أهداف الصيام: تعزيز الروحانية وتحسين الصحة البدنية
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
صوم شهر رمضان المبارك يُعتبر أحد الأركان الخمسة في الإسلام، وهو فرصة للمسلمين لتجديد الروحانية وتحسين العلاقة مع الله. بالإضافة إلى الجانب الروحي، فإن الصيام يحمل العديد من الفوائد الصحية للجسم والعقل. في هذا المقال، سنستعرض أهداف الصيام ونكشف بعض الأكاذيب التي قد تكون متداولة حول هذا العمل العظيم.
أهداف الصيام:1.تقوية الإيمان:
يُعتبر الصوم وسيلة لتقوية الإيمان وتجديد الروحانية، حيث يُعزز الصوم القدرة على الاحتماء بالتقوى والقرب من الله.
2. التوازن النفسي:يساعد الصوم في تحقيق التوازن النفسي والسيطرة على الشهوات الجسدية، مما يسهم في تعزيز السلام الداخلي والهدوء النفسي.
3. التضامن مع الفقراء:يُذكّر الصوم المسلمين بأهمية التضامن مع الفقراء والمحتاجين، ويُحفّزهم على التعاطف والعطاء.
4. تحسين الصحة:تُظهر الأبحاث أن الصوم يمكن أن يحسن صحة الجسم بشكل عام، من خلال إعادة تنشيط الجهاز الهضمي وتنقية الجسم من السموم.
أكاذيب لا تصدقها حول الصوم:1. الصوم يُسبب فقدان الوزن فقط:على الرغم من أن الصوم قد يساهم في فقدان الوزن، إلا أنه ليس الهدف الرئيسي منه. بل يُعتبر الصوم تجربة روحية تحتاج إلى الاعتدال في تناول الطعام أثناء الإفطار والسحور.
2. الصوم يضر بالصحة:في الواقع، الصوم بشكل معتدل ومتوازن يمكن أن يكون مفيدًا للصحة، ويمكن أن يساعد في تحسين وظائف الجسم وتنقية الجهاز الهضمي.
3. الصوم يُسبب الجوع والعطش الشديدين:تكون معظم الأشخاص قادرين على التكيف مع الصوم وتحمل الجوع والعطش بمرور الوقت، خاصة مع الحفاظ على تناول وجبات متوازنة خلال الإفطار والسحور.
4. الصوم يُؤثر سلبًا على الأداء اليومي:على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يشعرون ببعض التعب خلال فترة الصوم، إلا أن الصوم لا يؤثر سلبًا على القدرة على أداء الأنشطة اليومية بشكل عام.
تتضمن أهداف الصيام العديد من الجوانب الروحانية والصحية، وعلى الرغم من الأفكار الخاطئة التي قد تكون متداولة حوله، يبقى الصوم تجربة فريدة ومهمة في حياة المسلمين. يجب أن نعمل على تعزيز الوعي بفوائده الروحية والصحية ونشر الحقائق حوله لتحقيق فهم أفضل واستفادة أكبر من هذه العبادة العظيمة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
بين أن تكون قائداً أو بائع آيس كريم !!
“إذا كنت تريد إرضاء الجميع، فلا تكن قائدًا، بل بع الآيس كريم.”
“If you want to make everyone happy, don’t be a leader, sell ice cream.”
هكذا قال ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل – آيفون – وصاحب البصمة الفريدة في عالم التكنولوجيا. وربما لا يوجد وصف أدق لطبيعة القيادة من هذه الجملة القصيرة التي تجمع بين الطرافة والعمق.
القيادة ليست مهمة سهلة، وليست وظيفة مَن يبحث عن التصفيق الدائم والوجوه الراضية من حوله. لأن الحقيقة البسيطة هي: لا أحد يستطيع أن يُرضي الجميع، حتى لو كان نبياً أو عبقرياً. كل من اختبر موقعًا قياديًا، في أي مجال، يعرف جيدًا أن اللحظة التي تحاول فيها أن تُرضي الكل هي اللحظة التي تبدأ فيها بخسارة نفسك، ومبادئك، ومسارك.
في واقعنا، كثيرون يدخلون عالم القيادة معتقدين أنها مجرد توزيع للمهام، أو لعب دور الحكم بين الفرقاء. لكن سرعان ما يصطدمون بالحقيقة: القيادة قرارات. والقرارات، لا سيما الصعبة منها، لا تُرضي الجميع. فأحيانًا يجب أن تختار بين السيئ والأسوأ، أو بين ما هو شعبوي وما هو صحيح.
ستيف جوبز نفسه لم يكن ذلك المدير “المحبوب” في أبل. بل كان حادًا، حاسمًا، يقرر ويواجه العواصف، لأن رؤيته كانت واضحة: بناء شيء مختلف، عبقري، لا يشبه أحدًا. لذلك لم يكن يسعى إلى كسب القلوب بقدر ما كان يسعى لتحقيق الحلم. واليوم، نعرف النتيجة.
رغم أن ستيف جوبز توفي في العام 2011، إلا أنه وحتى أبريل 2025، تُقدّر القيمة السوقية لشركة أبل بنحو 3 تريليونات دولار أمريكي، ما يجعلها الشركة الأعلى قيمة في العالم من حيث رأس المال السوقي.
وذلك بفضل القيادة الملهمة القوية لستيف جوبز الذي أرسى دعائم استقرار ونظام عمل لم يتأثر برحيله، وهذه واحدة من سمات القائد الاستثنائي: خلق جيل يحمل الراية بعده.
القيادة تتطلب جرأة. تحتاج لقلب يتحمّل العزلة حين يصبح الطريق ضبابيًا، ولعقل يرى أبعد مما يراه الآخرون. وفي بعض الأحيان، يتطلب الأمر أن تقول “لا”، حتى حين تكون تلك الكلمة غير محبوبة. في مؤسسات الدولة، في الشركات، في الإدارات، بل حتى داخل الأسرة، هذه الحقيقة لا تتغير.
وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا، نحن في أمسِّ الحاجة إلى وزراء ومسؤولين لا يبحثون عن الأضواء، بل يتحمّلون المسؤولية بشجاعة وصدق. نحتاج إلى من تتجسّد فيهم صفات القيادة الحقيقية: وضوح الرؤية، والقدرة على اتخاذ القرار في أحلك الظروف، والاستعداد لتحمّل النقد والضغوط دون أن يتراجعوا عن المبادئ. نريد قادة يصغون للناس لا ليجاملوا، بل ليفهموا ويستجيبوا، يعملون بصمت وإخلاص، ويضعون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية أو الحزبية. لقد آن الأوان أن يُدار الوطن بعقلية رجال دولة لا موظفي سلطة، بقيادات تصنع المستقبل، لا تُدار بالأزمات.
القيادة ليست تعنتًا ولا قسوة، ولكنها ليست أيضًا طبطبة دائمة. هي توازن دقيق بين الاستماع للجميع، واتخاذ ما تراه صائبًا، ثم تحمّل النتائج. القائد الحقيقي لا يتهرب من المسؤولية، ولا يُغريه رضا الآخرين عن قراراته بقدر ما يشغله أن تكون قراراته عادلة وصحيحة.
إذا كنت تطمح لأن تكون قائدًا، فاستعد أن تُنتقد، أن يُساء فَهمك، أن تُرفض أفكارك أحيانًا. لكن في النهاية، ما سيُذكرك به الناس ليس كم شخصًا أحبك، بل كم أثرًا تركته. أما إن كان همّك أن تسعد الجميع وتسمع كلمات المديح باستمرار، فقد يكون بيع الآيس كريم خيارًا ألطف، وأهدأ، وأقرب للسلام النفسي!
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان