تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الـ 35 لتحرير طابا، ذلك الحدث التاريخي الذي شهد عودة آخر شبر من أراضي جمهورية مصر العربية من إسرائيل في سيناء. كانت هذه العودة نتيجة انتصار عسكري تحققته مصر في حرب أكتوبر عام 1973، ولكنها كانت أيضًا نتاجًا لجهود دبلوماسية وقانونية هائلة.

عودة الشبر الأخير إلى حضن مصر بعد 35 عامًا من التحرير

تمكنت مصر من إقناع العالم بمطالبها العادلة لاستعادة هذه الأراضي الثمينة والحيوية.

بدأت المفاوضات السلمية بين مصر وإسرائيل، ووقع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة كامب ديفيد في عام 1979، التي اضطلعت إسرائيل بالانسحاب من سيناء بموجبها.

ومع ذلك، استمرت المعركة الدبلوماسية لإعادة طابا إلى حضن مصر. تم اكتشاف مخالفات إسرائيلية تتعلق بـ 13 علامة حدودية أخرى، وواجهت مصر هذه التحديات بقوة وعزيمة. وفي النهاية، قضت هيئة التحكيم الدولية في جلسة علنية تم عقدها في جنيف في 29 سبتمبر 1988 بأن طابا هي أرض مصرية.

تم تحديد الشروط والتفاصيل النهائية للمصالحة في اتفاق روما التنفيذي الذي تم التوقيع عليه في 29 نوفمبر 1988 بحضور الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد معركة سياسية ودبلوماسية استمرت لأكثر من 7 سنوات، تم رفع العلم المصري فوق أراضي طابا في عام 1989.

إن تحرير طابا يمثل إنجازًا استثنائيًا لمصر وشعبها، حيث تم استعادة جزء آخر من الأراضي المقدسة. هذا الحدث الذي يحتفى به اليوم يذكرنا بالقوة والعزيمة التي تتحلى بها مصر في الدفاع عن حقوقها وتحقيق العدالة. إن عودة طابا إلى حضن الوطن المصري تعكس رغبة مصر في السلام والاستقرار، وتعزز دورها كقوة إقليمية رائدة في الشرق الأوسط.

وفي السنوات التي تلت تحرير طابا، تطورت العلاقات المصرية الإسرائيلية. تم توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1979، وتم تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين. وتعتبر طابا اليوم واحدة من أهم المناطق السياحية في مصر، حيث يأتي السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بشواطئها الجميلة والمناظر الطبيعية الخلابة.

في الوقت الحاضر، تواصل مصر جهودها لتعزيز الاستقرار في المنطقة وتعزيز العلاقات الدولية مع مختلف الدول. تلعب مصر دورًا هامًا في التوسط في النزاعات الإقليمية وتعزيز الحوار والتعاون بين الدول.

إن تحرير طابا يظل تاريخًا هامًا في مسيرة مصر، ويجب علينا أن نحتفل بهذا الإنجاز الوطني وأن نستمد منه العبر والدروس حول أهمية السلام والتفاوض في حل النزاعات.


تحرير طابا وشبه جزيرة سيناء

بعد حرب عام 1967، احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء وطابا، وهو ما أثار غضبًا واستنكارًا دوليًا وعربيًا. استمرت الصراعات والتوترات في المنطقة على مدار السنوات اللاحقة، حتى وقعت اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979.

بعد توقيع اتفاقية السلام، بدأت مصر وإسرائيل مفاوضات طويلة ومعقدة لتحديد حدودهما واستعادة الأراضي المحتلة. وفي عام 1982، تم التوصل إلى اتفاق نهائي يقضي بتحرير طابا وشبه جزيرة سيناء واستعادتهما للسيادة المصرية.

بعد تحرير طابا وشبه جزيرة سيناء، شهدت المنطقة تحولات اقتصادية وسياحية هامة. فتمتعت السياحة في سيناء بزخم جديد، وازدهرت الاستثمارات في قطاع السياحة والبنية التحتية. كما شهدت طابا تطورًا سياحيًا كبيرًا، حيث أصبحت واحدة من أهم وجهات السياحة على البحر الأحمر.

تحرير طابا وشبه جزيرة سيناء لم يكن فقط إنجازًا وطنيًا لمصر، بل شكّل أيضًا نقطة تحول في العلاقات بين مصر وإسرائيل. بدأت البلدين رحلة جديدة نحو التعاون والتفاهم، وتمتد هذه العلاقات لتشمل مجالات متعددة مثل الاقتصاد والسياحة والأمن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رفع العلم المصري الرئيس الراحل أنور السادات حرب أكتوبر عام 1973 جمهورية مصر العربية كامب ديفيد ذكرى تحرير طابا احتفالات طابا مصر وإسرائیل فی عام

إقرأ أيضاً:

هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ نشطاء من إسرائيل وفلسطين يعتقدون ذلك

هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، ورغم الحرب المدمرة الأخيرة، يواصل نشطاء من الجانبين جهودهم لإبقاء الأمل حيًا.

اعلان

تلاشت فرص السلام الطويل الأمد بين إسرائيل وفلسطين حتى قبل أن تشن حماس هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أسفر عن حرب دموية أودت بحياة أكثر من 40,000 شخص في قطاع غزة وحده.

ومنذ أن سيطرت الحركة على القطاع عام 2007، ترسخت أيديولوجيتها المتشددة، فيما اتجهت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أكثر فأكثر نحو اليمين المتطرف. وفي الوقت ذاته، ازدادت وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بنسبة 200% منذ عام 2000، رغم عدم شرعيته من منظور القانون الدولي.

وسط هذا التصعيد، كشف استطلاع للرأي بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر أن نحو ثلاثة أرباع الإسرائيليين يعتقدون أن السلام مع الفلسطينيين مستحيل، بينما يقترب هذا الرقم من 80% في الضفة الغربية.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة مثيرة للجدل تقترح سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وترحيل سكانها، فيما تواصل إسرائيل التلويح بأن أبواب "الجحيم" ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن الـ73 المتبقين بحلول 15 شباط/فبراير، مما يجعل فرص تحقيق السلام أكثر ضآلة من أي وقت مضى.

رغم هذه التحديات، يواصل العديد من النشطاء في إسرائيل وفلسطين نضالهم من أجل السلام، متجاوزين الانتقادات وما يخسرونه على المستوى الشخصي.

معاز إينون وعزيز أبو صالحMaoz Inon

في هذا السياق، فإن معاز إينون، الذي نشأ في كيبوتسات قريبة من غزة، أدرك أهمية السلام فقط بعد أن جال حول العالم. في عام 2005، وأسس من مدينة الناصرة ما يسمى "بيوت إبراهيم" وهي مجموعة التي تدير أماكن إقامة يختلط فيها الفلسطيني مع الإسرائيلي وتنظم رحلات سياحية في مدن الدولة العبرية والأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم مقتل والديه في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يرفض إينون السعي للانتقام، مؤكدًا أن "دوامة العنف لم تبدأ في ذلك اليوم، بل منذ قرن".

على الجانب الآخر، غيَّر عزيز أبو صالح نظرته بعد لقاء مدنيين إسرائيليين لأول مرة في دروس اللغة العبرية، رغم فقدانه شقيقه في السجون الإسرائيلية. لاحقًا، أسس شركة "مجدي" السياحية لتعزيز التفاهم بين الجانبين، لكنه يعترف بأن السلام يواجه اختبارًا صعبًا بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر.

يقبع حاليا 9600 فلسطي في السجون الإسرائيلية، ويوجد قرابة 5000 منهم رهن الحبس الإداري أي دون محاكة أو توجيه تهمة لهم.

إيزتر كوراني ورنا سلمانCFP

أما إيزتر كوراني، فتقول ليورونيوز إنها حين انتقلت إلى إسرائيل قبل 12 عامًا، لم تكن لديها معلومات عن المكان. لكنها قررت الاستقرار هناك بعد أن تعرفت أكثر على البلد. وتضيف: لقد قررت البقاء،وانا أريد أجعل هذا المكان أكثر مساواة للجميع." انضمت إيزتر إلى حركة "مقاتلون من أجل السلام"، حيث التقت رنا سلمان وهي فلسطينية من بيت لحم، وأصبحت الاثنتان مديرتين مشاركتين للحركة التي رُشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2018.

Relatedأمريكيون يتظاهرون ضد ترامب في بروكسل عشية اجتماع حلف الناتو في العاصمة البلجيكيةوزير الدفاع الأمريكي: محادثات ترامب للسلام لا تشكل "خيانة" لأوكرانيا

في الأيام الأولى للحرب، عقدت حركة "مقاتلون من أجل السلام" اجتماعًا عبر تقنية الفيديو وسط أجواء متوترة مليئة بالأسئلة الصعبة. تؤكد كوراني أن مجرد الاستماع كان تحديًا، فيما ترى سلمان أن من واجبهما الاستمرار رغم الانتقادات، فتقول أنا أدرك أننا أقلية ولا زال أمامنا الكثير الذي يجب علينا القيام به لكننا "لا نملك ترف فقدان الأمل"

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شح المساعدات يدفع سكان غزة للركض وراء شاحنات الإغاثة علّهم يظفرون ببعض الغذاء والدواء هل تنتهك خطة دونالد ترامب بشأن غزة القانون الدولي؟ ترامب يجدد خطته لتهجير سكان غزة.. والعاهل الأردني يترقب موقف القادة العرب قطاع غزةإسرائيلالضفة الغربيةفلسطيناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ماذا سيحدث لو توقف الملايين من مرضى الإيدز عن تناول الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسب؟ يعرض الآنNext دراسة: خطاب الكراهية على "إكس" ارتفع بنسبة 50% بعد استحواذ ماسك على المنصة يعرض الآنNext "وول ستريت جورنال": بكين تعرض وساطة لعقد قمة بين بوتين وترامب لإنهاء حرب أوكرانيا يعرض الآنNext زيلينسكي: كييف لن تقبل أي اتفاق بين موسكو وواشنطن دون مشاركتها يعرض الآنNext حماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار اعلانالاكثر قراءة هل دقت ساعة السلام في أوكرانيا؟ ترامب يتصل بالرئيسين بوتين وزيلينسكي وحديث عن مفاوضات لإنهاء الحرب إستونيا تشهد قفزة قياسية في أسعار الكهرباء بعد انفصالها عن الشبكة الروسية وزير خارجية سوريا المؤقت: جراح الشعب السوري من روسيا وإيران لم تندمل بعد رئيس كازاخستان يشيد بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي ويدعو إلى توسيع آفاق الشراكة حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبالحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبيفلاديمير بوتينروسياحلف شمال الأطلسي- الناتوسياسة الهجرةألمانيافولوديمير زيلينسكيمحادثات - مفاوضاتضحايارومانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • الجماعة الإسلامية أقامت ندوة في ذكرى تحرير صيدا
  • رد ناري من نشأت الديهي على مطالبة إسرائيل بسيناء مقابل حكم الفلسطينيين للضفة
  • قوجيل: “انتصار دبلوماسي جديد بانتخاب الجزائر المنتصرة نائبا لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي”
  • صحيفة إسرائيلية: تحرك عسكري مصري مقلق في سيناء
  • شولتس: انتصار روسيا لن يحقق السلام
  • نبيل فهمي: إسرائيل لن تهدد السلام مع مصر لأنه جزء من مستقبلها
  • هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ نشطاء من إسرائيل وفلسطين يعتقدون ذلك
  • المستشار الألماني: انتصار روسيا أو انهيار أوكرانيا لن يؤدي إلى السلام
  • السفارة الإيرانية في صنعاء تُحيي ذكرى انتصار الثورة الإسلامية
  • مدبولي: نتابع تطورات العمل في حقل ظهر واستعادة المعدلات الطبيعية للإنتاج