إنترسبت: دعونا لا نسميها إسلاموفوبيا فقط بل معاداة للفلسطينيين
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
استعرض موقع "ذي إنترسبت" 4 هجمات عنيفة قتل فيها فلسطينيون بالولايات المتحدة، وما صاحبها من تصريحات تدين الإسلاموفوبيا، ومن إستراتيجية وطنية لمكافحتها، معلقا بأن هذه التحركات على السطح، تبدو جوهرية وإيجابية وتشير إلى قلق المسؤولين بشأن تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ولكن الموقع أوضح -في مقال بقلم هاني صبرة- أن الذين طُعنوا وقُتلوا بالرصاص لم يُقتلوا لأنهم مسلمون، بل تم استهدافهم جميعا لكونهم فلسطينيين، مشيرا إلى أن ردود الفعل على موجة العنف هذه لم تركز على هذه الحقيقة، لأن الأفضل سياسيا هو التحدث بشكل عام عن "مكافحة الإسلاموفوبيا" بدلا من مواجهة ظاهرة معاداة الفلسطينيين التي اجتاحت أميركا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن خلال التركيز على الإسلاموفوبيا بدلا من كراهية الفلسطينيين -كما يقول الكاتب- يعتقد السياسيون الأميركيون الليبراليون أنهم قادرون على الحفاظ على التوازن المتمثل في دعم الهجوم الإسرائيلي على غزة، مع الظهور كأنهم يهتمون بقواعدهم الانتخابية المحلية، خاصة أن مواجهة معاداة الفلسطينيين بشكل مباشر، من شأنها أن تضعهم على مسار تصادمي مع الفصيل الأميركي القوي المناهض للفلسطينيين قديما، والذي انطلق إلى أقصى حد بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
لا وجود للفلسطينيونبه هاني صبرة إلى أن نفي وجود الفلسطينيين أمر شائع لدى الشخصيات المؤيدة لإسرائيل، اعترافا بالشعار الصهيوني "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، منذ أن أعلنت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير عام 1969 أنه "لم يكن هناك شيء اسمه فلسطينيون"، وأوضح الكاتب أن هذا الشعار الذي يتكرر في كل مكان، من قاعات السلطة الإسرائيلية إلى النزاعات المعاصرة في الحرم الجامعي الأميركي يؤكد أن تجاهل معاداة الفلسطينيين لا يمكن فصله عن حملة المحو الكاملة هذه للفلسطينيين.
ويرى الكاتب أن تجنب الإشارة إلى معاداة الفلسطينيين أمر خاطئ وله آثار جانبية ضارة، لأن عدم الاعتراف بها يصور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه معركة بين اليهود والمسلمين، ومن غير التاريخي والاختزالي والحماقة أن ننظر إلى الأحداث المثيرة للقلق للعنف ضد الفلسطينيين في الولايات المتحدة من خلال هذه العدسة، خاصة أن جون ستيوارت في حلقة "ذا ديلي شو" التي قدمها عن فلسطين وإسرائيل، لم يظهر أي فلسطيني، بل مسلم أميركي ويهودي أميركي.
رواية طائفية خطيرةوهذه الرواية الطائفية الخطيرة تنفي أيضا المسيحيين الفلسطينيين، مع أنهم أقلية مؤثرة ومتحمسون لتحرير بلادهم مثل المسلمين، كما هي الحال بالنسبة للأميركيين غير الفلسطينيين بما في ذلك العرب من أصول قومية أخرى والأميركيون من أصل أفريقي والأميركيون اليهود، والآسيويون، وغير المسلمين ممن وقفوا جنبا إلى جنب مع مواطنيهم الفلسطينيين.
وبطبيعة الحال، فإن الإسلاموفوبيا حقيقية، وقد كانت موجودة قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتكثفت بعد ذلك، وقد ظل التعصب ضد المسلمين يغلي باستمرار تحت السطح في الولايات المتحدة، مع تصاعد الحوادث بشكل دوري في أعقاب التحريض المرتبط بأحداث حالية ومفتعلة في بعض الأحيان، كما يقول الكاتب.
وغالبا ما يكون هناك تداخل بين معاداة الفلسطينيين وكراهية الإسلام، وينبغي على الليبراليين أن يكافحوا الإسلاموفوبيا بكل الوسائل، كما أن عليهم أن يدركوا أن القنابل الإسرائيلية لا تميز بين المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين، والاحتلال وأتباعه الحاقدون لا يهمهم إن كانوا يستهدفون المؤمنين أو غير المؤمنين، وهم يهاجمون الفلسطينيين وغير الفلسطينيين من اليهود والمسيحيين والملحدين؛ وطالما كانوا يناضلون من أجل الحقوق الفلسطينية فسيعتبرونهم أهدافا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات معاداة الفلسطینیین
إقرأ أيضاً:
الكاتب البريطاني سومرست موم .. لماذا أصبح جاسوسا؟
في مثل هذا اليوم، 16 ديسمبر 1965، رحل الكاتب البريطاني الشهير سومرست موم، الذي جمع بين الشهرة الأدبية وحياة مثيرة مليئة بالصراعات والتساؤلات.
برغم إنتاجه الأدبي الغزير وشهرته كواحد من أعظم الكُتاب البريطانيين في القرن العشرين، يبقى السؤال حول كونه جاسوسًا للحكومة البريطانية أحد أبرز الألغاز في سيرته.
طفولة مأساويةوُلد سومرست موم في باريس عام 1874 لعائلة دبلوماسية؛ حيث كان والده يعمل في السفارة البريطانية.
عاش طفولة هادئة ومدللة، لكن فقدانه لوالديه في سن مبكرة – والدته وهو في السادسة، ووالده بعد عامين – شكّل منعطفًا حاسمًا في حياته، إذ انتقل للعيش مع راعي كنيسة، هذه التجارب المبكرة انعكست في أعماله الأدبية لاحقًا.
البداية الأدبيةبدأ موم دراسته في الطب، لكنه لم يكملها، حيث انجذب إلى الكتابة الأدبية. قدّم أول رواياته وهو في الثالثة والعشرين من عمره، لكنه برز ككاتب مسرحي بعد نجاح مسرحيته “الليدي فريديريك” عام 1907.
هذا النجاح فتح له أبواب الطبقات الراقية في المجتمع البريطاني وساعده على تحقيق شهرة كبيرة.
قمة النجاح والتدهور الشخصيفي ثلاثينيات القرن الماضي، أصبح موم من بين أكثر الروائيين البريطانيين ثراءً، مما مكّنه من عيشغ حياة مرفهة والتقرّب من شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء ونستون تشرشل، لكن على الصعيد الشخصي، عانى من أزمات عاطفية وزوجية، خاصة مع زوجته سيري ويلكام، التي وصفها كتاب سيرته بأنها كانت شديدة الطموح والتطلب، مما دفعه إلى الهروب المتكرر عبر السفر والكتابة.
حياة الجاسوسيةخلال الحرب العالمية الأولى، انضم موم إلى هيئة الصليب الأحمر وتعاون مع الحكومة البريطانية كجاسوس، يروي كتاب “الحياة السرية لسومرست موم” تفاصيل هذه المرحلة المثيرة من حياته، التي تتشابك فيها الأدب مع السياسة.
السنوات الأخيرةأمضى موم سنواته الأخيرة في جنوب فرنسا، حيث عاش حياة الرفاهية بعيدًا عن صخب لندن.
خلال تلك الفترة، كان يومه يتوزع بين الكتابة، القراءة، السباحة، ولعب الجولف. ومع ذلك، ظل حضوره الأدبي قويًا عبر أعماله التي ألهمت أجيالًا من الكتّاب والقراء.