الجزيرة:
2025-01-18@10:17:25 GMT

لماذا ينصح الخبراء بتقليل لُعب الأطفال؟

تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT

لماذا ينصح الخبراء بتقليل لُعب الأطفال؟

يعتبر اللعب سلوكا فطريا في حياة كل طفل منذ الأشهر الأولى، ويشكل دورا بارزا في تنمية مهاراته الحسية والحركية والعقلية وكذلك يسهم في إدراكه العالم من حوله.

ويعد ذلك أحد أسباب المنافسة بين الآباء لشراء لُعَب الأطفال في شكل هدايا ومكافآت، غير أن الدراسات تؤكد أن الأطفال لا يحتاجون كل هذا الكَم من اللُعب لتعزيز مهاراتهم أو الشعور بالسعادة، هم فقط يحتاجون عددا محدودا منها، وغالبا ما يقتصر استخدام الطفل على لعبة مفضلة أو اثنتين.

ونقلت صحيفة التلغراف أن استطلاعا للرأي شمل 3 آلاف من الآباء الأميركيين أظهر أن الأطفال لا يلعبون ولا يستخدمون سوى 5% فقط من مجمل لُعبهم التي يمتلكونها، وقال الآباء إنهم يهدرون الكثير من الأموال في شراء اللُعب التي لا يلعب أطفالهم بها مطلقا، وأن متوسط تكلفة لُعب الطفل تبلغ في العام الواحد 660 جنيها إسترلينيا.

شراء عدد محدود من اللُعب يدرب الطفل على أن يكون مستهلكا واعيا في المستقبل (بيكسلز) عدد اللُعب يؤثر على جودة اللَعب

وتوصلت دراسة قام بها فريق من الباحثين في جامعة توليدو في مدينة أوهايو الأميركية أن الأطفال الذين يملكون الكثير من اللُعب هم أقل استمتاعا وإبداعا عند استخدامها من أقرانهم الذين يملكون عددا أقل.

وراقب الباحثون سلوك اللَعب لدى 36 طفلا ممن هم دون الثالثة لمدة نصف ساعة في كل مرة، وكان الأطفال أكثر إبداعا عندما أعطوهم 4 لُعب فقط مقارنة بالمرة التي أُعطي فيها الأطفال 16 لعبة.

زيادة تركيز الطفل وعمق التفكير في اللعبة

وجدت الدراسة التي نشرت عام 2017 في مجلة سلوك الرضيع ونموه أن الأطفال عندما كان لديهم عدد قليل من اللُعب، لعبوا بكل لعبة لمدة أطول وتمكنوا من استكشاف المزيد من الاستخدامات لكل لعبة بما يسهم في تطوير مهاراتهم الحركية والمعرفية.

وأوصت أليكسيا ميتز، رئيس الفريق البحثي في الدراسة والأستاذ المساعد للعلاج الوظيفي في جامعة تكساس الأميركية، بالتدرج والتبادل بين اللُعب عند تقديمها للطفل، وأوضحت أنه عندما تعرض الأطفال لعدد محدود من اللُعب فإنهم لعبوا ضعف المدة واستغرقوا وقتا في التركيز واستكشاف كل لعبة بشكل أكثر إبداعا كما اتبعوا أنماط اللعب الكلاسيكية من خلال الطرق على اللُعبة أو إخفائها أو إطعامها أو التحدث إليها بحسب موقع جامعة توليدو الأميركية.

وأضافت ميتز أن كثرة اللُعب يصبح مصدرا لتشتيت تفكير الطفل ويعيق من إبداعاته، وأنه عندما كانت حجرة الألعاب بها 16 لعبة فإن الأطفال لعبوا بأكثر من 10 لعب في أقل من 15 دقيقة وأخذوا يتنقلون من لعبة لأخرى دون إعطاء أنفسهم الوقت الكافي لاستكشاف كل لعبة.

الطفل يفقد الاهتمام بلعبته الجديدة في غضون 36 يوما فقط (بيكسلز) حضانة بلا لُعَب

كانت لُعَب الأطفال بسيطة، مجرد حصان خشبي ودمية، غير أنه مع التقدم التكنولوجي، أصبحت اللُعب تلعب نيابة عن الأطفال، فهي تغني وترقص وتتحرك وتتأرجح وتضيء، ويتحول معها الطفل إلى متعلم سلبي يقتصر دوره على مجرد المشاهدة ويتعلم السلوك الانقيادي، غير أن نمو الطفل يتطور بشكل أفضل أثناء اللعب الذي يقوده بنفسه ويحفز استخدام خياله ويدفعه لاستكشاف العالم من حوله، وهذا ما تبناه مشروع ألماني اعتمد على تجريد إحدى دور حضانات الأطفال من اللُعب لمدة 3 أشهر.

وهدف مشروع "حضانة بلا لُعب" (Der Spielzeugfreie Kindergarten) إلى تعزيز الشجاعة والخيال عند الأطفال وتحسين مهاراتهم الحياتية وجعلهم قادرين على تحمل الصراع والإحباط وإدراك نقاط ضعفهم وقوتهم بما يعزز ثقتهم بأنفسهم.

وأشارت التجربة الألمانية أن الأطفال في اليوم الأول أخذوا ينظرون إلى بعضهم بعضا ويحدقون في قاعة الفصل الدراسي الفارغة، وفي اليوم الثاني بدأ الأطفال يلعبون بالكراسي ويركضون في أنحاء الفصل الدراسي، وبمجرد أن اعتاد الأطفال على النظام الجديد ابتكروا ألعابهم واعتمدوا على الأشياء من حولهم وكانوا يلعبون طوال الوقت وأحبوا لعب الأدوار والتظاهر وتقديم العروض، وفق موقع إندبندنت (Independent).

تقول جزيلا مارتي، إحدى معلمات رياض الأطفال اللاتي عايشن تطبيق المشروع "تحسنت مهارات التركيز لدى الأطفال في نهاية التجربة البحثية وأصبحوا يندمجون ويتواصلون بشكل أفضل".

الأطفال يرتبطون بلُعبهم عندما تكون محدودة ويقدرون قيمة كل لعبة (بيكسلز) لماذا ينصح الخبراء بتقليل لُعب الأطفال؟

ينصح الخبراء بأهمية التركيز على جودة الألعاب التي يمارسها الطفل بدلا من التركيز على كم اللُعب، ومن إيجابيات امتلاك الطفل عددا محدودا من اللُعب كما يستعرضها موقع أور إنسبايرد روتس Our Inspired Roots:

تعزيز الإبداع والخيال: تُشتت اللُعب الكثيرة تفكير الطفل وتمنعه من استخدام خياله، وعندما يمتلك عددا محدودا منها يبدع في استخدامها بأكثر من طريقة ويفكر في ألعاب وأنشطة جديدة للترفيه عن نفسه.

اللعب بشكل أعمق: يتنقل الطفل من لعبة إلى أخرى مع وجود عدد كبير من اللُعب، وعلى العكس عندما تكون خيارات اللعب محدودة يركز في اختيار اللعبة ويلعب بها لوقت أطول وبشكل أعمق.

اكتساب قيم الامتنان والتقدير: يرتبط الأطفال بلُعبهم عندما تكون محدودة ويقدرون قيمة كل لعبة ويهتمون بها بشكل أفضل.

التطور المعرفي للأطفال: يبتكر الأطفال ألعابهم الخاصة ويشاركون في ألعاب أكثر نشاطا وحرية، تعتمد على خيالهم.

تهذيب السلوك الشرائي: شراء عدد محدود من اللُعب يدرب الطفل على أن يكون مستهلكا واعيا في المستقبل ويتعلم قيمة الخيارات المدروسة قبل الشراء، وقد وجدت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة القلب البريطانية عام 2019 أن الطفل يفقد الاهتمام بلعبته الجديدة في غصون 36 يوما فقط ويملك على الأقل 4 لُعب لم يسبق له اللعب بها.

وبحسب الدراسة، يضيف ذلك 162 مليون لعبة غير مستخدمة في بريطانيا، ينتهي بها المطاف في مكب النفايات.

منزل بلا فوضى: يسهم عدد قليل من اللُعب في الحد من فوضى المنزل وتكدس الصناديق المخصصة لها، ويسهل على الأطفال تنظيمها وترتيبها بأقل مجهود.

تشجيع اللعب الحر: يعزز اللعب الحر المهارات اللغوية للطفل من خلال الانخراط في ألعاب جماعية مثل سباقات الركض والتسلق وسباق الدراجات أو ألعاب التظاهر، كما يطور مهارات الطفل الاجتماعية مثل التعاون والتواصل وضبط النفس والقدرة على حل الخلافات.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

يوم الطفل الخليجي.. توصيات برعاية صحية وطرق التربية السليمة

تحتفل دول الخليج العربي بـ "يوم الطفل الخليجي" يوم 15 يناير من كل عام، هو حدث دولي أعلن عنه مجلس الصحة الخليجي.
ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على حقوق الأطفال والتوعية بها، في مجالات عدة؛ منها المجال الصحي والتربوي، حيث يعد الأطفال مستقبل أي أمة، لذا يجب الاهتمام بجودة حياتهم الصحية، لذلك يعمل هذا الاحتفال على التوعية بطرق التربية السليمة للطفل، وإبراز الجوانب الممتعة في الأنشطة البدنية.
أخبار متعلقة لبحث آخر تطورات المنطقة.. تفاصيل لقاءات نائب وزير الخارجية في تركياحمد مطبقاني مساعدًا للأمين العام لهيئة الصحفيين السعوديين .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } منطقة الطفل بمعرض جدة للكتاب تجمع بين الترفيه والثقافة - واسحماية الطفل
في سبتمبر 2023م، سلط حوار دول الخليج العربية حول سياسات رفاه الطفل: "أنظمة أقوى وشاملة لحماية الطفل في الخليج"، الضوء على أهمية أنظمة حماية الطفل ودعم العاملين في الشؤون الاجتماعية وتعزيز آليات التنسيق في هذا السياق، وتعهد المشاركون في الحوار بالاستثمار في نظم حماية الطفل.
من أهداف يوم الطفل الخليجي، التركيز على مخاطر الخمول البدنين ورفع الوعي بأهمية النشاط البدني للأطفال، مع تقديم رسالة للوالدين بهدف تشجيع الأبناء على اللعب، أو ممارسة التمارين الرياضية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } منطقة الطفل بمعرض جدة للكتاب - واسإحصائيات عن الطفولة
في 2023 بلغ عدد الأطفال دون سن الخامسة عشرة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، 12.6 مليون طفل، يمثل الذكور منهم 51.1% فيما يمثل الإناث 48.9% من عدد الأطفال.
يشكل الأطفال 22.3% من إجمالي السكان بدول مجلس التعاون، و0.6% من سكان دول العالم، في حين بلغ نسبة السعوديين 66.7% من إجمالي عدد الأطفال بدول المجلس.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أكد المجلس على ضرورة منح الطفل الراحة الكافية وتشجيعه على شرب السوائل - إكسنفقات العلاج
كشفت نتائج نشرة إحصاءات الرعاية الصحية لعام 2024م في المملكة، أن %96.1 من الأطفال الذين أعمارهم (أقل من 15 سنة) لديهم تغطية لنفقات الرعاية الصحية الأساسية، سواء كانت هذه التغطية تغطية صحية حكومية أو من التأمين الخاص.
ومعدل الزيارات لمقدم رعاية صحية خلال الأشهر الـ 12 الماضية بين الأطفال والمراهقين بلغ 2، وكان أعلى عند السعوديين حيث بلغ 2، بينما كان 1.6عند غير السعوديين.
وفي نتائج نشرة إحصاءات المحددات الصحية لعام 2024م في المملكة، بلغت نسبة انتشار السمنة بين الأطفال الذين أعمارهم من2 إلى 14 سنة بلغت (%14.6) وبلغت نسبة الأطفال في نفس الفئة العمرية الذين يعانون من زيادة الوزن (%33.3). .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأجهزة الإلكترونية.. تحديات جديدة تواجه الطفل في المملكة
خطر الألعاب الإلكترونية
في أغسطس 2024م، عرف مجلس الصحة الخليجي ضمن حملته التوعوية حول اضطراب الألعاب الإلكترونية " لعيب - لكن"، اضطراب الألعاب الالكترونية بأنه نمط من سلوك اللعب المستمر، حيث يواجه الشخص صعوبة في التحكم بالوقت المستغرق في اللعب، مما يجعله يفضل الألعاب على المهام الأخرى في حياته وفي عام 2018، صنفت منظمة الصحة العالمية اضطراب الألعاب الإلكترونية في التصنيف الدولي للأمراض "ICD-11".
وقد أوصى المجلس بألا يتجاوز اللعب أكثر من ساعتين في اليوم، لتجنب تأثيره السلبي على الحياة الشخصية، مثل زيادة معدل مشاكل القلق، الاكتئاب، قلة النوم والخمول، واتباع أساليب تحمي الطفل من مخاطر الألعاب الإلكترونية، ورفع الوعي بأهمية النشاط البدني.

مقالات مشابهة

  • طريقة وشروط الحصول على معاش الطفل
  • عندما يُسجن الفاسدين الكبار في باكستان والكويت.. لماذا يصمت العراق؟
  • محنة أيتام غزة ومبادرات لاحتوائها في قرية الوفاء
  • خبير ينصح الآباء باتباع أساليب تربوية متوازنة للتعامل مع الأطفال
  • دراسة تحذر من الشاشات أثناء الوجبات.. تهدد صحة الأطفال
  • أسباب عناد الأطفال.. يوضحها أستاذ طب نفسي بالأزهر - فيديو
  • سباب عناد الأطفال.. يوضحها أستاذ طب نفسي بالأزهر - فيديو
  • عالم نفس: إعطاء المسؤولية للأطفال يظهر الثقة ويبني الشخصية
  • يوم الطفل الخليجي.. توصيات برعاية صحية وطرق التربية السليمة
  • كيف تحمي طفلك من الإصابة بدور البرد المنتشر؟