أزمة البحر الأحمر… لماذا هزت اضطرابات الإنترنت أجزاء من أفريقيا؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
تعد الأضرار التي لحقت بالعديد من كابلات الاتصالات تحت البحر هي سبب انقطاع الاتصال بعيد المدى الذي هز أجزاء من القارة الأفريقية الأسبوع الماضي، حيث حذر المشغلون ومجموعات مراقبة الإنترنت من أن الوضع قد يستغرق أسابيع إن لم يكن أشهر لإصلاحه، وفقًا لتقارير شرق أفريقيا.
وبحسب تقرير نشره موقع ” AllAfrica “: حتى نهاية يوم الجمعة، أبلغت ثماني دول على الأقل في القارة عن مشكلات كبيرة في الاتصال حتى مع بقاء التفاصيل المتعلقة بسبب أضرار الكابلات البحرية ضئيلة.
وفقًا لتقارير شبكات الإعلام العالمية، شملت خطوط الكابلات المتأثرة نظام كابلات غرب إفريقيا (WACS)، وMainOne، وSouth Atlantic 3، وACE sea Cables – والتي تعتبر جميعها شرايين قارية رئيسية لبيانات الاتصالات السلكية واللاسلكية.
ومع ذلك، قالت MTN Group Limited، وهي شركة اتصالات لاسلكية بارزة في أفريقيا، إن ACE وWACS قد بدأتا عملية الإصلاح بشكل مشترك، وفي نهاية يوم الجمعة، من المتوقع أن يرسلا سفينة لإصلاح الكابلات التالفة.
ومن بين البلدان التي تلقت الضربة الأكبر كوت ديفوار وليبيريا وبنين، في حين أبلغت غانا ونيجيريا والكاميرون وجنوب أفريقيا عن اضطرابات طفيفة.
ومن بين الدول المتضررة الأخرى بوركينا فاسو وغامبيا وغينيا والنيجر.
وفقًا لموقع Netblocks الذي يتتبع الأمن السيبراني والاتصال بالإنترنت، انخفض الاتصال في كوت ديفوار إلى حوالي 4% فقط صباح الخميس، في حين انخفض في ليبيريا في وقت ما إلى 17%، كما انخفض في بنين وغانا إلى 14% و25% على التوالي.
وقالت هيئة الاتصالات الوطنية في غانا إن انقطاعات في الكابلات حدثت أيضا في السنغال والبرتغال.
وقالت الهيئة: “أدى ذلك إلى تدهور كبير في خدمات البيانات في جميع أنحاء البلاد، حيث يعمل مشغلو شبكات الهاتف المحمول على مدار الساعة لاستعادة الخدمات الكاملة”.
نقلت وسائل الإعلام الدولية بلومبرج عن متحدث باسم شركة تحليلات الإنترنت Cloudflare، لم يذكر اسمه، قوله إن الفنيين سيحتاجون أولاً إلى تقييم مدى الضرر قبل البدء في أعمال الإصلاح، وهي عملية قد تستغرق فترة طويلة من الوقت.
ونقل عن المتحدث قوله: “قد تستغرق الإصلاحات من أسابيع إلى أشهر، اعتمادًا على مكان الضرر، وما يجب إصلاحه، والظروف الجوية المحلية. ويعتمد تعيين سفن الإصلاح على عدة عوامل، بما في ذلك ملكية الكابلات المتأثرة.
وبحلول نهاية الأسبوع، كانت هناك مخاوف واسعة النطاق من أنه إذا لم تتم السيطرة على هذه الاضطرابات، فقد تضر الخدمات الأساسية، خاصة في البلدان الأكثر تضررا مثل كوت ديفوار حيث كانت الآثار شديدة.
تتصدر أفريقيا حركة مرور الويب عبر الأجهزة المحمولة في العالم، حيث تعتمد العديد من الشركات في القارة على الإنترنت لتقديم الخدمات لعملائها، وهو مؤشر على التأثير المدمر الذي قد يؤدي إليه الانقطاع الكامل.
على سبيل المثال، أعلنت البورصة الرئيسية في غانا عن تمديد ساعات التداول بمقدار 60 دقيقة يومي الخميس والجمعة، في حين قيل إن ثاني أكبر شركة مصنعة للأسمنت في نيجيريا ألغت مكالمة مع المستثمرين لأن الأضرار التي لحقت بالكابلات أعاقت العمليات التجارية في دول متعددة.
ويتفاقم تأثير مثل هذه الأعطال في الكابلات عندما تحاول الشبكات الالتفاف حول الضرر، مما قد يؤدي إلى تقليل القدرة المتاحة للبلدان الأخرى.
ويأتي التعطيل الأخير بعد أقل من شهر من قطع ثلاث كابلات للاتصالات في البحر الأحمر، وهو طريق الاتصالات الأساسي الذي يربط أوروبا بإفريقيا وآسيا عبر مصر، مما يسلط الضوء على ضعف البنية التحتية الحيوية للاتصالات.
وأثر انقطاع الكابلات، الذي أثر على نحو 25 في المائة من حركة المرور بين آسيا وأوروبا وكذلك الشرق الأوسط، على أربع شبكات اتصالات رئيسية.
الكابلات تحت الماء هي القوة غير المرئية التي تحرك استخدام الإنترنت على مستوى العالم، حيث تم تمويل العديد منها في السنوات الأخيرة من قبل شركات التكنولوجيا العملاقة متعددة الجنسيات، بما في ذلك Google وMeta وMicrosoft وAmazon.
تعتمد معظم شركات الاتصالات الكبرى على أنظمة كابلات متعددة تحت البحر، مما يسمح لها بإعادة توجيه حركة المرور في حالة انقطاع الخدمة لضمان عدم انقطاع الخدمة.
ومن الأسباب الطبيعية التي يمكن أن تسبب ضرراً لهذه الشبكات الزلازل كما حدث في تايوان عام 2006.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاضطرابات الانترنت
إقرأ أيضاً:
هزيمةٌ ساحقةٌ لقواتٍ غربيةٍ في البحرِ الأحمر
براق المنبهي
في حدثٍ وصفه محللون عسكريون بـ الزلزال، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن إجراء عسكري نوعي غير مسبــــوق، أسفر عن صد هجوم بحري ضخم يُزعم أنه نفذته قوات أمريكية وبريطانية، بالإضافة للإعلان عن إسقاط طائرة حربية أمريكية من طراز F-18.
لن تتوقف اليمن في معركتها البحرية إلا بتوقف العدوان على غزة ورفع الحصار؛ إذ يمتلك اليمن استراتيجيات حرب طويلة الأمد؛ وتشير التوقعات إلى أن القوات المسلحة لم تبدأ بعدُ بشن هجمات على العُمق الإسرائيلي؛ مما يعكسُ استعدادَها بمفاجآت قد تغيِّر مجرياتِ الصراع.
الأيّامُ المقبلة تحملُ الكثيرَ من المفاجآت، وقد نشهدُ تصعيدًا يمنيًّا يستهدف قواعدَ أمريكية في المنطقة. إن دعمَ اليمن للقضية الفلسطينية يعكسُ التزامًا عميقًا من أول يوم وقف فيه معهم.
رغم التحديات، فَـإنَّ قوات صنعاء مستعدة تمامًا لأي تصعيد قد يحدث؛ لذا يجب على الأعداء أن يدركوا أن أية جهة تحاول دعم الولايات المتحدة ستكون هدفًا للقوات المسلحة اليمنية. المعركة الحالية ليست مُجَـرّد مواجهة بين قوات اليمن وأمريكا، بل هي مواجهة شاملة ضد ما يعتبر “الشيطان الأكبر”.
يُتوقع أن تطبِّقَ اليمن معادلة المعاملة بالمثل؛ فإذا قام العدوّ بضرب الكهرباء في اليمن مجدّدًا، ستكون هناك ردود فعل مشابهة. هذا التصعيد قد يمتد أَيْـضًا ليشمل موانئ النفط؛ مما يُظهر قدرة المجاهدين على التكيف مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة.
كما أظهرت الضربات الأخيرة ضد العمق الإسرائيلي حالةً من الارتباك بين الخبراء العسكريين وقادة العدوّ حول كيف تمكّن الصاروخ اليمني من اختراق الدفاعات؟ وكيف نجح في تغيير مساراته خلال ثوانٍ؟ أصبحت هذه الأسئلة محور اهتمام كبير، مما يدل على تطور القدرات العسكرية لليمن مقارنة بالتقنيات الغربية.
لطالما كانت اليمن تحديًا لكل من حاول اقتحامها. تاريخيًّا، لم يخرج أي عدو دخل هذه الأرض حيًّا؛ فأبناءُ اليمن معروفون بشجاعتهم وبسالتهم القتالية، ويتجهون نحو بُوصلة الحق والعدالة، تحت قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، متمسكين بقضيتهم الأولى فلسطين المحتلّة والدفاع عن وطنِهم.