غزة من سجن في الهواء الطلق إلى مقبرة جماعية
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
كتب المدون والفيلسوف التونسي المازري حداد عن الوسائل التي تستخدمها إسرائيل في تخويف منتقديها، وانتقد الصمت إزاء جرائمها الحالية بعد أن "تحولت غزة من سجن في الهواء الطلق إلى مقبرة جماعية".
في مستهل مقاله على موقع ميديا بارت الفرنسي، نقل حداد ما قاله الدبلوماسي الفرنسي السابق ستيفان هيسيل من تحول غزة من سجن مفتوح إلى مقبرة، وما قاله مارتن غريفيث، رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مؤخرا "إن الحياة تغادر غزة بسرعة مرعبة"، ليتساءل: "هل نستطيع أن نصف مثل هذه المذبحة بأنها ضحايا جانبية دون تجريد أنفسنا من الأهلية الأخلاقية؟ وهل يمكننا التذرع بالدفاع عن النفس، حتى لو كان ذلك يعني ارتكاب أسوأ الجرائم الجماعية؟".
وأوضح حداد أنه استسلم لنصيحة الشاعر البلجيكي موريس ميترلينك القائلة: "إذا لم يكن من المؤكد فهم الحقيقة التي ستقولها، فالتزم الصمت"، ولكن الآن، وبعد أن قامت القيامة، واليمين الإسرائيلي المتطرف يريد الذهاب إلى أبعد من ذلك في نشوة السلطة، بدعم مالي وعسكري أميركي، لم يعد الصمت يدعم الحقيقة، بل هو كفنها، لأن الصمت والحياد في وجه الظلم لا يعني التغاضي عن الظالم وإبراء ذمته فحسب، بل هو اغتيال للمظلوم مرة ثانية.
ويقول الكاتب في صلب مدونته إن انتقاد إسرائيل عام 2009 كان يعادل "الإرهاب" أو التعاطف مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أما اليوم فالأمر أسوأ، فإذا أدنت الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعصبة والمتطرفة، فأنت لست مشتبها به ولا شريكا لـ"الإرهاب" فحسب، بل أنت مذنب بالفعل".
سلاح الردع الإسرائيلي الهائلوأوضح أن معاداة الصهيونية وبالتالي معاداة السامية، هما سلاح الردع الهائل الذي تمتلكه إسرائيل وناقلاتها حول العالم، وهو الدرع التذكاري و"الأخلاقي" الذي يجيز لها أن ترتكب مجازر بلا إحصاء، ويسمح لمتعصبيها بتبرير ما لا يوصف دون اعتراض أو رد.
وذكّر المدون بمقولة جيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق ومهندس اتفاقيات كامب ديفيد، عقب زيارته لغزة في يونيو/حزيران 2009، بعد عملية الرصاص المصبوب، منددا بالحصار الذي تفرضه إسرائيل ولا مبالاة المجتمع الدولي، "إن الفلسطينيين يعاملون كالحيوانات".
حصار كامل
وقال حداد إنه بعد 14 عاما مما قاله كارتر، جاء وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ليؤكد هذا الفعل اللاإنساني المروع قائلا "إننا نفرض حصارا كاملا على مدينة غزة. لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود. كل شيء مغلق. نحن نقاتل حيوانات بشرية، ونتصرف وفقا لذلك"، وهذا ما تسمى "جريمة إبادة جماعية" وحتى جريمة ضد الإنسانية.
وفي السياق نفسه، ذكّر حداد بتقرير القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، وما قضت به محكمة العدل الدولية من أن أفعال إسرائيل تقع ضمن اتفاقية الإبادة الجماعية.
الموت قبل الموتوأشار إلى إن الوفيات عام 2009 كانت 1434 حالة، أما في بداية رمضان الحالي، فقد بلغ عدد القتلى المدنيين أكثر من 31 ألفا بما في ذلك 12 ألفا و800 طفل، قائلا إن هذا العدد المروّع الذي أكدته الأمم المتحدة والذي لا يزال البعض يلطفه بصيغة "حسب وزارة الصحة في غزة"، لا يشمل الجثث التي ظلت محاصرة تحت الأنقاض، ولا الوفيات الناجمة عن نقص الرعاية والدواء، ولا أولئك الذين سيموتون من الجوع، إذ ليس هناك موت أسوأ من الموت قبل الموت، كما يعلق المدون.
وعلق بأن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة لا يجدان فرقا بين حماية النفس والعقوبة، ولا بين مطاردة قوات حماس وذبح سكان غزة، ولا يعترفان بالحدود الأخلاقية ولا بالضرورات القانونية ولا حتى بالأهداف العسكرية.
واستمر في تعليقه قائلا: "سواء كان ذلك فرديا أو جماعيا، وسواء ارتكبته ما تسمى بجماعة همجية وإرهابية، أو ما تسمى دولة متحضرة وديمقراطية، فإن الشر يظل شرا، والخير يظل خيرا، وفوق الخير والشر، يبقى الإنسان، سواء كان يهوديا أو فلسطينيا أو توتسيا أو أرمنيا أو روهينغا… فإن حياته مقدسة ومعترف بها على هذا النحو في جميع الأديان، وفي جميع الفلسفات والمواثيق والدساتير".
لا يهتمون بالقانون الدولي بل بأساطيرهموتساءل إذا ما كان الهجوم الذي أصاب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مهما كانت بشاعته، يبيح فرض عقاب جماعي على شعب بأكمله، مشيرا إلى أن الرئيس الاشتراكي إسحاق هرتسوغ المعروف "باعتداله" هو الذي أعلن أن "أمة بأكملها هي المسؤولة"، ليصرخ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قائلا "سوف نزيل كل شيء".
وأكد أن نتنياهو وأعوانه العنصريين ومرتكبي الإبادة الجماعية لا يهتمون بجميع قرارات الأمم المتحدة وميثاقها والقانون الدولي الذي ينص على حق الشعوب في تقرير المصير، بل يجدون أنفسهم أكثر في الجملة التوراتية المرعبة "اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلا وامرأة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات
إقرأ أيضاً:
غزة تواجه المجاعة: 700 ألف بلا طعام وتحذيرات من تحول القطاع إلى مقبرة جماعية
قالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مؤكدة أن مخزون البرنامج من المساعدات الغذائية قد نفد بالكامل، وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الإنسانية.
وأوضحت المتحدثة أن نحو 700 ألف فلسطيني في غزة كانوا يحصلون يوميا على وجبات غذائية من البرنامج، إلا أن تعذر إدخال المساعدات أدى إلى توقف هذا الدعم، في وقت تتكدس فيه شاحنات محمّلة بالإمدادات عند المعابر بانتظار السماح لها بالدخول.
وحذرت من أن استمرار هذا الوضع ينذر بوقوع وفيات نتيجة سوء التغذية، مؤكدة أن البرنامج تمكن خلال فترات التهدئة السابقة من إدخال ما بين 30 و40 ألف طن من المساعدات إلى القطاع.
وفي السياق ذاته، وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" الأوضاع في غزة بأنها "كارثية على كافة المستويات"، نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول الإمدادات الإغاثية والطبية.
وأكدت المنظمة أن العالم يشاهد هذه الكارثة الإنسانية دون أن يتحرك لوقف ما وصفته بـ"الوحشية العشوائية والمروعة".
وقالت رئيسة شؤون الطوارئ في المنظمة، كلير نيكوليه، إن الحظر الكامل المفروض منذ مطلع مارس على دخول المساعدات إلى غزة يخلف عواقب مميتة، ويقوض قدرة الطواقم الإنسانية والطبية على تقديم الاستجابة اللازمة.
وأكدت نيكوليه أن الاعتماد على المسارات القانونية، مثل إجراءات محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال، قد يستغرق وقتا لا يملكه الفلسطينيون، الذين يواجهون خطر الموت يوميا نتيجة الحصار.
وحذرت من تحول غزة إلى "مقبرة جماعية"، مشددة على أن إسرائيل تستخدم المساعدات كسلاح حرب ووسيلة للعقاب الجماعي، ودعت الدول إلى ممارسة ضغط فعلي وفوري على السلطات الإسرائيلية لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات بشكل عاجل، لتفادي المزيد من المعاناة والخسائر في الأرواح.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غوتيريش: إدخال المساعدات إلى غزة غير قابل للتفاوض لليوم الثالث - محكمة العدل الدولية تعقد جلساتها لمساءلة إسرائيل لليوم الـ94 على التوالي - الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها الأكثر قراءة صحة غزة: مرضى الكلى يواجهون خطر الموت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إسرائيل للسماح بمرور المساعدات إلى غزة الرئيس عباس يُطالب "حماس" بتسليم الأسلحة للسلطة وإطلاق سراح الأسرى 39 شهيدا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025