الجميل لـ حزب الله: لسنا مستعدين للبقاء تحت وصايتك
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
اعتبر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل، "أن الجمهورية مخطوفة، والخاطف يمسك القرار في البلد. وطالما ان الواقع لم يتبدّل فان الخاطف لن يسمح للعملية الديموقراطية أن تنتج ما هو مفيد للبلد".
وقال في مقابلة تلفزيونية: "اننا نعيش تحت وصاية جديدة، و"حزب الله" يخطف القرار اللبناني وقرار السلم والحرب والرئاسة ويمنع مجلس النواب من انتخاب رئيس ويمنع الحكومة ومجلس النواب من التفاوض على قرار ترسيم الحدود ورأينا كيف حصل الترسيم البحري خارج الأطر الديموقراطية وخارج المؤسسات".
ولفت الجميّل الى ان "المواجهة مع حزب الله لم تكن يوما كما هي اليوم، فهناك جبهة تقف في وجه الحزب من خلال "بلوك" في مجلس النواب يمنعه من فرض سليمان فرنجية وتمكّنت من ترشيح جهاد أزعور، وأفشلنا محاولات "حزب الله" للايحاء للمجتمع الدولي انه هو من يقرّر نتيجة الانتخابات، والخسارة كانت مدوية لدى الدول"، معتبراً "أن ترشيح جهاد أزعور من أهم الخطوات التي قامت بها المعارضة لمحاولة فرملة وضع يد "حزب الله" على الرئاسة."
وقال: "نعمل على تشكيل الجبهة العريضة التي تتخطّى الطوائف، ويجب على الجميع ان يفهم ان تشكيل التوازن من خلال الجبهة مع "حزب الله" له علاقة بمصير لبنان، ويتطلّب ان نضع من حريتنا ومصالحنا وأنانيتنا لانجاح المشروع الذي لن ينجح إذا فكّر كل فريق لوحده. وأدعو كل الاصدقاء الى التخلّي عن مصالحهم والتفكير ببناء الوحدة".
وعن زيارة قائد فيلق القدس قاآني وما سرّب عنها عبر "رويترز"، قال الجميّل: "إنها رسالة من ضمن المفاوضات الحاصلة اليوم. وحذرنا من اي مقايضة تعطي الأمن لاسرائيل على حساب تسليم بيروت لـ"حزب الله" ولن يحصل ما يريدون إذا كان هذا المطلوب. ويجب ان يفهم الجميع ان مستقبل لبنان على المحكّ، وإذا فكّر أحد ان تسوية من هذا النوع ستمرّ فهو مخطئ وسنكون بمواجهة أي تسوية تهدّد مستقبلنا في لبنان". وقال: "السيّد حسن نصر الله فتح الهجوم على اسرائيل، ويجب ان نستعمل العبارات الصحيحة. هو أخذ القرار بفتح جبهة لالهاء اسرائيل، وبالتالي هو يقول انه استجرّ الدمار على لبنان بمبادرة منه. ولكن عمليا لم يلهِ اسرائيل عن غزة لأنّ الدمار في ازدياد والضغط لم يخفّ، وثانيا دُمِّر الجنوب ومخططه فشل من كل النواحي وهو يقول بفتح الجبهة ويقول انه يدافع عن اللبنانيين وهذا فيه تناقض كبير".
وشدد على ان "المطلوب استعادة لبنان سيادته والمجتمع الدولي مسؤول عن تطبيق القرارين 1701 و1559 اللذين يسيران بالتوازي، فتطبيق الـ1701 يوقف الحرب مع آليات التنفيذ والـ1559 يسمح للدولة ببسط سيطرتها على كل أراضيها واستعادة السيادة عبر حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتستعيد قرارها وهيبتها، وهذا ما يجعلنا نأمل بالمستقبل، وكل ما هو خارج ذلك تأجيل للمشاكل وتوريثها لأولادنا. لذلك فان أي تسوية موقتة هي تأجيل للمشاكل التي ستنفجر لاحقا ".
وقال: "بوضع اليد الحاصل على البلد والاقتصاد الميت وهريان الدولة ومقوماتها والقضاء والمؤسسات، خوفي أن تغيّر الهجرة التي بدأت وتستمر وجه لبنان، عندها لبنان المقبل لن يكون ما نحن نعيش فيه اليوم. لذلك نرفض تأجيل المشاكل ونطالب بخلق الجبهة ونضع "حزب الله" أمام مسؤوليته، إمّا ان يكون معنا في دولة واحدة او ان يكون في دولة وحده".
أضاف: "ان حزب الله يخطف جميع اللبنانيين مسيحيين وشيعة وسنّة ودروزا، ونقول له لسنا مستعدين للبقاء تحت وصايتك وان نعيش مواطني درجة ثانية. لذلك اما ان تقبل بشروط دولة القانون والدستور ودولة الـ10452 واما ان نبقى في القهر وهذا ما نحن نرفضه".
ولاحظ الجميّل انه "في كل المفاوضات والأوراق، لا أحد يتحدث عن سيادة الدولة انما عن وقف الحرب في الجنوب وانسحاب الحزب ووقف الانتهاكات الجوية وهذا جيد، ولكن هاجسنا مستقبلنا في البلد، واذا لم يستعِد لبنان سيادته وحريته سيبقى في حالة استنزاف والمشاهد نفسها ستتكرر كل فترة".
وعما اذا كان مستعدّا للمشاركة في حوار اذا دعا اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال الجميّل: "عندما يدعوني أبلغهم جوابي، ولكن الحوار موجود ونتكلم مع كل الناس "، مؤكداً أنه لم يرفض مبادرة "تكتل الاعتدال"،
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: من أراد النجاح فليطلبه بالله.. والتوكل عليه سر الطمأنينة وتحقيق المقاصد
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الله عز وجل يقول تعالى : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن أردت أن يُستجاب دعاؤك، وأن تبلغ النجاح فيما تطلبه وترجوه، فعليك أن تطلبه بربك.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه كان سيدنا النبي ﷺ يقول دائمًا: «والذي نفس محمد بيده»، يعيش تحت سلطان الله وأمره، ويُعلِّمنا سيد الخلق المصطفى ﷺ أن الأمور لا تُنال إلا بالله رب العالمين.
فإذا سأل أحدُنا أخاه أمرًا من أمور الدنيا وقال: "بالله عليك أن تفعل كذا"، كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا سمعها، فعل ما طُلب منه، فقيل له: إنهم يخادعونك! ، فكان يقول: "مرحبًا بمن خدعني في الله، وخدعني بالله"، أي: ما دام قد استعان باسم الله، فقد وجب الوفاء، تعظيمًا لله سبحانه وتعالى.
فمن أراد إنجاح مقاصده، فليطلبها بالله، وقد يطلب بالله من الخلق أيضًا. وإذا دعونا الله، أو استعنا به، أو حتى سألنا به غيره، وجدنا الأمور تتحقق بنحوٍ عجيب، لا يُفسَّر إلا بأنه سبحانه هو الفاعل.
وهذا دليلٌ أخر على وجود الله، يجيب الملاحدة إذا قالوا: لمَ تؤمنون بالله كل هذا الإيمان؟ ولمَ لا نؤمن نحن؟
فنقول: لنا تجربة مع الله؛ نُصلي فنرتاح، نذكره فتطمئن قلوبنا، ندعوه فيستجيب، نناجيه فيتحقق المطلوب، بطريقة عجيبة خارجة عن الأسباب، لا تفسير لها إلا أنه الله.
وهذا ما يجعل إيماننا يزداد يومًا بعد يوم. أما هم فلم يجرِّبوا، لم يُصلّوا، لم يذكروا، لم يدعوا، بل أرادوا أن يتحرروا من التكليف، وأن يتفلتوا من رباط العبودية، فحُرموا من لذة القرب، وحلاوة الطاعة، وطمأنينة الإيمان.
وهذا هو الفارق بين المؤمن وغيره؛ المؤمن توكّل على الله، ومن تجربته الروحية والعملية اليومية يرى أثر التوكل، ويوقن بصدق الوحي. فإذا قرأ: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وجد قلبه يطمئن حقًّا.
وإذا غض بصره وجد في قلبه نورًا، وإذا خشع في صلاته وجد لذةً لا توصف.
فكيف له أن يترك هذا الخير العظيم، لأجل قول من لم يذق شيئًا من ذلك؟ {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أي: الله كفايته، وكفايتي.
وحسبنا الله ونعم الوكيل؛ أي: الله يكفيني، وهو الذي يحقق رجائي، ويستجيب دعائي، ويبلغني مقصودي.
فهو سبحانه: قبل كل شيء، ومع كل شيء، وبعد كل شيء.
هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وبكل شيء محيط.