بوتين يحقق فوزا كاسحا في الانتخابات الروسية.. المقربون يهنئون والغرب «غاضب»
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
أسفرت نتائج الانتخابات الرئاسية الروسية عن فوز فلاديمير بوتين بولاية رئاسية جديدة، بعد حصوله على 87.29% من أصوات الناخبين، عقب فرز 100% من بطاقات الاقتراع، بحسب «روسيا اليوم» التي تطرقت إلى تصريح لجنة الانتخابات المركزية الروسية عبر رئيستها إيلاّ بامفيلوفا، والذي قالت إن نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية سجلت أعلى نسبة في التاريخ الروسي بلغت 77.
وبإعلان النتيجة نجح بوتين في تأمين فترة ولاية خامسة في منصبه من خلال استفتاء وطني؛ يترأس ولاية رئاسية جديدة تمتد لـ6 سنوات مقبلة ممزوجة بطابع جديد من الشرعية، كما يبعث برسالة واضحة مفادها بأن حرب روسيا على أوكرانيا تحظى بالدعم الكامل من شعبه، بحسب ما جاء في تقرير بهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وفي خطاب موجه إلى الشعب الروسي عشية الانتخابات، حث بوتين الناخبين على الإدلاء بأصواتهم كإظهار للوحدة الوطنية، وقال: «أنا مقتنع بأنكم تفهمون الفترة الصعبة التي تمر بها بلادنا الآن، والتحديات الصعبة التي نواجهها في جميع المجالات تقريبًا.. ومن أجل الاستمرار في الاستجابة لها بكرامة والتغلب على الصعوبات بنجاح، ما زلنا بحاجة إلى أن نكون متحدين وواثقين بالنفس»، بحسب ما جاء في شبكة الإذاعة الأمريكية «CNN».
تهنئة زعماء العالم وغضب الغربتلك الرسالة كررها بوتين بعد إغلاق صناديق الاقتراع، وفي ظهوره مع حشد من نشطاء الحملة الشبابية الذين كانوا يرتدون قمصانًا عليها شعار «انتصار بوتين لروسيا»، قال الرئيس الروسي إن الروس جميعهم فريق واحد، جميع المواطنين الروس الذين جاءوا إلى صناديق الاقتراع للتصويت، كما ألمح إلى الكثير من المهام التي بانتظار روسيا عقب إعادة انتخابه.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية الروسية إنه بعد فرز ما يقرب من 100% من الأصوات في جميع الدوائر الانتخابية، حصل بوتين على 87.29% من الأصوات، بعد ما أدلى ما يقرب من 76 مليون ناخب بأصواتهم لصالحه، وهو أعلى عدد من الأصوات له على الإطلاق.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي، إن نتائج الانتخابات الرئاسية الروسية هي التأكيد الأبلغ لمستوى الدعم من سكان البلاد لرئيسها، والتفافهم حوله، رافضا الانتقادات الأمريكية للانتخابات، مضيفا أن روسيا لا تستمع لمثل هذه الآراء، ووصف المحاولات الغربية لتصوير الانتخابات على أنها غير شرعية بالسخيفة.
وعقب إعلان النتيجة وجه زعماء العالم برقيات تهنئة لـبوتين بالفوز الكبير الذي حققه في انتخابات الرئاسة الروسية، وأجمعت البرقيات على أن نتائج التصويت تؤكد الدعم الكبير الذي يحظى به الرئيس الروسي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها روسيا.
إلى أين روسيا بعد الانتخابات؟وخرجت مجموعة من التقارير الدولية تحلل دلالة نسبة فوز «بوتين»؛ إذ قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن نسبة الـ87% التي حصل عليها بوتين نسبة فلكية، على الرغم من أنها لن تقنع الزعماء الغربيين بأنها انعكاس حقيقي لمستوى شعبية بوتين الحالي؛ إذعلق ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني بشأن الانتخابات الرئاسية في روسيا قائلاً: «على المستوى الداخلي، تسمح هذه النسبة للكرملين بالقول إن الأمة بأكملها متحدة حول فلاديمير بوتين، وإن الرئيس الروسي يحظى بالدعم الكامل من شعبه، ومن الأهمية بمكان أن يدّعي بوتين الآن أنه يتمتع بتفويض شعبي لحربه في أوكرانيا والاتجاه الذي يقود روسيا فيه».
وتعد نسبة الفوز الساحق تعزيزٍ كبيرٍ للثقة، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بوتين بشأن فوزه ليلة الأحد، ظهرت تلك الثقة بوضوح، حيث تحدث عن التقدم الذي أحرزته روسيا في الحرب في أوكرانيا، حيث قال إن زمام المبادرة بشكل كامل مع بلاده، وتوقع أن روسيا بعد الانتخابات سوف تصبح أقوى.
ويرى عدد من الخبراء الأمريكيون أن فوز فلاديمير بوتين بولاية جديدة من شأنها أن يؤثر على علاقاته مع الغرب، إذ توقع الخبراء أن التوترات ستزداد، وتستمر في التزايد كون سياسة بوتين الخارجية لا تقتصر على أوكراني، فهناك مساعٍ منه لتحقيق الهيمنة البحرية في البحر الأسود، والاستحواذ على المصالح في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، وزيادة التعاون مع القوى المعادية لأمريكا مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية، بحسب «سكاي نيوز».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بوتين الانتخابات الرئاسية الانتخابات في روسيا روسيا الانتخابات الرئاسیة
إقرأ أيضاً:
أسباب لجوء بوتين إلى تغيير العقيدة النووية الروسية
أعلنت روسيا الثلاثاء تعديل عقيدتها النووية بعد يومين على ظهور تقارير تشير إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية لاستهداف العمق الروسي.
وتحدد العقيدة النووية الشروط التي يأمر بموجبها الرئيس بتوجيه ضربة نووية. وبموافقته على التعديل، خفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مستوى التهديد الذي قد يدفع موسكو لاستخدام الأسلحة النووية ردا على مجموعة من الهجمات التقليدية.
فقبل تغيير عقديتها في عام 2020، كان استخدام الأسلحة النووية، بالنسبة لروسيا، يشترط "تهديد وجود الدولة"، بينما يعتبر التعديل الجديد "التهديد الخطير" مبررا لاستخدام السلاح النووي دون تحديد المقصود بـ"التهديد الخطير".
ووفقا للوثيقة الجديدة، فإن أحد المبررات الرئيسية لاستخدام هذه الأسلحة هو "إطلاق صواريخ بالستية ضد" روسيا، وهي رسالة على ما يبدو للولايات المتحدة وفق خبراء ومختصين رأوا في الخطوة "تصعيدا يهدف إلى الضغط على الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لدفع أوكرانيا نحو القبول بصفقة أميركية توقف الحرب، لكن بشروط روسية.
يتوقع داليبور روهاك، وهو كبير الباحثين في معهد المشاريع الأميركية، أن تكون الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب، "أكثر ميلا إلى عقد صفقة مع بوتين".
وقال روهاك خلال مقابلة مع "الحرة": بوتين يُصعد من أجل خفض التصعيد. يريد الحصول على موقف تفاوضي أكثر فائدة خلال فترة رئاسة ترامب".
الموقف الأخير لبوتين بتوسيع نطاق القوة النووية، لتشمل دولا لا تمتلك قدرات نووية، يخالف بنود معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لسنة 1968.
ربما يولد هذا الموقف ضغطا جديدا على العلاقات بين روسيا والقوى الغربية، خاصة حلف الناتو، الذي قد يعتبر التغيير استهدافا لدوله الأعضاء.
مفوض السياسة الخارجية الأوروبية: تغيير بوتين للعقيدة النووي غير مسؤول قال مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن أوروبا "لن تنقسم على نفسها بشأن دعم أوكرانيا"، وذلك في رسالة موجهة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.يرى ديفيد سالفو، المدير الإداري لتحالف تأمين الديمقراطية في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، أن من الممكن أن تفكر روسيا في استخدام الأسلحة النووية للدفاع عن مصالحها.
وقال خلال مقابلة مع "الحرة": "روسيا قد تستخدم أسلحتها النووية ضد الغرب. هذا التخوف هو السبب الرئيسي وراء عدم سماح إدارة بايدن لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب عمق الأراضي الروسية في العامين الأخيرين".
عندما سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية لضرب العمق الروسي، فإنه سمح باستخدامها على مسافة 300 كم داخل الحدود الروسية، وربما لا يعني ذلك أنها ستستهدف مؤسسات ومنشآت روسية مهمة.
وفي سياق ردود الفعل على قرار بايدن، وقفت هنغاريا، وهي حليفة لروسيا، بالضد من الموقف الأميركي، واعتبر وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو بأن "قرار بايدن، هو عدم ممانعة لتوسيع رقعة الصراع ليشمل جميع أنحاء العالم".
ويذهب بافيل فيلغنهاور، وهو خبير عسكري روسي، مع ما ذهب إليه ديفيد سالفو، ويرى أن موسكو تريد التأثير على إدارة ترامب، الذي تحدث عن رغبته في إيجاد حل للحرب في أوكرانيا.
وقال فيلغنهاور خلال مقابلة مع "الحرة": "العقيدة الجديدة في روسيا، تتكلم عن الردع، ولا تتكلم عن الضغط على الزر النووي".
يُمكن لتغيير العقيدة النووية الروسية أن يضعف الثقة بين القوى الكبرى، ويعرقل مفاوضات تمديد أو تجديد معاهدات مثل START الجديدة، التي تهدف إلى الحد من التسلح النووي.
وتزيد الخطوة من صعوبة تحقيق تقدم في مجال منع انتشار الأسلحة النووية، إذ قد ترى دول أخرى مثل إيران وكوريا الشمالية في هذا التطور مبررا لتوسيع برامجها النووية.
وقال الدبلوماسي الأميركي السابق، مايكل كيربي، لقناة "الحرة" إن "روسيا تحاول إرسال رسالة لترامب عبر التهديد باستخدام السلاح النووي. لا أعتقد أننا سنواجه تصعيدا كبيرا".
بدأت المنافسة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا، مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما امتلكت واشنطن السلاح النووي في عام 1945، تبعها الاتحاد السوفيتي آنذاك في عام 1949.
ومنذ ذلك الوقت، شهد العالم سباقا محموما لتطوير الترسانات النووية، وعملت القوتان على بناء آلاف الرؤوس النووية وتحسين تقنيات إطلاقها.
وتُعتبر روسيا أكثر الدول امتلاكا للرؤوس النووية بنحو 6 آلاف رأس، وهي واحدة من ضمن تسع دول تملك أسلحة نووية، بضمنها الولايات المتحدة الأميركية، وسبع دول أخرى هي: فرنسا، الصين، بريطانيا، الهند، باكستان، وكوريا الشمالية، وإسرائيل التي "لم تؤكد، أو تنف" حيازتها السلاح النووي.
بوتين يهدد بـ"الإجراء المتطرف".. ما هي العقيدة النووية الروسية؟ صعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من تهديداته النووية، معلنا، يوم الثلاثاء، توسيع نطاق القوة النووية لتشمل دولا لا تمتلك قدرات نووية، في ما يعد تغييرا على عقيدة موسكو النووية.ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن العقيدة الروسية السابقة، ركزت الرد على الهجمات التي تشنها الدول والتحالفات التي تمتلك أسلحة نووية، لكنها اليوم، قد تستخدم الأسلحة النووية ضد دولة مسلحة نووياً، لا تشن هجوماً مباشراً عليها، لكنها تدعم هجوماً تشنه دولة غير نووية، وفقا للوثيقة التي اطلعت عليها الصحيفة.
وتشير روسيا في هذا البند من الوثيقة، على ما يبدو، إلى الولايات المتحدة، أبرز الداعمين لأوكرانيا في التصدي للهجوم الروسي الذي يُشن عليها منذ نحو ثلاث سنوات.
لكن مسؤولا رفيعا في مجلس الأمن القومي الأميركي قلل من التهديدات الروسية. وقال في مقابلة مع "الحرة": "لم نر أي سبب لتعديل موقفنا بشأن استخدام الأسلحة الاستراتيجية الأميركية ردا على تصريحات (بوتين) اليوم".
تساهم العقيدة الجديدة التي تبنتها موسكو، بخلق بيئة غير مستقرة، حيث يتم دمج التهديدات التقليدية بالصواريخ الباليستية مع الردع النووي. ويغير هذا قواعد اللعبة في التعامل مع التهديدات العسكرية التقليدية، ويزيد من احتمالية سوء التقدير أو التصعيد غير المحسوب.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل عام 2022، تزايدت المخاوف بشأن "حرب نووية"، خاصة مع تلويح روسي متكرر باستخدامها، وهو ما دفع واشنطن إلى تعزيز ردعها في أوروبا.
قالت لوليا جوجا، مديرة برنامج البحر الأسود في معهد الشرق الأوسط: "كان من المفترض أن تستخدم روسيا سلاحا نوويا عندما توغلت أوكرانيا في أراضيها، لكنها أحجمت عن ذلك".
وعبر الاتحاد الأوربي بشكل سريع عن موقفه بعد الإعلان الروسي، ووصف مفوض السياسة الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، قرار بوتين بـ"غير المسؤول".
وشكك بوريل بشأن توقيت الموقف الروسي، الذي يأتي في اليوم الألف للهجوم على أوكرانيا، وقال إن "الموقف له دلالات رمزية".
وتستنتج لوليا جوجا، وهي مديرة برنامج البحر الأسود في معهد الشرق الأوسط، بأن روسيا تستخدم ورقة الأسلحة النووية كرادع.
وقالت خلال مقابلة مع "الحرة": "مع ذلك، لا يعني أن نستبعد نهائيا إمكانية استخدامها لغرض التصعيد".
وتبقى العقيدة النووية أداة حاسمة في السياسة الدولية، إذ تشكل التوازن بين الردع ومنع التصعيد النووي. ومع ذلك، فإن مستقبل الاتفاقات النووية يعتمد على عودة الحوار والالتزام المتبادل بين القوى الكبرى.
ربما يؤدي القرار إلى سباق تسلح جديد، إذ تسعى دول أخرى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية لتجنب التهديد النووي.