عربي21:
2025-02-17@04:34:29 GMT

في ذكرى الثورة السورية: 13 عاما من التآمر

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

بعد ثلاثة عشرة عاما من اندلاع الثورة السورية، ومآلاتها التي عايش تفاصيلها الشارع السوري وخلفه العربي بكل حصص الغدر والتآمر والخذلان والانقلاب عليها بوحشية وقمع وقهر؛ يدفع ثمنها السوريون ومن خلفهم الشعب الفلسطيني صاحب القضية المركزية في وجدان العرب.. يتضح بعد هذه الأعوام ما ثبت في العقل العربي من أهمية نيل الشعوب حريتها وممارستها للديمقراطية وخلاصها من الاستبداد وحكم الطغيان كمقدمة ضرورية لبناء المجتمعات والأوطان.



وسوريا التي كانت بوصلة الثورة فيها تشير لمقدمات ضرورية كما في ضرورات عربية؛ كان لها نصيبها من الغدر والانقلاب عليها، وانعكاسات كثيرة وخطيرة على ملفات عربية على رأسها قضية فلسطين التي تلقت طعنات التطبيع والمؤامرات التي كشفتها بوصلة الثورات المضادة؛ بإعادة تثبيت النظام السوري بعضلات موسكو وطهران والدفع لاستعادة تلاحم عربي مستبد لإنقاذ بعضه البعض بعودة التطبيع العربي مع النظام السوري؛ فكان نقطة انطلاق موازية للتطبيع العربي مع المحتل الصهيوني بثمن له علاقة بكرسي الحكم وبشروط ووظيفة البقاء لفرض القهر.

يحيي السوريون ذكرى الثورة السورية الـ13 باستمرار المظاهرات ضد نظام الأسد في مدن الشمال والجنوب السوري، في ظروف ذاتية وعربية وإقليمية ودولية معقدة، ولعل أبرزها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي سبقه انشغال المجتمع الدولي قبل عامين بالغزو الروسي لأوكرانيا، ظروف عدها النظام السوري لمصلحته ومصلحة حليفه الروسي الذي اعتبر معركته لتثيبت نظام الأسد على رقاب السوريين أم معاركه في "عاصفة السوخوي" التي شنها ضدهم منذ العام 2015، وقبلها في مجلس الأمن لحماية جرائم الأسد ومكنته من استعادة سيطرته الأمنية على المدن الثائرة ضده.

ضمن هذا المشهد الذي يتربع على قمته العدوان الإسرائيلي على غزة، هناك تصدعات كثيرة أُلحقت بالانهيارات الكاشفة لطبيعة المواقف والوظائف المعني بها نظام الأسد وتجارته الخاسرة بشعارات الممانعة ودعم الشعب الفلسطيني؛ الذي نال حصته من الدمار والوحشية في مخيمات سوريا وفروع النظام الأمنية، والتي كانت استنساخا لجزء من الأساليب الصهيونية في غزة لمحاولة إلحاق هزيمة بالشعب الفلسطيني، ومن خلال التقليد المتبادل لأساليب لتدمير الشامل ضد المدنيين.

وتبدو هنا التجارب المقارنة بالغة الأهمية وأحدثت "زخما" في طبيعة الجرائم والمواقف منها، والتي صيغت في نهاية الأمر بخانة التخاذل والتآمر على الشعوب والثورات. والأهم هنا الموقف الانهياري لنظام لممانعة السوري من قضية العدوان الإسرائيلي على النظام نفسه، وعلى السيادة السورية شبه اليومية، التي عرّت كل شيء مرتبط بمسائل الوقوف مع شعب فلسطيني والتصدي لسياسات الاحتلال العدوانية.

الفصل بين مآلات الثورة السورية، وتأثير الثورات العربية المضادة على ما جرى ويجري لقضية الشعب الفلسطيني، مع العدوان الوحشي على غزة، هو فصل تعسفي بالفعل، لأن ما كشفه العدوان الإسرائيلي المستمر هناك، له دلالة قوية الحضور بمواقف أنظمة الاستبداد العربي وموت فاعليتها السياسية لصد العدوان والدفاع عن قضيتهم المركزية. وهذا من أبرز نتائج غلبة الاستبداد العربي على الشعوب؛ بإضعاف دور النقابات والمؤسسات والأحزاب السياسية في تثوير الشوارع العربية ضد الاحتلال، وبعدما ساهمت عملية قمع الأحزاب السياسية واستخدام البطش والقتل والدمار في تحديد المسار السياسي للنظام الرسمي العربي من قضايا الحرية والمواطنة والديمقراطية ومحاربة الفساد، بقي النظر للثورة السورية وطبيعة رد النظام السوري عليها المؤشر القوي لتهيئة شروط استنباط الاحتلال لوحشيته الماثلة على الأرض وإخضاعها للتوظيف والاستغلال مع معايير نزعة الاستبداد الأسدي أولا، ومن ثم النزوع العربي الرسمي للقطع مع قضية فلسطين لإعادة تقييم وترسيخ الاستبداد العربي للتطبيع فيما بينه من جهة والتطبيع مع الاحتلال من جهة أخرى.

الدرس السوري في الثورة المغدورة، شرحته وفصّلته أعوامها القاسية والثقيلة على بقية القضايا العربية، وشهد الجواب الفلسطيني في معركته المباشرة مع الاحتلال ومشروعه الاستعماري، بأن حلم التحول العربي الذي يعيد رسم العلاقة بين الشارع العربي وقضيته هو المدخل لمرحلة تأسيس هزيمة الاحتلال بناء على نشوء وعي عربي جديد بدأ بالتشكل منذ العام 2011، وأن التحول نحو الديمقراطية والخلاص من الاستبداد والطغيان، هو السلاح الأقوى والباقي لدعم كل القضايا.

والآن في جولة العدوان على غزة ومقاومته يستنزف النظام السوري كل الشعارات التي توافرت لديه منذ أكثر من خمسة عقود، وأصبح النظام العربي الرسمي عند عتبة النهاية من أيديولوجياته بخسارته القدرة على التأثير بصد العدوان، وقدرته المخزية على الخذلان والتآمر الواضح على غزة كما بينت شهور ويوميات العدوان الإسرائيلي؛ لتذكر العرب والفلسطينيين مجددا بأن الدعم الأمريكي للمحتل الصهيوني بَهتَ بفضل وهج التآمر العربي والنفاق المفضوح، من غزة والقدس، إلى دمشق وإدلب ودرعا والسويداء، والقاهرة وتونس وأبو ظبي والمنامة والرياض.

عُدت المكاسب المحققة من إعادة بسط النظام السوري للقمع مع أشقائه بالطغيان العربي، مؤشرا على بداية هزيمة الثورات، لكن في المقابل تراكمت بشكل مرعب و"طبيعي" مؤشرات مضافة للأسباب التي سبقت الموجة الأولى لثورات، وهنا لا يشط بنا الخيال، والخيال جموح، لنرى العالم العربي الذي أعاد الاحتلال الإسرائيلي والطغيان العربي إغراقه بملايين الأسباب والحجج والبراهين التي تدفعه للعوم على سطح الأحداث والثورة على أشياء لم تكن مقبولة، فكيف سيكون الحال في المستقبل مع أسباب أكثر وقاحة وجبنا وتآمرا وخذلانا ومذلة وقهرا وتعذيبا وفقرا وتدميرا وقتل وتواطؤا، وأقل وطنية؟

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة الأسد غزة سوريا الاحتلال سوريا الأسد غزة الاحتلال الثورة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی الثورة السوریة النظام السوری على غزة

إقرأ أيضاً:

السلطات السورية تضبط مصانع كبتاغون بالقرب من الحدود اللبنانية (صور)

في منطقة جبلية نائية تكسوها المسالك الترابية الوعرة، بالقرب من الحدود اللبنانية، يعطي مسؤول أمني سوري أوامره لعناصره بفتح النار على أقفال باب حديدي لمبنى مهجور. بعد تفتيش المكان، يصرح قائلا "هذه مصانع كبتاغون ومخدرات".

أطلقت السلطات السورية الأسبوع الماضي حملة واسعة في منطقة القصير بمحافظة حمص لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية اللبنانية المتشابكة.

وتُتهم جماعة حزب الله، التي كانت حليفا رئيسيا للرئيس المخلوع بشار الأسد، برعاية شبكات تهريب المخدرات والأسلحة عبر هذه الحدود.





في قرية حاويك، التي تقع على بعد مئات الأمتار فقط من الحدود اللبنانية، أكد الرائد نديم مدخنة، مدير أمن الحدود في منطقة حمص، لوكالة "فرانس برس": "نبدأ الآن تمشيط المصانع التي استخدمها حزب الله وفلول النظام البائد، بعدما أصبحت المنطقة تحت سيطرة الإدارة العسكرية وإدارة أمن الحدود".

قبل اندلاع الثورة السورية، كانت منطقة القصير، التي تتداخل حدودها مع منطقة البقاع اللبناني في شرق لبنان، موطناً لآلاف اللبنانيين إلى جانب السوريين، وكانت تضم العديد من المعابر غير القانونية التي كانت تستخدم منذ عقود في عمليات التهريب.

ومع بداية الثورة في سوريا، اعترف حزب الله في نهاية نيسان /أبريل 2013 بمشاركة مقاتليه في المعارك دعما لحكم الأسد، وخاصة في القصير، التي كانت تشكل أحد المعاقل الهامة للمجموعات المعارضة.

وبعد أسابيع من المعارك العنيفة، سيطرت قوات النظام المخلوع وحزب الله على المنطقة، مما أدى إلى تهجير آلاف السوريين، فيما أنشأ حزب الله مقرات ومستودعات سلاح في المنطقة، التي تعرضت مراراً للقصف من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مدخنة "في زمن النظام البائد، كانت المنطقة تعدّ الشريان الاقتصادي لحزب الله وتجار المخدرات والسلاح".

خلال الحملة الأخيرة، داهمت القوات السورية أحد المباني التي كان يستخدمها المهربون، ليجدوا أكياساً تحتوي على حبوب الكبتاغون، فضلاً عن معدات كانت تستخدم في تصنيع المخدرات. وأظهرت الصحون المتروكة في مطبخ أحد المباني أن الأشخاص الذين كانوا يتواجدون في هذه المنشآت قد غادروها بسرعة.

من جانب آخر، لا تزال المسالك الترابية التي تؤدي إلى هذه المنشآت تحمل آثار سواتر ترابية كانت قد نصبها المهربون لعرقلة تقدم القوات الأمنية السورية، حسبما ذكر المسؤولون في إدارة أمن الحدود.

معركة على طريق الإمداد
في الأيام الأخيرة، خاضت القوات السورية معارك عنيفة مع مسلحين "موالين لحزب الله وفلول النظام"، حسبما أشار مدخنة، حيث كانوا يستخدمون أسلحة خفيفة ومتوسطة، إضافة إلى راجمات صواريخ. وظهرت آثار الدمار على الآليات المحترقة في الطريق، وكذلك في المباني والقصور الفاخرة التي أنشأها تجار المخدرات.

إلى جانب "تفكيك" مصانع المخدرات، أضاف مدخنة أن قواته تعمل على مكافحة أنشطة مهربي السلاح والسلع الذين يتنقلون بين لبنان وسوريا، ومعظمهم يحملون الجنسيات اللبنانية والسورية.



وتنسق قوات الأمن السورية مع الجيش اللبناني، الذي أعلن عن تعزيز انتشاره عند الحدود الشمالية الشرقية، وأوعز لعناصره بالرد على مصادر النيران التي تطلق من الجانب السوري، دون تحديد مصدرها.

يُذكر أن الحدود بين لبنان وسوريا تمتد بطول 330 كيلومترا، وهي غير مرسمة في العديد من المناطق، ما يجعلها عرضة للاختراق من قبل المهربين أو الصيادين أو حتى اللاجئين.

وفي هذا السياق، أقر الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كانون الأول /ديسمبر الماضي، أن الحزب "خسر في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سوريا" بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد.

عودة السكان إلى القصير
بعد الإطاحة بنظام الأسد وترك حزب الله لمواقعه في سوريا، بدأ السكان في بلدة القصير العودة إلى بيوتهم بعد سنوات من التهجير، هربا من القصف وملاحقة النظام السابق، رغم الدمار الواسع الذي طال المنطقة.

وقال حسن عامر (21 عاما) وهو في طريقه لطلاء جدران منزله الذي تم ترميمه حديثا، بمساعدة أصدقائه في الحي الذي بدأ يستعيد حياته تدريجيا: "خرجت من هنا صغيراً، لا أعرف كثيراً عن القصير".

وأضاف بينما كان جيرانه يرفعون الركام ويعيدون الأثاث إلى منازلهم: "هُجرنا رغما عنا، لكننا عدنا في اليوم الثاني لسقوط النظام".

عامر لا يخفي امتعاضه من حزب الله، الذي "استوطن القصير وحوّلها مدينة له منذ عام 2013، وكان يُمنع على أهلها العودة إليها، محوّلاً مدارسها ومؤسساتها إلى مقار له".

وكان محمد ناصر (22 عاما) من بين القلائل الذين أتيح لهم العودة إلى القصير في عام 2021، بعد أن "توفي جدي المسن هنا، وكنا دون الثامنة عشرة، ما جنّبني خطر الملاحقة الأمنية"، بينما ظل والده في لبنان خوفا من الاعتقال.

وعلق محمد (84 عاما)، جد ناصر، قائلا: "يوم التحرير، هربوا.. وبدأ أهل البلدة يعودون، في الليل، قبل أن يطلع الصباح، وكانت المساجد تكبّر".

مقالات مشابهة

  • ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأمريكية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟
  • ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأميركية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟
  • مشيرب: مع اقتراب ذكرى فبراير أين حقوق الثوار الحقيقيين؟
  • إشهار رابطة معتقلي الثورة السورية من أمام سجن صيدنايا
  • 10 شهداء و10500 مهجر وتدمير 585 منزلاً واعتقال 120 مدنياً جراء 19 يوماً من العدوان الإسرائيلي على طولكرم
  • الكواكبي السوري ونهاية طبائع الاستبداد في سوريا
  • السلطات السورية تضبط مصانع كبتاغون بالقرب من الحدود اللبنانية (صور)
  • 4 شهداء بالضفة الغربية مع استمرار العدوان الإسرائيلي
  • غازي زعيتر: يجب التنبه للمخاطر التي تتعرض لها سوريا من قبل الاحتلال الإسرائيلي
  • دروس الثورة السورية