لماذا ينصح الخبراء بتقليل لُعب الأطفال؟
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
يعتبر اللعب سلوكا فطريا في حياة كل طفل منذ الأشهر الأولى، ويشكل دورا بارزا في تنمية مهاراته الحسية والحركية والعقلية وكذلك يسهم في إدراكه العالم من حوله.
ويعد ذلك أحد أسباب المنافسة بين الآباء لشراء لُعَب الأطفال في شكل هدايا ومكافآت، غير أن الدراسات تؤكد أن الأطفال لا يحتاجون كل هذا الكَم من اللُعب لتعزيز مهاراتهم أو الشعور بالسعادة، هم فقط يحتاجون عددا محدودا منها، وغالبا ما يقتصر استخدام الطفل على لعبة مفضلة أو اثنتين.
ونقلت صحيفة التلغراف أن استطلاعا للرأي شمل 3 آلاف من الآباء الأميركيين أظهر أن الأطفال لا يلعبون ولا يستخدمون سوى 5% فقط من مجمل لُعبهم التي يمتلكونها، وقال الآباء إنهم يهدرون الكثير من الأموال في شراء اللُعب التي لا يلعب أطفالهم بها مطلقا، وأن متوسط تكلفة لُعب الطفل تبلغ في العام الواحد 660 جنيها إسترلينيا.
وتوصلت دراسة قام بها فريق من الباحثين في جامعة توليدو في مدينة أوهايو الأميركية أن الأطفال الذين يملكون الكثير من اللُعب هم أقل استمتاعا وإبداعا عند استخدامها من أقرانهم الذين يملكون عددا أقل.
وراقب الباحثون سلوك اللَعب لدى 36 طفلا ممن هم دون الثالثة لمدة نصف ساعة في كل مرة، وكان الأطفال أكثر إبداعا عندما أعطوهم 4 لُعب فقط مقارنة بالمرة التي أُعطي فيها الأطفال 16 لعبة.
زيادة تركيز الطفل وعمق التفكير في اللعبةوجدت الدراسة التي نشرت عام 2017 في مجلة سلوك الرضيع ونموه أن الأطفال عندما كان لديهم عدد قليل من اللُعب، لعبوا بكل لعبة لمدة أطول وتمكنوا من استكشاف المزيد من الاستخدامات لكل لعبة بما يسهم في تطوير مهاراتهم الحركية والمعرفية.
وأوصت أليكسيا ميتز، رئيس الفريق البحثي في الدراسة والأستاذ المساعد للعلاج الوظيفي في جامعة تكساس الأميركية، بالتدرج والتبادل بين اللُعب عند تقديمها للطفل، وأوضحت أنه عندما تعرض الأطفال لعدد محدود من اللُعب فإنهم لعبوا ضعف المدة واستغرقوا وقتا في التركيز واستكشاف كل لعبة بشكل أكثر إبداعا كما اتبعوا أنماط اللعب الكلاسيكية من خلال الطرق على اللُعبة أو إخفائها أو إطعامها أو التحدث إليها بحسب موقع جامعة توليدو الأميركية.
وأضافت ميتز أن كثرة اللُعب يصبح مصدرا لتشتيت تفكير الطفل ويعيق من إبداعاته، وأنه عندما كانت حجرة الألعاب بها 16 لعبة فإن الأطفال لعبوا بأكثر من 10 لعب في أقل من 15 دقيقة وأخذوا يتنقلون من لعبة لأخرى دون إعطاء أنفسهم الوقت الكافي لاستكشاف كل لعبة.
كانت لُعَب الأطفال بسيطة، مجرد حصان خشبي ودمية، غير أنه مع التقدم التكنولوجي، أصبحت اللُعب تلعب نيابة عن الأطفال، فهي تغني وترقص وتتحرك وتتأرجح وتضيء، ويتحول معها الطفل إلى متعلم سلبي يقتصر دوره على مجرد المشاهدة ويتعلم السلوك الانقيادي، غير أن نمو الطفل يتطور بشكل أفضل أثناء اللعب الذي يقوده بنفسه ويحفز استخدام خياله ويدفعه لاستكشاف العالم من حوله، وهذا ما تبناه مشروع ألماني اعتمد على تجريد إحدى دور حضانات الأطفال من اللُعب لمدة 3 أشهر.
وهدف مشروع "حضانة بلا لُعب" (Der Spielzeugfreie Kindergarten) إلى تعزيز الشجاعة والخيال عند الأطفال وتحسين مهاراتهم الحياتية وجعلهم قادرين على تحمل الصراع والإحباط وإدراك نقاط ضعفهم وقوتهم بما يعزز ثقتهم بأنفسهم.
وأشارت التجربة الألمانية أن الأطفال في اليوم الأول أخذوا ينظرون إلى بعضهم بعضا ويحدقون في قاعة الفصل الدراسي الفارغة، وفي اليوم الثاني بدأ الأطفال يلعبون بالكراسي ويركضون في أنحاء الفصل الدراسي، وبمجرد أن اعتاد الأطفال على النظام الجديد ابتكروا ألعابهم واعتمدوا على الأشياء من حولهم وكانوا يلعبون طوال الوقت وأحبوا لعب الأدوار والتظاهر وتقديم العروض، وفق موقع إندبندنت (Independent).
تقول جزيلا مارتي، إحدى معلمات رياض الأطفال اللاتي عايشن تطبيق المشروع "تحسنت مهارات التركيز لدى الأطفال في نهاية التجربة البحثية وأصبحوا يندمجون ويتواصلون بشكل أفضل".
ينصح الخبراء بأهمية التركيز على جودة الألعاب التي يمارسها الطفل بدلا من التركيز على كم اللُعب، ومن إيجابيات امتلاك الطفل عددا محدودا من اللُعب كما يستعرضها موقع أور إنسبايرد روتس Our Inspired Roots:
تعزيز الإبداع والخيال: تُشتت اللُعب الكثيرة تفكير الطفل وتمنعه من استخدام خياله، وعندما يمتلك عددا محدودا منها يبدع في استخدامها بأكثر من طريقة ويفكر في ألعاب وأنشطة جديدة للترفيه عن نفسه.
اللعب بشكل أعمق: يتنقل الطفل من لعبة إلى أخرى مع وجود عدد كبير من اللُعب، وعلى العكس عندما تكون خيارات اللعب محدودة يركز في اختيار اللعبة ويلعب بها لوقت أطول وبشكل أعمق.
اكتساب قيم الامتنان والتقدير: يرتبط الأطفال بلُعبهم عندما تكون محدودة ويقدرون قيمة كل لعبة ويهتمون بها بشكل أفضل.
التطور المعرفي للأطفال: يبتكر الأطفال ألعابهم الخاصة ويشاركون في ألعاب أكثر نشاطا وحرية، تعتمد على خيالهم.
تهذيب السلوك الشرائي: شراء عدد محدود من اللُعب يدرب الطفل على أن يكون مستهلكا واعيا في المستقبل ويتعلم قيمة الخيارات المدروسة قبل الشراء، وقد وجدت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة القلب البريطانية عام 2019 أن الطفل يفقد الاهتمام بلعبته الجديدة في غصون 36 يوما فقط ويملك على الأقل 4 لُعب لم يسبق له اللعب بها.
وبحسب الدراسة، يضيف ذلك 162 مليون لعبة غير مستخدمة في بريطانيا، ينتهي بها المطاف في مكب النفايات.
منزل بلا فوضى: يسهم عدد قليل من اللُعب في الحد من فوضى المنزل وتكدس الصناديق المخصصة لها، ويسهل على الأطفال تنظيمها وترتيبها بأقل مجهود.
تشجيع اللعب الحر: يعزز اللعب الحر المهارات اللغوية للطفل من خلال الانخراط في ألعاب جماعية مثل سباقات الركض والتسلق وسباق الدراجات أو ألعاب التظاهر، كما يطور مهارات الطفل الاجتماعية مثل التعاون والتواصل وضبط النفس والقدرة على حل الخلافات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تعرض للغرق..مبادرة حياة كريمة تنقذ حياة طفل فاقد للوعي بالشرقية
في لفتة إنسانية تجسد الإخلاص والتفاني في العمل، نجح فريق القوافل الطبية التابع لمديرية الشئون الصحية بالشرقية،من إنقاذ حياة طفل غريق وذلك أثناء تنفيذ فعاليات القافلة الطبية الشاملة بقرية الظواهري التابعة لمركز ومدينة ههيا، ضمن المبادرة الرئاسية الكريمة «حياة كريمة» لتوفير الرعاية الصحية المتكاملة للمواطنين، وخاصة في المناطق النائية.
وقدم الدكتور هاني مصطفى جميعة وكيل وزارة الصحة بالشرقية، الشكر والتقدير لفريق القوافل الطبية، وعلى رأسهم الدكتور أحمد عبدالحكيم منسق القوافل العلاجية بالشرقية، مشيداً بسرعة الاستجابة ويقظتهم خلال أداء مهامهم، والتي أسفرت عن التدخل الفوري وإنقاذ حياة الطفل، مؤكداً أن هذا المشهد يعكس بوضوح مدى جاهزية الفرق الطبية، وحرصها على أداء رسالتها الإنسانية والمهنية في كل وقت ومكان، مشيداً أيضاً بجهودهم المخلصة سواء في تقديم الخدمة الطبية للمواطنين أو في المواقف الطارئة التي تتطلب تدخلات إنسانية عاجلة.
وأوضح محمود عبدالفتاح مدير المكتب الإعلامي بالمديرية، أن الواقعة حدثت أثناء تقديم الخدمات الطبية بالقافلة التي استمرت على مدار يومين بقرية الظواهري، وضمت ١١ عيادة في ١٠ تخصصات مختلفة، حيث تم استقبال الطفل وهو في حالة فقدان للوعي، وعلى الفور قام منسق القوافل العلاجية باستدعاء أطباء "الأطفال، والرمد، والأنف والأذن والحنجرة"، وتم عمل الإسعافات الأولية وإجراء الأشعة اللازمة، حتى استعاد الطفل وعيه.
وأضاف أن طبيبة الأطفال أفادت بضرورة تحويل الطفل إلى المستشفى نظراً لعدم استقرار وظائف التنفس، وعلى الفور تم إبلاغ غرفة الطوارئ بالمديرية، وتم الدفع بسيارة إسعاف على وجه السرعة لنقل الطفل إلى مستشفى ههيا المركزي، حيث أجريت له الفحوصات الطبية المتقدمة اللازمة، والأشعة المقطعية، ومن ثم تم تحويله إلى وحدة عناية الأطفال بمستشفى الزقازيق العام، ووضع على جهاز تنفس صناعي، إلى أن استقرت حالته الصحية، وتم فصل الجهاز عنه، وهو الآن في حالة جيدة ومستقرة.
واشار إلى أن القافلة اشتملت على عدد ١١ عيادة، بها ١٠ تخصصات طبية وهم "الباطنة، الجراحة العامة، العظام، الأطفال، النساء والتوليد، الجلدية والتناسلية، تنظيم أسرة، الأنف والأذن والحنجرة، الرمد، الأسنان"، حيث تم تخصيص ٢ عيادة لتخصص الأطفال، لخدمة أهالي القرية، والمناطق المحيطة بها، كما تم إجراء الفحوصات المعملية والكشف المبكر لأمراض السكر والضغط، وقامت الفرق الطبية بالقافلة خلال اليومين بتوقيع الكشف الطبي المجاني على ٢١٢٣ مريض من أهالي القرية، وتم صرف العلاج اللازم لهم، وتحويل ١١ حالة مرضية تحتاج لإجراء عمليات جراحية إلى المستشفيات التابعة للمديرية، كما تم عمل جلسات توعية صحية وتثقيفية لأهالي القرية، وندوات عن الكشف المبكر لأورام الثدي وطرق الفحص الذاتي للثدي، ودعم صحة الأم والجنين، وغيرها