«برد أبوظبي».. منصة موسيقية فريدة لإبداعات العالم
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةينطلق مهرجان «برد أبوظبي» المقدم من هايبيست - مهرجان الثقافة المعاصرة الأول في المنطقة - وسط أجواء نابضة بالحياة، خلال الفترة من 24 إلى 28 أبريل المقبل، في «ياس باي» بجزيرة ياس في أبوظبي، حيث يحظى عشاق الموسيقى بالمتعة خلال فعالية ممتدة على مدار خمسة أيام تحتفل بمزيج من المقطوعات الموسيقية العربية المعاصرة والموسيقى الإلكترونية التي تشعل الحماس وموسيقى البوب والإيقاعات الأفريقية «أفروبيتس» وغيرها الكثير.
وضمن نسيج متناغم من الثقافة والإبداع، يَعِد مهرجان «برد أبوظبي» زواره بالكثير من المفاجآت في مجالات الطعام والرياضة والموضة والأزياء، ليحظوا بالحماس والمتعة في العاصمة، كمنصة ثقافية تجريبية فريدة من نوعها لتمكين المبدعين على المستويين المحلي والإقليمي من استعراض إبداعاتهم جنباً إلى جنب مع أعمال الفنانين العالميين.
يجمع المهرجان، في دورته الثانية، عشاق الموسيقى من كل أنحاء العالم في ياس باي واتر فرونت، بالتعاون بين دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وشركة «هايبيست» للاحتفاء بهُوية المنطقة النابضة بالحياة وتسليط الضوء على تأثير ظاهرة الثقافة المعاصرة على الموسيقى والموضة والأزياء والرياضة والفن، كما يقدم لزواره برنامجاً فريداً من نوعه متأصلاً في الموسيقى المتنوعة وأزياء ومأكولات الشارع، لاستكشاف السبل المتنوعة للتعبير الإبداعي وتعزيز الروابط الهادفة بين الأفراد على اختلاف ثقافاتهم.
وتأتي كوكبة من الفنانين من جميع أنحاء المنطقة إلى أبوظبي ليُبهروا الجماهير بأصواتهم الفريدة على المدرج «آمب ستيج»، في حين تعتلي المواهب العالمية مسرح «ذا أرينا» هذا العام، حيث سيكون الجمهور على موعد مع روائع الموسيقى الشعبية والموسيقى الإلكترونية في 24 أبريل بصحبة المُبدع المصري الوايلي، ويضم أبرز أغانيه، مثل «2010» و«العبد والوايلي»، وفي العرض التالي يبث الفنان السعودي عمر دافن الحياة في الشعر الإيقاعي من خلال أغانٍ، مثل «2001»، إضافة إلى مشاركة الفنان أبيوسف الرائعة في 25 أبريل مع مقطوعات مثل «شايف»، والفنانة نور ومزيجها الساحر من النغمات العربية والإيقاعات الإلكترونية في أغانٍ، مثل «وأنا».
ويشهد يوم 26 أبريل استمتاع الجماهير بإيقاع موسيقى مروان بابلو التجريبية وكلماته العميقة، جنباً إلى جنب مع عروض الراب الحماسيّة التي يقدمها أبو الأنوار في أبرز أغانيه، مثل «الأسف».
أما يوم 27 أبريل، فيشهد عرض فرقة مايجور ليغ ديجايز الذي يجلب مشهد أمابيانو الموسيقي إلى المدينة من خلال موسيقى «آفرو جروفز» ومزيج ديناميكي من الأنواع الموسيقية المتنوعة لدي جي هَني ونغمات ديجّ الآسرة للألباب في مقطوعات موسيقية مثل «فيجيونز».
وختاماً في 28 أبريل، يقدم ديستنكت أداءً حماسياً من خلال مزيج فريد من الأصوات العصرية والطاقة النابضة بالحياة، في حين ستقدم لانا لوباني مجموعة من أغانيها الرائعة مثل «ذا سنيك» لتأسر ألباب الجماهير، كما تقدم دنيا وائل لعشاق الموسيقى أغاني تجسد روح الأنوثة المصرية، مثل «العسل».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الثقافة
إقرأ أيضاً:
الاستماع إلى الموسيقى “أونلاين”.. كيف يضر بكوكب الأرض؟
تركيا – أوضح الباحث الموسيقي التركي الدكتور فاتح أقمان، إن الاستماع إلى الموسيقى على المنصات الرقمية عبر البث المباشر “أونلاين” دون تحميل، تسبّب في عام 2024 وحده بانبعاث 15 مليون طن من الكربون، وهو ما يستلزم زراعة 237 مليون شجرة لمعادلة هذا الانبعاث.
وفي حديث للأناضول أشار أقمان إلى أن مستويات الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية منذ الثورة الصناعية ارتفعت بنحو 50 بالمئة، كما أن الاستهلاك المتزايد للطاقة مع التحول الرقمي يُسرّع وتيرة الاحتباس الحراري.
وحول تأثير التحول الرقمي بقطاع الموسيقى على التغير المناخي، أوضح أقمان أن “قطاع صناعة الموسيقى يتكون من شقين، الموسيقى المسجلة والموسيقى الحية”، مشيرا إلى أن “الموسيقا المسجلة وحدها لديها أكثر من 2 مليار مستخدم يوميًا”.
ولفت إلى أن “جمهور الحفلات والمهرجانات، وشركات التوزيع الرقمي، وقاعات العروض، وصناعة المعدات، ووسائل النقل، كلها أطراف تؤثر في التغير المناخي ضمن هذا القطاع”.
وبيّن أقمان أن “المستهلكين هم العامل الأبرز بين هذه الأطراف، التي تضم أيضًا استخدام منتجات مثل الأقراص المدمجة وأقراص الفينيل الموسيقية، إلى جانب المنتجات الرقمية”.
وأضاف أن “عملية الاستماع للموسيقا وتحميلها ومشاركتها تتطلب استهلاكًا كبيرًا للطاقة”.
وأوضح أن “شركات التوزيع الرقمي، ورغم مساهمتها في خفض الانبعاثات خلال مرحلتي الإنتاج والتوزيع، إلا أنها تؤدي إلى زيادة الاستهلاك في مرحلة الاستخدام”.
** كيف يؤثر البث الرقمي للموسيقا على البيئة؟وقال أقمان إن “إنتاج قرص فينيل يتسبب في انبعاث نحو 2.2 كيلوغرام من الكربون، وإنتاج قرص مدمج (CD) يتسبب بانبعاث 172 غرامًا، بينما الاستماع لموسيقا رقمية لمدة ساعة يبعث 55 غرامًا من الكربون”.
وفي معرض شرحه الآلية التي تصل بها الموسيقا إلى المستخدم على المنصات الرقمية قال أقمان: “يتم حفظ الموسيقا في الأقراص الصلبة الخاصة بمزودي البيانات، وعندما يضغط المستخدم على زر التشغيل تنتقل البيانات من تلك الأقراص إلى موزّع، ثم من الموزع إلى الأجهزة كالحواسيب أو الهواتف أو الأجهزة اللوحية عبر قنوات الواي فاي أو الكوابل الأخرى”.
وأضاف: “هذه العملية تُسمى البث، وعندما نستمع إلى أغنية بطريقة التحميل، فإننا نشغّل النظام مرة واحدة فقط، أما في حالة البث المباشر، ولأننا لا نحتفظ بالبيانات على أجهزتنا، فنضطر في كل مرة إلى إعادة تشغيل هذا النظام من البداية، وبهذا، نقوم بتفعيل كلفة الطاقة في كل مرة، وهنا تكمن الخطورة”.
وأشار أقمان إلى أن “الاستماع إلى أغنية واحدة بالبث المباشر 27 مرة يؤدي إلى انبعاث 1 كغ من ثاني أكسيد الكربون، بينما التنزيل لا يستهلك الطاقة إلا مرة واحدة فقط، مما يجعله أكثر توفيرًا للطاقة”.
وأضاف أنه منذ عام 2004 أصبح بالإمكان الاستماع إلى الموسيقا عن طريق التحميل، وفي عام 2005 ظهر لأول مرة نظام البث (Streaming)، الذي بدأ بالانتشار سريعًا، إلى أن أصبح عام 2017 الشكل الأكثر استخدامًا لاستهلاك الموسيقا، والذي يشكّل اليوم ما نسبته 67.3 بالمئة من سوق الموسيقا المسجلة”.
وأردف أقمان قائلًا: “في عام 2024 تم تسجيل 4.8 تريليونات عملية بث، بينما بلغ هذا الرقم 4.2 تريليونات في عام 2023، و1 تريليون فقط في عام 2022، أي أننا أمام نمو بنسبة 14 بالمئة مقارنة بالعام السابق، و10 بالمئة كل عام”.
وتابع: “أما بالنسبة للانبعاثات، فإن 4.8 تريليونات عملية بث في 2024 أدت إلى انبعاث 15 مليون طن من الكربون، وهو ما يعادل 600 ألف رحلة جوية من إسطنبول إلى لندن، أو انبعاثات 15 مليون سيارة في سنة واحدة، ولمعادلة هذه الانبعاثات نحتاج إلى زراعة 237 مليون شجرة”.
ودعا أقمان إلى “استخدام مصادر الطاقة المتجددة في جميع مراحل العمل في هذا القطاع، من أجل تقليل الأثر البيئي لاستهلاك الطاقة”.
** أثر المهرجاناتوقال أقمان إن “من بين العوامل الأخرى المسببة للانبعاثات الكربونية العالية في هذا القطاع، المهرجانات الموسيقية التي غالبًا ما تُقام في مناطق خارج المدن، ما يدفع المشاركين إلى استخدام سياراتهم الخاصة، وبالتالي يزيد من انبعاث الكربون”.
كما أشار إلى أن “النفايات الناتجة عن الطعام والشراب والتغليف والمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تُسهم أيضًا في تلوّث البيئة”.
وأضاف أقمان، أن “الشخص الواحد في المهرجان يتسبب بانبعاث 25 كيلوغرام من الكربون”، مشيرا إلى أن “أكثر الدول تنظيما للمهرجانات الموسيقية في العالم هي المملكة المتحدة، والنمسا، والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأوضح أنه: “في مهرجان يضم بين 7 آلاف إلى 12 ألف مشارك، ينتج ما يقارب 1700 طن من الكربون”، لافتا إلى أنه “في المملكة المتحدة وحدها، يقام نحو 500 مهرجان سنويا، ويتسبب ذلك في انبعاث 400 ألف طن من الكربون، أي ما يعادل انبعاثات 87 ألف سيارة خلال عام واحد”.
وتابع أقمان: “قاعات العروض الموسيقية تعد من الأطراف المشاركة في زيادة الانبعاثات الكربونية، مشيرا إلى أنه “في النمسا مثلًا لدينا نحو 4 آلاف قاعة حفلات، تستضيف 32 ألف عرض موسيقي حي، ويشارك فيها 41 مليون متفرّج، ما يؤدي إلى انبعاث سنوي قدره 209 آلاف طن من الكربون”.
وولفت إلى أن “أكبر 10 مهرجانات موسيقية في العالم، تتسبب سنويًا بانبعاث 259 ألف طن من الكربون”.
كما أشار أقمان في حديثه إلى أن “الحفلات الموسيقية التي تُقام في العالم الافتراضي، تؤدي إلى انبعاث أقل بكثير من الكربون، مثل الحفلات التي يقيمها الفنان “مارشميلو” (منتج ودي جي مختص في موسيقى الرقص الإلكترونية) على إحدى منصات الألعاب الإلكترونية، والتي يحضرها حوالي 200 مليون شخص عبر الإنترنت.
وختم أقمان بالقول: “رغم أن الرقم يبدو كبيرًا، فإن هذا الحفل لو أُقيم على أرض الواقع، حتى لو لم يحضره 120 مليون شخص دفعة واحدة، بل على دفعات، فإن الانبعاث كان سيصل إلى نحو 3 ملايين طن من الكربون، بينما في الحفل الرقمي، لم يتجاوز الانبعاث 7.5 أطنان فقط و هذا يثبت أن التكنولوجيا يمكن أن تُسهم في تقليل انبعاث الكربون”.
الأناضول