في الحلقة الثامنة من موسمه السادس، عرض برنامج "حيث الإنسان" قصة قرية "عصام"، وهي قرية نائية يعيش فيها مجموعة من السكان، في أطراف محافظة شبوة، يستغرق الوصول إليها 6 ساعات على متن سيارة دفع رباعي، انطلاقا من مركز المحافظة، وهي إحدى القرى البعيدة، التي سكنها ويسكنها الإنسان اليمني، قديما وحديثا.

 

قبل زمن طويل، وصل رجل اسمه "عصام" إلى  قمة بعيدة ليس فيها أحد، في مديرية حطيب بمحافظة شبوة، كانت المنطقة مجرد صخور متباعدة، إلا أن عصام أقام لنفسه بيتا حجريا، وظل يرعى أغنامه ويحرث الأرض ويربِّي أطفاله، ثم جاء من بعده من جعلوا هذه المرتفعات مستقرا لهم، وبنوا بيوتهم بالطريقة نفسها التي بنى فيها بيته، لتتحول إلى قرية تحمل اسمه.

 

بعد رحلة طويلة وطرق وعرة، وصل فريق برنامج "حيث الإنسان"، الذي تنفذه وتدعمه مؤسسة "توكل كرمان"، إلى قرية "عصام"، التي من النادر أن يذهب إليها غير أهلها، وفي حال وصل شخص ما إليها يتساءل السكان: "كيف وصلت إلينا؟".

 

كان جميع السكان في انتظار اليوم الذي يحصلون فيه على مشروع -منظومة طاقة شمسية مكتملة- يوصل المياه إليهم دون معاناة ومشقة وحرمان، ويمنح الأطفال فرصة الذهاب إلى المدرسة، وهو ما حققته لهم مؤسسة "توكل كرمان"، وجعلت لشروق الشمس، في القرية، معنًى وغاية، فهي من ستدفع الماء نحو قريتهم، وتكف عنهم ما اعتادوا عليه، وتدفع بأطفالهم نحو المدرسة.

 

ذهب فريق "حيث الإنسان" لاختيار أفضل الأدوات التي تناسب تلك المرتفعات، وتم تحديد المواد المهمة لتنفيذ المشروع، لتبدأ الرحلة مجددا من مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، نحو القرية البعيدة، والوجهة التي يتجنُبها الكثيرون ممن يجب عليهم التوجّه نحوها.

 

تكمن أهمية المشروع كونه نُفذ في قرية نائية، بعيدة، تقطعت بسكانها السُّبل، حيث كانوا يواجهون المشاق في إيصال المياه، وتعثُر أبنائهم عن مواصلة التعليم؛ كون مهمة جلب المياه من البئر، التي تبعد مسافة 4 ساعات مشيا على الأقدام، هي مهمة الأطفال التي يصحون للقيام بها كل صباح.

 

الطفل "رشيد" -أحد أطفال هذه القرية- كان قد دوّن اسمه في المدرسة، لكنه بدل أن يتجه نحوها، كانت لديه وجهة أخرى - نحو بئر الماء -، التي تستغرق منه 4 ساعات ذهابا وإيابا، الأمر الذي جعل مستقبله مرتبطا بتوفير مادة أساسية للحياة.

 

كان "رشيد" يصحو كل صباح؛ ليقوم بالمهمة التي اعتاد عليها، حيث يتجه - ومعه "الحِمار" - نحو البئر، لجلب المياه لأسرته، ولا يستطيع الذهاب إلى المدرسة، وفي طريق عودته مبتهجا بما حصل عليه من مياه، تحدث لـ"حيث الإنسان" عن حلم يراوده، ويسير كل يوم معه، حتى أصبح صديقا له في هذه الفترة، حيث يقول: "عندما أكبر أحلم بأن أصبح دكتورا لأجل أن أعالج أصحابي وأهلي؛ لأننا نسكن في منطقة بعيدة عن الخدمات والسوق".

 

لم يكن وحده الطفل "رشيد" من يُجبر على جلب المياه، بل أن رفاقه في الصف جميعهم ينتظرون دورهم أمام البئر، بعيدا عن حصصهم المدرسية.

 

إزاء ذلك جاء فريق "حيث الإنسان" لجعل الحياة ممكنة في قرية بدائية، تخلو من المياه والاتصالات والكهرباء، كل ما تملكه هو طريق وعر.

 

تحول وجود فريق "حيث الإنسان" في القرية إلى احتفاء، حيث احتشد أهالي القرية مرددين الأهازيج، وهي واحدة من القرى اليمنية النائية، التي تحتاج إلى زيارة وتفقّد للأحوال، فقد يكون كل ما يحتاجون إليه شيء يسير، لكنه عظيم بالنسبة لهم.

 

تعالت ضحكات الأطفال، وبانت فرحتهم باكتمال المشروع، وهي الفرحة التي احتضنت الكبار أيضا، حيث قال خيران سالم - أحد سكان القرية -: "نشكر برنامج حيث الإنسان، ونحن اليوم سعداء بطلوع الماء من البئر إلى الخزان، وبنجاح المشروع، الذي سيساعد سكان القرية، ويحقق حلمهم".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: حیث الإنسان

إقرأ أيضاً:

الموافقة على ترخيص 96 مشروعا زراعيا وتطهير المساقي بالمنوفية

تابع اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، اليوم، جهود مديرية الزراعة في عدد من الملفات الهامة والحيوية لتحقيق التنمية الزراعية الشاملة وتعزيز منظومة الإنتاج ودعم الفلاح على كافة المستويات وتقديم كافة أوجه الدعم للنهوض والارتقاء بقطاع الزراعة بالمحافظة كونه قطاعاً محورياً هاماً على رأس أولويات منظومة العمل.

 

تطهير مسافة طولية من المساقي الخصوصية

ووفق بيان صادر عن محافظة المنوفية، أشار المهندس ناصر أبو طالب وكيل وزارة الزراعة إلى الانتهاء من تطهير ترع بمسافة طولية من المساقي الخصوصية بنواحي المحافظة تقدر بـ 5 ك و600 م، حيث شمل تطهير تعاوني وتحسين بناحية مراكز قويسنا وتلا والشهداء والباجور، وذلك خلال أسبوع والتي تخدم مساحة 315 فدانا، مع استمرار التنسيق مع الوحدات المحلية ومختلف الجهات المعنية في المتابعة الدورية لخطة التطهير ورفع كافة المخلفات ونواتج التطهير أولاً بأول لتقليل الفاقد من المياه، حفاظاً على الرقعة الزراعية والمظهر الحضاري والجمالي.

ترخيص 96 من المشروعات الزراعية 

وكشف وكيل وزارة الزراعة، عن الموافقة على استخراج 96 ترخيص تشغيل لمزارع دواجن وماشية ومناحل ومحلات مستلزمات إنتاج ومحلات أعلاف، وإجراء 11 معاينة لمزارع دواجن وماشية تمهيداً للسير في إجراءات التراخيص، فضلاً عن المرور على 43 مركز تجميع ألبان و24 محل أعلاف، بالإضافة إلى المرور الميداني على عدد 2955 فدانا من حدائق فاكهة و خضروات و محاصيل متنوعة و118 صوب مشاتل خضروات بنطاق المحافظة، فضلاً عن عقد 34 ندوة بمختلف الوحدات الزراعية بمحافظة المنوفية في كافة المجالات الزراعية لنشر التوعية بين جموع الفلاحين وتقديم الدعم اللازم للمزارعين وإعطائهم التوصيات الفنية اللازمة لتحقيق أعلى معدلات للإنتاج وتحسين مستوى الدخل المزارعين. 

ووفق البيان، شدد محافظ المنوفية، على رؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء ومسئولي حماية الأراضي باليقظة التامة والإزالة الفورية لأي تعديات علي الأراضي الزراعية والمتابعة اللحظية لمنظومة المتغيرات المكانية ،مؤكدا أن ملف التعديات هو خط أحمر لن يتم التهاون فيهوحفاظاً على الرقعة الزراعية ومقدرات الأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • 18 مشروعاً من 13 دولة فى ملتقى القاهرة السينمائى
  • الهدف أبعد من البلدين.. أول كابل بحري يربط السعودية ومصر
  • الأمطار الغزيرة في العراق: إنقاذ للمياه أم تهديد للسيول؟
  • البركي: مشاريع الإعمار التي تنفذ في بنغازي ودرنة وسرت وغيرها من المدن أساس للمصالحة
  • تسليم خمسة مشاريع مائية جديدة للشركة العامة للمياه في سرت
  • هيئة الإعلام والاتصالات تنفذ 54 مشروعاً لخدمة أكثر من 162 ألف مستفيد في المناطق النائية
  • محافظ لحج يدشن تنفيذ مشروعين جديدين للمياه والصرف الصحي في الحوطة
  • الموافقة على ترخيص 96 مشروعا زراعيا وتطهير المساقي بالمنوفية
  • دبي تخصص 16 مليار درهم لتنفيذ 22 مشروعاً للطرق خلال 4 سنوات
  • محافظ اللاذقية الدكتور خالد أباظه لمراسل سانا: إخماد جميع الحرائق التي اندلعت في ريف المحافظة، مع بقاء بؤرة على اتجاه قرية السمرا ويتم التعامل معها من خلال فرق إطفاء حقلية لصعوبة وصول الآليات لوجودها في جرف صخري، وامتدادها محدود ولا تشكل أي خطر في محيطها