ضلال الأقلام وتسويد الصفحات بخبثاء النفوس
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
زهير عثمان حمد
في زمن تتلاشى فيه الحقائق وسط زحام الأقوال، قد نجد أنفسنا نائمين على وسادة من الأوهام. نكتب كلمات تفتقر إلى الجوهر، وتحمل في طياتها سموم الأفكار الكئيبة وأمراض النفوس التي تعكس مرآة هذا العصر. ولكن، هل يدرك القارئ العادي أن الخبر ليس مجرد رسالة يتم تمريرها دون تمحيص؟ ,المسؤولية تقع على عاتق القارئ في تحليل المحتوى وليس فقط في تصديقه أو رفضه.
يتجلى الفهم الصحيح للخبر في قدرتنا على تمييز الحقيقة من الزيف، وفي إدراكنا للأهداف التي يخدمها الخبر، سواء كانت تلك الأهداف تخدم مصالح جماعة معينة أو تنظيم سياسي. لا يكفي أن ندعي الهداية أو نتهم الآخرين بالضلال، فكما يقول القرآن: “وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” (سبأ: 34/24). , قد نكون جميعًا ضالين أو قد يكون أحدنا على الصراط المستقيم. ولكن الأفكار التي نعبر عنها في كتاباتنا لا تتبع أهواءنا الشخصية. فالحقيقة لا تتغير بتغير الأفكار، والشمس لا تتبع مزاجنا، وكذلك القرآن والنبي يؤكدان: “وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ” (المؤمنون: 23/71)
من الأمراض العصرية الخطيرة التي تهدد نسيج مجتمعاتنا، مرض الطائفية والتعصب الأعمى. هذا المرض يدفع الأفراد والجماعات إلى تجاوز الحدود الأخلاقية في تعاملهم مع الآخرين، ويغذي الصراعات والفتن
لقد أدت الطائفية بأشكالها المتعددة - الدينية والمذهبية والعرقية - إلى نشوب حروب أهلية وارتكاب جرائم جماعية. وهناك من يتخلى عن هويته بالكامل إذا كانت مصالحه الشخصية تقتضي ذلك, وبالتالي، فإن من يتبعون هذا المسار لا ينتجون سوى أعمال سطحية ومبتذلة. وعندما ننظر إلى الخبث والتحيز في كتابة المقالات الصحفية، يجب أن نأخذ في الاعتبار عدة جوانب , الخبث والتحيز: يمكن أن يكون التحيز وتمرير الأجندة دليلاً على تحيز الصحفي. عندما يكون الصحفي متحيزًا نحو جهة معينة أو يقدم معلومات مغلوطة لخدمة أجندة معينة، فإن ذلك يؤثر على نزاهته
الأخلاق الصحفية: يجب على الصحفي الالتزام بمبادئ الأخلاق الصحفية، مثل الشفافية والمصداقية وتقديم المعلومات بدقة. التلاعب بالحقائق أو إخفاء معلومات مهمة يمكن أن يضر بنزاهته
التحقق من المصادر وكذلك يجب على الصحفي التحقق من مصادره بعناية. الاعتماد على مصادر غير موثوقة أو نقل معلومات دون التحقق من صحتها يشير إلى نقص في النزاهة
التوازن والتنوع: يجب على الصحفي تقديم وجهات نظر متعددة ومتنوعة. تقديم جانب واحد من القصة دون توازن يثير الشكوك حول نزاهته
في الختام، نزاهة الصحفي تعتمد على التزامه بمبادئ المهنة وتقديم المعلومات بشكل دقيق وموضوعي. التعامل مع المقالات غير النزيهة يتطلب من القراء الحذر والوعي. إليك بعض النصائح للقراء , التحليل النقدي و لا تقبل كل ما تقرأه على أنه الحقيقة المطلقة. استخدم التفكير النقدي لتحليل المحتوى والبحث عن الدوافع وراء الأخبار , البحث عن مصادر متعددة: ابحث عن مصادر متعددة للمعلومات للحصول على وجهات نظر مختلفة قبل تكوين رأيك , التحقق من المصادر: تحقق من مصادر المعلومات وصحتها. لا تعتمد على مصدر واحد فقط، بل ابحث عن مصادر متعددة للتأكد من دقة الأخبار.
التفكير النقدي ولابد من استخدم التفكير النقدي لتحليل الأخبار والمقالات. اسأل نفسك عن الغرض من الخبر وما إذا كان يخدم أجندة معينة , الوعي بالتحيز: كن واعيًا بأن التحيز يمكن أن يؤثر على كيفية تقديم الأخبار. ابحث عن علامات التحيز وتجنب الوقوع في فخ القصص الأحادية.
المشاركة الفعالة , أن المشاركة في النقاشات والحوارات حول الأخبار والمقالات. يمكن أن يساعدك هذا في فهم وجهات نظر مختلفة وتطوير فهم أعمق للموضوعات
الإعلام الموجه هو نوع من الإعلام يركز على تقديم محتوى إعلامي موجه ومحدد، ويتم تصميمه لتحقيق أهداف معينة. يمكن أن يكون موضوع الإعلام الموجه متنوعًا، مثل السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة
من الناحية النظرية، يمكن أن يتأثر الإعلام الموجه بالعديد من العوامل، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والمجتمع. وفيما يلي بعض النقاط المهمة حول الإعلام الموجه , والملكية الفكرية ويجب أن يتم تصميم المحتوى الإعلامي الموجه بطريقة تحترم حقوق الملكية الفكرية وتحافظ على الجودة والأصالة
المصداقية والمهنية و يجب أن يتم تقديم المحتوى بشكل مهني وموثوق، مع الالتزام بمعايير الصحافة والأخلاقيات المهنية
التوجيه والتأثير: يمكن أن يكون الإعلام الموجه أداة قوية للتوجيه والتأثير على الجمهور. يمكن استخدامه لتوجيه الانتباه إلى قضايا معينة أو لتشكيل الرأي العام
التحديات: قد يواجه الإعلام الموجه تحديات مثل التحيز والتلاعب والتضليل. يجب أن يتم مراقبته بعناية لضمان نقل المعلومات بشكل دقيق وموضوعي
بالنسبة للأقلام ذات العقلانية والبعد المهني، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الإعلام الموجه. إذا تم استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تساهم في تحسين جودة المحتوى وتعزيز المصداقية والمهنية. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامها بحذر وفقًا للمبادئ الأخلاقية والمهنية
الصحافي كقلم فردي يمكن أن يتبع بعض الخطوات لتفنيد مزاعم الإعلام الموجه بقوة الحجة والأسانيد , والبحث والتحقق: قبل الرد على مزاعم الإعلام الموجه، يجب أن يقوم الصحافي بالبحث والتحقق من الحقائق. يمكن استخدام مصادر موثوقة والتحقق من صحة المعلومات المزعمة
تحليل الحجج: يجب أن يقوم الصحافي بتحليل الحجج المقدمة في الإعلام الموجه. هل هي مدعومة بأدلة قوية؟ هل هناك تناقضات أو نقاط ضعف في الحجج؟
التواصل مع الخبراء: يمكن للصحافي أن يتواصل مع خبراء في المجال المعني للحصول على آراءهم وتقييم الحجج المقدمة
التوثيق والأسانيد: يمكن للصحافي أن يستخدم الأسانيد والمصادر الموثوقة لتوثيق رده. يمكن أن يشير إلى تقارير أو دراسات سابقة أو تصريحات من خبراء
التواصل الفعّال: يجب أن يكون الرد مبنيًا على حجج قوية ومنطقية. يجب أن يكون اللغة مهذبة ومحترمة
باستخدام هذه الخطوات، يمكن للصحافي كقلم فردي تفنيد مزاعم الإعلام الموجه بشكل فعّال وموثوق
بالطبع، التضليل الإعلامي هو موضوع مهم يؤثر على تشكيل الرأي العام. يمكننا النظر في مفهوم التضليل الإعلامي وكيفية مواجهته , التضليل الإعلامي هو العبث بمحتوى الاتصال الإعلامي وتوجيهه بشكل ممنهج لخدمة أهداف تنحرف عن المصلحة العامة إلى أخرى ضيقة، مما يؤدي إلى نتائج تتعارض مع الحقيقة وترسيخ واقع محدد في ذهن المتلقي. يمارس التضليل الإعلامي من دون أي احترام لأخلاقيات المهنة الإعلامية، ويستخدم أساليب متنوعة لتحقيق أهدافه , كيفية مواجهة التضليل الإعلامي تنمية الوعي المجتمعي: يجب تثقيف الجمهور حول أساليب التضليل الإعلامي وكيفية التعرف عليها.
تنشيط دور وسائل الإعلام الوطنية: يجب أن تنتج وسائل الإعلام مواد وبرامج تعزز التكاتف الوطني بين أبناء الشعب , وهذا ما غائب لدينا , التركيز على الوسطية في الطرح الإعلامي: يجب تقديم معلومات دقيقة ومتوازنة دون التحيز لجهة معينة. التضليل الإعلامي يمكن أن يكون خطيرًا ويؤثر على الرأي العام والمجتمع بشكل عام. يجب أن نكون حذرين ونسعى للتعرف على أساليبه ومواجهته بشكل فعّال.
التجاهل والكتم: يتم تجاهل أو حجب الأخبار أو الأحداث المهمة بشكل متعمد. يمكن أن يكون ذلك عن طريق عدم التطرق إلى موضوع معين أو منع الصحفيين من الوصول إلى المعلومات. التشويه والتحريف: يتم تحريف الحقائق أو تقديمها بشكل مغلوط لتشويه الصورة الحقيقية للأحداث أو الشخصيات. التكرار المستمر: يتم نشر نفس الرسالة أو الأخبار بشكل متكرر لتأثيرها على الجمهور
التشويه الشخصي والهجمات الشخصية: يتم استهداف الأفراد بشكل شخصي من خلال الهجمات أو الافتراءات , التسريب الاستراتيجي: يتم تسريب معلومات محددة بشكل استراتيجي لتحقيق أهداف معينة , التشويه السياسي والتحريف السياسي: يستخدم لتشويه صورة الخصوم السياسيين أو لتحقيق مكاسب سياسية.
الاستخدام المبالغ فيه للعناوين والعناوين الزائفة و يتم استخدام عناوين مبالغ فيها أو زائفة لجذب الانتباه وتوجيه الجمهور بشكل معين , التشويه الإيماني والديني يستخدم لتشويه صورة الأديان أو الأفراد الدينيين
التضليل الإعلامي بشكل عام يمكن أن يكون خطيرًا ويؤثر على الرأي العام والمجتمع بشكل عام. يجب أن نكون حذرين ونسعى للتعرف على أساليبه ومواجهته بشكل فعّال.
قد يكون لقبيلة الصحفيين شطرا واضح فيما أسميته ضلال الأقلام وتسويد الصفحات بخبثاء النفوس .ولكن يظل لالتزام بالمهنية هو الحل ولست بناصح ولكل عقل وضمير وعسي نكون أكثر عقلانية في رحلتنا المه
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التضلیل الإعلامی یمکن أن یکون الرأی العام یجب أن یتم التحقق من أن یکون ا
إقرأ أيضاً:
المكتب الإعلامي بغزة ينعي كوكبة من قيادات العمل الحكومي في القطاع
أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانا نعي فيه ، كوكبة من قيادات العمل الحكومي في قطاع غزة التي ارتقت بعد استهدافهم من طائرات الاحتلال الصهيوني بشكل مباشر هم وعائلاتهم.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له : ننعي بكل معاني الفخر والاعتزاز والاحتساب، إلى جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم، وأمتنا العربية والإسلامية، وأحرار العالم: كوكبة من قيادات العمل الحكومي في قطاع غزة.
وعُرف منهم حتى اللحظة:
الشهيد القائد الكبير/ عصام الدعليس
رئيس متابعة العمل الحكومي
الشهيد القائد المستشار/ أحمد الحتة
وكيل وزارة العدل
الشهيد القائد اللواء/ محمود أبو وطفة
وكيل وزارة الداخلية
الشهيد القائد اللواء/ بهجت أبو سلطان
مدير عام جهاز الامن الداخلي
وأشار المكتب الي أن هذه الكوكبة ارتقوا إلى العلا بعد استهدافهم من طائرات الاحتلال الصهيونازي بشكل مباشر هم وعائلاتهم، وقد استشهدوا رحمهم الله مع مئات الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطيني جراء الجرائم المتواصلة منذ فجر اليوم.
ولفت المكتب الإعلامي، إلى أن هؤلاء القادة عملوا منذ بداية حرب الإبادة للتخفيف عن شعبهم، وأدوا أمانة المسئولية الملقاة على عاتقهم، وارتقوا بعد مسيرة حافلة ومليئة بالتّضحيات والمواقف المشرّفة، حيث كانوا مثالاً للإخلاص والتفاني في عملهم.
وأكد أن ارتقاء قيادات العمل الحكومي لن يثنيه عن أداء واجبه الوطني تجاه شعبنا الفلسطيني، والاستمرار في الواجب الديني والدور الأخلاقي والمهني لخدمتهم ودعم صمودهم وثباتهم في وجه هذا العدوان الهمجي.