عين ليبيا:
2024-10-03@07:02:12 GMT

رمضان شهر قيام الليل

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

إن قيام الليل من خصال الخير والتقوى، وله عظيم الأجر والثواب، وهو مكمل الصيام في رمضان، شهر الصيام والقيام، فإن تلك العبادتين في رمضان متلازمتان عند أهل الإيمان، فقيام الليل في رمضان من الشعائر العظيمة التي سنها رسول الله ﷺ بقوله وفعله، ورغّب فيها.

وقيام ليالي رمضان سنة وفضيلة، وهو دأب الصالحين، وصفة المؤمنين، وشعار الناجين، وأجرها عظيم عند الله – عز وجل-، والمقصود بالقيام هو الصلاة التي تؤدى بعد صلاة العشاء، سواء كانت تؤدى أول الليل أو وسطه أو آخره، فكل ذلك يعتبر قيامًا، وتسمى صلاة القيام في شهر رمضان بصلاة التراويح، وقد سميت بهذا الاسم لما فيها من ترويح للنفس بعد أداء عدد من الركعات، فقد كانوا يستريحون بين كل أربع ركعات ثم يقومون، وقد قام رسول الله بأصحابه ليال عدة، ثم تركه خشيةَ أن تفرض على الأمة.

فرمضان مدرسةٌ متكاملة، فيها صنوف العبادات، ومختلف القربات إلى الله تعالى، فالسعيد من أحسن استغلاله وخرج بالخير كله من المغفرة والثواب، ولقد حث النبي ﷺ على اغتنام هذا الشهر الكريم بالزيادة فيه من أعمال البر والخير والطاعات، ليتدارك المسلم اليوم تفريطه في حق الله، وقد خصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة قيام الليل بالذكر، وأكد على عظيم ثوابها وفضلها في رمضان تحديداً، فقال ﷺ: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

وقد قام النبي ﷺ بالصحابة ليلة إلى ثلث الليل، وثانية إلى منتصف الليل، وثالثة إلى قبيل صلاة الفجر حتى قال بعض الصحابة رضي الله عنهم: لقد تخوفنا أن يفوتنا الفلاح، وهو السحور، فدل ذلك على مشروعية القيام جماعةً.

فإن قيام رمضان من القربات العظيمة، فعندما تلتقي روعة الصيام مع لذة القيام، يزداد الإيمان، وينشرح الصدر، ويطمئن القلب، أليست راحة القلب بذكر الله والمداومة على عبادته ومناجاته؟ {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

كذلك فإن الصلاة شرعت لتهذيب النفوس، وتصفية القلوب وتطهيرها من الحقد والحسد والبغضاء، وجعلها متآخية متحابة متقاربة، وهذا أمر ملحوظ، فإن العبد إذا أقبل على صلاته رق قلبه، وسمت نفسه، وخصوصاً صلاة قيام الليل، فعن أبي ذر – رضي الله عنه- عن النبي ﷺ أنه قال: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته»، فينبغي الحرص عليها، والاعتناء بها، رغبة في الخير وطلباً للأجر، وقيام رمضان شامل لهذه الصلاة، في جميع أيامه، فهو شاملٌ لهذه المعاني كلها، وفرصةٌ ثمينة لتحصيل هذا الأجر العظيم.

فلنحرص على الإكثار من نوافل الصلاة وقيام الليل في هذا الشهر الفضيل، وخاصة في العشر الأواخر منه، ولنحافظ على صلاتي العشاء والفجر في جماعة، فإنه من فضل الله سبحانه أن جعل فضيلة قيام الليل تتحقق بصلاتي العشاء والفجر في جماعة، فعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: أن النبي ﷺ قال: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله».

ونخلص من ذلك إلى أن قيام الليل سمة أهل التقوى تأسياً برسول الله ﷺ، وإن قيام رمضان له أجر مضاعف عن القيام في غيره من الشهور، فأوقات شهر رمضان أوقات شريفة مباركة، ينبغي للموفق أن يغتنمها في جليل القرب، والإلحاح على الله بطلب خيري الدنيا والآخرة، والتوفيق من الله، فإنه هو الرحمن المستعان وعليه التُكْلان.

المصدر:

كتاب تذكرة الصوام والقيام، عبد الله بن صالح القصير، ص50. كتاب الصوم، الشيخ أسعد الصّاغرجي، ص58. موقع طريق الإسلام: http://iswy.co/e17b3b

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: قیام اللیل فی رمضان فی جماعة النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

«الإفتاء» توضح بالأدلة حكم ختم القرآن للميت جماعة

قراءة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يتقرب بها للمسلم لله عز وجل، ويستحب للمسلم القراءة في كل وقت وحين تقربًا لله تعالى وأملًا في لثواب والطاعة، ومن العادات المعروفة اجتماع المسلمين لقراءة القرآن وفاة الميت، وضمن ذلك نوضح في السطور التالية حكم ختم القرآن للميت جماعة حسب ما أوضحته دار الإفتاء المصرية.

فضل الاجتماع على ختم القرآن

وقالت دار الإفتاء المصرية في إجابتها على سؤال حكم ختم القرآن للميت جماعة إن السنة النبوية دعت إلى الاجتماع والتعاون بين المسلمين في أعمال الخير والبر؛ وقال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾، موضحًة أن الاجتماع على الطاعة وذكر الأعمال من أفضل العبادات والأعمال التي يجب على المسلمين أن يحرصوا عليها، فقد قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45].

حكم الاجتماع على ذكر الله وختم القرآن

وأوضحت الدار في ردها على سؤال حكم ختم القرآن للميت جماعة عبر موقعها الرسمي، أن السنة النبوية موضحًة أن الله أعد للمجتمعين على ذكره العديد من العطايا والمزايا؛ بداية من حفهم الملائكة، ودخولهم في رحمة الله، إضافة لذكرهم في الملأ الأعلى؛ فقد أن أَبِي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

ختم القرآن من أنواع ذكر الله

وأكّدت الدار استحباب الاجتماع على ذكر الله لختم القرآن كان أو لغيره من العبادات، بما في ذلك شتى أنواع الذكر لله تعالى من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك من الذكر المعروف المحمود، بما في ذلك قراءة القرآن الكريم؛ لأنه أفضل الذكر كما ورد في السنه النبوية، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ»، وَفَضْلُ كَلَامِ اللهِ عَلَى سَائِرِ الكَلَامِ كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ» أخرجه الترمذي في سننه وحسنه.

الأدلة على استحباب اجتماع المسلمين على قراءة القرآن الكريم

وأوضحت الدار خلال الحديث عن سؤال حكم ختم القرآن للميت جماعة، أن اجتماع المسلمين لقراءة القرآن الكريم في المسجد أو في بيت أحدهم هو أمر مستحب مندوب شرعًا ولا خلاف في جوازه ومشروعيته، وهناك العديد من الأدلة من السنة النبوية تدل على ذلك فعن أبي الرُّدَيْنِ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيَتَعَاطُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا كَانُوا أَضْيَافًا لله عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَقُومُوا أَوْ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» أخرجه البيهقي.

حكم إهداء ثواب قراءة القرآن للميت

وأوضحت دار الإفتاء أنَّ إهداء ثواب قراءة القرآن للميت تواردت عليه النصوص وأجازه السلف الصالح، وتوارثه المسلمون جيلًا بعد جيل، وهناك عدد من الأدلة في السنة النبوية على ذلك فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرَّم وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ مَرَّ عَلَى الْمَقَابِرِ، وَقَرَأ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ وَهْبَ أَجْرَهُ لِلْأَمْوَاتِ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ الْأَمْوَاتِ» خرَّجه الخلَّال في "القراءة على القبور".

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء» توضح بالأدلة حكم ختم القرآن للميت جماعة
  • لمواجهة الجوع خلال الليل.. تناول هذه الوجبات!
  • هل ورد دعاء اللهم سدد رميهم عن النبي؟.. يردده المسلمون من أجل نصرة فلسطين
  • كشف ملابسات مقطع فيديو تضمن قيام قائدي سيارتين "ميكروباص" بالسير برعونة بالقاهرة
  • علي جمعه يوضح فضل الصلاة على النبي: يُكْفي همك ويغفر لك ذنبك
  • مَن هو النبي الذي سبحت معه الطير والجبال؟.. كان له صوت جميل
  • نسخة من دعاء السفر مكتوب للمسافر كما ورد عن النبي ﷺ
  • استمرار الاحتفالات بميلاد النبي "صلى الله عليه وسلم" بأوقاف الفيوم.. صور
  • هل تتراجع جماعة الحوثي بعد الكشف عن تورط إيران في تسهيل اغتيال ”نصر الله” !
  • كيف تصلي قيام الليل وتمحو سيئاتك وتزداد تقرباً من الله؟