ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم صيـام من لا يصلي؟ فهناك بعضُ الناس الذين لا يحافظون على أداء الصلاة، عندما يدخل شهر رمضان يتحمَّسُون للصلاة ويُبادِرونَ بأدائها، ثم تَفْتُرُ عزيمتُهُمْ ويَرْجِعُونَ لعادتهم في تركها أو ترك بعضها، فهل يكون صيامهم مع تركهم بعضَ الصلوات المفروضة صحيحًا؟

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن صيـام من لا يصلي صحيحٌ، مع كونه غير ممتثلٍ للأوامر الشرعية الموجبة للصلاة، وينبغي على كلِّ مكلف أن يجتهد في أداء الفرائض التي فرضها الله عليه على قدر طاقته واستطاعته؛ حتى يصلَ إلى تمام الرضا مِن الله سبحانه وتعالى، ويكون محلًّا للقبول والرحمة منه، وحتى يكون قربه من الله وزيادة ثوابه وقبوله أوفر حظًّا ونصيبًا ممَّن يؤدي بعض الفرائض ويترك بعضها الآخر.

وذكرت دار الإفتاء، أن القول بأن فعل المعصية يحبط ما قدمه الإنسان من طاعة أو يفسدها فتكون بلا أثر ولا مثوبة، قول غير صحيح ولا اعتبار له؛ إذ يشتمل على مفاسد عقدية، وادعاءات تتعارض في مجملها مع رحمة الله تعالى وفضله، بل ومع إحسانه وعدله؛ فقد تقرر أن الله تعالى يضاعف الحسنات إلى أضعاف مضاعفة، ولا يجازي على السيئة إلا مثلها أو يعفو، فكيف بالقول إن الله تعالى يحبط الحسنة بالسيئة، دون مجازاة عليها ولا إثابة بها، ومن قبيل ذلك الادعاء بأنه لا صيام مقبول لمن لا يُصلِّي، وقد نص على خطأ ذلك القول جماهيرُ العلماء واستنكروه؛ لكونه معارضًا لصريح القرآن، منافيًا لعدل الله تعالى وإحسانه.

أما كونه معارِضًا لصريح القرآن الكريم، فذلك أنه تعالى قد قال في محكم تنزيله إنه يحاسب عباده على كلِّ عملٍ من أعمالهم، فما عملوا من خير فسيثابون عليه ويضاعف الله لهم أجره، وما عملوا مِن شرٍّ فسيعاقبون عليه بمثله، لا أنَّه سيُحبط عمل هذا بذاك، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 40]، وقال تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الأنعام: 160]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 7-8].

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الصلاة شهر رمضان المعصية الله تعالى ن الله

إقرأ أيضاً:

كيف نخطط للعبادة في شهر رمضان؟ هبة إبراهيم تجيب

أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن شهر رمضان يمثل فرصة عظيمة لمراجعة النفس والتوبة الصادقة من الذنوب، داعية إلى استغلال أيامه المباركة في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.  

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، في تصريحات تليفزيونية، أن البداية الحقيقية للاستفادة من رمضان تكون بالتوبة الصادقة والاستغفار، مع عقد العزم والإصرار على عدم العودة للذنوب، مشيرةً إلى قول الله تعالى: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".  

وأضافت أن التخطيط الجيد يساعد على تحقيق أقصى استفادة من الشهر الكريم، من خلال وضع برنامج يومي يشمل الصلاة في وقتها، قراءة ورد من القرآن الكريم، وصلة الرحم، والحرص على الصدقات ولو بالقليل، مؤكدةً أهمية محاسبة النفس يوميًا لمعرفة مدى تحقيق الأهداف الروحية.  

كما شددت على ضرورة استغلال رمضان لتجديد العلاقة بالله، والتواصل مع الأهل، والحرص على بر الوالدين، مؤكدةً أن هذا الشهر المبارك فرصة ذهبية للفوز بالمغفرة والقبول، والدخول من باب الريان الذي أعده الله للصائمين.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم صيام الحامل والمرضع؟.. عضو الأزهر الفتوى تجيب (فيديو)
  • لماذا فرض الله صيام رمضان؟.. احذر إفطار هذا اليوم يعرضك لوعيد شديد
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • هل تأثم المرأة الحامل إذا أفطرت رمضان؟ الإفتاء تجيب
  • حكم استعمال بخاخ الربو للصائم في رمضان.. الإفتاء تجيب
  • كيف نخطط للعبادة في شهر رمضان؟ هبة إبراهيم تجيب
  • هل يشترط التلفظ بالنية في كل يوم من أيام رمضان؟ فتوى الأزهر ترد
  • حكم صيام شهر رمضان دون صلاة.. «الإفتاء» توضح
  • الإفتاء: صيام من ينام طول النهار ويستيقظ قبل المغرب صحيح ولكن بشرط