تشكل حمى الضنك تهديدا عالميا متزايدا، وفي عام 2000، تم الإبلاغ عن حوالي 500 ألف حالة حمى الضنك و19 ألفا و685 حالة وفاة مسجلة بسبب حمى الضنك في جميع أنحاء العالم؛ وبحلول عام 2019، كان هناك 5.2 ملايين حالة إصابة و30 ألف حالة وفاة، وهو أكبر عدد على الإطلاق. والوفيات في طريقها لتسجيل رقم قياسي آخر في عام 2024.
وقال الكاتب ديلان سكوت، في تقرير نشره موقع "فوكس" (Vox)، إن من المرجح أن يكون المدى الحقيقي للمرض أعلى من ذلك، حيث تكون حمى الضنك في بعض الأحيان بدون أعراض أو تظهر أعراض خفيفة فقط، ويمكن الخلط بين أعراضها وحالات عدوى أخرى، مثل الحمى الصفراء أو فيروس الشيكونغونيا.
وفي جنوب وجنوب شرق آسيا، وجزر المحيط الهادي، وأميركا الجنوبية، التي واجهت لفترة طويلة أوبئة حمى الضنك كل 3 إلى 5 سنوات، تحول الفيروس إلى تهديد مزمن.
وفي يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، أبلغت البرازيل عن أكثر من مليون حالة إصابة ونحو 300 حالة وفاة بسبب حمى الضنك، وهو أسرع انتشار للفيروس يتم تسجيله على الإطلاق في البلاد. وفي عام 2023 بأكمله، شهدت البرازيل 1.6 مليون حالة إصابة بحمى الضنك، أي بزيادة قدرها 18% عن العام السابق. وأعلنت 7 ولايات من أصل 26 ولاية في البرازيل حالة الطوارئ، وقامت البلاد بتعبئة حملة تطعيم غير مسبوقة، وهي أول حملة وطنية على الإطلاق للقاحات حمى الضنك.
وشهدت الأرجنتين أكثر من 74 ألف حالة منذ بداية هذا العام، وهي زيادة مذهلة بنسبة 2100% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023. وأعلنت بيرو حالة الطوارئ بعد تسجيل أكثر من 31 ألف حالة إصابة بحمى الضنك في الأسابيع الثمانية الأولى من العام. وأفادت المستشفيات في شمال البلاد بأنها مكتظة بالمرضى.
وعلى نحو متزايد، تنتشر حمى الضنك في أجزاء من العالم؛ حيث نادرا ما تم الإبلاغ عنها من قبل، بما في ذلك الولايات المتحدة. وفي العام الماضي، اكتشفت كاليفورنيا أول انتقال محلي لحمى الضنك. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تم الإبلاغ عن حالات لأول مرة في فرنسا وكرواتيا والمناطق شبه الاستوائية في أفريقيا وأفغانستان.
ويعزو خبراء الصحة العامة ظهور حمى الضنك في المقام الأول إلى عاملين: تغير المناخ والتوسع الحضري السريع في العالم النامي. ومن المتوقع أن يشتد كلا الاتجاهين في السنوات المقبلة، وهو ما يعني أن تفشي حمى الضنك الذي سجل أرقاما قياسية اليوم قد يكون مجرد المستقبل الذي ينتظرنا.
ولا يعاني العديد من الأشخاص المصابين بحمى الضنك من أي أعراض أو يصابون بحمى خفيفة فقط ويتعافون في غضون أسبوع تقريبا. ولكن بعض المرضى يصبحون أكثر خطورة، مع آلام شديدة في البطن والقيء. وفي عدد قليل من الحالات، يمكن أن يعاني المرضى من فشل الأعضاء وحتى الموت. وتتراوح تقديرات معدلات الوفيات الناجمة عن حمى الضنك على نطاق واسع، من 1 إلى 14% عبر دراسات مختلفة من جميع أنحاء العالم، ومن المحتمل أن يكون ذلك جزئيا انعكاسا للتباين في جودة العلاجات المتاحة وتوقيتها.
كيف يقاوم العالم حمى الضنك؟ تشجيع الناس في المناطق المعرضة لحمى الضنك على اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، ووضع الناموسيات على الأسرة، وتطبيق طارد الحشرات. في البرازيل يتم رش المبيدات الحشرية في محاولة لقتل البعوض الحامل للأمراض في المراكز الحضرية بالمياه الراكدة. طورت شركة "تاكيدا" للأدوية اليابانية في عام 2022 لقاحا لحمى الضنك، وفي التجارب السريرية (على البشر)، كان اللقاح فعالا بنسبة 80% في الوقاية من الأمراض المصحوبة بأعراض. نشرت 5 بلدات ومدن برازيلية على الأقل بعوضا معدلا وراثيا لإبطاء انتشار حمى الضنك، وقد حققت بعض النتائج المشجعة. أعراض حمى الضنك
تظهر الأعراض خلال فترة تتراوح بين 3 و14 يوما (من 4 إلى 7 أيام في المتوسط) عقب اللدغة المعدية، وللمرض شكلان سريريان:
أولا. بسيطيشبه في بداياته أعراض الزكام ومنها:
الصداع. آلام خلف العينين. آلام في المفاصل والعضلات والظهر. فقدان شهية وغثيان وقيء وكسل عام. ارتفاع في درجة الحرارة، وفي حالة الرضع والأطفال الصغار تكون الحرارة مصاحبة بطفح جلدي وقد يؤدي ارتفاعها إلى اختلاجات أو تشنجات حرارية. طفح جلدي، قد تنخفض بعده الحرارة. ارتفاع جديد للحرارة بعد يومين، وظهور طفح جلدي جديد في كل الجسم ما عدا الكفين والقدمين يستمر أياما عدة ثم تنخفض الحرارة مرة أخرى. ثانيا. نزفيحمى الضنك النزفية هي أحد مضاعفات حمى الضنك، وقد تؤدي إلى الوفاة، ولكن الشكل النزفي يحدث غالبا في الإصابة الثانية بنفس الفيروس أو بفيروس آخر من فيروسات الضنك، وأعراض الشكل النزفي هي:
يبدأ بنفس أعراض الشكل البسيط. يتطور بعد يومين إلى 5 أيام ليحدث صدمة ونزفا سريعا مفاجئا على شكل بقع نزفية تحت الجلد. يتطور إلى حدوث نزف دماغي ودخول المريض في غيبوبة وحدوث الوفاة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات حمى الضنک فی حالة إصابة ألف حالة فی عام
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف العلاقة بين أعراض انقطاع الطمث وصحة الدماغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة أجراها مجموعة باحثين من جامعة كالغاري في الولايات المتحدة وجامعة إكستر في المملكة المتحدة عن وجود ارتباط بين أعراض انقطاع الطمث وصحة الدماغ مما يشير إلى أن النساء اللائي يعانين من عدد أكبر من أعراض انقطاع الطمث قد يكن أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الذاكرة واضطرابات سلوكية خفيفة في المستقبل وفقا لما نشرتة مجلة ديلى ميل .
وأظهرت أبحاث سابقة أن النساء معرضات لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال وفى محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الخطر قام الباحثون بتحليل بيانات 896 امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث حيث خضعن لتقييمات ديموغرافية ومعرفية وسلوكية.
وطلب من المشاركات تسجيل أعراض انقطاع الطمث التي يعانين منها بما في ذلك عدم انتظام الدورة الشهرية والهبات الساخنة والقشعريرة وجفاف المهبل وزيادة الوزن وتباطؤ التمثيل الغذائي والتعرق الليلي ومشاكل النوم و تغيرات المزاج و عدم الانتباه أو النسيان و وأي أعراض أخرى وتم قياس الوظيفة الإدراكية باستخدام مقياس يقيم التغيرات في الذاكرة، اللغة، القدرات البصرية والمكانية، التخطيط، التنظيم، والوظائف التنفيذية بالإضافة إلى ذلك تم تقييم الأعراض العصبية النفسية باستخدام قائمة تركز على التغيرات العاطفية والسلوكية.
وكشفت التحليل أن النساء اللائي أبلغن عن عدد أكبر من الأعراض سجلن نتائج أسوأ في الاختبارات المعرفية وكن أكثر عرضة لإظهار علامات اضطرابات عصبية نفسية مع تقدم العمر.
وأشار الباحثون إلى أن انخفاض هرمون الإستروجين بشكل حاد خلال انقطاع الطمث، قد يفسر هذا الارتباط.
ووجدت الدراسة أن العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) والذي يستخدم غالبا لإدارة أعراض انقطاع الطمث ارتبط بعدد أقل من الأعراض العصبية النفسية في مراحل لاحقة من الحياة على الرغم من أنه لم يكن له نفس التأثير على الوظيفة الإدراكية.
وأشار الفريق البحثي إلى إجراء المزيد من الدراسات للتحقيق في هذا الارتباط وما إذا كان يمكن أن يشكل جزءا من إنذار مبكر للخرف كما يرغبون في استكشاف ما إذا كان العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يساعد في تقليل أي مخاطر محتملة.