عربي21:
2025-01-24@08:48:19 GMT

في ذكرى الثورة السورية: 13 عاما من التآمر

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

بعد ثلاثة عشرة عاما من اندلاع الثورة السورية، ومآلاتها التي عايش تفاصيلها الشارع السوري وخلفه العربي بكل حصص الغدر والتآمر والخذلان والانقلاب عليها بوحشية وقمع وقهر؛ يدفع ثمنها السوريون ومن خلفهم الشعب الفلسطيني صاحب القضية المركزية في وجدان العرب.. يتضح بعد هذه الأعوام ما ثبت في العقل العربي من أهمية نيل الشعوب حريتها وممارستها للديمقراطية وخلاصها من الاستبداد وحكم الطغيان كمقدمة ضرورية لبناء المجتمعات والأوطان.



وسوريا التي كانت بوصلة الثورة فيها تشير لمقدمات ضرورية كما في ضرورات عربية؛ كان لها نصيبها من الغدر والانقلاب عليها، وانعكاسات كثيرة وخطيرة على ملفات عربية على رأسها قضية فلسطين التي تلقت طعنات التطبيع والمؤامرات التي كشفتها بوصلة الثورات المضادة؛ بإعادة تثبيت النظام السوري بعضلات موسكو وطهران والدفع لاستعادة تلاحم عربي مستبد لإنقاذ بعضه البعض بعودة التطبيع العربي مع النظام السوري؛ فكان نقطة انطلاق موازية للتطبيع العربي مع المحتل الصهيوني بثمن له علاقة بكرسي الحكم وبشروط ووظيفة البقاء لفرض القهر.

يحيي السوريون ذكرى الثورة السورية الـ13 باستمرار المظاهرات ضد نظام الأسد في مدن الشمال والجنوب السوري، في ظروف ذاتية وعربية وإقليمية ودولية معقدة، ولعل أبرزها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي سبقه انشغال المجتمع الدولي قبل عامين بالغزو الروسي لأوكرانيا، ظروف عدها النظام السوري لمصلحته ومصلحة حليفه الروسي الذي اعتبر معركته لتثيبت نظام الأسد على رقاب السوريين أم معاركه في "عاصفة السوخوي" التي شنها ضدهم منذ العام 2015، وقبلها في مجلس الأمن لحماية جرائم الأسد ومكنته من استعادة سيطرته الأمنية على المدن الثائرة ضده.

ضمن هذا المشهد الذي يتربع على قمته العدوان الإسرائيلي على غزة، هناك تصدعات كثيرة أُلحقت بالانهيارات الكاشفة لطبيعة المواقف والوظائف المعني بها نظام الأسد وتجارته الخاسرة بشعارات الممانعة ودعم الشعب الفلسطيني؛ الذي نال حصته من الدمار والوحشية في مخيمات سوريا وفروع النظام الأمنية، والتي كانت استنساخا لجزء من الأساليب الصهيونية في غزة لمحاولة إلحاق هزيمة بالشعب الفلسطيني، ومن خلال التقليد المتبادل لأساليب لتدمير الشامل ضد المدنيين.

وتبدو هنا التجارب المقارنة بالغة الأهمية وأحدثت "زخما" في طبيعة الجرائم والمواقف منها، والتي صيغت في نهاية الأمر بخانة التخاذل والتآمر على الشعوب والثورات. والأهم هنا الموقف الانهياري لنظام لممانعة السوري من قضية العدوان الإسرائيلي على النظام نفسه، وعلى السيادة السورية شبه اليومية، التي عرّت كل شيء مرتبط بمسائل الوقوف مع شعب فلسطيني والتصدي لسياسات الاحتلال العدوانية.

الفصل بين مآلات الثورة السورية، وتأثير الثورات العربية المضادة على ما جرى ويجري لقضية الشعب الفلسطيني، مع العدوان الوحشي على غزة، هو فصل تعسفي بالفعل، لأن ما كشفه العدوان الإسرائيلي المستمر هناك، له دلالة قوية الحضور بمواقف أنظمة الاستبداد العربي وموت فاعليتها السياسية لصد العدوان والدفاع عن قضيتهم المركزية. وهذا من أبرز نتائج غلبة الاستبداد العربي على الشعوب؛ بإضعاف دور النقابات والمؤسسات والأحزاب السياسية في تثوير الشوارع العربية ضد الاحتلال، وبعدما ساهمت عملية قمع الأحزاب السياسية واستخدام البطش والقتل والدمار في تحديد المسار السياسي للنظام الرسمي العربي من قضايا الحرية والمواطنة والديمقراطية ومحاربة الفساد، بقي النظر للثورة السورية وطبيعة رد النظام السوري عليها المؤشر القوي لتهيئة شروط استنباط الاحتلال لوحشيته الماثلة على الأرض وإخضاعها للتوظيف والاستغلال مع معايير نزعة الاستبداد الأسدي أولا، ومن ثم النزوع العربي الرسمي للقطع مع قضية فلسطين لإعادة تقييم وترسيخ الاستبداد العربي للتطبيع فيما بينه من جهة والتطبيع مع الاحتلال من جهة أخرى.

الدرس السوري في الثورة المغدورة، شرحته وفصّلته أعوامها القاسية والثقيلة على بقية القضايا العربية، وشهد الجواب الفلسطيني في معركته المباشرة مع الاحتلال ومشروعه الاستعماري، بأن حلم التحول العربي الذي يعيد رسم العلاقة بين الشارع العربي وقضيته هو المدخل لمرحلة تأسيس هزيمة الاحتلال بناء على نشوء وعي عربي جديد بدأ بالتشكل منذ العام 2011، وأن التحول نحو الديمقراطية والخلاص من الاستبداد والطغيان، هو السلاح الأقوى والباقي لدعم كل القضايا.

والآن في جولة العدوان على غزة ومقاومته يستنزف النظام السوري كل الشعارات التي توافرت لديه منذ أكثر من خمسة عقود، وأصبح النظام العربي الرسمي عند عتبة النهاية من أيديولوجياته بخسارته القدرة على التأثير بصد العدوان، وقدرته المخزية على الخذلان والتآمر الواضح على غزة كما بينت شهور ويوميات العدوان الإسرائيلي؛ لتذكر العرب والفلسطينيين مجددا بأن الدعم الأمريكي للمحتل الصهيوني بَهتَ بفضل وهج التآمر العربي والنفاق المفضوح، من غزة والقدس، إلى دمشق وإدلب ودرعا والسويداء، والقاهرة وتونس وأبو ظبي والمنامة والرياض.

عُدت المكاسب المحققة من إعادة بسط النظام السوري للقمع مع أشقائه بالطغيان العربي، مؤشرا على بداية هزيمة الثورات، لكن في المقابل تراكمت بشكل مرعب و"طبيعي" مؤشرات مضافة للأسباب التي سبقت الموجة الأولى لثورات، وهنا لا يشط بنا الخيال، والخيال جموح، لنرى العالم العربي الذي أعاد الاحتلال الإسرائيلي والطغيان العربي إغراقه بملايين الأسباب والحجج والبراهين التي تدفعه للعوم على سطح الأحداث والثورة على أشياء لم تكن مقبولة، فكيف سيكون الحال في المستقبل مع أسباب أكثر وقاحة وجبنا وتآمرا وخذلانا ومذلة وقهرا وتعذيبا وفقرا وتدميرا وقتل وتواطؤا، وأقل وطنية؟

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة الأسد غزة سوريا الاحتلال سوريا الأسد غزة الاحتلال الثورة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی الثورة السوریة النظام السوری على غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 6

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع شهداء العملية العسكرية في جنين إلى 6، فضلاً عن إصابة 35. 

اقرأ أيضاً: العدوان على غزة يُحفز سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين

وذكرت الوزارة أن 6  شهداء ارتقوا مع وصول 35 حالة إصابة إلى مستشفيات ابن سينا، والأمل، والشفاء، والعدد مرشح للارتفاع.

وفي هذا السياق، قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن العملية العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في حنين تهدف لتعزيز الأمن في الضفة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر بياناً اليوم الثلاثاء أعلن فيه بدء عملية عسكرية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأن مروحية للقوات الإسرائيلية فتحت نيران أسلحة رشاشة تجاه محيط مخيم جنين، مما أدى إلى سقوط ضحايا.

وبُناءً على شهادات شهود العيان فقد وقعت اشتباكات بين مسلحين وقوات الجيش الإسرائيلي في عدد من المحاور بمحيط مخيم جنين، فيما شوهد الجيش الإسرائيلي وهو يدفع بتعزيزات عسكرية نحو مدينة جنين.

ويقوم الجيش الإسرائيلي بمُحاصرة وإغلاق مداخل ومخارج مخيم جنين بشكل كامل ويمنع الاقتراب منها.

وأفادت مصادر داخل الأراضي المُحتلة بأن قوات خاصة إسرائيلية تسللت لبلدة قباطية جنوب جنين، وتُشارك 4 وحدات من لواء كفير ووحدات من الكوماندوز في العمليات. 

وتعرض طبيب للإصابة مع مُمرض آخر بسبب رصاص الاحتلال الذي طال مستشفى الأمن في جننين. 

وفي وقتٍ سابق، أفادت مصادر محلية فلسطينية بقيام قوة خاصة من جيش الاحتلال باقتحام منطقة الجابريات في جنين بالضفة الغربية. 

وكان لجيش الإسرائيلي قد أصدر قبل قليل بياناً مُفصلاً أشار فيه إلى أن مُلثمين أضرموا نيراناً في ممتلكات بقرية الفندق في الضفة الغربية.

وأضاف البيان :"تبين من التحقيق أن عشرات المواطنين الإسرائيليين، بعضهم ملثمون، وصلوا الليلة الماضية إلى منطقة الفندق في الضفة الغربية، وأشعلوا النار في الممتلكات وأحدثوا أضرارا".

وذكرت وسائل إعلام عبرية إلى قيام قوات من جيش وشرطة الاحتلال بالتوجه لمكان الحادث، وجرى فتح تحقيق مشترك بين إدارة التحقيقات في الشرطة والشرطة العسكرية المحققة.

ونقلت تقارير إسرائيلية تصريحاً منسوباً لقائد المنطقة الوسطى اللواء آفي بلوت، قال فيه :"أي أعمال شغب عنيفة تمس بالأمن، والجيش الإسرائيلي لن يسمح بذلك".

وأصيب 21 فلسطينياَ، مساء الإثنين، باعتداء مستوطنين على بلدتي الفندق وجينصافوط قرب قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة.

كما هاجم مستوطنون مناطق عدة بالضفة وأحرقوا منازل ومحلات تجارية ومركبات لفلسطينيين.

 

مقالات مشابهة

  • قطر تدين العدوان  الإسرائيلي على مدينة جنين
  • البرلمان العربي يدين التصعيد الخطير لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 47 ألفًا و161 منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47.161 شهيدًا
  • حركة الجهاد تندد بعمليات القتل والتهجير التي يمارسها العدو في جنين
  • الجهاد الاسلامي تندد بعمليات القتل والتهجير التي يمارسها العدو في جنين
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 9 شهداء
  • الاحتلال الإسرائيلي يعزز نقاطه في التلال الاستراتيجية بريف القنيطرة السورية
  • ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 6
  • إحصائية دموية: الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 آلاف مجزرة في غزة