هآرتس: مئات الحسابات المزيفة عبر الإنترنت تروج لإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
كشف تقرير إسرائيلي عن استخدام مئات الحسابات الإلكترونية المزيفة لترويج رواية إسرائيل ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لتعزيز المصالح الإسرائيلية لدى الغرب.
وأعد التقرير مؤسسة "فيك ريبورتر" الإسرائيلية الخاصة، ونشرت مقتطفات منه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء.
وقالت الصحيفة إنه للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة اكتشف باحثون في وسائل التواصل الاجتماعي عملية نفوذ إسرائيلية تنشط عبر عدد من المنصات، وتستخدم مئات الحسابات المزيفة لتعزيز ما تسمى المصالح الإسرائيلية عبر الإنترنت بين الجماهير الغربية الشابة باللغة الإنجليزية.
وأضافت أن الحملة التي اكتشفتها هيئة رقابية إسرائيلية على الإنترنت "فيك ريبورتر" لا تدفع إلى نشر معلومات مضللة، بل تركز على تضخيم الادعاءات والتقارير في ما يتعلق بتورط موظفي الأونروا في طوفان الأقصى، وتشمل أهدافها المشرعين الأميركيين.
وبحسب الصحيفة، اكتشف الباحثون في مؤسسة "فيك ريبورتر" وجود 3 مواقع إخبارية يبدو أنها أنشئت لهذه العملية خاصة، ونشرت هذه المواقع تقارير منسوخة من منافذ إخبارية حقيقية أخرى، من بينها "سي إن إن" الأميركية و"غارديان" البريطانية.
حسابات مزورة
وأضافت أن مئات الحسابات المزورة روجت بشكل مكثف لتقارير من مواقع الحملة، بالإضافة إلى نشر لقطات شاشة (سكرين شوت) من مواقع حقيقية، مثل تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن تورط موظفي الأونروا في الهجوم.
كما تم إنشاء جميع الصور الرمزية في التواريخ نفسها، مع الاستفادة من صور الملف الشخصي واصطلاحات التسمية نفسها، ومشاركة الخصائص الأخرى التي تشير إلى أنهم جميعا جزء من الشبكة ذاتها.
وتابعت الصحيفة أنه في حين أن ما تسمى الروبوتات هي حسابات تلقائية يمكن التعرف عليها بسهولة من خلال المنصات فإن الصور الرمزية هي "سايبورغ" وليست آلية بالكامل، لكنها تحاول محاكاة السلوك البشري الحقيقي من خلال النشاط على عدد من المنصات، وتم العثور على أكثر من 500 صورة رمزية مختلفة عبر فيسبوك وإنستغرام وإكس.
وأضافت أنهم نشروا منشورات ذات صياغة وروابط متطابقة تقريبا في المواقع الثلاثة.
ولفتت هآرتس إلى أن العملية بدأت بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب وما زالت مستمرة حتى اليوم، وتهدف إلى تضخيم وتعزيز شعبية المواد عبر الإنترنت التي تعتبر مؤيدة لإسرائيل أو تخدم مصالحها.
ومنذ 26 يناير/كانون الثاني الماضي علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها لوكالة الأونروا على خلفية مزاعم إسرائيلية بأن عددا من موظفيها شاركوا في الهجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق في تلك المزاعم.
ولاحقا، أعلنت النرويج وأيرلندا وإسبانيا والسويد وكندا وأستراليا استئناف تمويلها للأونروا، وذلك بعد نحو شهرين من التعليق على خلفية الادعاءات الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات مئات الحسابات
إقرأ أيضاً:
هآرتس: جرائم إسرائيل بغزة تبدأ بتعيين ضباط متطرفين ترعرعوا بالمستوطنات
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الجيش الإسرائيلي يرسخ صورته كمن ارتكب ولا يزال يرتكب المجازر وجرائم حرب في قطاع غزة ، من خلال تعيين ضباط يمينيين متطرفين في مناصب رفيعة، مثل قائد الفرقة العسكرية 252، يهودا فاخ.
وأضافت الصحيفة، أنه "بتعيينات كهذه، يؤكد الجيش الإسرائيلي "الطمس الموجود اليوم للفروق بين أهداف الجيش المعلنة وبين الأفكار الشخصية لضباط كبار، الذين يملون أهدافا وثقافة قتالية بديلة بإطلاق نار عشوائي على المدنيين في قطاع غزة، وبضمنهم الأطفال".
ولقد ولد فاخ في مستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل المحتلة ومعقل غلاة المستوطنين المتطرفين، من أمثال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وتخرج فاخ من الكلية العسكرية التحضيرية "بني دافيد" في مستوطنة "عيلي"، وهي أيضا معقل المتطرفين من التيار الديني – القومي. وفي آب/أغسطس الماضي، جرى تعيين فاخ قائدا للفرقة 252 التي عملت في محور "نيتساريم".
وفي تقرير نشرته الصحيفة قبل يومين، وصف ضباط وجنود فاخ بأنه متسرع وتسبب بمقتل ثمانية جنود في قوات الاحتياط. وكشف تقرير آخر، قبل أسبوعين، ما وصفته الصحيفة بـ"التعسف والابتذال بقتل الفلسطينيين في محور نيتساريم" وأن أي فلسطيني يستشهد، حتى لو كان طفلا، يوصف بأنه "مخرب". وأفادت الصحيفة بأن جرائم كثيرة كهذه ارتكبت أثناء تولي فاخ المسؤولية عن محور "نيتساريم"، لكن ضباطا آخرين أيضا كانوا مسؤولين عن هذه الجرائم.
وأشارت الصحيفة إلى أن فاخ وضع مجموعة قوانين بديلة خلال الحرب على غزة، بينها قراره المستوحى من الاستيطان في الضفة الغربية، وأبلغه لضباط وجنود تحت إمرته، بأنه "بواسطة فقدان الأرض فقط سيتعلم الفلسطينيون الدرس".
وقال فاخ لضباطه وجنوده، بما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إنه "يجب عدم إدخال شاحنة واحدة. وينبغي وضع صعوبات وعرقلة القوافل الداخلة"، وأضاف أنه "بالنسبة لي، لا يوجد أبرياء في غزة"، وأن هذا "مفهوم عسكري، فجميعهم مخربون"، وفق ما نقلت الصحيفة عنه.
وأحضر فاخ شقيقه، غولان فاخ، وهو ضابط في الاحتياط برتبة عقيد، إلى المنطقة التي تسيطر فرقته عليها، واستخدم شقيقه قوة من جنود الاحتياط والمدنيين، وصفهم ضابط إسرائيلي بأنهم "يبدون مثل شبيبة التلال (التنظيم الإرهابي الاستيطاني في الضفة الغربية). والهدف الوحيد لهذه القوة هو تدمير غزة وتسويتها بالأرض".
وأشارت الصحيفة إلى أن سلوك يهودا فاخ "يدل على فقدان سيطرة مطلق على ضباط الجيش وموافقة، وإن كانت صامتة، على استخدام وحدات عسكرية كجيش داخل جيش".
لكن يتبين أن الجيش وافق على هذه الممارسات وعقب على التقرير بأن "قوة العقيد بالاحتياط غولان فاخ هي قوة عسكرية مخوّلة ومكونة من عناصر احتياط خضعوا لتأهيل ملائم. وهذه قوة تنفيذ مهمات صودق عليها وتم تجنيدها بموجب القواعد وعملت في عدة مناطق في غزة بالتنسيق ومن خلال خضوعها للقوة في المنطقة (أي الفرقة التي يقودها شقيقه). والمهمة التي نفذها غولان فاخ كانت العثور على أنفاق وتدميرها".
ولفت الباحث في العلاقات بين الجيش والمجتمع في إسرائيل والمحاضر في الجامعة المفتوحة، بروفيسور يَغيل ليفي، إلى أنه "بالرغم من أن أفكار يهودا فاخ المعروفة للجميع، تم تعيينه قائدا لفرقة مسؤولة عن منطقة حساسة في غزة. وفاخ في نهاية المطاف، مخلص للأفكار والرسالة التي ترعرع على تطبيقها".
وأضاف ليفي أنه "لذلك لا ينبغي أن نندد به وإنما بمن عيّنه، الذي كان يعلم جيدا أنه لن يتصرف بشكل مختلف في نيتساريم. وكما قال ضابط كبير عنه إنه كان "من الواضح أن أفكار هذه الضابط ومواقفه السياسية هي خطة عملياتية".
المصدر : وكالة سوا