باسم نعيم: تركيبة السكان بغزة لا تعتمد على العشائر وأهداف الاحتلال لن تخدعها
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة باسم نعيم إن طبيعة التركيبة السكانية في قطاع غزة لا تعتمد على العائلات فقط، ومركز السلطة الذي تتمتع به هذه العشائر محدود وضعيف، ولا يمكنها إدارة مجتمع يضم نحو مليونين و300 ألف نسمة.
وأضاف نعيم -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن منذ اليوم الأول من عدوانه على القطاع أنه لن يسمح بعودة حكم حماس.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت -الأيام الماضية- عن خطة للجيش الإسرائيلي تتضمن تقسيم قطاع غزة إلى مناطق تحكمها العشائر، وتتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية.
أهداف إسرائيلية
وقال عضو المكتب السياسي في حماس إن "أهداف العدو من التواصل مع العائلات والعشائر في قطاع غزة واضحة":
منذ اليوم الأول أعلن نتنياهو أنه لن يسمح بعودة حكم حماس إلى قطاع غزة، وسيكون تابعا بالكامل لإرادة الاحتلال. الاحتلال حاول هذا الأمر منذ عشرات السنين، وليس في غزة وحدها، فقد كان في فلسطين ما اشتهر باسم "روابط القرى" وبدأت في منطقة الخليل. الهدف الأخير أن تبقى المنطقة في حالة بين الفوضى والنظام، و"يتحكم فيها العدو الصهيوني في ظل هذا المستوى من الفوضى والنظام". وضع السلطةوأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية -على لسان نتنياهو- أنه "لا جدوى من الحديث عن السلطة الفلسطينية كجزء من إدارة غزة، ما دام أنها لم تخضع لعملية تغيير جوهرية" وأنه "إذا كانوا جادين في التغيير، فليثبتوا ذلك أولا في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".
أما في ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية ورؤيتها لقطاع غزة، فأكد نعيم أن:
السلطة وبعض أدواتها -خاصة الأمنية- تحاول استعمال العائلات للعودة إلى الحكم في قطاع غزة على ظهر دبابة في ظل مشاريع إسرائيلية. السلطة لن تنجح في ذلك، فبكامل قوتها وقدراتها الأمنية والمالية لم تستطع العودة من قبل، وبالتالي لن تستطيع العودة حاليا من الباب الأضعف (العشائر). السلطة حاولت بعد أحداث الانقسام عام 2007 أن تستعيد سلطتها في قطاع غزة عبر الفوضى من خلال بعض العائلات، ولكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا.
طبيعة السكان
عن طبيعة التركيبة السكانية في القطاع -الذي يضم نحو مليونين و300 ألف فلسطيني- قال القيادي في حماس:
العشائر في غزة موجودة ولها كل الاحترام والتقدير. تركيبة السكان في قطاع غزة معقدة، فهناك العشائر، والعائلات، والفصائل، والمخيمات وإداراتها، وهناك أيضا الأبناء الذين هاجروا من البلدة الواحدة مثل الذين هاجروا من المجدل أو الجورة أو أسدود أو حيفا أو يافا وغيرها. التركيبة السكانية في القطاع لا تعتمد على العائلات فقط، خاصة السنوات الأخيرة بعد أن حصل الاختلاط والتزاوج والانتقال الجغرافي من مكان إلى آخر بسبب طبيعة العمل. الجيل الشاب اليوم أقل ارتباطا بالبعد العائلي مقارنة مع 20 أو 30 سنة ماضية. معظم أبناء العائلات اليوم في كل التنظيمات من فتح وحماس والجبهة الشعبية والجهاد وغيرها. رأي العشائرموقف العشائر يوضحه عضو المكتب السياسي في حماس قائلا:
مركز السلطة والقوة الذي تتمتع به العشائر محدود وضعيف، ولا يمكن أن يشكل بديلا لأي قوة تستطيع أن تحكم قطاع غزة. ليس من اليسير إدارة أمور مليونين و300 ألف إنسان في ظل مشهد معقد سياسيا واجتماعيا، وأيضا على المستوى الإنشائي والبنية التحتية. كل المعلومات التي وصلت تؤكد أن كل العشائر الفلسطينية رفضت هذا "العرض الصهيوني" وتعرف أن هذه العروض خبيثة وتهدف إلى تفريق الشمل الفلسطيني، واستعمال هذه العائلات في إطار خطة إسرائيلية خبيثة تهدف إلى تنفيذ برامج الاحتلال وتفريق صف الفلسطينيين. وحتى لو حدث أن البعض استجاب في لحظة من اللحظات -سواء بالضغط أو التهديد أو الإغراء أو غيره- فإنه سرعان ما تداركت هذه العائلات وأعربت عن رفضها الكامل لهذا الأسلوب أو أن تستعمل من قبل الاحتلال لتكون أداة لطعن أهداف شعبنا وطموحه وطعن مقاومته في الظهر.
وختم نعيم تصريحاته بأن كثيرا من العشائر تدرك خطورة هذا المشروع الإسرائيلي وتداعياته على الصف الوطني عموما، وعلى الصف العائلي تحديدا، فمعظم أبناء العائلات اليوم في كل التنظيمات، بما فيها فتح وحماس والجبهة الشعبية والجهاد، يدركون خطورة أن يصبحوا جزءا من مشروع يكون أداة في يد أي جهة من أجل إشعال الصراع.
يذكر أن تجمعا للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية أصدر بيانا -منذ أيام- رفض فيه أن تكون هذه التجمعات بديلا عن أي نظام سياسي في قطاع غزة، ورأى أن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد للحفاظ على كينونة الشعب الفلسطيني والوطن وصمود أهله وبسالة مقاومته.
ويجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية تجمع شعبي غير حكومي يضم ممثلين عن أغلب القبائل والعشائر والعائلات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشتات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الدويري: الاحتلال يستخدم بصمة الصوت والعين لتعقّب مقاتلي المقاومة بغزة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم في هذه المرحلة بتفعيل الذكاء الاصطناعي بصورة غير مسبوقة من أجل تعقّب مقاتلي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتحدث الدويري عن أنظمة يستخدمها جيش الاحتلال تتعلق بتسجيل وتتبع الأهداف، مشيرا إلى أنه قام في بداية الحرب بأخذ بصمة الصوت والعين لـ37 ألف شخص، وبالتالي فهو يتعقبهم ويستهدف المنطقة التي يوجدون فيها بالصواريخ.
وأضاف أن نظام الذكاء الاصطناعي مبني على نقطيتين أساسيتين، فإذا وجد أي مقاتل سُجلت له البصمة يُسمح لجندي جيش الاحتلال بأن يقتل 10 مدنيين من أجل الوصول إلى الهدف، وإذا كان قائدا في الصف الأول يُسمح للجندي بأن يقتل 100 مدني.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت في وقت سابق أن استخدام الجيش الإسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعقّب أهداف هجماته في غزة يلحق أضرارا بالغة بالمدنيين ويثير مخاوف أخلاقية وقانونية خطيرة.
وأوضح الدويري أن إدارة جيش الاحتلال الإسرائيلي للمعركة في قطاع غزة مختلفة كليا في المرحلة الحالية، إذ إن رئيس الأركان الجديد إيال زامير أجرى منذ مجيئه تعديلا جوهريا، مشيرا إلى أن هناك 3 فرق تعمل في غزة، 36 و162 و252، وهناك 80% قوات جوية، و10% مدفعية و10% من القوات البرية المقاتلة.
إعلانوأشار الدويري -في تحليله للمشهد العسكري في غزة- إلى أن الخسائر التي تلحق بالفلسطينيين تقدر بـ90% بسبب القصف الجوي الإسرائيلي كما تؤكد تقارير.
كما أوضح أن طريقة تموضع قوات الاحتلال في مناطق غزة لا تعطي مقاتلي المقاومة فرصة للاحتكاك بها وقتالها.
من جهة أخرى، ربط الدويري زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنطقة الشمالية من قطاع غزة بالاعتراضات الداخلية على الحرب، والتي تجاوزت 100 ألف معترض، معظمها من داخل المؤسستين العسكرية والأمنية.
وقال إن نتنياهو ورئيس الأركان يريدان أن يرسلا رسالة مفادها أن الجيش والحكومة متفقان على مقاربة معينة، مشيرا إلى أن الجيش ينفذ التوجيهات الشخصية والحزبية لرئيس الوزراء.
وقال مكتب نتنياهو في بيان مقتضب إن نتنياهو أجرى اليوم زيارة ميدانية للجيش في شمالي قطاع غزة برفقة رئيس الدفاع يسرائيل كاتس.
من ناحيته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن رئيس الأركان زامير زار حي الشجاعية شرق مدينة غزة وصدّق "على خطط عسكرية هجومية ودفاعية لاستمرار القتال".