محام مقدسي: المنحى التصاعدي للاستيطان بالبلدة القديمة زاد بعد جائحة كورونا
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قال الدكتور سامي الرشيد، المحامي المقدسي المختص في قضايا الاستيطان والملكية والمسكن وحقوق الإنسان في القدس، إن الاستيطان اليهودي أخذ منحى متصاعدا خلال السنوات الأخيرة، وزاد بشكل ملحوظ بعد جائحة كورونا.
وخلال حديثه لـ"نافذة الجزيرة من القدس"، أوضح الرشيد أن الاستيطان في البلدة القديمة بدأ مباشرة بعد عام 1967، ووصل إلى مرحلة متقدمة عبر محاولة الاستيلاء على عقارات إستراتيجية في البلدة.
وأوضح أن الاستيطان بدأ أولا بمصادرة وتوطين المستوطنين اليهود في الحي اليهودي بعد تفريغ حارة الشرف في البلدة القديمة، ثم دخول المستوطنين لبعض البؤر الاستيطانية في الأحياء الإسلامية وحارة النصارى، والآن هناك موجة للسيطرة على مناطق إستراتيجية ومبان كبيرة وفنادق في منطقة باب الخليل.
ولفت المحامي المقدسي إلى أن القانون الإسرائيلي لا يعترف بأن القدس الشرقية أراض محتلة، ويعدها جزءا لا يتجزأ من دولة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن القضاء منحاز منذ البداية للاستيطان عبر قوانين مختلفة، أبرزها قانون أملاك الغائبين.
بدوره، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن الاستيطان حوّل البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، كما حدّ من تحرك المقدسيين والدخول للمسجد الأقصى وأثر على حياتهم الاجتماعية والدينية.
وتواصل سلطات إسرائيل سياسة الاستيطان في القدس المحتلة، لا سيما في البلدة القديمة، حيث بلغ عدد المستوطنين في القدس عام 2022 نحو 595 ألفا، مما يشكل 60% من سكانها، ومر الاستيطان في البلدة القديمة بـ4 مراحل، آخرها بدأت عام 1987 باستيلاء رئيس وزراء الاحتلال حينها أرييل شارون على بيت في الحي الإسلامي.
الوضع الميدانيوتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض إجراءاتها المشددة على البلدة القديمة بالقدس وبوابات المسجد الأقصى، مع استمرار توجه المصلين لأداء الصلوات في اليوم التاسع من شهر رمضان المبارك، حيث تشهد أبواب المسجد وجودا مكثفا لقوات الاحتلال التي تجري عمليات تفتيش صارمة.
واستعرضت مراسلة الجزيرة فاطمة خمايسي الأوضاع عند باب العمود في ظل الطقس البارد والأجواء الماطرة، حيث رصدت استمرار توافد مئات الفلسطينيين لأداء الصلاة في المسجد الأقصى رغم تشديدات الاحتلال الأمنية.
ولفتت إلى تصريحات وزير الأمن إيتمار بن غفير التي طالب فيها بتشديد أكبر للسياسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، والسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان بخلاف ما هو معتاد.
في حين سلط مراسل الجزيرة حسان مسعود الضوء على محدودية الحركة في البلدة القديمة، على خلاف ما كان عليه الوضع خلال السنوات الماضية في رمضان، وذلك في ظل حالة توتر وقلق بسبب عدم السماح لأهالي الضفة بالتواجد، والمسيرات الاستفزازية التي يقوم بها مستوطنون في البلدة.
ويمثل العرب المسلمون والمسيحيون في البلدة القديمة بالقدس 77% من السكان البالغ عددهم 35 ألف نسمة، في حين يمثل اليهود 10%، بينما يقدر أن 20% من البلدة القديمة تحت سيطرة اليهود و20% تحت سيطرة الأوقاف، و29% تسيطر عليها الكنائس والمؤسسات المسيحية، 27% أملاك خاصة لمواطنين عرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی البلدة القدیمة المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
"القدس للدراسات": الاستيطان بالجولان تعبير حقيقي عن نوايا إسرائيل التوسعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن الاستيطان في الجولان تعبير حقيقي عن نوايا إسرائيل التوسعية، والاستفادة من الظروف التي تمر بها سوريا، إذ إنها بمثابة فرصة لإسرائيل لكي تكون لاعب أساسي وأصيل في تلك البلاد، موضحا أن الجولان محتلة منذ عام 1981 على يد دولة الاحتلال.
وأضاف «عوض»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن الجولان يمد إسرائيل بأفضلية عسكرية واستراتيجية هامة للغاية، إذ إنها منطقة عالية جغرافيا وبالتالي تمكن إسرائيل من الرد والصد والمراقبة والسيطرة، كما أنها أرض تحتوي على ثروات هائلة كالمياه والتربة الجيدة، لذلك تحتفظ بها إسرائيل إذ إن إحدى مشكلاتها الرئيسية هي المياه.
وتابع، أن الاستيطان في الجولان يعد سد بشري لحماية شمال دولة الاحتلال، كما أنه بمثابة رسالة للسوريين بأنه ليس هناك تفاوض أو تسوية معهم تقوم على التنازلات، موضحا أن إسرائيل تتعمد الاستيطان كوسيلة استعمارية للتقدم والسيطرة.
وأشار رئيس مركز القدس للدراسات، إلى أن إسرائيل تتصرف وكأنها منتصرة، واستطاعت فعل كل ما خططت له، إذ إنها تغير الشرق الأوسط عن طريق احتلال قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، كما أنها تتجه لاحتلال أراضي في سوريا.