قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة باسم نعيم إن طبيعة التركيبة السكانية في قطاع غزة لا تعتمد على العائلات فقط، ومركز السلطة الذي تتمتع به هذه العشائر محدود وضعيف، ولا يمكنها إدارة مجتمع يضم نحو مليونين و300 ألف نسمة.

وأضاف نعيم -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن منذ اليوم الأول من عدوانه على القطاع أنه لن يسمح بعودة حكم حماس.

وكذلك السلطة الفلسطينية في رام الله "حاولت العودة إلى حكم غزة على ظهر دبابة وفي ظل مشاريع إسرائيلية خبيثة".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت -الأيام الماضية- عن خطة للجيش الإسرائيلي تتضمن تقسيم قطاع غزة إلى مناطق تحكمها العشائر، وتتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية.

أهداف إسرائيلية

وقال عضو المكتب السياسي في حماس إن "أهداف العدو من التواصل مع العائلات والعشائر في قطاع غزة واضحة":

منذ اليوم الأول أعلن نتنياهو أنه لن يسمح بعودة حكم حماس إلى قطاع غزة، وسيكون تابعا بالكامل لإرادة الاحتلال. الاحتلال حاول هذا الأمر منذ عشرات السنين، وليس في غزة وحدها، فقد كان في فلسطين ما اشتهر باسم "روابط القرى" وبدأت في منطقة الخليل. الهدف الأخير أن تبقى المنطقة في حالة بين الفوضى والنظام، و"يتحكم فيها العدو الصهيوني في ظل هذا المستوى من الفوضى والنظام". وضع السلطة

وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية -على لسان نتنياهو- أنه "لا جدوى من الحديث عن السلطة الفلسطينية كجزء من إدارة غزة، ما دام أنها لم تخضع لعملية تغيير جوهرية" وأنه "إذا كانوا جادين في التغيير، فليثبتوا ذلك أولا في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".

أما في ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية ورؤيتها لقطاع غزة، فأكد نعيم أن:

السلطة وبعض أدواتها -خاصة الأمنية- تحاول استعمال العائلات للعودة إلى الحكم في قطاع غزة على ظهر دبابة في ظل مشاريع إسرائيلية. السلطة لن تنجح في ذلك، فبكامل قوتها وقدراتها الأمنية والمالية لم تستطع العودة من قبل، وبالتالي لن تستطيع العودة حاليا من الباب الأضعف (العشائر). السلطة حاولت بعد أحداث الانقسام عام 2007 أن تستعيد سلطتها في قطاع غزة عبر الفوضى من خلال بعض العائلات، ولكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا.

طبيعة السكان

عن طبيعة التركيبة السكانية في القطاع -الذي يضم نحو مليونين و300 ألف فلسطيني- قال القيادي في حماس:

العشائر في غزة موجودة ولها كل الاحترام والتقدير. تركيبة السكان في قطاع غزة معقدة، فهناك العشائر، والعائلات، والفصائل، والمخيمات وإداراتها، وهناك أيضا الأبناء الذين هاجروا من البلدة الواحدة مثل الذين هاجروا من المجدل أو الجورة أو أسدود أو حيفا أو يافا وغيرها. التركيبة السكانية في القطاع لا تعتمد على العائلات فقط، خاصة السنوات الأخيرة بعد أن حصل الاختلاط والتزاوج والانتقال الجغرافي من مكان إلى آخر بسبب طبيعة العمل. الجيل الشاب اليوم أقل ارتباطا بالبعد العائلي مقارنة مع 20 أو 30 سنة ماضية. معظم أبناء العائلات اليوم في كل التنظيمات من فتح وحماس والجبهة الشعبية والجهاد وغيرها. رأي العشائر

موقف العشائر يوضحه عضو المكتب السياسي في حماس قائلا:

مركز السلطة والقوة الذي تتمتع به العشائر محدود وضعيف، ولا يمكن أن يشكل بديلا لأي قوة تستطيع أن تحكم قطاع غزة. ليس من اليسير إدارة أمور مليونين و300 ألف إنسان في ظل مشهد معقد سياسيا واجتماعيا، وأيضا على المستوى الإنشائي والبنية التحتية. كل المعلومات التي وصلت تؤكد أن كل العشائر الفلسطينية رفضت هذا "العرض الصهيوني" وتعرف أن هذه العروض خبيثة وتهدف إلى تفريق الشمل الفلسطيني، واستعمال هذه العائلات في إطار خطة إسرائيلية خبيثة تهدف إلى تنفيذ برامج الاحتلال وتفريق صف الفلسطينيين. وحتى لو حدث أن البعض استجاب في لحظة من اللحظات -سواء بالضغط أو التهديد أو الإغراء أو غيره- فإنه سرعان ما تداركت هذه العائلات وأعربت عن رفضها الكامل لهذا الأسلوب أو أن تستعمل من قبل الاحتلال لتكون أداة لطعن أهداف شعبنا وطموحه وطعن مقاومته في الظهر.

وختم نعيم تصريحاته بأن كثيرا من العشائر تدرك خطورة هذا المشروع الإسرائيلي وتداعياته على الصف الوطني عموما، وعلى الصف العائلي تحديدا، فمعظم أبناء العائلات اليوم في كل التنظيمات، بما فيها فتح وحماس والجبهة الشعبية والجهاد، يدركون خطورة أن يصبحوا جزءا من مشروع يكون أداة في يد أي جهة من أجل إشعال الصراع.

يذكر أن تجمعا للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية أصدر بيانا -منذ أيام- رفض فيه أن تكون هذه التجمعات بديلا عن أي نظام سياسي في قطاع غزة، ورأى أن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد للحفاظ على كينونة الشعب الفلسطيني والوطن وصمود أهله وبسالة مقاومته.

ويجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية تجمع شعبي غير حكومي يضم ممثلين عن أغلب القبائل والعشائر والعائلات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشتات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الفلسطينية: لاشرعية لأي وجود أجنبي في قطاع غزة

أكدت الرئاسة الفلسطينية مساء اليوم، أن لا شرعية لأي وجود أجنبي على الأراضي الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة, رداً على تصريحات الاحتلال الإسرائيلي الداعية إلى تسليم قطاع غزة لقوات دولية إن: الشعب الفلسطيني وحده هو من يقرر من يحكمه ويدير شؤونه.
وشدد على الرفض الفلسطيني التام للوجود الأجنبي على الأرض الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، مبينًا أن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هي صاحبة الولاية القانونية على كامل أراضي دولة فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، غير شرعي وهو جزء من الحرب الشاملة، التي تشن على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. وجدد التأكيد على أن “السلام لن يمر إلا من خلال فلسطين والقدس وقيادة منظمة التحرير”.

مقالات مشابهة

  • رفض عشائري لإدارة قطاع غزة.. وعجز إسرائيلي عن إيجاد بديل لحماس
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟
  • رويترز: عشائر غزة ترفض الانخراط في الخطة الإسرائيلية لإدارة القطاع بعد الحرب
  • نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية: ندعو إسرائيل للإفراج عن بقية عائدات المقاصة المحجوزة عن السلطة الفلسطينية
  • حرب غزة.. إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة ونتنياهو يوافق على مشاركة السلطة في إدارة القطاع
  • عشائر غزة لـعربي21: جميع محاولات الاحتلال لاختراقنا باءت بالفشل
  • تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب مجزرتين ضد العائلات في غزة راح ضحيتهما 23 شهيدا
  • الرئاسة الفلسطينية: لاشرعية لأي وجود أجنبي في قطاع غزة
  • مصدر: مصر كثفت اتصالاتها في الساعات الأخيرة لتجاوز العقبات أمام وقف إطلاق النار بغزة