كيف يعمل مرحاض الطائرة على ارتفاع 40 ألف قدم؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كثيرًا ما نفكر في كيفية عمل الطائرات، وتحليقها في الهواء، والقدرة على البقاء في الجو بأمان. وغالبًا ما لا نشغل بالنا بالعمليات اليومية التي تجري على متن الطائرة.
ومن توزيع الهواء، وتسخين الطعام، والمشروبات، وإفراغ المرحاض أيضًا، اتضح أنّه كلما كانت العملية عادية، كلما زادت صعوبة تنفيذها في الجو.
وقال مستشار صناعة الطيران الذي عمل لدى شركات طيران بما في ذلك خطوط "دلتا" و"يونايتد"، آل سانت جيرمان إنّه "أمر رائع جدًا عندما تبدأ في التعمق بالأمر"، مضيفًا أنه "عندما يأتي الأمر لأي شيء تقريبًا على متن الطائرة، ستدرك مقدار الجهد المبذول فيه من منظورٍ هندسي، حتّى عند تناول وجبة طعام فحسب. كل شيء على متن الطائرة أصعب بمرتين ممّا هو عليه على اليابسة".
إذًا، كيف تجعل شركات الطيران هذا السحر يحدث في الهواء؟
الحمامات في السماءلا يُستخدم الماء لطرد فضلات مراحيض الطائرات بسبب القيود المفروضة على وزن هذه الناقلات. وبدلاً من ذلك، تستخدم الطائرات الهواء.
ويستخدم نظام الإخلاء المعياري ضغط الهواء التفاضلي لتفريغ المرحاض.
وعادةً ما توجد خزانات الفضلات، التي تُنقل إليها كل ما يسقط في المرحاض، في الجزء الخلفي من الطائرة، وفي المقدمة أيضًا.
وعند الضغط على زر الإفراغ في الحمام، يُفتح صمام في الجزء السفلي من وعاء المرحاض يربطه بأنبوب بالأسفل.
ويتم ضغط هذا الأنبوب، وخزان الفضلات، ما يعني أنّ فتح الصمام يخلق آلية تفريغ تمتص ما يوجد في الوعاء.
وأوضح خبير هندسة الطائرات من جامعة "كينجستون" في لندن، نايجل جونز، وهو عضو أيضًا في لجنة الاعتماد التابعة للجمعية الملكية للطيران بالمملكة المتحدة أنّها "مثل المكنسة الكهربائية خاصتك، أي أنّها تمتص كل شيء".
وبطبيعة الحال، يجب تفريغ الخزانات الممتلئة، وتقوم بذلك مركبات خدمة المطار التي تقوم بإفراغ الخزان، وأخذ محتوياته لتخضع للمعالجة على أرض المطار.
الأشياء الساخنة على متن الطائرةعادةً ما نتسرع في انتقاد الطعام المُقدَّم على متن الطائرات، ولكن كما يقول عاشق طعام الطائرات، نيك سينهاوزر: "عليك أن تأخذ في الاعتبار أنّك داخل أنبوب معدني على ارتفاع 40 ألف قدم (أكثر من 12 ألف متر) يحلق في الهواء، وأنّ مضيفي الطيران يسخنون الوجبة في الفرن".
وتُعتبر عملية تحضير الطعام لتقديمه على متن الطائرة معقدة، وتتطلب الالتزام بقواعد النظافة الصارمة.
وتُحضّر الأطباق من قِبَل شركات تموين الطعام، التي عادةً ما يكون مقرها في المطار، قبل تحميلها على متن الطائرة.
ويبدو الأمر بسيطًا إلى أنّ تفكر في ضرورة تسخين مئات وجبات الطعام في الوقت ذاته.
وعلاوةً على ذلك، غالبًا ما تُجمَّد وجبات طعام الرحلات الجوية الطويلة، ويصبح الأمر أكثر تعقيدًا.
وشرح جونز أنّ غالبية أفران الطائرات يمكن أن تستخدم الحمل الحراري أو البخار لتدفئة وجبات الطعام، ويمكنها استيعاب ما يصل إلى 40 أو 50 وجبة طعام في المرة الواحدة. ومن ثم قال: "على متن طائرة كبيرة، قد يكون هناك 10 أو 12 فرنًا".
توفير الماء الساخنهل سبق أن سمعت بنصيحة الامتناع عن شرب الشاي أو القهوة على متن الطائرة؟
وأظهرت دراسة أُجريت في عام 2019 لمياه الشرب في 11 من الخطوط الجوية الأمريكية الكبرى، والتي صنَّفت جودة المياه من 1 إلى 5 درجات، حصول 3 شركات فقط على 3 درجات أو أعلى، وهو ما يُعتبر مقبولاً.
ولم تحصل إلا شركة طيران إقليمية واحدة على الدرجة المطلوبة.
ويتم الحصول على المياه غير المعبأة من خزان للماء البارد موجود على متن الطائرة، وهو يوفر المياه للناقلة بأكملها، من المراحيض إلى المطابخ.
وتنص النصيحة عادةً على تجنب القهوة، والشاي، واستخدام الثلج، ولكن لا يشعر جونز بالانزعاج، مشيرًا إلى أنّ المياه الدافئة يتم تسخينها إلى درجة تقتل غالبية البكتيريا، وغالبًا ما تعالج المياه قبل إضافتها إلى الخزان.
الهواء النقي على علو 12 ألف مترلم تكن قيود السفر وحدها الجانب الذي منع الأشخاص من السفر عند بدء جائحة "كوفيد-19".
وبالنسبة للكثيرين، كانت فكرة الجلوس بالقرب من غرباء يُحتمل إصابتهم بالمرض تعني أنّه لم تكن لهم أي نية لخوض رحلة جوية، سواءً سُمِح لهم بذلك أم لا.
وفي هذا الوقت بدأت شركات الطيران، التي تركز عادة على الترويج لأنظمة الترفيه التي توفرها، ومقاعدها الفاخرة، في الحديث عن مرشحات HEPA.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الطيران تكنولوجيا طائرات قطاع الطيران على متن الطائرة Getty Images
إقرأ أيضاً:
علماء: أوراق النباتات تمتص البلاستيك من الهواء
#سواليف
اكتشف باحثون في جامعة “نانكاي” الصينية أن #أوراق #النباتات يمكنها #امتصاص #الجسيمات_البلاستيكية الدقيقة مباشرة من #الغلاف_الجوي.
ويؤدي ذلك إلى وجود واسع النطاق للبوليمرات البلاستيكية في الغطاء النباتي. وقد نشر العلماء الصينيون نتائج هذا الاكتشاف في مجلة “Nature” العلمية.
وتم العثور على الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في جميع النظم الإيكولوجية الأرضية، بما في ذلك التربة والماء والهواء. وأظهرت الدراسات المختبرية أن جذور النباتات يمكنها امتصاص هذه الجسيمات، حيث تنتقل الجسيمات الدقيقة والنانوية من الجذور إلى السيقان.
مقالات ذات صلةتتراوح تركيزات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الهواء في المناطق الحضرية – مثل باريس وشانغهاي وجنوب كاليفورنيا ولندن – بين 0.4 إلى 2502 جسيماً لكل متر مكعب. وأثبتت التجارب المعملية امتصاص الأوراق للجسيمات النانوية، بما في ذلك الفضة (Ag)، وأكسيد النحاس (CuO)، وثاني أكسيد التيتانيوم (TiO₂)، وأكسيد السيريوم (CeO₂). علاوة على ذلك، هناك أدلة على تراكم البوليستيرين (PS) في النباتات.
وكشفت دراسة سابقة أُجريت في ساوثبورت الأسترالية عن وجود جسيمات أكريليكية في أوراق نبات (Chirita sinensis)، إلا أنها لم تقيس كميتها أو تربطها بتلوث الغلاف الجوي. كما أظهرت دراسة أُجريت في لشبونة وجود جسيمات بلاستيكية مشتبه بها في الخس الحضري، دون التمكّن من التمييز بشكل موثوق بين الجسيمات البلاستيكية واستبعاد احتمال التلوث أثناء معالجة العينات.
وقد جمع العلماء الصينيون عينات من الأوراق في أربعة مواقع من منطقة تيانجين، وتحديدا بالقرب من مصنع لإنتاج الداكرون، وفي حديقة عامة، ومكب نفايات، وفي حرم جامعي. وتم غسل العينات بالماء المقطر المفلتر والإيثانول لإزالة الملوثات السطحية قبل التحليل.
وسجلت العينات المأخوذة من المناطق القريبة من المصنع ومكب النفايات مستويات بلاستيكية أعلى بحوالي 100 ضعف مقارنة بتلك المجموعة من محيط الجامعة. حيث بلغت تركيزات مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) عشرات الآلاف من النانوجرامات لكل جرام من الوزن الجاف للأوراق.
كذلك تم رصد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في تسعة أنواع من الخضراوات الورقية، حيث تفوقت مستويات التلوث في المحاصيل المزروعة حقلياً على تلك المزروعة في البيوت المحمية. كما أكدت التحاليل وجود جسيمات نانوية من البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) والبوليستيرين (PS) ضمن أنسجة النباتات بشكل قاطع.
وخضعت هذه النتائج للتحقق التجريبي باستخدام نبات الذرة كنموذج دراسة. أظهرت النتائج تراكماً سريعاً لجسيمات البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) في أنسجة الأوراق خلال 24 ساعة من التعرض لغبار البلاستيك. ومن الجدير بالذكر أن التحاليل لم تكشف عن وجود PET في الجذور أو السيقان تحت نفس الظروف التجريبية. كما لوحظ انخفاض ملحوظ في التلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة عند معالجة النباتات بحمض الأبسيسيك (ABA) – الهرمون المسؤول عن إغلاق الثغور النباتية.
وتم تتبع مسار انتقال الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عبر المسار الخلوي غير الحي (Apoplastic pathway) باستخدام علامات اليوروبيوم الفلورية. وعند اختراقها للأنسجة الورقية، لوحظ انتقال هذه الجسيمات إلى النظام الوعائي والشعيرات النباتية. وكشفت القياسات الميدانية عن تفوق معدلات تراكم البلاستيك في الأجزاء الهوائية للنباتات على معدلات الامتصاص الجذري التقليدية.
يثبت اكتشاف البوليمرات وشظاياها في الأجزاء الصالحة للأكل من المحاصيل الزراعية خطورة تلوث الغلاف الجوي بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة. مما يستدعي ضرورة قيام الدراسات المستقبلية بتقييم دقيق لحجم هذه المشكلة البيئية وآثارها الصحية.