اقتصاد الولايات المتحدة على وشك الانهيار.. فهل يصمد بايدن حتى الانتخابات؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
سيحصل ترامب، في كل الأحوال، إما على ركام منزل، أو منزل يحترق، أو قنبلة ذات فتيل مشتعل.
في أسواق الأسهم الأمريكية، تضخمت فقاعة قياسية غير مسبوقة في أسهم عمالقة شركات المعلومات، ولم يسبق في التاريخ أن كان ارتفاع سوق الأسهم بهذه السرعة والقوة والاستدامة.
في الوقت نفسه، بدأ الأمريكيون العاديون في خفض إنفاقهم الاستهلاكي وسط ارتفاع الديون وتضاؤل المدخرات، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ركود اقتصادي في الأشهر المقبلة.
بالتزامن، وصل العجز في ميزانية الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية تاريخية (828 مليار دولار في الفترة من أكتوبر 2023 حتى فبراير 2024)، ما أسفر عن اقتراض خزانة البلاد أيضا مستويات مرتفعة تاريخيا، بينما يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض عدد الدولارات المتداولة (حوالي 70 مليار دولار شهريا). في الوقت نفسه، بقي حوالي 800 مليار دولار فقط في حسابات الخزانة الأمريكية. يؤدي كل ذلك مجتمعا إلى انخفاض رأس المال المتاح في النظام المالي، الذي يمكن أن يغطي شهية الحكومة والشركات الأمريكية للاقتراض ودعم نمو سوق الأوراق المالية.
وسوف تنفد الأموال المتاحة في السوق بوقت قريب من الانتخابات الأمريكية، إما قبلها بفترة قصيرة، أو بعدها مباشرة. ولا يوجد سوى سبيل واحد للخروج من هذا المأزق: استئناف طباعة الدولارات غير المغطاة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وبأحجام غير مسبوقة، لأن هذا سيحدث على الأرجح على خلفية انهيار سوق الأسهم، وسلسلة من ردود الأفعال من حالات الإفلاس وانتشار الشلل في النظام المصرفي.
إقرأ المزيد استعادة الإمبراطورية العثمانية أقرب مما يبدو، وكذلك الحرب الجديدة في أرمينيافي الوقت نفسه، يعجز البنك الاحتياطي الفيدرالي فعليا عن التغلب على التضخم، وهو ما يبقي سعر الفائدة مرتفعا، وبالتالي يبقي مدفوعات الفائدة وعجز الميزانية مرتفعان. ومن شأن استئناف التيسير الكمي (طباعة الدولارات غير المغطاة) أن يؤدي مرة أخرى إلى تعجيل التضخم وهروب المستثمرين الأجانب والحكومات من الأصول الدولارية.
يضع كل ذلك إدارة بايدن أمام خيارين: إما بدء الأزمة مبكرا، وتقليل حدتها عدة أشهر، لكن ذلك سيجبر إدارته على التعامل مع الأزمة، أو تأجيل الأزمة لعدة أشهر، ما سيزيد حدتها على الولايات المتحدة وترامب. ومع توقع فوز الأخير، فإن خيار الديمقراطيين واضح.
في كل الأحوال، سيرث ترامب من بايدن إما الانفجار، وإما عواقبه، وما يستدعيه ذلك من غضب المواطنين ضد السلطات. ولن يكون أمامه ببساطة سوى تحويل المسؤولية الكاملة عن انهيار الاقتصاد إلى سلفه، مع إجراء تحقيقات قضائية وإصدار أحكام بالسجن ضد أعضاء إدارة بايدن. وأعتقد أن قيادة الحزب الديمقراطي تدرك هذا الاحتمال جيدا، ولا أستبعد محاولات تزوير الانتخابات من قبل إدارة بايدن، أو محاولة الإطاحة بترامب مباشرة بعد بدء الانهيار الاقتصادي، إذا حدث ذلك بعد توليه منصبه.
على أية حال، ستنشأ ظروف ملائمة في الولايات المتحدة الأمريكية بحلول نهاية العام الحالي 2024 لاندلاع حرب أهلية، وكل ما يتبقى لذلك هو إضافة انفجار اجتماعي وحشود من المواطنين الساخطين إلى الشوارع، حتى تتحول الأحداث المحتملة إلى حقيقة واقعة.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف الحزب الديمقراطي ألكسندر نازاروف اجراءات عزل ترامب احتجاجات البيت الأبيض الحزب الجمهوري الكونغرس الأمريكي جو بايدن دونالد ترامب مجلس الاحتياطي الفيدرالي مظاهرات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بعد إسقاط الإعدام عن 37 مدانا.. بايدن يثير الجدل قبل تولي ترامب الرئاسة
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الإثنين، 23 ديسمبر 2024، عن قراره بالعفو عن 37 من أصل 40 محكومًا عليهم بالإعدام في قضايا فيدرالية، واستبدال عقوبتهم بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج، نقلا عن واشنطن بوست.
القرار، الذي أثار الجدل حيث يعد خطوة غير مسبوقة، والذي جاء قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، المعروف بدعمه لعقوبة الإعدام والمتوقع أن يعيد تنفيذها.
إبقاء عقوبة الإعدام لثلاثة مدانين بجرائم «الإرهاب والكراهية»استثنى بايدن ثلاثة محكوم عليهم بالإعدام من قراره «ديلان روف» المتهم بقتل 9 مصليين سود في كنيسة بولاية كارولينا الجنوبية عام 2015، و«روبرت باورز» مرتكب الهجوم الأكثر دموية ضد اليهود في الولايات المتحدة، حيث قتل 11 شخصًا في معبد بيتسبرغ عام 2018، و«جوهر تسارناييف» منفذ تفجير ماراثون بوسطن.
بايدن: لا يمكنني السماح باستئناف الإعداماتقال بايدن في بيان: “أدين بشدة هؤلاء القتلة وأتعاطف مع ضحايا أعمالهم الشنيعة. لكن بناءً على تجربتي كمدافع عام ورئيس للجنة القضائية ونائب للرئيس، توصلت إلى قناعة بأنه يجب وقف استخدام عقوبة الإعدام على المستوى الفيدرالي”.
الضغوط على بايدن لإنهاء عقوبة الإعدامحثت العديد من المجموعات، من منظمات الحقوق المدنية إلى أقارب الضحايا، بايدن على استخدام سلطته لتخفيف أحكام الإعدام، أعربت هذه الجهات عن مخاوفها من أن إدارة ترامب القادمة ستعيد تنفيذ أحكام الإعدام التي أوقفها بايدن.
ردود فعل إيجابية ومواقف معارضةأشاد ناشطون ومجموعات حقوقية بالقرار، واصفين إياه بأنه خطوة نحو إنهاء عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة، بينما اعتبر البعض، بمن فيهم عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية، أن القرار غير منصف.
مسيرة بايدن المتناقضة مع عقوبة الإعدامتُظهر هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في موقف بايدن، الذي كان داعمًا لعقوبة الإعدام في الماضي. فقد قاد بايدن جهود تمرير قانون عام 1994 الذي وسع نطاق الجرائم المؤهلة للإعدام. إلا أنه خاض انتخابات 2020 كرئيس يعارض الإعدام ويسعى إلى إلغائه.
أبرز المحكومين المشمولين بالعفونوريس هولدر: محكوم بالإعدام في قضية سطو مسلح على بنك عام 1997 أسفر عن مقتل حارس أمني.
ريجون تايلور: مدان بجريمة قتل خلال اختطاف سيارة وهو في الثامنة عشرة من عمره، وحكم عليه بالإعدام أمام هيئة محلفين ذات أغلبية بيضاء.
بهذا القرار، يخطو بايدن خطوة كبيرة نحو إنهاء عقوبة الإعدام الفيدرالية، مع ترك الباب مفتوحًا أمام استمرار النقاش حول جدواها وعدالتها في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاًبايدن يعرب عن تضامنه مع ألمانيا بعد هجوم على سوق عيد الميلاد في ماجديبورج
بايدن يوافق على تقديم دعم دفاعي لجزيرة تايوان بقيمة 571 مليون دولار