الجزيرة:
2024-11-27@01:11:22 GMT

دراسة: الكون لا يحتوي على المادة المظلمة

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

دراسة: الكون لا يحتوي على المادة المظلمة

تتحدى دراسة حديثة النموذج الحالي لقوام الكون وتكوينه، وتقدم أدلة تناقض فكرة وجود المادة المظلمة في ورقة بحثية نُشرت في مجلة "الفيزياء الفلكية" من قبل باحثين بجامعة أوتاوا الكندية.

ويَفترض النموذج النظري الحالي للكون أنّه يتكون بشكل أساسي من ثلاثة عناصر:

المادة العادية أو الطبيعية: وتشمل جميع المواد والأجسام المألوفة التي يمكن ملاحظتها مباشرة مثل الذرات والجسيمات دون الذرية والنجوم وغيرها.

الطاقة المظلمة: وهي قوة غامضة يُعتقد أنها العنصر المسؤول عن التوسع المتسارع للكون الذي رُصد وأُثبت مرارا وتكرارا. المادة المظلمة: ويُعتقد أنها نوع من المادة التي لا تنبعث منها أو تمتص أو تعكس أشعة كهرومغناطيسية، مما يجعلها غير مرئية ولا يمكن اكتشافها.

وفي علم الكونيات، يُفترض أن المادة المظلمة تفسر ظواهر مختلفة، مثل سلوك جاذبية المجرات، وانتشار المادة في الكون على نطاق واسع. وعلى الرغم من افتقارها إلى المراقبة المباشرة، فقد كانت المادة المظلمة عنصرا حاسما في العديد من النماذج الكونية لتفسير هذه الظواهر الفلكية.

وتخالف الدراسة الحديثة الأعراف العلمية الرائجة في المجتمع العلمي اليوم، والتي تبدو متطرّفة في طرحها، مقدمةً أدلة تناقض الفهم الحالي، وهو ما يُعد تحوّلا فيزيائيا كبيرا.

المادة المظلمة قوة غير مرئية توجد في جميع أنحاء الكون بكميات هائلة (سيمونز فاونديشن)

ويقترح راغندرا غوبتا أستاذ الفيزياء في كلية العلوم بجامعة أوتاوا، نهجا جديدا لفهم تكوين الكون، معتمدا على مزيج من نظريتين: نظرية "ثوابت الاقتران المتغيرة"، ونظرية "الضوء المُجهَد"، والتي يشار إليهما معا باسم نموذج "سي سي سي + تي إل". ويتحدى هذا النموذج المبتكر توزيع النسب بشكلها الحالي لتكوين الكون من المادة المظلمة والطاقة المظلمة والمادة العادية.

ويدمج النموذج المستخدم في الدراسة مفهومين أساسيين يتعلقان بسلوك القوى في الكون، وسلوك الضوء عبر المسافات الكونية الشاسعة؛ فالنظرية الأولى تقول إن القوى الأساسية للطبيعة -مثل الجاذبية والكهرومغناطيسية- قد تتغير مع مرور الوقت بفترات زمنية كونية طويلة، وفي الوقت ذاته تقترح النظرية الثانية أن الضوء يفقد طاقته عندما يقطع مسافات شاسعة عبر الكون "فيُجهد".

ومن خلال الجمع بين هاتين النظريتين، طوّر غوبتا وفريقه إطارا يوفر تفسيرا بديلا لمختلف الظواهر الكونية، وخضع هذا النموذج للاختبار وأثبت توافقه مع العديد من نقاط بيانات الرصد، ففسّر توزيع المجرات في الكون وتطور الضوء المنبعث من الكون المبكر.

عمر الكون يفوق تقديراتنا

ومن أهم التبعات المترتبة على اكتشاف غوبتا مخالفة الفهم التقليدي لتركيبة الكون والذي يشير إلى أن 27% منه تتكون من المادة المظلمة، في حين أقل من 5% فقط منه تمثّله المادة المظلمة، فما ترمي إليه الدراسة أننا لا نحتاج إلى افتراض وجود المادة المظلمة من الأساس.

سبب تسارع توسّع الكون -وفقا لدراسة جديدة- يتعلّق بقوى طبيعية ضعيفة وليس بسبب الطاقة المظلمة (شترستوك)

ويعقّب غوبتا بالقول: "تؤكد نتائج الدراسة أن عملنا السابق عن عمر الكون البالغ 26.7 مليار سنة أتاح لنا الفرصة لاكتشاف أن الكون لا يحتاج إلى مادة مظلمة كي يكون موجودا". ويعلل سبب توسع الكون قائلا: إنّ سبب تسارع توسّع الكون يتعلّق بقوى طبيعية ضعيفة وليس بسبب الطاقة المظلمة.

وركّزت الدراسة على توزيع المجرات في الفضاء، وخاصة التركيز على تلك القريبة نسبيا من الأرض وتبتعد بسرعات بطيئة ذات "انزياح أحمر" منخفض، كما درس الباحثون ظاهرة كونية تتعلّق بالكون المبكّر والمعروفة باسم "الأفق الصوتي" عند المجرّات البعيدة ذات الانزياح الأحمر المرتفع.

يقول غوبتا: "هناك العديد من الأوراق البحثية التي تشكك في أصل وجود المادة المظلمة، لكن بحثي هو الأول على حد علمي الذي يلغي وجودها الكوني، بينما يتوافق مع الملاحظات الكونية الرئيسية التي كان لدينا الوقت الكافي لتأكيدها".

ويشير مصطلح الانزياح الأحمر في علم الكونيات إلى الظاهرة التي يبدو فيها الضوء المنبعث من الأجسام الموجودة في الفضاء منزاحا نحو أطوال موجية أطول و"أكثر احمرارا" أثناء ابتعادها عن المراقب "أو عن الأرض"، فعندما تبتعد الأشياء عنا تتمدد موجات الضوء المنبعثة منها، مما يجعلها تبدو أكثر احمرارا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات المادة المظلمة

إقرأ أيضاً:

دراسة بريطانية.. الضائقات المالية تزيد آلام الظهر لدى كبار السن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت دراسة بريطانية حديثة عن علاقة وثيقة بين الحالة المادية وآلام أسفل الظهر المزمنة، مشيرة إلى أن الضغوط المالية تزيد من حدة الألم واستمراريته لدى الأفراد الأكبر سناً، الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي أكسفورد وإكستر ونُشرت في مجلة “BMC” العلمية، أظهرت أن كبار السن الذين يعانون من أزمات مالية كانوا أكثر عرضة للإصابة بألم مزمن بمقدار الضعف مقارنة بمن يعيشون في ظروف اقتصادية أفضل.

هذه النتائج تأتي في سياق أرقام حكومية تشير إلى أن 9 ملايين شخص في المملكة المتحدة يعانون من آلام الظهر، بينهم 30% من كبار السن الذين يواجهون ألماً مزعجاً يؤثر على حياتهم اليومية، وتوضح الدراسة أن عدم قدرة الأفراد ذوي الدخل المحدود على الحصول على العلاج أو المشاركة في تمارين رياضية منتظمة يفاقم من معاناتهم الصحية.

الباحثون أكدوا أن العديد من الأشخاص يعتقدون خطأً أن آلام الظهر جزء طبيعي من التقدم في العمر، بينما يمكن تجنبها أو الحد منها من خلال العلاج والتمارين المناسبة، ومع ذلك، تُظهر الدراسة أن الأفراد من خلفيات اقتصادية ضعيفة يواجهون عوائق أكبر في الوصول إلى هذه الحلول، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين تكافؤ الفرص في الرعاية الصحية لكبار السن.

وقد استندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 5000 شخص تزيد أعمارهم عن 65 عاماً في المملكة المتحدة، وبينما كان جميع المشاركين يعانون من آلام الظهر عند بدء الدراسة، وتبيّن بعد عامين أن الذين يعانون من ضغوط مالية كانوا الأكثر عرضة للإبلاغ عن استمرار الألم بشكل حاد ومؤثر على حياتهم اليومية.

وأشارت النتائج إلى أن حوالي 4 من كل 5 مشاركين ظلوا يعانون من الألم في نهاية الدراسة، بغض النظر عن وضعهم المالي، لكن الأشخاص الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة ميلاً أقل لطلب العلاج أو المشاركة في تمارين رياضية منتظمة، وهي عوامل تعتبر أساسية في تقليل شدة الألم.

وقالت الدكتورة إستر ويليامسون من جامعة أكسفورد، وهي إحدى الباحثات المشاركات: “العديد من الناس يتحملون آلام الظهر ظناً منهم أنها جزء طبيعي من التقدم في العمر، لكن هذا ليس صحيحاً، ونعلم أن الأفراد من خلفيات اقتصادية أقل يعانون من عبء أكبر بسبب صعوبة الوصول إلى العلاج والتمارين المناسبة”، وأضاف الباحثون أن المواقف السلبية تجاه ممارسة الرياضة في مراحل متقدمة من العمر تزيد من احتمالية استمرار الألم، وخلصت الدراسة إلى ضرورة توفير فرص علاج متساوية وتمارين موجهة لتحسين نوعية حياة كبار السن والتقليل من تأثير الظروف الاقتصادية على الصحة البدنية. 

مقالات مشابهة

  • دراسة: ألمانيا بحاجة إلى 288 ألف مهاجر سنويا لإنقاذ اقتصادها
  • دراسة علمية تكشف مخاطر السيول على عدن وحلول للتخفيف منها
  • دراسة: اترك السكّر وعليك بشراب القيقب للتحلية
  • دراسة طبية حديثة تكشف عن أضرار الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات وتأثيره على الأطفال
  • دراسة بريطانية.. الضائقات المالية تزيد آلام الظهر لدى كبار السن
  • اكتشاف أدلة جديدة على وجود مظاهر جاذبية غير معروفة حتى الآن في الكون
  • دراسة تكشف تأثير الإنترنت على الصحة العقلية لكبار السن
  • دراسة تكشف العلاقة بين الضائقة المالية وآلام الظهر
  • دراسة: استخدام الاختصارات في الرسائل يثير الشك في صدق المرسل
  • الكشف عن شكل الفوتون لأول مرة في تاريخ الفيزياء