«الفاو» تحذر من مجاعة في غزة: مليون شخص يعانون من انعدام كارثي للأمن الغذائي
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
دقّت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن التدهور السريع لأزمة الجوع في قطاع غزة، إذ أنه من المتوقع حدوث مجاعة في أي وقت من الآن وحتى مايو 2024 في المحافظات الشمالية، وفقاً لتقرير جديد أصدرته اليوم المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
سكان غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائيوأوضحت فاو في بيان لها أن بقية قطاع غزة معرض لخطر المجاعة في المستقبل في أسوأ السيناريوهات إذا لم تتوقف الأعمال العدائية، ولم تصل المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
وأشارت إلى أن جميع السكان في قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنف ضمن المراحل 3 (مرحلة الأزمة) أو 4 (مرحلة الطوارئ) أو 5 (مرحلة الكارثة).
ويشمل ذلك نصف السكان أو حوالي 1.11 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الكارثي (المرحلة 5 من التصنيف)، وبالمقارنة مع التحليل السابق للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر في ديسمبر 2023، فقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة واتسع، حيث وصل عدد أكبر من الأشخاص بنسبة 79 بالمائة إلى مستويات كارثية من الجوع في الفترة الحالية للتصنيف (منتصف فبراير- منتصف مارس ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 92 بالمائة خلال فترة التصنيف المتوقعة القادمة (منتصف مارس– يوليو).
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة بيث بيكدول: «إن هذا التحليل المحدّث للتصنيف المرحلي المتكامل يؤكد صحة ما كنا نخشاه جميعا، وهو التدهور العميق والسريع لحالة الأمن الغذائي في غزة، حيث يواجه نصف السكان مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي».
تسهيل تقديم المساعدة العاجلة والحرجة إلى غزةوأضافت، «هذا أعلى مستوى سجل على الإطلاق، وهو أمر لم نره من قبل. في ديسمبر، أشار التقرير السابق للتصنيف المتكامل للأمن الغذائي إلى احتمال حدوث مجاعة. وإذا لم يتم اتخاذ خطوات لوقف الأعمال العدائية وتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية، فإن المجاعة ستكون وشيكة. وقد تكون واقعة بالفعل. هناك حاجة إلى الوصول الفوري لتسهيل تقديم المساعدة العاجلة والحرجة على نطاق واسع».
ووفقاً لأحدث بيانات التصنيف المرحلي، فإن جميع الأسر تقريبا لا تتناول وجباتها اليومية المعتادة، ويقوم البالغون بتقليل وجباتهم حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام. وأمضى ما يقرب من ثلثي الأسر في المحافظات الشمالية أياما وليال كاملة دون تناول الطعام 10 مرات على الأقل خلال الثلاثين يوما الماضية، وتشير البيانات الحديثة إلى أن واحدا من كل ثلاثة أطفال تحت سن الثانية في المحافظات الشمالية يعاني من سوء التغذية الحاد.
ولفتت المنظمة إلى أنها تشعر بقلق بالغ إزاء الخسائر الكبيرة في الماشية، والتي لا غنى عنها لسبل العيش وبقاء الأسر في غزة، وأن توفير العلف الحيواني ليس مجرد وسيلة للحفاظ على سبل العيش الريفية كأصل اقتصادي للأسر المعنية، بل أن الحفاظ على حيوانات الأسرة حية ومنتجة يمنحها مصدرا في متناول اليد للبروتين والتغذية والحليب، وهو أمر بالغ الأهمية بشكل خاص للأطفال.
وقال رين بولسن، مدير الطوارئ والقدرة على الصمود في الفاو: «من المهم لنا كمنظمة الأغذية والزراعة أن نركز على كل ما يتعلق بالحفاظ على الماشية على قيد الحياة، لأن ذلك يعني توفير الحليب وخاصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو المعرضين لخطر سوء التغذية. وبالإضافة إلى ذلك، يحتاج الناس إلى الوصول إلى الأطعمة المغذية والخضروات».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المجاعة في غزة الجوع في غزة فاو انعدام الأمن الغذائي في غزة من انعدام الأمن الغذائی للأمن الغذائی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
انعدام الرغبة
يُعدّ انعدام الرغبة من أبرز الظواهر النفسية التي قد تصيب الأفراد في مختلف مراحل حياتهم، وقد يظهر فجأة دون مقدمات واضحة. لا يقتصر هذا الشعور على مجال معين، بل قد يشمل العمل، والعلاقات، أو حتَّى الهوايات التي كانت يومًا ما مصدراً للسعادة، وفي كثير من الأحيان يُساء فهم هذا الشعور ويُختزل في الكسل، أو اللامبالاة، بينما هو في جوهره أعمق من ذلك بكثير.
تتعدد أسباب انعدام الرغبة فمنها ما هو نفسي كالضغوط المستمرة والإجهاد، ومنها ما قد ينشأ عن صدمات عاطفية أو خيبات متكررة تجعل الأفراد يتراجعون عن التفاعل مع العالم من حولهم. و في هذه الحالات، يصبح استكشاف الجذور الفعلية للحالة أمرًا ضروريًا لفهم الذات بشكل أفضل.
كما أن الأثر المترتب على انعدام الرغبة لا يتوقف عند الشخص ذاته، بل يمتد إلى محيطه الاجتماعي والمهني، فقلة الدافعية تؤثر على الأداء وتنعكس سلبًا على العلاقات مع الآخرين، وقد يشعر الشخص بالعجز أو الذنب وهذا ما يعمِّق شعوره بالعزلة. وهنا يكمن التحدي في التوازن بين فهم النفس وعدم الاستسلام لهذا الشعور.
ولا يخفى علينا أن التعامل مع هذه الحالة يتطلب وعيًا أولًا، ثم الخطوات العملية. و من المهم منح النفس مساحة للراحة، وإعادة ترتيب الأولويات، واللجوء إلى الدعم النفسي عند الحاجة، و أحيانًا يكون الحل في أبسط الأمور كروتين يومي جديد، أو لحظة تأمل، أو حتى محادثة صادقة مع صديق مقرّب.
إن انعدام الرغبة ليس ضعفًا، بل إشارة من النفس بأنها بحاجة إلى عناية خاصة. كما أنه هو دعوة لإعادة التواصل مع الذات، وتغذية الروح بما يعيد لها النبض، ويُحي فيها الأمل، ويمنحها فرصة لبداية جديدة.
fatimah_nahar@