الأبيض.. لقاء سويدان تثير الجدل حول زواجها من حسين فهمي

مقالات مشابهة

  • تدشين مسرح الهواء الطلق بالمدية
  • الصمت الانتخابي.. فترة التفكير الحر للناخبين
  • منزل الأسطورة بيليه يتحول إلى مقبرة للذكريات
  • العدل الدولية: إسبانيا تطلب الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا
  • عمرو رمزي في ضيافة لقاء على الهواء الليلة «صورة»
  • في الجامعة الأنطونية... حلقة حواريّة عن تنظيم قطاع رياضات الهواء الطّلق
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: غزة تعيش جريمة إبادة جماعية متواصلة
  • موريتانيا تدخل مرحلة الصمت الانتخابي
  • حداد وغياب وحزن تخيم على عرض شانيل
  • النخبة الإسرائيلية تناقش في هرتسيليا: هل نستطيع العيش دون أميركا؟