تليد.. رحلة فنية في صناعة الأواني والأدوات الفريدة المستدامة
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
لم يثنها مؤهلها العلمي في المحاسبة والتدقيق والمالية من الإنخراط في العمل الحر والبدء في مشروعها الخاص الذي لا صلة له بتخصصها الجامعي، شعورها بضياع الوقت من بين يدها في انتظار الوظيفة دون جدوى دفعها للبحث عن مهاراتها وهوايتها وبدأت العمل في مشروعها الخاص "تليد" الذي يهتم بصناعة الفخاريات والخزف وتزويد المهتمين بالمواد والمعدات وتقديم الورش التدريبية للمؤسسات وجميع فئات المجتمع لرائدة العمل مروة بنت علي بن سعيد الحسنية.
بدأت مروة في مشروعها بالبحث والتسجيل في الورش التدريبية المتنوعة في مختلف المجالات وكانت آخر الورش التدريببة في صناعة الفخار لمدة شهر يقدمها المدرب مسلم العبري بتنظيم من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تميزت هذه الورشة بالتطبيق العملي ومن الأشياء الجميلة اختيار أحد أعمالها لتقديمه كهدية تذكارية لنائب رئيس هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
بعد انتهاء الورشة التدريبية بدأت مروة في البحث عن مركز في محافظة مسقط لدعم الحرفيين وشراء المعدات والأدوات من خلاله ودلها أحد رواد الأعمال على مركز الحرف اليدوية وأخذ الدكتور سعيد العدوي بيدها وساعدها للعمل معهم في المركز بالعمل الجزئي كدعم لها بالإضافة إلى السماح لها باستخدام مساحتهم الخاصة بالعمل من هنا، بدأت مروة التعمق في صناعة الفخار ومعرفة الكثير من المعلومات والمواد المستخدمة في صناعته واستطردت بالقول: "ما زلت إلى الآن أستخدم مساحتهم الخاصة لمشروعي تليد". انتشر مشروع تليد كثيرًا في مختلف أرجاء سلطنة عمان، وبدأت تنهال عليها الطلبات من كل حدب وصوب، بعدها قررت مروة افتتاح محل خاص لاحتضان مشروعها والتوسع فيه، عمر المشروع حاليًا ما يقارب السنتين، واختارت مروة قلعة بهلا لافتتاح مشروعها الخاص بالشراكة مع رائد العمل وليد الشريقي.
بعد طرح قلعة بهلا للاستثمار قررت مروة بالتعاون مع شريكها التواصل مع المستثمرين "شركة مراسيم" لفتح المحل في قلعة بهلا الذي كان لهم تعاون جدًا ممتاز، وتقدم كافة أنواع الدعم لمساندتهم في مشروعهم الخاص، بعد افتتاح المحل ارتفع الطلب على المنتجات والكثير من المحلات أصبحت تقوم بشراء منتجات "تليد" لبيعها في محلاتهم، والعديد من المؤسسات والمقاهي والمطاعم والمشاريع تعاونت مع تليد لتنفيذ وصناعة أواني التقديم والأكواب والصحون وغيرها من المنتجات.
وتحدثت مروة عن تفاصيل المشروع وقالت ينقسم المشروع إلى قسمين: قسم بيع المنتجات المتنوعة بمختلف أشكالها: صحون، وأواني، وأكواب، وخزفيات، وأدوات الديكور والتصميم الداخلي والزينة وغيرها من المنتجات وأوضحت مروة أنها أدخلت الجانب الفني في جميع المنتجات من خلال الرسم بالألوان الخاصة بالفخار مما يضفي جمالية وقيمة أكبر للمنتجات العمانية ويميزها عن غيرها من خلال دمج الطراز القديم مع الحديث وجميع المنتجات غير مكررة ومتنوعة والهدف منه أن العميل أو الزبون حينما يشتري المنتج يتأكد أنه مختلف وغير متكرر وذو قيمة.
وتابعت مروة: وأما القسم الآخر من المشروع فهو قسم التدريب والورش، حيث يوجد في المحل ورشة للصناعة اليدوية لتشجيع الأفراد للعمل في صناعة الفخار دون الحاجة إلى معدات كثيرة، حيث بإمكانهم الإبداع أكثر من المنزل والهدف الآخر ليكون في كل منزل عماني صانع أو صانعة فخار حيث قمنا بالكثير من الورش التدريبية في محافظة الداخلية ومحافظة مسقط، حيث تم تدريب أكثر من 150 من الأطفال والشباب ونطمح لزيادة العدد في السنوات القادمة.
شاركت مروة في معرض أسبوع الشارقة العماني المقام في إمارة الشارقة وخورفكان لمدة أسبوع ومعرض حرف عمان المقام في متحف عمان عبر الرمان بدعم من هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اختارت مروة لمشروعها اسم "تليد" وهو اسم مميز وفريد وغير مستهلك خاصة مع انتشار وتكرر أسماء الكثير من المشاريع قررت أن يكون اسم المشروع له علاقة بالقدم ليكون مناسبا مع المنتجات فاختارت "تليد" معناه الموروث من السابقين والعريق القديم وهو يتناسب مع المشروع كون صناعة الفخار من الطين إرثا قديما تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل.
وتمثلت الصعوبات والتحديات في مشروع "تليد" في عدم وجود مكان خاص للصناعة، حيث نقوم بحرق منتجات المشروع في مركز الحرف اليدوية، وهو ما يمثل تحديا وصعوبة كبيرة للمنتجات إذ نقوم بإحضار المنتج من المنزل وبعدها للمركز مما يجعله يتعرض للكسر في كثير من الأحيان قبل عملية الحرق مما يأخذ الكثير من الوقت وعدم وجود أفران خاصة للمشروع لا يمكن عمل بعض التجارب في ألوان الجليزات مما يؤدي إلى تأخير في تسليم بعض الطلبيات التي تحتاج إلى ألوان معينة، وأيضا بسبب عدد توفر الأفران والمكان الخاصة بالإنتاج يؤدي إلى تقليل الإنتاج.
وتأمل مروة أن يكون لها مكان خاص للإنتاج والصناعة وأفران خاصة بمشروعها لزيادة الإنتاجية، كما تسعى مروة إلى أن يتوسع المشروع أكثر وأن تتواجد منتجات "تليد" داخل وخارج سلطنة عمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: صناعة الفخار فی صناعة
إقرأ أيضاً:
لمحبي المطبخ الآسيوي.. هكذا تستمتع بنكهاته الفريدة بأساليب صحية
إذا كنت من عشاق الطعام الآسيوي، فإنك تعرف جيدا أن هذا المطبخ يتميز بتنوعه ونكهاته القوية التي تأتي من استخدام مكونات طازجة وتوابل غنية.
ولتحضير وجبات آسيوية لذيذة وصحية في الوقت نفسه، هناك العديد من النقاط التي يمكن أن تساعدك على تحسين جودة الطعام من دون التضحية بالنكهة.
التوابل والصلصات.. أساس المطبخ الآسيويتعد التوابل والصلصات العمود الفقري للمطبخ الآسيوي، حيث تمنحه نكهاته المميزة التي جعلته يحظى بشعبية عالمية. تساهم هذه المكونات في خلق تجربة غنية ومتكاملة، تجمع بين الطعم اللذيذ والفوائد الصحية.
ويشكل الزنجبيل والثوم أساسا للكثير من الأطباق الآسيوية. وبحسب "كليفلاند كلينك"، يتميز الزنجبيل بنكهته الدافئة ومضادات الأكسدة التي تعزز الهضم وتخفف الالتهابات، بينما يضفي الثوم عمقا نكهويا، ويساهم في خفض الكوليسترول وتعزيز المناعة.
أما صلصة الصويا، فتعد أيضا عنصرا لا غنى عنه في المطبخ الآسيوي، إذ تضيف نكهة مالحة غنية تعزز الطعم. والإصدار منخفض الصوديوم يوفر نفس النكهة المميزة مع تقليل المخاطر الصحية، ما يجعلها خيارا مثاليا.
من جانبه، يضفي زيت السمسم نكهة جوزية مميزة، ويُستخدم بكميات معتدلة لتوفير الدهون الصحية. من جهة أخرى، يضيف الحامض نكهة حمضية منعشة تخفف من ثقل الدهون في الأطباق.
تتنوع الخضروات المستخدمة في المطبخ الآسيوي بين الورقية والملونة والجذرية (غيتي إيميجز) كيف تحقق توازن البهارات المثالي؟تخلق التوابل كالزنجبيل، الكركم، والكمون، والصلصات مثل الترياكي والهويسين، توازنا متناغما بين النكهات الحلوة، والمالحة، والحارة، والحامضة. هذا التناغم، إلى جانب الاعتماد على مكونات طبيعية، يمنح المطبخ الآسيوي تفرده، ويجعله خيارا صحيا وشهيا، كما يتجلى في أطباق مثل الكاري التايلندي والهندي.
إعلانكما يمتاز المطبخ الآسيوي بغناه بالخضروات المتنوعة التي تضيف إليه لمسة من اللون والنكهة والقيمة الغذائية. فمزيج الألوان الزاهية في الخضروات، يعكس ليس فقط جمال الطبيعة، بل يشير أيضا إلى وجود كميات وفيرة من مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأمراض.
أما الخضروات المستخدمة في المطبخ الآسيوي، فتتنوع بين الورقية، مثل السبانخ الغنية بالحديد والفيتامينات، والملونة، مثل الجزر والبروكلي اللذين يعززان المناعة، الجذرية، مثل اللفت والشمندر الغنيين بالألياف. ولا يمكننا أن ننسى الخضروات الآسيوية الفريدة مثل الباك تشوي والفطر الآسيوي، التي تضيف نكهة مميزة وأومامي عميقة للأطباق.
إن هذا التنوع في الخضروات لا يضيف جمالا بصريا للأطباق فحسب، بل يجعلها أكثر تغذية وتوازنا. فكل ملعقة تأخذك في رحلة إلى عالم من النكهات والألوان، وتزود جسمك بالعناصر الغذائية التي يحتاجها للبقاء بصحة جيدة.
استبدال الكربوهيدرات بخيارات صحيةتُعد الكربوهيدرات المكررة كالأرز الأبيض والنودلز التقليدية أساسية في الأطباق الآسيوية، لكنها منخفضة بالألياف وترتبط بارتفاع مستويات السكر في الدم، وهذا يزيد من خطر الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
ولتعزيز القيمة الغذائية، يمكن استخدام بدائل صحية مثل:
الأرز البني والكينوا: الأرز البني يحتوي على ألياف ومغذيات تساعد على تحسين الهضم والتحكم في السكر، بينما تُعتبر الكينوا خيارا غنيا بالبروتين الكامل والأحماض الأمينية. نودلز الحبوب الكاملة: استبدال النودلز التقليدية بخيارات مصنوعة من الحبوب الكاملة أو الأرز البني يضيف الألياف ويحافظ على النكهة الأصلية في أطباق مثل الرامن أو النودلز المقلية. وتناول الحبوب الكاملة يعزز صحة القلب ويقلل من مخاطر الأمراض المزمنة. تعد صلصة الصويا عنصرا لا غنى عنه في المطبخ الآسيوي (غيتي إيميجز) كيف تطهو على الطريقة الآسيوية الصحية؟يدمج الطهي على الطريقة الآسيوية تقنيات بسيطة مع مكونات طازجة من الخضروات والبروتينات والتوابل الغنية معا لتحقيق التوازن بين النكهة والقيمة الغذائية. ويجعل استخدام الأساليب الصحية في الطهي الأطباق الآسيوية خيارا مثاليا لمحبي الطعام الصحي والشهي.
إعلانوفيما يلي أبرز طرق الطبخ المتبعة في المطبخ الآسيوي:
القلي السريع: تُستخدم كمية قليلة من زيت صحي مثل الكانولا أو زيت السمسم لتقليب الخضروات على نار عالية، مما يحافظ على قوامها المقرمش ونكهتها الطبيعية. هذه الطريقة تضيف عمقا للطعم من دون الحاجة إلى دهون زائدة. مثال على ذلك: نودلز الحبوب الكاملة مع البروكلي والجزر وصلصة الصويا. التبخير: يحافظ على العناصر الغذائية للخضروات مع تعزيز النكهات الخفيفة. ويمكن إضافة لمسة من زيت السمسم أو بذور السمسم المحمصة بعد التبخير لتكثيف النكهة من دون فقدان القيم الغذائية. التخليل: أسلوب شهير يُستخدم فيه مزيج من الخل والسكر والملح لصنع مخللات مثل الكيمتشي، التي تضيف نكهة حامضة مميزة وتحسن صحة الأمعاء بفضل البروبيوتيك. التحميص: تحميص الخضروات مثل الجزر أو البطاطا الحلوة مع القليل من التوابل يعطي نكهة مميزة مع الحفاظ على القيم الغذائية. الشوربات: تتميز الشوربات الآسيوية، مثل شوربة الميزو، باستخدام خضروات مثل الفطر والجزر، وهذا يعزز الطعم والقيمة الغذائية، ويجعلها وجبة خفيفة وصحية. السلطات الطازجة: إعداد السلطات مثل سلطة الخيار مع الزنجبيل والخل يوفر خيارا منعشا منخفض السعرات ومثاليا كوجبة جانبية. يكمن سر المطبخ الآسيوي في التوازن بين النكهات والقيم الغذائية (غيتي إيميجز) ما يجب تجنبه في المطبخ الآسيويعلى قدر ما يتميز المطبخ الآسيوي بتنوع أطباقه ونكهاته، فإنه قد يحتوي على مكونات تؤثر سلبا على الصحة عند الإفراط في استخدامها.
من بين النقاط الأساسية التي يجب مراعاتها:
الصلصات الجاهزة: العديد من الصلصات الآسيوية التجارية مثل الترياكي والهويسين مليئة بالسكر والملح، وهذا يزيد من السعرات الحرارية والمخاطر الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة. الحل الأمثل هو إعداد هذه الصلصات منزليا باستخدام مكونات طبيعية، كصلصة الصويا منخفضة الصوديوم والعسل. القلي العميق: أطباق مثل السبرينغ رولز المقلية أو التمبورا لذيذة لكنها مليئة بالدهون غير الصحية والسعرات الحرارية. ويمكن اختيار نسخ مشوية أو مخبوزة للحصول على نكهات مشابهة لكن بقيمة غذائية أعلى وأضرار أقل. الإفراط في استخدام الصوديوم: استخدام المكونات الغنية بالصوديوم، مثل صلصة الصويا وملح الطعام، قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. ويمكن استبدالها ببدائل مثل الأمينو السائل أو عصير الليمون، والذي يمنح الطعم الحامضي من دون التأثير على صحة القلب. المحليات الصناعية والسكريات: إضافة كميات كبيرة من السكر أو المحليات الصناعية تؤثر سلبا على مستوى السكر في الدم. ويمكن استخدام محليات طبيعية مثل العسل أو السكر البني بكميات معتدلة. إعلانولتجربة طعام آسيوي صحي ولذيذ، يكمن السر في التوازن بين النكهات والقيم الغذائية. ومن خلال اختيار المكونات الطازجة والتوابل الطبيعية، وإعداد الأطباق بطرق صحية، يمكنك الاستمتاع بكل ما يقدمه المطبخ الآسيوي من تنوع ونكهة، مع الحفاظ على صحتك وحيويتك.
تذكر أن الطهي هو فن، وعندما تجمع بين شغفك بالطعام الآسيوي ومعرفتك بالمكونات الصحية، ستخلق تجربة طعام لا تُنسى.