وفاة الزوجة الثانية للأديب الكبير عبدالله البردوني
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
يمانيون../
توفيت في العاصمة صنعاء، زوجة الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني، الأستاذة فتحية إسماعيل الجرافي، بعد معاناة مع المرض، وعن عمر ناهز الثمانين عامًا.
وقالت مصادر متطابقة، إن أرملة الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني، توفيت الإثنين في صنعاء، متأثرة بمرض عضال ألم بها.
وأشارت المصادر إلى أنه تم مواراة جثمان المتوفية فتحية الجرافي بمقبرة “ماجل الدمة” الغربية، بعد الصلاة عليها في جامع حجر بشارع حدة، بعد صلاة فجر اليوم الثلاثاء.
ونعى يمنيون وأدباء ومثقفون الراحلة فتحية الجرافي أرملة شاعر اليمن الكبير البردوني.
وكانت الفقيدة من أوائل الجامعيات اليمنيات المبتعثات للدراسة في القاهرة، حيث تعلمت واكتسبت الخبرة والمعرفة قبل عودتها لليمن، وبعد عودتها لليمن مارست معظم الأنشطة التربوية والتعليمية، وكانت مربية فاضلة وناشطة نسائية عملت لسنوات طويلة بصمت وإخلاص، وأسست الكثير من المشاريع التطوعية والمؤسسات التربوية والخيرية.
فتحية الجرافي، هي الزوجة الثانية للشاعر عبدالله البردوني، ومثلت في حياته السند والعون والكيان الداعم الوحيد ..وفي إحدى مقابلاتها الصحفية قالت فتحية الجرافي عن زوجها الراحل: “سيبقى وفائي أبدي للفقيد البردوني الذي كان يمنحني جُل اهتمامه خلال حياتنا الزوجية”.
وتزوّج البردوني من فتحية الجرافي في العام 1976، إبان حُكم الرئيس إبراهيم الحمدي لما كان يُعرف بـ “الجمهورية العربية اليمنية”. وهي الزوجة الثانية للشاعر، بعد وفاة زوجته الأولى “فاطمة الحمامي”.
وتعرف البردوني على الراحلة فتحية الجرافي، عندما كان مديراً للبرامج بإذاعة صنعاء، وهي مديرة لمدرسة “بلقيس” المجاورة للإذاعة، إذ كانت طالباتها يطلبن منها سماع البردوني وهو يُلقي الشعر.
ووصفت الراحلة “الجرافي” زوجها البردوني، بالمحبّ والدودّ والكريم، وأنها لم تختلف معه خلال حياتهم الزوجية. ويظهر حبه لزوجته في قصيدة “جلوة” التي نسجها لها عام 1978.
ورافقت “الجرافي” زوجها في معظم سفرياته لحضور مؤتمرات شعرية وغيرها.
#الأديب عبدالله البردونيً#اليمن#فتحية الجرافيصنعاءالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: عبدالله البردونی
إقرأ أيضاً:
رمضان.. وأمي الراحلة
سالم بن نجيم البادي
هذا رمضان الأول، يأتي وأمي غائبة، وتتجاذبني مشاعر مُتعارضة، بين فرحة قدوم رمضان، وفقد أمي. أمي لن تكون حاضرة على مائدة الإفطار عند أذان المغرب، ولن تتوكأ على عصاها وهي ذاهبة إلى صلاة التراويح، ولن توقظنا في وقت السحور.
أريد الآن أن أجمع شتات نفسي وأنا أركض خلف متطلبات الحياة وأحاول جاهدا أن أكون كما أنا وعلى سجيتي ودون أن ألعب أدوارا تمثيلية متعددة مجبراً وأتقمص دون إجادة أدوار شخصيات لا تشبهني وأدعي الجهل والسذاجة واللامبالاة ولي ذاتٌ واقعية وأخرى مستعارة لا أعرفها أعيش بها بين النَّاس وكنت غريباً ووحيدا مع كل هذا الضجيج من حولي ومبتسماً، رغم احتراقي الداخلي لقد أوجعني هذا التمثيل وأرهقني كثيرا والعيش بين النَّاس صعب جدا والابتعاد عنهم أشد صعوبة.
وكانت أمي البلسم الشافي لي من كل ذلك والآن أصبحت أحمل أثقالي وحدي مع ضعفي في مواجهة خيباتي المتوالية وخساراتي الفادحة وكانت أمي تسند ظهري وتمسح بيديها الحانية على تلك الندوب التي تملأ روحي، وفي كل مرة أعود إليها وأنا على حافة الذبول كانت تسقيني من عذب كلماتها المحفزة حتى تورق روحي من جديد وانطلق وفي يدي بقية من شعلة الأمل التي تنفخ فيها أمي كلما خفت ضوؤها.
وأعود واقفًا بعد كل سقوط لكنني الآن بالكاد أستطيع أن اعتمد على نفسي بعد أن اعتدت الاتكاء على كتف أمي وكان لدي شعور يلازمني في وجود أمي بأنني طفل كبير يرفض الفطام عن حضورها وحضنها ودعائها وقهوتها وخبزها وقلقها وخوفها عليَّ.
في بعض المواسم والأوقات والمناسبات والأماكن، يكبر ألم الغياب وتصير الروح أكثر شفافية وحساسية تجاه فقد من نحبهم وهذا ما حدث معي حين أطل هلال شهر رمضان.
لقد أسرعتُ إلى قبر أمي أُخبرها بثبوت رؤية هلال شهر رمضان كما كنت أفعل ذلك كل عام، لكنها لم ترد، ولم تجهر بنية الصيام التي حفظتها من كتاب "تلقين الصبيان" للسالمي، ومكثت معها طويلا، ثم عدت أرحب برمضان وأمي لا تفارق مخيلتي، لكنني عقدت العزم على محاولة التصالح مع رمضان ونفسي ومع الناس، وأن أفر إلى الله وأتوسل إليه سبحانه وتعالي حتى يمنح روح أمي السلام والرحمة.
رابط مختصر