يعيش أهالي الحديدة كغيرهم من ملايين اليمنيين في شهر رمضان المبارك في حرب نفسية مع ذواتهم، ويواجهون صعوبات مالية كبيرة تجعل من شراء الاحتياجات الأساسية للشهر الفضيل مهمة شبه مستحيلة، فبالرغم من دخول اليوم التاسع في الشهر الفضيل، إلا أن الكثير من الأسر لم تتمكن بعد من شراء أبسط احتياجاتها.

الحرب الدائرة في اليمن والغلاء الفاحش للأسعار هما العاملان الرئيسان اللذان يزيدان من معاناة الناس في الحديدة، فالأسعار المرتفعة للسلع الأساسية مثل الدقيق والأرز والزيت والسُكر تجعلها خارج نطاق الشراء للكثير من الأسر، وبالإضافة إلى ذلك، تزيد حالات الفقر والبطالة من صعوبة الوضع، حيث يجد الكثيرون أنفسهم عاجزين عن توفير لقمة عيش كريمة لأسرهم.

هذه المعاناة جعلت شهر رمضان يأتي ثقيلاً على كاهل الناس، خصوصاً أصحاب الأسر الذين فقدوا وظائفهم والذين لا يستطيعون شراء احتياجاتهم الأساسية التي تساعدهم على استقبال الشهر الفضيل، ولم تقتصر هذه المعاناة على الطبقة الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، بل يدفع ثمنها حتى الموظفين الحكوميين في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملة وتأخر صرف المرتبات.

فريق "نيوزيمن" في جولة استطلاعية سلط الضوء على المواطنين في مديريتي حيس والخوخة، يقول المواطن عبده محمد وصابي: "كانت الدنيا في رمضان قبل اندلاع الفوضى في 2011 والحرب التي اشتدت ضراوتها في 2015م، كل شيء رخيص والناس عايشة في أمن واستقرار والآن كل شيء غالي نار، اليوم رمضان قد له أيام وانا لم استطع شراء كيس دقيق".

وأضاف متسائلاً: "هذا حالي، كيف بالذي عنده اولاد ومتحمل أسرتين؟ يتعب كثير نتيجة هذه الظروف، لكن رمضان هذا العام أجا والناس في حالة يعلم بها الله".

المواطن حمادة ربوعي، بدوره تحدث عن ما جلبته هذه الحرب والمآسي التي خلفتها على أصحاب الدخل المحدود، وقال "نحن اصحاب الدخل المحدود لا نستطيع شراء كيس دقيق بسعر 42 الف، او حتى كيسين سُكر وأرز، وزن 10كجم، وهناك تلاعب بالأسعار حتى التجار لم يرحموا حال المواطن البسيط". 

ولفت ربوعي إلى أنه عامل بالأجر اليومي وليس لديه راتب شهري ولا يستطيع تحمل هذه الأعباء، مطالباً بحملة مراقبة الأسعار وضبط المتلاعبين من التجار الذين لا يحترمون حتى شهر رمضان، شهر التوبة والمغفرة والتجارة مع الله.

فريق الموقع نقل معاناة المواطنين إلى التجار، يقول عوض علي حميدان أحد تجار الجملة في حيس: "الحرب الداخلية في البلاد والأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة في البحر الأحمر أثرت على الاقتصاد وتسببت بارتفاع الأسعار"، وأكد أن هذه الضائقة المعيشية يعاني منها التجار والمواطنون، موضحاً أن المواد الغذائية كل يوم في ارتفاع بسبب عدم استقرار العملة وضعف الواردات.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب

تعرض أحد التجار العاملين في بيع الدراجات الهوائية، يدعى الوصابي، في شارع العدين بمحافظة إب، لاعتداء من قبل أفراد عصابة تابعة لمليشيات الحوثيين المصنفة إرهابياً، في حادثة جديدة تعكس تصاعد الانتهاكات ضد المواطنين والتجار في المناطق الخاضعة لسيطرتها. 

 

أفادت مصادر خاصة لـ"مأرب برس" بأن أفراد هؤلاء العصابة يتبعون مكتب الواجبات حيث دخلوا لمحل الوصابي والذي قال لهم بأنه مسدد والذي سدد غير موجود حاليا في المحل وسوف يحضر معه إلى المكتب غدا ويعطيهم سند السداد ، لكن ذلك لم يشفع له فأهانوه بطريقة وقحه امام الناس"  

 

وأضافت المصادر بأن أحد جيران الوصابي وهو التاجر المعروف "عبده الحجري" أراد أن يتدخل لتهدئة المشكلة لكن أحد أفراد عصابة مليشيات الحوثيين المصنفة إرهابيا التابعين لمكتب الواجبات أعتدى على التاجر عبده الحجري أيضا.

 

يأتي هذا الاعتداء في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون والتجار وأصحاب المحلات التجارية الذين يعانون من الإبتزاز والإعتداءات المتكررة من قبل مليشيات الحوثيين المصنفة إرهابيا ، وتفاقم هذه الانتهاكات معاناة السكان في محافظة إب حيث أصبحت الإتاوات والإهانات اليومية جزءاً من حياتهم. 

 

وتشهد محافظة إب والمحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثيين المصنفة إرهابيا حالة من الغضب الشعبي بسبب الممارسات التعسفية والابتزاز المستمر للتجار والمواطنين ، وتتعالى الأصوات المطالبة بوضع حد لهذه التجاوزات وضمان حماية المدنيين من بطش المليشيات الإرهابية التي تستغل غياب النظام والقانون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب كرامة وأمن المواطنين.

مقالات مشابهة

  • عضو اتحاد منتجي الدواجن يكشف عن سبب وقف استيراد البيض التركي
  • سامح السيد: 35 شخصا يتحكمون في أسعار الدواجن.. ما مصيرهم
  • المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب
  • خبير اقتصادي: الدولة تشهد نقلة نوعية في تحسين معيشة المواطنين خلال أخر 10 سنوات
  • كيف تستفيد من تقلبات أسعار الفضة في الأسواق المالية؟
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • برنامج استثنائي لاستيراد اللحوم الحمراء والبيضاء تحسبا للشهر الفضيل
  • خبراء سودانيون لـ «التغيير»: غياب الصيانة وارتفاع المناسيب يفاقمان أزمة سد جبل أولياء
  • محافظ الغربية:لن نسمح بارتفاع الأسعار.. المواطن أولاً”
  • كيف يتداول الغزيون أخبار وخيبات استمرار الحرب لـ 3 سنوات؟