قال تحقيق لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن قوات الدعم السريع السودانية، "أجبرت مواطنين، من بينهم أطفال، في ولاية الجزيرة، على القتال في صفوفها ضد الجيش"، وذلك منذ دخولها الولاية منتصف ديسمبر الماضي.

ونقلت الشبكة عن أكثر من 30 شاهدا، أن قوات الدعم السريع "استخدمت الغذاء كسلاح وحجبت الإمدادات عن الجوعى، في محاولة لإجبار الرجال والفتيان على الانضمام لصفوفها".

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل عام 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون لمساعدات، وإن حوالي 8 ملايين فروا من منازلهم.

ويواجه الجيش والدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم حرب، حيث أكدت سفيرة الولايات المتحدة المتجولة للعدالة الجنائية العالمية، بيث فان شاك، في ديسمبر الماضي، أنه استنادا إلى مراجعة دقيقة للحقائق وتحليل قانوني، خلص وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مؤخرا إلى أن "أفراداً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب".

رمضان "الحرب" في السودان.. معاناة مضاعفة ونداء دولي وسط تصاعد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفي ظل أوضاع اقتصادية وصفها مختصون بالقاسية، استقبلت قطاعات واسعة من السودانيين، شهر رمضان، إذ توزعت المعاناة بين معسكرات النزوح ومواقع النزاعات، بينما لم تسلم المناطق الآمنة من تأثيرات الوضع الاقتصادي المتدهور.

وقالت فان شاك في مؤتمر عبر تطبيق زوم: "لقد اتخذ الوزير هذا القرار ليكون شاهدا، ويسلط الضوء على الانتهاكات التي ارتكبت على أيدي القوات التي تهدف إلى حمايتهم، والتي يعاني منها الشعب السوداني. ونأمل أيضا أن نحشد المجتمع الدولي لمساعدتنا في إنهاء العنف ومعالجة الأزمة الإنسانية وتعزيز العدالة للناجين والضحايا".

وأوضحت المسؤولة الأميركية أنه وفقا للبيانات المتوفرة لدى وزارة الخارجية الأميركية (حينها)، فإن الصراع في السودان أدى إلى "قتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، ونزوح أكثر من 6.8 مليون شخص من منازلهم".

"جوع وتجنيد قسري"

وأشار تحقيق "سي إن إن"، إلى أن "قوات الدعم السريع جندت قسرا ما يقرب من 700 رجل و65 طفلا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في ولاية الجزيرة وحدها"، موضحا أنه "تم التعرف على العديد من الضحايا بواسطة شهود وناجين وأفراد عائلاتهم".

وتحققت "سي إن إن" من أسماء الضحايا بواسطة السكان في مناطقهم، وسعت للحصول على تفاصيل عما حدث في كل حالة. ولفتت إلى أن القتال الدائر تسبب في مشكلة في شبكات الاتصالات، وصعوبة الوصول إلى وسائل الإعلام، مما جعل مثل هذه المحاولات صعبة للغاية.

وأكدت الشبكة الأميركية تمكنها من التحقق بشكل مستقل من هويات جميع الأشخاص "البالغ عددهم 750 شخصا، الذين اعتقلتهم مجموعات تابعة لقوات الدعم السريع في الجزيرة".

مسؤول أممي: زهاء خمسة ملايين سوداني قد يعانون من جوع كارثي في الأشهر المقبلة حذر مارتن غريفيث، منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مجلس الأمن، الجمعة، في مذكرة اطلعت عليها رويترز من أن ما يقرب من خمسة ملايين شخص قد يعانون من جوع كارثي في بعض مناطق السودان خلال الأشهر المقبلة.

كما نقلت عن شهود أن "ما لا يقل عن 600 شخص، من بينهم 50 صبيا دون سن الثامنة عشر، انضموا لقوات الدعم السريع شرقي ولاية الجزيرة بدافع الجوع في حالات كثيرة"، فيما تم "تجنيد 150 آخرين، من بينهم 15 فتى، بشكل قسري في غرب الولاية".

وأوضحت "سي إن إن" أن العديد من هؤلاء الرجال "كانوا يعملون كمزارعين أو تجار".

وحذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن 5 ملايين سوداني قد يواجهون في غضون بضعة أشهر "انعدام أمن غذائي كارثيا" بسبب الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.

وكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في مذكرة إلى مجلس الأمن الدولي، وفق فرانس برس، أنه "من دون مساعدات إنسانية عاجلة ووصول للمنتجات الأساسية" فإن ما يقرب من 5 ملايين سوداني، يعانون بالفعل من حالة طوارئ غذائية، "يمكن أن ينزلقوا إلى انعدام أمن غذائي كارثي في بعض أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة".

وحذر غريفيث من أن النساء والأطفال والنازحين في السودان "معرضون للخطر بشكل خاص"، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 730 ألف طفل، بمن فيهم 240 ألف طفل في دارفور، من سوء تغذية حاد.

"التخويف والتعذيب"

ونقل تحقيق "سي إن إن" أيضا عن شهود عيان، أن قوات الدعم السريع "استخدمت مجموعة من الأساليب لإجبار الأفراد على الانضمام إلى صفوفها، مثل التخويف والتعذيب والإعدام وحجب المساعدات الغذائية والطبية".

تأكيد أميركي.. الجيش السوداني و"الدعم السريع" ارتكبوا جرائم حرب أكدت سفيرة الولايات المتحدة المتجولة للعدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك أنه استنادا إلى مراجعة دقيقة للحقائق وتحليل قانوني، خلص وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مؤخرا إلى أن أفراداً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب.

وقال شهود عيان وناجون وأسر ضحايا من سكان إحدى قرى ولاية الجزيرة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مطلع يناير، إنهم "حاولوا تجنيد 20 شابا من القرية، وحينما رفض السكان أقاموا قاعدة في القرية وأطلقوا حملة رعب، حيث نُهبت المنازل وأُضرمت النيران في المحال ومستودعات المواد الغذائية، قبل مغادرة العناصر بأكثر من 30 مركبة مسروقة".

ونقلت الشبكة كذلك عن 13 شاهد عيان من ولاية الجزيرة، أن رفض تنفيذ مطالب الدعم السريع "يتسبب في رد فعل يؤثر على المنازل والغذاء والسلامة". ولم تذكر" سي إن إن" أسماء القرى والأشخاص خوفا من انتقام قوات الدعم السريع، حسب التقرير.

وحاولت "سي إن إن" التواصل مع قوات الدعم السريع للتعليق على التحقيق، لكنها لم تتلق ردا.

- اتساقا مع الموقف المبدئى لقوات الدعم السريع، والتزامها الأخلاقي تجاه قضايا وهموم شعبنا في المدن والأرياف، وفي إطار الجهود المتصلة لتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة، أصدرت قيادة الدعم السريع، موجهات ميدانية صارمة للقادة والأفراد، لضمان تنفيذ تعهداتها ، بتسهيل وصول المساعدات…

— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) March 14, 2024

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، الخميس، أنه واتساقا مع "التزامها الأخلاقي تجاه قضايا وهموم شعبنا في المدن والأرياف، وفي إطار الجهود المتصلة لتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة"، فقد "أصدرت توجيهات صارمة لضمان تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإعانات للمحتاجين في كل المدن والقرى والأرياف الواقعة في نطاق سيطرة قوات الدعم السريع".

والجمعة، دعت الأمم المتحدة إلى "وصول غير مقيّد" للعاملين في المجال الإنساني في السودان.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه "لبلوغ المحتاجين، تحتاج المنظمات الإنسانية إلى وصول آمن وسريع ومستمر وغير مقيد، خصوصا عبر خطوط الجبهة".

وشدد على أن "التعبئة الحاشدة للموارد من جانب المجتمع الدولي هي أيضا ضرورية"، علما بأن برنامج الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية للسودان يحتاج إلى 2,7 مليار دولار في 2024، ولم يمول إلا بنسبة تقل عن 5 بالمئة، وفق فرانس برس.

ووفق ممثلة اليونيسف في السودان، مانديب أوبراين، فإن هناك 14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وجاء في منشور لها على منصة "إكس"، أنه "لم تعد هناك إلا فرصة ضئيلة لتجنب خسائر كبيرة في الأرواح وفي مستقبل الأطفال".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة الأمم المتحدة فی السودان ما یقرب من جرائم حرب سی إن إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء

تحصد آلة القتل الفتاكة لمليشيا الدعم السريع أرواح الأبرياء من المدنيين والأهالي البسطاء في قرى ولاية النيل الأبيض بوسط السودان وتُسيل دماءَهم بالرصاص والقذائف المضادة للدروع التي يطلقها عليهم بصورة عشوائية جنودُ مليشيا الدعم السريع بلا رحمة وبلا تفريق بين كبار السنّ والنساء والأطفال والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.

ويقول بيانٌ صادرٌ من وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء 18 فبراير/ شباط، إن 433 مدنيًا، بينهم أطفال رضّع لقوا مصرعهم في هجمات لمليشيا الدعم السريع على قرى بولاية النيل الأبيض، فيما وصفته (بأسلوب المليشيا المعتاد في الانتقام من المدنيين العزّل في القرى والبلدات الصغيرة).

بينما تحدث هذه المشاهد المأساوية الموغلة في القتامة والبشاعة والفظاعة والفظاظة والغلظة والقسوة، يبدو مشهد سوداني آخر نقيضًا لذاك المشهد المأساوي، تدور أحداثه على خشبة مسرح آخر خارج حدود الدولة السودانية المثخنة بجراح حرب ضروس، أوقعت عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المصابين والمفقودين، وملايين النازحين داخل السودان، ومثلهم من اللاجئين خارج السودان.

المشهد الآخر الذي تتزامن أحداثه مع تلك الأحداث الدرامية الدامية في ولاية النيل الأبيض، هو مشهد ثُلة من السياسيين وزعماء أحزاب سودانية في منافيهم الاختيارية خارج البلاد من الموالين لمليشيا الدعم السريع والمناصرين لها سياسيًا بزعامة (حمدوك)، وهم يرقصون داخل إحدى قاعات المؤتمرات الأنيقة في كينيا، وهم مبتهجون ويهتفون فرحين بشعارات وأهازيج تمجد قائد مليشيا الدعم السريع المعروف بحميدتي الذي ارتكبت قواته تلك المجازر البشعة، وتسببت في أسوأ حرب شهدها السودان في تاريخه الحديث، من أجل الوصول إلى السلطة.

إعلان

يرقص هؤلاء ويتمايلون على أنغام وألحان وأغانٍ تنبعث من بين أركان القاعة الأنيقة فرحًا واحتفاءً بما يرونه إنجازًا تحقق تتويجًا لثلاثة وعشرين شهرًا من القتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية، التي ارتكبت بحق مواطنيهم وأهليهم بيد حليفهم العسكري؛ الدعم السريع.

إنه (الميثاق السياسي) المحتفى به والإنجاز الذي كان مهرُه عشراتِ آلاف الجماجم والأشلاء وأنهارًا من الدم المسفوح ظلمًا بغير حق، وأحزانًا متراكبة بعضها فوق بعض تئن بها صدور ذوي الضحايا من الثكالى والأرامل واليتامى والحرائر اللاتي فقدن أغلى ما يملكن على أيدي وحوش وذئاب في ثياب بشر أتوا كما قالوا كذبًا وزورًا من أجل جلب الديمقراطية والحكم المدني بزعمهم.

الميثاق السياسي المحتفى به والذي تأجلت مراسم التوقيع عليه، سيصبح أساسًا ومرجعية لتشكيل حكومة موازية للحكومة القائمة التي عجزوا عن إزاحتها ونزع الشرعية عنها بقوة السلاح طوال أشهر الحرب، وهذا هو مبعث فرحهم وابتهاجه.

فبعد أن كان الهدف حكم السودان كله من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، انكمش هذا الهدف وتقلص ليصير مجرد حكومة افتراضية كل وزرائها خارج حدود السودان، حكومة (جوالة) بلا أرض وبلا جماهير، حكومة وزراؤها بلا أعباء حقيقية، أيديهم ملطخة بدماء الضحايا، ولا تستطيع أقدامهم أن تطأ أرض السودان خوفًا وخشية ورهبة من مصير معلوم.

حكومة موازية بلا مقاعد في المحافل الإقليمية والدولية ولا تحمل هوية ولا تاريخًا ولا ثقافة، حكومة مصنوعة وسياساتها معلّبة تخدم مصالح صانعيها ولا شأن لها بمصالح السودان وشعب السودان.

إنها متلازمة حبّ السلطة حتى وإن أتت على الجماجم والأشلاء وأنين الضحايا، لا يهم ما دامت أنها تأتي، حتى وإن جاءت محمولة على أكف أيادٍ أجنبية مردت وتمرّست على نشر الخراب والدمار والموت حيثما حلّت، فأصبح ذاك شغلها الشاغل ومهنتها التي تدفع في سبيل مزاولتها أموالًا طائلة كان يمكن أن توجّه نحو الإعمار والتنمية والبناء والازدهار، فتقوى بها صلات القربى وتوثّق عُرى الأخوّة وروابط حسن الجوار .

إعلان

إن أكثر الأسئلة إلحاحًا وإلحافًا والتي تدور في أذهان السودانيين الذين تلاحقت عليهم الأرزاء، وتكالبت عليهم المصائب والمحن جراء هذه الحرب المصنوعة القادمة من وراء الحدود، ولا يجدون لها جوابًا، هي: لماذا كل ذلك؟ .. ولا جواب.

ما هي الجناية التي اقترفتها أيديهم في حق أولئك الذين يصدرون لهم الموت والدمار والخراب؟

هل من المعقول أن يكون كل ذلك من أجل التسلية؟

هل من المعقول أن يكون كل ذلك من أجل (لا شيء)؟!

ولا جواب..

ولربما الفاعل نفسه لا يعرف الجواب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع توقع اتفاقا لإنشاء حكومة موازية في السودان وسط تقدم الجيش ميدانيا
  • الجيش السوداني يعلن استعادة القطينة من «قوات الدعم السريع»
  • قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها توقع ميثاقا لتشكيل حكومة موازية في السودان  
  • كيانات سياسية و مسلحة توقع مع الدعم السريع على الميثاق السياسي للحكومة الموازية في السودان
  • الإعلان عن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع بالسودان
  • “الدعم السريع” يستعد لإعلان ميثاق لتشكيل حكومة موازية بالسودان 
  • قوات الدعم السريع السودانية تتفق مع حلفائها على تشكيل حكومة عبر ميثاق جديد
  • الدعم السريع تستعد لإعلان ميثاق لتشكيل حكومة موازية بالسودان
  • سيناتور أمريكي يتهم كينيا بدعم قوات الدعم السريع رغم ارتكابها “إبادة جماعية” في السودان
  • الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء