أسامة الأزهري: الإتقان والنظام في ترتيب أمور الحياة أساس النجاح
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إنّ الله سبحانه وتعالى، عمّر الكون والوجود على أساس الاتقان والدقة، مستشهدا بقول الله تعالى: «الشمس والقمر بحسبان»، موضحا أنّ صيغة المبالغة بكلمة الحساب التي تعني بحسبان شديد الانتظام والدقة رغم مرور مليارات السنوات منذ نشأة الشمس والأرض، لكن الكل ينتظم ويدور في فلك محدد و«كل في فلك يسبحون»، مشددا على أن الإتقان والنظام في ترتيب أمور الحياة، أساس النجاح في كل شيء.
وأضاف «الأزهري» خلال تقديمه لبرنامجه الرمضاني «ومن الحب حياة»، المُذاع على فضائية «دي إم سي»، أن الاتقان هو قانون الكون، وأساس كل شيء في الوجود، موضحا أن كل شيء قائم على أساس النظام والدقة ورفض الفوضى، مستشهدا بقول الله تعالي: (صنع الله الذي أتقن كل شيء)، وقوله: (الذي أحسن كل شيء خلقه)، وقوله: (ورحمتي وسعت كل شيء)، مؤكدا أن الاتقان والإحسان والرحمة قوانين تركيب وانتظام وبقاء هذا الكون الذي نعيش فيه.
إن الله يجب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنهواستشهد مستشار رئيس الجمهورية، بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يجب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه»، موضحا أن الاتقان والنظام في ترتيب أمور الحياة، يساهم في النجاح بكل شيء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسامة الأزهري الاتقان النظام ومن الحب حياة کل شیء
إقرأ أيضاً:
«الريادي المنفرد».. بريق الحرية أم عبء الوحدة؟
في عالم ريادة الأعمال، قد تبدو فكرة “الريادي المنفرد” جذابة في ظاهرها؛ فهي تمنح صاحبها حرية القرار، وسرعة التنفيذ، والتحكم الكامل بمسار مشروعه دون الحاجة للتنسيق مع أحد. هذا النموذج، الذي اكتسب زخماً كبيراً في عصر التكنولوجيا والعمل عن بُعد، يبدو للبعض وكأنه مفتاح النجاح الخالص. لكن، كما بيّن رجل الاعمال عمر زنهم في بودكاست “The $100 MBA Show” الذي اتسمت اليه مؤخرا، فإن الصورة خلف هذا البريق أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.
العمل كريادي منفرد يعني ببساطة أنك وحدك في ساحة المعركة. أنت المدير، والمحاسب، والمصمم، والمسوق، بل وأحيانًا عامل الدعم الفني. هذا التعدد في الأدوار، وإن بدا بطوليًا، إلا أنه يُفضي غالبًا إلى إرهاق نفسي وجسدي شديدين، يُنهكان الروح قبل الجسد. ومع استمرار الضغط وتراكم المهام، يفقد الريادي تركيزه على الجوانب الاستراتيجية لمشروعه، ويتحول من قائد إلى عامل إنقاذ يسعى فقط لإبقاء المركب عائمًا.
في مقالي السابق “احذر من شوك”، تطرقتُ إلى وهم القصص الرومانسية حول النجاح الفردي، تلك التي تصور الطريق إلى القمة كرحلة عزلة واستبسال. والحقيقة أن كثيراً من هذه القصص تحجب ما وراء الكواليس: فرق الدعم، والمستشارين، والأدوات التي ساعدت في البناء، حتى وإن لم تُذكر صراحة.
الاعتماد المفرط على الذات لا يحدّ فقط من الطاقة والوقت، بل يُقيد فرص التوسع. فمشروع قائم على شخص واحد، محدود بقدراته ومهاراته، قد يصطدم بسقف لا يمكن تجاوزه، مهما بلغت جودة الفكرة أو إخلاص صاحبها. كما أن أي طارئ — مرض، ظرف شخصي، أو حتى لحظة إنهاك — قد يوقف العمل تمامًا، فينقلب الحلم إلى عبء.
لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الحل هو التخلي عن الاستقلالية. عمر زنهم يدعو إلى صياغة جديدة للريادة الفردية، تبدأ بالاستعانة بمصادر خارجية: توظيف مستقلين للمهام المتخصصة، استخدام أدوات تقنية لأتمتة العمليات، وبناء شبكة من العلاقات المهنية تُسهم في الإلهام وتبادل الخبرات. فليس في التعاون ضعف، بل هو رافعة للنمو وتوسيع الأفق.
النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بقدرات الفرد على العمل بجهد، بل بقدرته على بناء نظام يعمل حتى في غيابه، ويستمر في العطاء والتطور. فالسؤال ليس: “هل يمكنك أن تفعل كل شيء بنفسك؟”، بل: “هل يجب عليك أن تفعل كل شيء بنفسك؟”
هناك إذًا مفترق طرق: هل تريد مشروعًا يستنزفك وحدك، أم منظومة تثمر من حولك؟ هل تسعى لرحلة قصيرة تبرق بالحرية، أم لمسيرة طويلة تنبض بالاستدامة؟ هل تختار المجد الفردي المؤقت، أم البناء الجماعي الدائم؟
أسئلة ليست سهلة، وربما لا توجد إجابة واحدة صحيحة لها. لكنها، بلا شك، جديرة بالتأمل قبل أن تخطو خطوتك القادمة في عالم الريادة.
jebadr@