تحقيق: الدعم السريع تخيّر سودانيين بين الموت والجوع أو القتال بصفوفها
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قال تحقيق لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن قوات الدعم السريع السودانية، "أجبرت مواطنين، من بينهم أطفال، في ولاية الجزيرة، على القتال في صفوفها ضد الجيش"، وذلك منذ دخولها الولاية منتصف ديسمبر الماضي.
ونقلت الشبكة عن أكثر من 30 شاهدا، أن قوات الدعم السريع "استخدمت الغذاء كسلاح وحجبت الإمدادات عن الجوعى، في محاولة لإجبار الرجال والفتيان على الانضمام لصفوفها".
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل عام 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون لمساعدات، وإن حوالي 8 ملايين فروا من منازلهم.
ويواجه الجيش والدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم حرب، حيث أكدت سفيرة الولايات المتحدة المتجولة للعدالة الجنائية العالمية، بيث فان شاك، في ديسمبر الماضي، أنه استنادا إلى مراجعة دقيقة للحقائق وتحليل قانوني، خلص وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مؤخرا إلى أن "أفراداً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب".
رمضان "الحرب" في السودان.. معاناة مضاعفة ونداء دولي وسط تصاعد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفي ظل أوضاع اقتصادية وصفها مختصون بالقاسية، استقبلت قطاعات واسعة من السودانيين، شهر رمضان، إذ توزعت المعاناة بين معسكرات النزوح ومواقع النزاعات، بينما لم تسلم المناطق الآمنة من تأثيرات الوضع الاقتصادي المتدهور.وقالت فان شاك في مؤتمر عبر تطبيق زوم: "لقد اتخذ الوزير هذا القرار ليكون شاهدا، ويسلط الضوء على الانتهاكات التي ارتكبت على أيدي القوات التي تهدف إلى حمايتهم، والتي يعاني منها الشعب السوداني. ونأمل أيضا أن نحشد المجتمع الدولي لمساعدتنا في إنهاء العنف ومعالجة الأزمة الإنسانية وتعزيز العدالة للناجين والضحايا".
وأوضحت المسؤولة الأميركية أنه وفقا للبيانات المتوفرة لدى وزارة الخارجية الأميركية (حينها)، فإن الصراع في السودان أدى إلى "قتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، ونزوح أكثر من 6.8 مليون شخص من منازلهم".
"جوع وتجنيد قسري"وأشار تحقيق "سي إن إن"، إلى أن "قوات الدعم السريع جندت قسرا ما يقرب من 700 رجل و65 طفلا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في ولاية الجزيرة وحدها"، موضحا أنه "تم التعرف على العديد من الضحايا بواسطة شهود وناجين وأفراد عائلاتهم".
وتحققت "سي إن إن" من أسماء الضحايا بواسطة السكان في مناطقهم، وسعت للحصول على تفاصيل عما حدث في كل حالة. ولفتت إلى أن القتال الدائر تسبب في مشكلة في شبكات الاتصالات، وصعوبة الوصول إلى وسائل الإعلام، مما جعل مثل هذه المحاولات صعبة للغاية.
وأكدت الشبكة الأميركية تمكنها من التحقق بشكل مستقل من هويات جميع الأشخاص "البالغ عددهم 750 شخصا، الذين اعتقلتهم مجموعات تابعة لقوات الدعم السريع في الجزيرة".
مسؤول أممي: زهاء خمسة ملايين سوداني قد يعانون من جوع كارثي في الأشهر المقبلة حذر مارتن غريفيث، منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مجلس الأمن، الجمعة، في مذكرة اطلعت عليها رويترز من أن ما يقرب من خمسة ملايين شخص قد يعانون من جوع كارثي في بعض مناطق السودان خلال الأشهر المقبلة.كما نقلت عن شهود أن "ما لا يقل عن 600 شخص، من بينهم 50 صبيا دون سن الثامنة عشر، انضموا لقوات الدعم السريع شرقي ولاية الجزيرة بدافع الجوع في حالات كثيرة"، فيما تم "تجنيد 150 آخرين، من بينهم 15 فتى، بشكل قسري في غرب الولاية".
وأوضحت "سي إن إن" أن العديد من هؤلاء الرجال "كانوا يعملون كمزارعين أو تجار".
وحذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن 5 ملايين سوداني قد يواجهون في غضون بضعة أشهر "انعدام أمن غذائي كارثيا" بسبب الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
وكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في مذكرة إلى مجلس الأمن الدولي، وفق فرانس برس، أنه "من دون مساعدات إنسانية عاجلة ووصول للمنتجات الأساسية" فإن ما يقرب من 5 ملايين سوداني، يعانون بالفعل من حالة طوارئ غذائية، "يمكن أن ينزلقوا إلى انعدام أمن غذائي كارثي في بعض أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة".
وحذر غريفيث من أن النساء والأطفال والنازحين في السودان "معرضون للخطر بشكل خاص"، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 730 ألف طفل، بمن فيهم 240 ألف طفل في دارفور، من سوء تغذية حاد.
"التخويف والتعذيب"ونقل تحقيق "سي إن إن" أيضا عن شهود عيان، أن قوات الدعم السريع "استخدمت مجموعة من الأساليب لإجبار الأفراد على الانضمام إلى صفوفها، مثل التخويف والتعذيب والإعدام وحجب المساعدات الغذائية والطبية".
تأكيد أميركي.. الجيش السوداني و"الدعم السريع" ارتكبوا جرائم حرب أكدت سفيرة الولايات المتحدة المتجولة للعدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك أنه استنادا إلى مراجعة دقيقة للحقائق وتحليل قانوني، خلص وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مؤخرا إلى أن أفراداً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب.وقال شهود عيان وناجون وأسر ضحايا من سكان إحدى قرى ولاية الجزيرة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مطلع يناير، إنهم "حاولوا تجنيد 20 شابا من القرية، وحينما رفض السكان أقاموا قاعدة في القرية وأطلقوا حملة رعب، حيث نُهبت المنازل وأُضرمت النيران في المحال ومستودعات المواد الغذائية، قبل مغادرة العناصر بأكثر من 30 مركبة مسروقة".
ونقلت الشبكة كذلك عن 13 شاهد عيان من ولاية الجزيرة، أن رفض تنفيذ مطالب الدعم السريع "يتسبب في رد فعل يؤثر على المنازل والغذاء والسلامة". ولم تذكر" سي إن إن" أسماء القرى والأشخاص خوفا من انتقام قوات الدعم السريع، حسب التقرير.
وحاولت "سي إن إن" التواصل مع قوات الدعم السريع للتعليق على التحقيق، لكنها لم تتلق ردا.
- اتساقا مع الموقف المبدئى لقوات الدعم السريع، والتزامها الأخلاقي تجاه قضايا وهموم شعبنا في المدن والأرياف، وفي إطار الجهود المتصلة لتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة، أصدرت قيادة الدعم السريع، موجهات ميدانية صارمة للقادة والأفراد، لضمان تنفيذ تعهداتها ، بتسهيل وصول المساعدات…
— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) March 14, 2024وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، الخميس، أنه واتساقا مع "التزامها الأخلاقي تجاه قضايا وهموم شعبنا في المدن والأرياف، وفي إطار الجهود المتصلة لتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة"، فقد "أصدرت توجيهات صارمة لضمان تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإعانات للمحتاجين في كل المدن والقرى والأرياف الواقعة في نطاق سيطرة قوات الدعم السريع".
والجمعة، دعت الأمم المتحدة إلى "وصول غير مقيّد" للعاملين في المجال الإنساني في السودان.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه "لبلوغ المحتاجين، تحتاج المنظمات الإنسانية إلى وصول آمن وسريع ومستمر وغير مقيد، خصوصا عبر خطوط الجبهة".
وشدد على أن "التعبئة الحاشدة للموارد من جانب المجتمع الدولي هي أيضا ضرورية"، علما بأن برنامج الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية للسودان يحتاج إلى 2,7 مليار دولار في 2024، ولم يمول إلا بنسبة تقل عن 5 بالمئة، وفق فرانس برس.
ووفق ممثلة اليونيسف في السودان، مانديب أوبراين، فإن هناك 14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وجاء في منشور لها على منصة "إكس"، أنه "لم تعد هناك إلا فرصة ضئيلة لتجنب خسائر كبيرة في الأرواح وفي مستقبل الأطفال".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة الأمم المتحدة فی السودان ما یقرب من جرائم حرب سی إن إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
اتهمت تقارير سودانية، الأربعاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" بحق المواطنين في قرية "ود عشيب" بولاية الجزيرة وسط السودان، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة العشرات.
وقال بيان لـ"مؤتمر الجزيرة"، وهو كيان مدني تشكل بعد سيطرة قوات الدعم على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، إن الأخيرة ارتكبت "مجزرة مروعة بحق المواطنين"، الثلاثاء.
وأضاف البيان أن أهالي القرية يعانون من "حصار" قوات الدعم السريع ومن "تعدياتها المستمرة التي تسببت في كارثة إنسانية لا تقل أبداً عن تلك التي تسببت بها في مدينة الهلالية، وراح ضحيتها 26 مواطنا جراء الجوع والمرض".
وتواصلت "الحرة" مع متحدث باسم قوات الدعم السريع للحصول على تعليق، الذي لم يرد حتى موعد نشر الخبر.
اتهامات جديدة لـ"الدعم السريع" بقتل مدنيين في الجزيرة السودانية كشفت تقارير سودانية محلية، السبت، مقتل 23 مواطنا بإحدى قرى ولاية الجزيرة على يد قوات الدعم السريع، في استمرار للاتهامات التي تواجهها المجموعة التي دخلت في حرب مع الجيش منذ أبريل 2023.وطالما تنفي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وتقول إنها تستهدف "مجموعات مسلحة موالية للجيش".
يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وافق، الإثنين، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة، وذلك خلال لقاء جرى بينهما في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.
من جانبه، عبّر المبعوث الأميركي الخاص للسودان عن سعادته بزيارة السودان، مبيناً أنها (الزيارة) "تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، مثلما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية".
البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، الإثنين في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.وأوضح أنه عقد اجتماعات "مثمرة" مع البرهان، وقادة المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة الإنساني.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.
وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".