غزة.. الأمطار تغرق مئات الخيام ومياه الصرف والقمامة تفاقمان المخاطر
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
تسببت الأمطار الغزيرة التي تهطل على مناطق مختلفة في قطاع غزة منذ الليلة الماضية في تفاقم معاناة النازحين، بعد أن أغرقت المياه خيامهم وألحقت بها أضرارا جسيمة، فيما تهدد مياه الصرف الصحي والقمامة صحة النازحين في رفح.
وتسببت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة التي هبّت على المناطق الشمالية من القطاع، والغربية من دير البلح وسط القطاع، ورفح ومنطقة المواصي في خان يونس جنوبا بغرق مئات الخيام، وتطاير أخرى تؤوي آلاف النازحين، الذين باتوا ليلتهم بالعراء في ظل البرد القارس وتحت الأمطار الغزيرة.
ومن بين هؤلاء النازحين أطفال ونساء ومسنون ومرضى في ظروف إنسانية صعبة.
وقد ترك معظم النازحين بمراكز الإيواء في مختلف مناطق القطاع، منازلهم على وجه السرعة أملا بالنجاة من قصف طائرات ومدفعية الاحتلال، حاملين معهم القليل من الملابس والأغطية والمقتنيات الشخصية، ليصبحوا فريسة للبرد القارس والجوع والعطش.
ويعاني هؤلاء النازحون أوضاعا معيشية غاية في الصعوبة، نتيجة نقص جميع الخدمات الأساسية، وعلى رأسها توفير الطعام والرعاية الصحية اللازمة.
المخاطر الصحية تهدد الفارين من ويلات القصف الإسرائيلي (الأناضول) أوضاع صعبةوطالب النازحون الجهات الأممية والدولية بضرورة توفير مراكز إيواء لهم في ظل الأوضاع الصعبة والحرب المتواصلة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع لليوم الــ165″.
يأتي ذلك بينما تزحف أكوام القمامة والبرك الملوثة بمياه الصرف الصحي باتجاه خيام النازحين التي أقاموها بما توفر لهم في جنوب قطاع غزة، وهو ما يفاقم المخاطر الصحية التي تهدد الفارين من ويلات القصف الإسرائيلي المتواصل.
يقول سيد رفيق أبو شنب الذي نزح إلى رفح كغيره من مئات الآلاف هربا من الحرب "نعاني من الروائح الكريهة والأمراض. الأطفال يعانون باستمرار من نزلات البرد".
ويضيف "المجاري مليئة بالبعوض الذي يقرص وتنتقل العدوى من شخص إلى آخر".
وفي الوقت الذي تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يقول مسؤولو الإغاثة الإنسانية إن واقع الصرف الصحي المتدهور يجعل سكان غزة أكثر عرضة للأمراض.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية جيمي ماكغولدريك خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين إن "الصرف الصحي هو أحد العوامل الرئيسية لأزمة التغذية والأزمة الصحية بل وأود أن أقول انعدام الأمن الغذائي أيضا".
وأضاف "الناس جياع ويفاقم شعورهم بالجوع.. تأثر نظامهم المناعي جراء ظروفهم المعيشية. فهم يعيشون في ظروف مزرية وفي مواقع مكتظة".
خيام المئات من النازحين أغرقتها مياه الأمطار (الأناضول) تحذيرات ومخاطروحذر تقييم الأمن الغذائي الذي أعدته هيئة مختصة تعمل مع الأمم المتحدة من أن نصف سكان قطاع غزة يعانون من وضع "كارثي من الجوع والمجاعة"، ومن المتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع بحلول مايو/أيار المقبل ما لم يكن هناك تدخل عاجل.
وفي رفح، حيث تقول الأمم المتحدة إن عدد السكان ارتفع من 300 ألف إلى 1.5 مليون منذ أكتوبر/تشرين الأول بسبب نزوح المدنيين هربا من المعارك والقصف، يعيش النازحون حياة بائسة في انتظار هدنة محتملة، ويحاولون تجنب أكوام القمامة المتراكمة أثناء بحثهم اليومي عن الطعام.
وقال ماكغولدريك "لا أحد يجمع القمامة. بمحاذاة الخيام وعلى جوانب الطرقات هناك أكوام من الأوراق المستعملة والبلاستيك والعلب وبقايا الطعام وغيرها".
وقد أدى الوضع الصحي المتفاقم في رفح وأماكن أخرى في قطاع غزة إلى ارتفاع حاد في معدلات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي "أ"، وهو التهاب في الكبد ناجم عن فيروس ينتشر عن طريق البراز، ولا يهدد الحياة عادة.
وحذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في يناير/كانون الثاني من وجود 24 حالة مؤكدة إضافة إلى "عدة آلاف من الأشخاص المصابين باليرقان ربما بسبب التهاب الكبد الوبائي أ".
المنظمات الإنسانية لا تستطيع فعل الكثير بسبب الحرب المتواصلة (الأناضول)وأشار إلى احتمال انتشار أمراض أخرى مع تدهور الوضع.
وكتب عبر حسابه على منصة إكس "إن الظروف المعيشية غير الإنسانية بالكاد تسمح بتوفير مياه نظيفة ومراحيض نظيفة وإمكانية الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة، وهذا سيساعد على انتشار التهاب الكبد أ بشكل أكبر ويسلط الضوء على مدى الخطر الذي تمثله البيئة لانتشار الأمراض".
لكن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يرى أنه دون وقف القتال لن يكون هناك الكثير مما يمكن للمنظمات الإنسانية أن تفعله لتحسين الوضع.
ويضيف "نظرا لتوقف محطات الكهرباء عن العمل، ولأن أنظمة المياه والصرف الصحي معطلة أو بحاجة إلى إصلاح، ليست لدينا القدرة على توفير وضع أفضل مما هو عليه في الوقت الحالي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الأمم المتحدة الصرف الصحی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مجدي بدران: القطاع الصحي في مصر شهد نهضة حضارية غير مسبوقة
قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إنّ القطاع الصحي في مصر شهد نهضة حضارية غير مسبوقة، موضحا أنّ هناك اهتمام كبير من الدولة بالمنظومة الصحية والإنفاق الصحي على المواطنين.
وأوضح أنه تم الإنفاق على منظومة التأمين الصحي الشامل 240.5 مليار جنيه، والعلاج على نفقة الدولة 114.2 مليار جنيه.
وأضاف «بدران»، خلال حواره ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع على فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ المبادرات الرئاسية الصحية شملت الإنسان المصري بمختلف فئاته وأعماره، مشيرا إلى أنّها بدأت تهتم بصحة الطفل قبل الولادة، معلقا: «كما أصبحنا نبحث عن الأمراض التي كانت تؤدي إلى الإعاقات قبل حدوثها وقبل اكتشاف الأعراض يساهم ذلك في إنقاذ الأطفال من الإعاقات وتحويل أجيال من ذوي احتياجات خاصة إلى أشخاص فاعلين في المجتمع، إذ أنه إنجاز حضاري رائع».
ولفت إلى أن: «الوقاية بدأت تأخذ مناحي كبيرة في مصر مثل الوقاية من الأمراض المزمنة، كما أن الدولة استطاعت القضاء على الكثير من الأمراض مثل فيروس سي والحصبة وشلل الأطفال والكورونا».
وشدد على أنّ نجاح القطاع الصحي في مصر يأتي نتيجة اهتمام الدولة والقيادة السياسية، إلى جانب الاهتمام بالمبادرات الصحية التي لعبت دورا فعالا في بناء الإنسان المصري.