دواء يرفض التحلل في الصرف الصحي.. علماء يتمكنون من تفكيكه
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
كما أن البكتيريا في الجسم البشري تتكيف مع التغيرات البيئية المتمثلة في استخدام المضادات الحيوية، باستخدام إستراتيجيات متعددة تمكنها في النهاية من مقاومة الدواء، فإن بعض البكتيريا الموجودة في مياه الصرف الصحي تفعل الشيء نفسه مع دواء "الميتفورمين" الذي يصلها بكميات كبيرة، إذ إن بعضها يواجه وجوده بتحليله إلى مركبين هما "جوانيليوريا" و"ثنائي ميثيل أمين".
و"الميتفورمين" دواء شائع على نطاق واسع، ويوصف لمرضى السكري من النوع الثاني، ويبقى في شكله الأصلي عندما يتخلص الجسم منه عبر البول والبراز، ولهذا السبب فإنه مثل العديد من الأدوية الأخرى التي يستهلكها المرضى، يشق طريقه إلى نظام الصرف الصحي.
تحديد البكتيريا .. نقطة البدايةولا تستطيع أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي التخلص من هذا الدواء نهائيا، وبالتالي عندما تُضخ المياه إلى شبكات المياه المحلية مثل الجداول والأنهار والبحيرات والمحيطات، يمكن أن يؤثر "الميتفورمين" سلبا في الحياة المائية، وهذه مشكلة كبيرة.
ويزعم فريق بحثي من علماء الكيمياء الحيوية في جامعة مينيسوتا الأميركية خلال دراسة نشرت في مجلة "بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس"، أنهم تمكنوا من قطع خطوة كبيرة على طريق حل هذه المشكلة عن طريق اكتشاف اثنين من الجينات البكتيرية المسؤولة عن إنتاج البروتينات القادرة على تحطيم "الميتفورمين" في مياه الصرف الصحي.
وبدأت قصة هذا الاكتشاف بملاحظة تم تسجيلها في دراسات سابقة، حيث وجدوا أن مستويات "الميتفورمين" في مياه الصرف الصحي كانت في بعض محطات المعالجة نسبتها أقل مما كانت عليه في الداخل، فقادهم ذلك إلى تحديد البكتيريا المحددة المسؤولة عن تحلل الدواء، ولكن بقي اللغز الذي كانوا بحاجة إلى حله هو معرفة الجينات الموجودة داخل البكتيريا المسؤولة عن هذا الإنجاز.
ويشرح الباحثون في دراستهم الجديدة خطوات حل هذا اللغز، والتي جاءت على النحو التالي:
عزل الجينات المرشحة: قام الباحثون بعزل الجينات التي يُمكن أن تشارك في إنتاج البروتينات القادرة على تحطيم الميتفورمين، واختيرت هذه الجينات بناء على المعرفة السابقة لعملية التمثيل الغذائي البكتيري وانهيار المركبات المماثلة. اختبار الجينات المرشحة: فقد اختبر الفريق هذه الجينات المرشحة لتحديد ما إذا كانت مسؤولة بالفعل عن انهيار "الميتفورمين"، وأجروا تجارب لتقييم نشاط هذه الجينات في سلالات بكتيرية مختلفة. تحديد الجينات المسؤولة: حدد الباحثون من خلال تجاربهم جينين محددين هما "إم إف إم إيه" و"إم إف بي بي" الموجودين في خمسة أنواع مختلفة من البكتيريا، وهذه الجينات تُشفر البروتينات القادرة على تحطيم "الميتفورمين" إلى مركبي "جوانيليوريا" و"ثنائي ميثيل أمين". فهم الآلية: كشف التحليل الإضافي أن تَحلّل "الميتفورمين" بواسطة هذه البروتينات يتضمن عملية تعتمد على "ربط النيكل"، وتوفر هذه الرؤية لآلية العمل معلومات قيمة لفهم كيفية استقلاب البكتيريا للميتفورمين. ويشير "ربط النيكل" إلى الدور الذي تلعبه أيونات النيكل، فعندما تكون موجودة في البيئة البكتيرية حيث تلعب دورا حاسما في تسهيل النشاط الأنزيمي للبروتينات المشاركة في انهيار "الميتفورمين"، فمن خلال الارتباط بالبروتينات تعمل على تعزيز كفاءتها التحفيزية، مما يسمح بتحلل أكثر فعالية لجزيئات "الميتفورمين". الآثار التطورية: اكتشف الباحثون أيضا أدلة تشير إلى أن هذه البكتيريا طورت القدرة على استقلاب "الميتفورمين" على وجه التحديد بعد أن بدأ الدواء في الظهور في أنظمة الصرف الصحي، ويسلط هذا التكيف الضوء على الاستجابة التطورية للبكتيريا للتغيرات البيئية الناجمة عن الأنشطة البشرية.تساهم الدراسة -وفقا لما توصلت له من نتائج- في تطوير إستراتيجيات للتخفيف من الأثر البيئي للأدوية في مياه الصرف الصحي، كما يوضح أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة إلمنيا (جنوب مصر) خالد خاطر.
يقول خاطر في حديث هاتفي مع "الجزيرة نت"، إن هذه الاستراتجيات يمكن أن تشمل:
أولا: إجراء معالجة حيوية تتضمن إدخال بكتيريا محددة لأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي، أو تعزيز نمو البكتيريا الموجودة بالفعل لتعزيز تحلل المخلفات الصيدلانية. ثانيا: استكشاف تقنيات الهندسة الوراثية لتعديل السلالات البكتيرية، من أجل زيادة التعبير عن الجينات المسؤولة عن تحلل المركبات المستهدفة أو إدخال مسارات استقلابية جديدة لتحقيق تحلل أكثر كفاءة. ثالثا: تطوير أنظمة للترشيح البيولوجي تتضمن البكتيريا القادرة على استقلاب المستحضرات الصيدلانية، ويمكن دمج هذه الأنظمة في محطات معالجة مياه الصرف الصحي لإزالة المخلفات الصيدلانية قبل تصريف المياه المعالجة في البيئة.ويضيف خاطر، أنه من أجل تفعيل الفائدة التطبيقية للاكتشاف الجديد يحتاج الباحثون للإجابة على سؤالين، هما :
كيف تؤثر العوامل البيئية مثل الرقم الهيدروجيني ودرجة الحرارة وتوافر العناصر الغذائية على نشاط وكفاءة البكتيريا المحللة لـ"الميتفورمين" في أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي؟ وما هو تنوع وتوزيع البكتيريا التي تمتلك جينات محللة لـ"الميتفورمين" في محطات معالجة مياه الصرف الصحي المختلفة والبيئات المائية، حيث إن فهم مدى انتشار هذه البكتيريا ووفرتها يوفر نظرة ثاقبة لدورها البيئي والتباين المحتمل في قدراتها الأيضية.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات معالجة میاه الصرف الصحی فی میاه الصرف الصحی المسؤولة عن القادرة على هذه الجینات
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان يوجه بمتابعة أعمال تشغيل وصيانة محطات الصرف الصحي ومياه الشرب بالقليوبية
وجه المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بمواصلة متابعة أعمال تشغيل وصيانة محطات الصرف الصحي ومياه الشرب على مستوى محافظة القليوبية من أجل ضمان تقديم الخدمة بأعلى جودة، وتنفيذ أعمال الصيانة القياسية، طبقاً للمواصفات العالمية المعمول بها في هذا المجال، للحفاظ على الاستثمارات التي يتم ضخها بمشروعات مرافق مياه الشرب والصرف الصحي بشكل عام.
جاء ذلك خلال جولته اليوم، لتفقد عدد من المشروعات بمحافظة القليوبية يرافقه المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، حيث تفقد الوزير مركز خدمة العملاء فرع القناطر الخيرية لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة.
واطلع الوزير على سير العمل بالمركز بداية من استقبال العملاء ومراحل العمل على تذليل وحل أي شكاوى للمواطنين، موجها بتوفير كافة اوجه الدعم للمواطنين والعمل على الاستجابة لكافة طلباتهم.
كما تفقد وزير الإسكان، محطة تنقية مياه شرب القناطر الخيرية مستمعا لشرح تفصيلي حول المحطة، المقامة على مساحة 10 أفدنة، بطاقة تصميمية 69,120 ألف م٣/ يوم، وتخدم 600 ألف نسمة بمدينة القناطر الخيرية والقرى المحيطة بها، وتعمل بالنظام التقليدي لتنقية مياه الشرب، وتتكون المحطة من مأخذ، وعنبر لطلمبات المياه العكرة، وبئر التوزيع، والمروقات، والمرشحات، والخزان الأرضي، وعنبر الطلمبات المرشحة، ومعمل المحطة.
كما تابع وزير الإسكان ومحافظ القليوبية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، سير العمل بمحطة معالجة الصرف الصحي بقها، والمقامة على مساحة 5.5 فدان، بطاقة تصميمية للمحطة 10 آلاف م٣/ يوم، وتخدم ٥٠ ألف نسمة حاليا من سكان مدينة قها والقرى المحيطة بها.
واستمع وزير الإسكان ومحافظ القليوبية، خلال تقنية الفيديو، إلى شرحٍ عن سير العمل بالمحطة والتي تعمل بنظام معالجة ثنائي لمياه الصرف الصحى، بجانب متابعة منظومة معالجة الحمأة الناتجة من الصرف الصحي بالمحطة، وتتكون المحطة من عدة مراحل وهي: مدخل المحطة، والمصافي الميكانيكية، والراسب الرملي، والمعالجة البيولوجية، وأحواض الترسيب النهائية: وأحواض التلامس بالكلور.