أداء آسر لفرقتي "ابن عربي" و"الزاوية للسماع العرفاني" في "الأوبرا السلطانية"
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
مسقط- الرؤية
أطلقت دار الأوبرا السلطانية مسقط سلسلة أمسياتها الرمضانية، والتي بدأت بأداء آسر لفرقة "ابن عربي" المغربيّة، إلى جانب فرقة "الزاوية للسماع العرفاني" العمانيّة، في الأمسية الأولى من أمسيات الإنشاد والمديح، فأمضى الجمهور، وقتاً حلّقت فيه الأرواح عاليًا، وهو يتابع فقرات هذا الحفل، الذي أقيم في الأوبرا السلطانيّة: دار الفنون الموسيقية، مستمتعاً بما قدّمت الفرقتان من أناشيد صوفيّة، ترتقي بالحس، وتُثري الوجدان، معزّزة التواصل العميق مع الجمهور.
ولقد أبدعت فرقة ابن عربي التي تأسّست عام 1988 في مدينة طنجة، حيث اقترن تأسيسها بأدائها لروائع إمام أهل التصوف وشيخه الأكبر محيي الدين ابن عربي، وقد ركّزت خلال الأمسية على الألحان الشعبية المعروفة، مع إنشاد القصائد الصوفية الشهيرة مثل: "تحيي إذا قَتَلت" لابن عربي و"أبدا تحنّ إليكم الأرواح" لشهاب الدين السهروردي و"قالوا أتنسى الذي تهوى" لأحمد الرفاعي، و"عرفت الهوى" لرابعة العدوية، و"هو الحب لسلطان العاشقين" لابن الفارض و"قال لي المحبوب" لجلال الدين الرومي، إلى جانب أناشيد صوفية أخرى قدّمتها هذه الفرقة التي تُعدُّ اليوم واحدة من أقدم الفرق الصوفية الموجودة في المغرب العربي.
وفي عرض مميز للتناغم الثقافي، تعاونت فرقة "الزاوية للسماع العرفاني" العمانية التي تأسست في عام 2015م مع الفرقة المغربية، وتجّلت عندما أدّت "يا من تجلّى للعوالم مسفرا" و"قلبي يحدّثني" و"الله يا نور النور" وبقية الأناشيد التي عكست تجربة روحيّة قدّمتها على طبق من أجمل الكلام وأعذب الألحان .
وأحيت الفرقتان أمسية ممتعة وفريدة من فصلين، فكانت الأمسية بمثابة بداية شاهقة لسلسلة الأمسيات الرمضانية التي تقيمها دار الأوبرا السلطانية مسقط، بهدف تقديم تجربة ثقافيّة وروحانية ثرية للجمهور، عبر سلسلة ليالي رمضانية تسعى إلى جمع فنانين عرب مع فنانين عمانيين لخلق تواصل عميق من خلال الموسيقى والإنشاد الصوفي خلال شهر رمضان المبارك.
وفي الأسابيع المقبلة، ستستقبل دار الأوبرا السلطانية فرقة الأناشيد الدينية للمولويين والمشرقيين في سوريا، وسينضمّ إلى المجموعة خالد العريمي، المنشد الأكثر إلهامًا وشهرة في سلطنة عمان.
ومن المقرّر أن تقام الأمسيتين القادمتين في دار الأوبرا السلطانيّة: دار الفنون الموسيقية، بتاريخ 25 مارس و1 أبريل 2024م في تمام الساعة 9:30 مساء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سلطان يشهد انطلاق فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح الصحراوي
الشارقة - وام
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء اليوم الجمعة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة.. انطلاق فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح الصحراوي الذي يستمر حتى 17 من ديسمبر الحالي، في منطقة الكهيف بالشارقة.
وكان في استقبال سموه كل من الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، وعدد من كبار المسؤولين والفنانين.
وفور وصول صاحب السمو حاكم الشارقة إلى موقع المهرجان الذي يمثل فضاءً مسرحياً مفتوحاً يحتفي من خلال العروض بالبيئات الصحراوية العربية، ويبرز عاداتها وتقاليدها وموروثاتها الأصيلة والإبداعية عبر جماليات الفن المسرحي والأداء، شاهد سموه العمل المسرحي «الرداء المخضب بالدماء» وهو من تأليفه، والذي جسد بثلاثة فصول جانباً من سيرة الشاعر العربي بشر بن عوانة، مبرزاً جسارته، وكبرياءه، وعاطفته، وقوة بيانه، وفصاحة لسانه، وذلك انطلاقاً من الموقف الدرامي خلف طلبه الزواج من ابنة عمه فاطمة، كما تخبر عنه قصيدته المعنونة «لو شهدت ببطن خبت».
وتجسد هذه الرائعة المسرحيَّة شجاعة وبسالة الإنسان العربي، وإخلاصه وتفانيه من أجل ما يحب، ونفسه التواقة إلى النصر والظفر، ودفق وصدق مشاعره التي لا تعرف المستحيل، ولا ترضى بغير الفوز بديلاً، وبما أن الشعر هو ديوان العرب، فقد حفظ لنا في أبياته العديد من قصص البطولة والكبرياء، وطبيعة الحياة في الحضر والصحراء، كما تحفظ السماء نجومها.
ومن هذه القصص التي حُفظت أحداثها من خلال القصائد الشعريَّة الخالدة، قصة الشاعر بشر بن عوانة، الذي صور في قصيدته شجاعته وفروسيته وتفانيه في سبيل الزواج من حبيبته، ابنة عمه فاطمة بنت عمرو.
وتخلل العرض الذي قدمته فرقة مسرح الشارقة الوطني، وأخرجه محمد العامري، وشارك فيه مجموعة من الممثلين المحليين والعرب، والعشرات من فناني الأداء، والخيالة، وتقنيي الإضاءة والصوت، عروض الأداء والسرد وإلقاء الشعر والاستعراض ومشاركة الخيول والجمال والفنون العربية تجسيداً للإرث الثقافي العربي الأصيل.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 17 من ديسمبر حيث سيكون اليوم الثاني موعداً للمسرحيَّة التونسيَّة «قصر الثرى» من تقديم فرقة فن الضفتين، وفي اليوم الثالث تشارك المملكة الأردنيَّة بمسرحيَّة عنوانها «الديرة» لفرقة رف للفنون الأدائيَّة، وتحت عنوان «الزينة» يأتي العرض المصري الذي يقدّم في اليوم الرابع من المهرجان من قبل فرقة ستديو77، أما اليوم الأخير يقدم العرض الموريتاني «الحكيم» فرقة إيحاء للفنون الركحيَّة، على أن يتلو تقديم كل عرض مسرحي مسامرة نقدية تحلل مضمونه وتناقش رؤاه وأسلوبه.
ويتضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمهرجان المسامرة الفكريَّة يومي 14 و15 ديسمبر، وتأتي في هذه الدورة تحت عنوان «المسرح الصحراوي.. التجربة والوعي»، بهدف تسليط الضوء على الأثر الذي أحدثته تجربة المهرجان في المشهد المسرحي العربي، من الناحيتين العمليَّة والنظريَّة.