البرلمان الكندي يمرر قرارا تاريخيا لإقامة الدولة الفلسطينية
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
وافق البرلمان الكندي، اليوم الثلاثاء، على قرار غير ملزم يدعو المجتمع الدولي إلى العمل من أجل التوصل إلى حل الدولتين لحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، بما يتماشى مع سياسة الحكومة.
وكان التصويت قد تأجل، أمس الاثنين، بسبب خلافات في اللحظات الأخيرة حول الصياغة الداعمة للدولة الفلسطينية حيث غير الليبراليون صياغته بشكل كبير لرؤية الحكومة تعمل ببساطة من أجل تحقيق هذا الهدف كجزء من حل الدولتين.
ووفقا لوسائل الإعلام الكندية، بعد أن بدا أنهم متجهون إلى الفشل عندما تعهد الليبراليون الحاكمون يوم الاثنين بعدم السماح للمعارضة بالتأثير على سياستها الخارجية، صدم زعيم مجلس النواب الحكومي ستيفن ماكينون النواب عندما نهض في الدقائق الأخيرة من المناقشة للتقدم باقتراح من 500 كلمة تقريبا أعاد صياغة أجزاء كبيرة من اقتراح الحزب الوطني الديمقراطي.
وتم وضع الاقتراح الأصلي من قبل الأقلية اليسارية الديمقراطية الجديدة (NDP)، الذين يساعدون في إبقاء الحزب الليبرالي لرئيس الوزراء جاستن ترودو في السلطة وهم غير راضين عما يرونه فشله في القيام بما يكفي لحماية المدنيين في غزة.
ودعت النسخة الأصلية للاقتراح كندا إلى "الاعتراف رسميا بدولة فلسطين"، وهي خطوة لم تتخذها أي دولة عضو في مجموعة الدول السبع.
وبعد مفاوضات خلف الكواليس بين حزب الديمقراطيين الجدد والليبراليين جرى استبعاد هذه الصياغة واستبدالها بصياغة أخرى تدعو المجتمع الدولي إلى العمل باتجاه إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.
وبعد توليد اهتمام وانقسام كبيرين بين النواب خلال مناقشة استمرت يوما تقريبا، مر اقتراح الحزب الوطني الديمقراطي غير الملزم ولكنه رمزي في نهاية المطاف 17.
وصوت رئيس الوزراء جاستن ترودو وجميع النواب الليبراليين تقريبا لصالحه، إلى جانب الحزب الوطني الديمقراطي وكتلة كيبيك والنواب الخضر. بينما صوت زعيم المحافظين بيير بويليفر وحزبه ضد الاقتراح.
وكان التغيير في السطر الأخير حيث طلب من مجلس النواب دعوة الحكومة إلى "الاعتراف رسميا بدولة فلسطين"، ولكن أعيدت كتابته ليقول: "العمل مع الشركاء الدوليين للسعي بنشاط إلى تحقيق هدف السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، بما في ذلك نحو إنشاء دولة فلسطين كجزء من حل الدولتين التفاوضي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إقامة الدولة الفلسطينية إسرائيل والفلسطينيين الحزب الليبرالي الدولة الفلسطينية السلام الشامل والعادل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين المدنيين في غزة المجتمع الدولي دولة فلسطين فلسطين حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
فلسطين دولة.. والكيان كيان!
الصّورة التي ظهر فيها القائد الشهيد يحيى السينوار يتقدم صفوف الجهاد، سلاحه على كتفه يقارع عدوا ركن دبّابته بالقرب منه..
والصّورة التي ظهر فيها رفاقه وهم يقومون، في انضباط تام، بتسليم أسرى العدو، أقدامهم على رموز قادة الصهيونية…
والصّورة التي بدت فيها الرّاية الفلسطينية شامخة ترفرف أعلى تلك البناية، شاهدة على صمود غزة وتحدّيها لكل حمم القصف الصهيوني طيلة أكثر من 15 شهرا..
والصّورة التي ظهرت فيها تلك المرأة السيّدة على أرضها، تنثر أوراق الورد على رؤوس المقاومة الباسلة، معبّرة عن حب الناس ودعمهم اللاّمحدود لكل عنصر منهم..
والصورة التي تبرز الجماهير الفلسطينية وهي تلَوّح بالرّاية الفلسطينية وأعلام جميع فصائل المقاومة، في مشهد مهيب يؤكد وحدة الشعب في الدفاع عن قضيته..
والصّورة التي استقبلت بها العائلات الفلسطينية أبناءها وبناتها واضعة على رؤوسهم أكاليل الغار، رافعة رياهم على الأكتاف، مثمّنة تضحياتهم العظيمة بسنوات وبعقود وأحيانا بكل أعمارهم في الأسر…
والصّورة التي لوّحت فيها أسيرات العدو بأيديهن لكل الحضور، مبتسمات، لم يؤذيهن أحد، ولا حرمهن من غذاء أو لباس أو دواء أو رعاية رغم الحصار والتدمير…
تبيّن هذه الصور جميعها للعالم، بلا مجال للشك، أن الدولة الفلسطينية دولة بحق، بشعب منسجم مع قيادته، وبقيادة تتقدم صفوف الدفاع عن الشعب، وبقيم وأخلاق ووفاء بالعهود والعقود واحترام لحقوق الأسرى والتزام بقواعد الحرب وشروط السّلم…
وهذه الدولة، وإن كانت محاصرة اليوم، وإن كان معظم إقليمها محتلا من قبل الأعداء، وإن تم شن حرب إبادة ضدها، وإن مازال الآلاف من أبنائها يقبعون في سجون الاحتلال، وإن كان الغرب بالتحديد يرفض قيامها ويناور بكافة الوسائل لكي لا تكون، هذه الدولة موجودة بالفعل، في قلوب الناس وفي الميدان، تحميها مقاومة بطلة ويحميها قادة صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقبل ذلك، يحميها شعب قدّم المثال في التضحية والصبر على كافة المصائب…
في المقابل، في الجهة الأخرى، قادة كيان صهيوني دمويون متناحرون من أجل السلطة، تدعمهم قوى أجنبية كانت هي الأخرى مستعمرة للشعوب الإفريقية والآسيوية وفي أمريكا اللاتينية، ومنها من بنى أمجاده على إفناء شعب بأكمله مثلما فعل الأمريكيون بالهنود الحمر، أو إفناء قرابة نصف شعب بأكمله مثلما فعل الفرنسيون بالجزائريين، أو على ملايين من غير مواطنيه مثلما فعل الإنجليز بالهنود، أو على حروب عالمية حصدت هي الأخرى ملايين البشر مثلما فعل الألمان مع شعوب العالم ومع اليهود بالذات…
في المقابل، كيان عسكري، لم يتوقف عن فرض وجوده بالقوة، ولا يملك غير لغة القوة العسكرية والجوية بالتحديد يهدّد بها، لا يتردّد حلفاؤه من الغربيين على مدّه بما يحتاج من الذخيرة والعتاد والتكنولوجية العسكرية، لأجل مواصلة إبادته للشعب الفلسطيني، بل لا يتردّدون في شن العمليات العسكرية المشتركة معه للقيام بكل الأعمال الوحشية ضد أي شعب يتطلع إلى استعادة حريته أو يكافح لكي يبقى حرا…
في المقابل، كيان ينكّل بالأسرى تنكيلا، يجهر مفتخرا بأنه يمنع عنهم الماء والغذاء والدواء وحتى ضوء الشمس، يتلاعب بقوائم المفرج عنهم ليضاعف عذابهم، يؤخّر ساعة الإفراج عنهم قدر ما استطاع، يهدّد أهاليهم إن هم فرحوا لعودة أبنائهم، يفرض إبعاد بعضهم خارج فلسطين ليمنعهم من رؤية أبنائهم وأهاليهم، لا يكتفي بحكم المؤبّد على الواحد منهم بل يجعلها مؤبدات تصل إلى مئات السنين حقدا وتنكيلا، يهدّد بأنه سينكث عهده ويجدّد اعتقالهم متى رأى ذلك، في تعبير واضح عن مرض يسكنه وشعور باللاّأمن لا يفارقه…
في المقابل أيضا، قيادة جيش إبادة منبوذة حتى ممّن تزعم الدفاع عنهم، متناحرة فيما بينها يطيح بعضها ببعض، تلاحقها الجنائية الدولية عبر العالم، وعساكر بالآلاف يعانون كافة الأمراض الجسدية والنفسية نتيجة الظلم الذي ارتكبوه، ومدنيين بعشرات الآلاف يعارضون هذا الكيان المرعب القائم على تخويف الآخرين وإبادتهم، بل ويرفضون العودة إلى مساكنهم بعد أن فرّوا منها وقد فقدوا الأمن والأمان الذي وعدوا به…
أليست فلسطين دولة بمعنى الكلمة؟ أو أليس الكيان كيانا مصطنعا، مهما زعم أنه دولة؟
الشروق الجزائرية