مطران اللاتين يشارك الراهبات بيوم تأسيسهم
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
شاركت اليوم مطران اللاتين كلاوديو بمصر الراهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر بمرور ١٥٠ على تأسيس مدرستهم بالإسماعيلية علي يد الأمالمؤسسة الطوباوية كاترينا تروياني وكان ذلك بطلب من المهندس الفرنسي فرديناند دليسبس الذي أشرف على مشروع حفر قناة السويس.
ويذكر أنها وُلِدَت في "ﭼـوليانو دي روما" جنوب غرب إيطاليا يوم 19 يناير 1813م، كإبنة ثالثة من أصل أربع أبناء لأب هو "تومازوتروياني" وأم هي “تريزا پانتشي”.
وعانت كثيراً من إضطرابات في طفولتها، بسبب حادث مقتل والدتها، لكنها كانت تصلّي إلى الله منذ طفولتها حتى يعينها ويعطيها السلام بناءً على نصيحة الراهبات المسئولات عن الملجأ، وقد احتضن المسيح الرحيم آلالام الطفلة البريئة المتكلة عليه وخصّها بمحبته وعنايته فنمتفي سلامه.
إلتحقت بالمدرسة التابعة للدير أيضاً، وهناك كانت كونستنسا لطيفة مسايرة لرفيقاتها تخصّهن بالمحبّة، وكثيراً ما كانت تجمعهنّ لتكلمهنّ عنيسوع وتشجعهنّ على محبّته.
مرّت عشر سنوات على دخول "كونستنسا" مدرسة الراهبات. وعندما حانت ساعة تركها للمدرسة لم ترغب بذلك، وترهبنت ونظراً لقدرتهاوأهليتّها الكبيرة، أسند إليها أسقف الإيبارشية وظيفة معلمة. وانتخبت مستشارة في الدير أيضاً وهي في الثامنة عشرة من عمرها فقط.
فقدّرت الأم الرئيسة حسن استعدادها للعمل، وشاءت أن تجعلها ساعدها الأيمن في إدارة الدير فعيّنتها أمينة سر، ومسؤولة عن السجلاتومديرة للتلميذات الصغيرات.
عاشت كاترينا حتى السادسة والأربعين من عمرها في دير "فرنتينو" وهي عالية المهمّة في العمل بواجباتها التعليمية والتربوية والرهبانيةدائمة السهر على التقدّم في الفضيلة والأمانة لله.
وفي 14 سبتمبر دَخْلن القاهرة وقصدْنَ من ساعتهنّ رعيتهنّ في حيّ "الموسكي" وسنة 1863 انتخبت "ماريا كاترينا" رئيسة عامة للرسالةفي الدير الجديد في القاهرة.
وإنّ ما كانت عليه الأم "ماريا كاترينا" من روح المبادرة والحيوية، لم يتمكن من حصرها في بيئة ضيقة هي حي "كلوت بك" بوسط القاهرة. وعليه، فخلال بعض السنوات، جعلت أديارها ومؤسساتها تنتشر في المنصورة، ودمياط، والإسماعلية، وكفر الزيات، والإسكندرية ومن ثم فيمالطة والقدس وايطاليا، حيث أخذت فتيات عديدات يتُقْنَ إلى الحياة الإرسالية وفي الواقع، إن شابات كثيرات من الشرق وأوروبا جئنَيسألن الانضمام إلى راهبات مصر الفرنسيسكانيات، لم تكن الأم "ماريا كاترينا" وراهباتها يعرفن الكلل في تعليم الشبيبة، ومعالجةالمرضى، واسعاف الشيوخ والفقراء والمعوقين، ومصالحة المُتخاصمين، وردّ السلام إلى الأسر. أما أهمّ الدلائل على ما امتازت به الأم مارياكاترينا من غيرة رسولية ومحبة، فكان العملان الرسوليان الاجتماعيان: العناية بالأفريقيات الصغيرات واللقطاء.
وفي الأشهر الأولى من سنة 1860، افتتحت ماريا كاترينا مدرسة للأفريقيات من أجل تربيتهن وتعليمهن. وقد بلغ عدد من هذّبتهم طوالأيامها 1574 لقيطاً وعدد من فدتهنَّ من الأفريقيات 748.
كانت الأم ماريا كاترينا شديدة الثقة بالقديس يوسف حتى راحت تعدّه وكيلاً على الدير، ورئيساً وربّاً وحارساً. وقد حدث أكثر من مرة، أنّهاعلّقت في عنق هذا القديس "كيس العناية الإلهية" فارغاً، فإذا بالكيس ملآن في الصباح من النقود التي كانت بحاجتها. لكنها سبقتفأحيت الليل كلّه في الصلاة. كما كان يترآى لها كثيراً في سيرها المتعب الطويل وعندما تضلّ الطريق أثناء ذهابها وعودتها.
في الخامس من يوليو 1868، أصدر مجمع انتشار الإيمان قراراً باعتبار إرسالية القاهرة مؤسّسة رهبانية جديدة، وعيّن خادمة الله مارياكاترينا رئيسة عامّة لها.
في يناير 1887 بلغت الأم الرابعة والسبعين من العمر وكانت صحتها تتقهقر ولكنها بقيت صابرة، تتألم بفرح ولا تُشعِر غيرها بأوجاعها الجسدية. ولم تتجاهل أن موتها قريب وكان ذلك فعلاً في يوم 6 مايو 1887. وما إن انتشر خبر وفاتها في القاهرة حتى توافدت الجموع منجميع الطبقات لتكرِّم جثمانها الطاهر وهي تردد: "ماتت أم الفقراء. ماتت الأم البيضاء".
عام 1972م أعلنت الأم مكرّمة. وفي اليوم 14 من إبريل 1985، وهو يوم مجيد في تاريخ راهبات قلب مريم البريء من الدنسالفرنسيسكانيات، أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية. وقد جاء ذلك تصديقاً على حدس الشعب وأمنيته الغالية برؤية الأم ماريّا كاترينامكرّمة على مذابح الكنيسة الجامعة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
مكتب الجنوب العالمي يحتفل بيوم الشباب الافريقي
نظم نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقي - مكتب شباب الجنوب العالمي بوزارة الشباب والرياضة، احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للشباب الأفريقي، بحضور نخبة من القيادات الشبابية والباحثين والكوادر الطلابية من مختلف الجامعات المصرية، خاصة كليات اللغات والترجمة والعلوم السياسية.
شهدت فعاليات الحفل جلسة تعريفية بميثاق الشباب الأفريقي، قدمها الباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي مدير مكتب شباب الجنوب العالمي بوزارة الشباب والرياضة ومؤسس نموذج المحاكاة. بالاضافة إلي حلقة نقاشية حول المهارات الحياتية قدمتها نرڤانا فاضل منسق عام مكتب فن إدارة الحياة التابع للإدارة المركزية لشؤون مكتب وزير الشباب والرياضة، إلي جانب ورشة عمل حول أساسيات كتابة أوراق السياسات، أدارتها الباحثة مي عجلان المتخصصة في شؤون المرأة والسلام والأمن.
بدأ غزالي فعاليات الاحتفال بكلمة ترحيب حارة بالحضور والمتحدثين نقل خلالها تحيات وزير الشباب والرياضة الذي منعه الحضور إلتزامه خارج القاهرة الكبري، وسلط غزالي الضوء على الشعار الذي اختاره الاتحاد الأفريقي لهذا العام ٢٠٢٤، والذي يؤكد على الأهمية البالغة للتعليم في بناء مستقبل قارتنا الأفريقية، وموضحاً ماهية اليوم الأفريقي للشباب والأسباب التي تدعونا للاحتفال به.
وصرّح غزالي، بأن "ميثاق الشباب الأفريقي يُعدّ إنجازاً قانونياً هاماً يعكس التزام الاتحاد الأفريقي بتمكين الشباب ودعم حقوقهم في مختلف المجالات". موضحاً أن الميثاق، الذي تم اعتماده عام ٢٠٠٦ ودخل حيز التنفيذ في ٢٠٠٩، يمثل إطاراً حيوياً لدعم مشاركة الشباب في التنمية المستدامة، وتعزيز دورهم في قضايا الحوكمة والسلام والأمن على مستوى القارة.
وأشار غزالي، إلي أن الميثاق يتناول قضايا محورية للشباب، مثل التعليم، والتوظيف، والصحة، والمشاركة السياسية، مؤكداً أن الميثاق يسعى لخلق بيئة تضمن فرصاً متكافئة للشباب وتساعدهم على إطلاق إمكاناتهم. لافتاً أن الوثيقة تدعو إلى وضع سياسات وطنية شاملة تستجيب لاحتياجات الشباب وتطلعاتهم، وتضمن التزام الحكومات بحماية حقوقهم.
ومن جانبها شاركت نرڤانا فاضل، منسق عام مكتب "فن إدارة الحياة" في جلسة حوارية تناولت خلالها مجموعة من المفاهيم الجوهرية في علم النفس الإيجابي، شملت الدعم النفس، إضافة إلى تأثير الاتجاهات السائدة (التريندات) وما يرافقها من عدوى تفكيرية على الأفراد والمجتمع. وشددت فاضل على ضرورة بذل الجهد المستمر والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف المنشودة، مؤكدة على أهمية مراجعة الأفكار بانتظام وتقييمها بعناية، لضمان التقدم والاستفادة من هذا الإطار النفسي في بناء حياة متوازنة وصحية.
وفي سياق متصل، قدمت عجلان ورشة عمل ثرية حول السياسات العامة والأوراق البحثية المتعلقة بها، تناولت خلالها مجموعة من المفاهيم والمبادئ الأساسية في هذا المجال. وقد بحثت الجلسة في أعماق مفاهيم السياسة والسياسات العامة وأنواعها المختلفة، مثل السياسات الخاصة، والسياسات التوزيعية، وسياسات إعادة التوزيع، كما استعرضت خصائص السياسات العامة وأكدت على ضرورة أن تكون واقعية وقابلة للتطبيق في ظل الموارد المتاحة.
وخلال الورشة، أوضحت عجلان دور المؤسسات البحثية في دعم عملية صناعة السياسات العامة، مشيرةً إلى أهمية إنتاج الأوراق البحثية ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، لما تحمله من تأثير فعّال في تشكيل الرأي العام وصناعة القرار. كما استعرضت الباحثة الدورة الحياتية للسياسات العامة، بدءاً من صياغتها، مروراً بمرحلة التنفيذ، وصولاً إلى تقييم نتائجها.
وفي الجزء الثاني من الجلسة، قدمت عجلان توجيهات عملية لكتابة ورقة سياسات موصية، مركّزةً على ضرورة الإيجاز والابتعاد عن الإسهاب في طرح الحلول، ومشددةً على ألا تتجاوز عدد التوصيات أربعاً، مع تقديم عرض واضح لمزايا وعيوب كل توصية على حدة، لضمان تقديم خيارات موضوعية تدعم اتخاذ القرار.
واختتم غزالي، مؤكداً سعي نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقي في تفعيل ميثاق الشباب الأفريقي بوصفه أداةً لمراجعة الدول الأعضاء حول تنفيذ سياسات حقيقية للشباب، تتماشى مع رؤية أفريقيا 2063 وأهداف التنمية المستدامة، بما يعزز من فرص التقدم الشامل لشباب القارة.