سودانايل:
2025-02-16@20:30:54 GMT

ضلال الأقلام وتسويد الصفحات بخبثاء النفوس

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

زهير عثمان حمد
في زمن تتلاشى فيه الحقائق وسط زحام الأقوال، قد نجد أنفسنا نائمين على وسادة من الأوهام. نكتب كلمات تفتقر إلى الجوهر، وتحمل في طياتها سموم الأفكار الكئيبة وأمراض النفوس التي تعكس مرآة هذا العصر. ولكن، هل يدرك القارئ العادي أن الخبر ليس مجرد رسالة يتم تمريرها دون تمحيص؟ ,المسؤولية تقع على عاتق القارئ في تحليل المحتوى وليس فقط في تصديقه أو رفضه.

فالأخبار، سواء كانت جزءًا من الحروب الإعلامية أو أدوات في الصراعات السياسية، تتطلب منا فهمًا عميقًا لما وراء الكلمات
يتجلى الفهم الصحيح للخبر في قدرتنا على تمييز الحقيقة من الزيف، وفي إدراكنا للأهداف التي يخدمها الخبر، سواء كانت تلك الأهداف تخدم مصالح جماعة معينة أو تنظيم سياسي. لا يكفي أن ندعي الهداية أو نتهم الآخرين بالضلال، فكما يقول القرآن: “وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” (سبأ: 34/24). , قد نكون جميعًا ضالين أو قد يكون أحدنا على الصراط المستقيم. ولكن الأفكار التي نعبر عنها في كتاباتنا لا تتبع أهواءنا الشخصية. فالحقيقة لا تتغير بتغير الأفكار، والشمس لا تتبع مزاجنا، وكذلك القرآن والنبي يؤكدان: “وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ” (المؤمنون: 23/71)

من الأمراض العصرية الخطيرة التي تهدد نسيج مجتمعاتنا، مرض الطائفية والتعصب الأعمى. هذا المرض يدفع الأفراد والجماعات إلى تجاوز الحدود الأخلاقية في تعاملهم مع الآخرين، ويغذي الصراعات والفتن
لقد أدت الطائفية بأشكالها المتعددة - الدينية والمذهبية والعرقية - إلى نشوب حروب أهلية وارتكاب جرائم جماعية. وهناك من يتخلى عن هويته بالكامل إذا كانت مصالحه الشخصية تقتضي ذلك, وبالتالي، فإن من يتبعون هذا المسار لا ينتجون سوى أعمال سطحية ومبتذلة. وعندما ننظر إلى الخبث والتحيز في كتابة المقالات الصحفية، يجب أن نأخذ في الاعتبار عدة جوانب , الخبث والتحيز: يمكن أن يكون التحيز وتمرير الأجندة دليلاً على تحيز الصحفي. عندما يكون الصحفي متحيزًا نحو جهة معينة أو يقدم معلومات مغلوطة لخدمة أجندة معينة، فإن ذلك يؤثر على نزاهته
الأخلاق الصحفية: يجب على الصحفي الالتزام بمبادئ الأخلاق الصحفية، مثل الشفافية والمصداقية وتقديم المعلومات بدقة. التلاعب بالحقائق أو إخفاء معلومات مهمة يمكن أن يضر بنزاهته
التحقق من المصادر وكذلك يجب على الصحفي التحقق من مصادره بعناية. الاعتماد على مصادر غير موثوقة أو نقل معلومات دون التحقق من صحتها يشير إلى نقص في النزاهة
التوازن والتنوع: يجب على الصحفي تقديم وجهات نظر متعددة ومتنوعة. تقديم جانب واحد من القصة دون توازن يثير الشكوك حول نزاهته
في الختام، نزاهة الصحفي تعتمد على التزامه بمبادئ المهنة وتقديم المعلومات بشكل دقيق وموضوعي. التعامل مع المقالات غير النزيهة يتطلب من القراء الحذر والوعي. إليك بعض النصائح للقراء , التحليل النقدي و لا تقبل كل ما تقرأه على أنه الحقيقة المطلقة. استخدم التفكير النقدي لتحليل المحتوى والبحث عن الدوافع وراء الأخبار , البحث عن مصادر متعددة: ابحث عن مصادر متعددة للمعلومات للحصول على وجهات نظر مختلفة قبل تكوين رأيك , التحقق من المصادر: تحقق من مصادر المعلومات وصحتها. لا تعتمد على مصدر واحد فقط، بل ابحث عن مصادر متعددة للتأكد من دقة الأخبار.
التفكير النقدي ولابد من استخدم التفكير النقدي لتحليل الأخبار والمقالات. اسأل نفسك عن الغرض من الخبر وما إذا كان يخدم أجندة معينة , الوعي بالتحيز: كن واعيًا بأن التحيز يمكن أن يؤثر على كيفية تقديم الأخبار. ابحث عن علامات التحيز وتجنب الوقوع في فخ القصص الأحادية.
المشاركة الفعالة , أن المشاركة في النقاشات والحوارات حول الأخبار والمقالات. يمكن أن يساعدك هذا في فهم وجهات نظر مختلفة وتطوير فهم أعمق للموضوعات
الإعلام الموجه هو نوع من الإعلام يركز على تقديم محتوى إعلامي موجه ومحدد، ويتم تصميمه لتحقيق أهداف معينة. يمكن أن يكون موضوع الإعلام الموجه متنوعًا، مثل السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة

من الناحية النظرية، يمكن أن يتأثر الإعلام الموجه بالعديد من العوامل، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والمجتمع. وفيما يلي بعض النقاط المهمة حول الإعلام الموجه , والملكية الفكرية ويجب أن يتم تصميم المحتوى الإعلامي الموجه بطريقة تحترم حقوق الملكية الفكرية وتحافظ على الجودة والأصالة
المصداقية والمهنية و يجب أن يتم تقديم المحتوى بشكل مهني وموثوق، مع الالتزام بمعايير الصحافة والأخلاقيات المهنية

التوجيه والتأثير: يمكن أن يكون الإعلام الموجه أداة قوية للتوجيه والتأثير على الجمهور. يمكن استخدامه لتوجيه الانتباه إلى قضايا معينة أو لتشكيل الرأي العام

التحديات: قد يواجه الإعلام الموجه تحديات مثل التحيز والتلاعب والتضليل. يجب أن يتم مراقبته بعناية لضمان نقل المعلومات بشكل دقيق وموضوعي

بالنسبة للأقلام ذات العقلانية والبعد المهني، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الإعلام الموجه. إذا تم استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تساهم في تحسين جودة المحتوى وتعزيز المصداقية والمهنية. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامها بحذر وفقًا للمبادئ الأخلاقية والمهنية
الصحافي كقلم فردي يمكن أن يتبع بعض الخطوات لتفنيد مزاعم الإعلام الموجه بقوة الحجة والأسانيد , والبحث والتحقق: قبل الرد على مزاعم الإعلام الموجه، يجب أن يقوم الصحافي بالبحث والتحقق من الحقائق. يمكن استخدام مصادر موثوقة والتحقق من صحة المعلومات المزعمة
تحليل الحجج: يجب أن يقوم الصحافي بتحليل الحجج المقدمة في الإعلام الموجه. هل هي مدعومة بأدلة قوية؟ هل هناك تناقضات أو نقاط ضعف في الحجج؟
التواصل مع الخبراء: يمكن للصحافي أن يتواصل مع خبراء في المجال المعني للحصول على آراءهم وتقييم الحجج المقدمة
التوثيق والأسانيد: يمكن للصحافي أن يستخدم الأسانيد والمصادر الموثوقة لتوثيق رده. يمكن أن يشير إلى تقارير أو دراسات سابقة أو تصريحات من خبراء
التواصل الفعّال: يجب أن يكون الرد مبنيًا على حجج قوية ومنطقية. يجب أن يكون اللغة مهذبة ومحترمة
باستخدام هذه الخطوات، يمكن للصحافي كقلم فردي تفنيد مزاعم الإعلام الموجه بشكل فعّال وموثوق
بالطبع، التضليل الإعلامي هو موضوع مهم يؤثر على تشكيل الرأي العام. يمكننا النظر في مفهوم التضليل الإعلامي وكيفية مواجهته , التضليل الإعلامي هو العبث بمحتوى الاتصال الإعلامي وتوجيهه بشكل ممنهج لخدمة أهداف تنحرف عن المصلحة العامة إلى أخرى ضيقة، مما يؤدي إلى نتائج تتعارض مع الحقيقة وترسيخ واقع محدد في ذهن المتلقي. يمارس التضليل الإعلامي من دون أي احترام لأخلاقيات المهنة الإعلامية، ويستخدم أساليب متنوعة لتحقيق أهدافه , كيفية مواجهة التضليل الإعلامي تنمية الوعي المجتمعي: يجب تثقيف الجمهور حول أساليب التضليل الإعلامي وكيفية التعرف عليها.
تنشيط دور وسائل الإعلام الوطنية: يجب أن تنتج وسائل الإعلام مواد وبرامج تعزز التكاتف الوطني بين أبناء الشعب , وهذا ما غائب لدينا , التركيز على الوسطية في الطرح الإعلامي: يجب تقديم معلومات دقيقة ومتوازنة دون التحيز لجهة معينة. التضليل الإعلامي يمكن أن يكون خطيرًا ويؤثر على الرأي العام والمجتمع بشكل عام. يجب أن نكون حذرين ونسعى للتعرف على أساليبه ومواجهته بشكل فعّال.
التجاهل والكتم: يتم تجاهل أو حجب الأخبار أو الأحداث المهمة بشكل متعمد. يمكن أن يكون ذلك عن طريق عدم التطرق إلى موضوع معين أو منع الصحفيين من الوصول إلى المعلومات. التشويه والتحريف: يتم تحريف الحقائق أو تقديمها بشكل مغلوط لتشويه الصورة الحقيقية للأحداث أو الشخصيات. التكرار المستمر: يتم نشر نفس الرسالة أو الأخبار بشكل متكرر لتأثيرها على الجمهور
التشويه الشخصي والهجمات الشخصية: يتم استهداف الأفراد بشكل شخصي من خلال الهجمات أو الافتراءات , التسريب الاستراتيجي: يتم تسريب معلومات محددة بشكل استراتيجي لتحقيق أهداف معينة , التشويه السياسي والتحريف السياسي: يستخدم لتشويه صورة الخصوم السياسيين أو لتحقيق مكاسب سياسية.
الاستخدام المبالغ فيه للعناوين والعناوين الزائفة و يتم استخدام عناوين مبالغ فيها أو زائفة لجذب الانتباه وتوجيه الجمهور بشكل معين , التشويه الإيماني والديني يستخدم لتشويه صورة الأديان أو الأفراد الدينيين
التضليل الإعلامي بشكل عام يمكن أن يكون خطيرًا ويؤثر على الرأي العام والمجتمع بشكل عام. يجب أن نكون حذرين ونسعى للتعرف على أساليبه ومواجهته بشكل فعّال.
قد يكون لقبيلة الصحفيين شطرا واضح فيما أسميته ضلال الأقلام وتسويد الصفحات بخبثاء النفوس .ولكن يظل لالتزام بالمهنية هو الحل ولست بناصح ولكل عقل وضمير وعسي نكون أكثر عقلانية في رحلتنا المه

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التضلیل الإعلامی یمکن أن یکون الرأی العام یجب أن یتم التحقق من أن یکون ا

إقرأ أيضاً:

معضلة خلافة خامنئي في إيران.. هل يكون المرشد الأعلى القادم هو الأخير؟

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، تقريرًا، سلّطت فيه الضوء على مسألة خلافة المرشد الإيراني، علي خامنئي، والتحدّيات التي تواجه النظام السياسي في إيران، وذلك في ظل اقتراب انتهاء عهد خامنئي، لتقدّمه في السن، ما يجعل مسألة اختيار خليفة له أمرا حتمياً، بينما يظهر نجله مجتبى خامنئي، كأبرز المرشحين بدعم من حلفاء والده.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "الشائعات حول وفاة المرشد الإيراني، علي خامنئي، لطالما انتشرت خلال السنوات الأخيرة. وعندما أجّل مجلس خبراء القيادة اجتماعه الذي كان من المقرر عقده من أيلول/ سبتمبر إلى تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2024، تكهّن البعض بأن خامئني مريض". 
وتابع التقرير: "زادت الشكوك حين تحدّث في الاجتماع عن تفاصيل اختيار خليفته. وكلما اختفى خامنئي لفترة طويلة، يتكهن الناس بأن المرشد الأعلى قد مات بالفعل".

واعتبر المصدر نفسه أنّ: "الشائعات حول وفاة خامنئي الآن مبالغ فيها، فهو لا يزال يواصل عمله، وتصريحاته عن الخلافة هي مجرد إعادة صياغة لأحكام الدستور الإيراني. ولكن بحكم سنّه (85 سنة) وإصابته بالسرطان، تبدو سنوات حكمه هي الأخيرة".

وأبرزت: "في سنة 2022، خلال زيارته لضريح الإمام الرضا، قال إنها قد تكون الأخيرة له. وقريبًا، سيتعين على مجلس خبراء القيادة اختيار خليفة له"، مردفة أنّ: "خامنئي لم يعلن بعد عن خليفته المفضل، لكن هناك مرشّح متصدر القائمة بوضوح وهو نجله مجتبى. وهو رجل دين عمره 56 سنة، ويتمتع بنفوذ سياسي كبير. ويروّج له أنصار والده كفقيه بارز ومصلح قادر على مكافحة الفساد وإنعاش الاقتصاد وتهدئة الشعب الغاضب".

وأوضحت المجلة أنّ: "مجتبي قد يجري بعض التعديلات، مثل تخفيف قيود الإنترنت، لكنه لن يصلح إيران جذريًا، فالمشكلة في النظام نفسه. فالإيرانيون يريدون ديمقراطية كاملة، وليس نظامًا استبداديًا. لكن تمسك خامنئي الأصغر ملتزم بالجمهورية الإسلامية".

"قد تكون النتيجة احتجاجات حاشدة أو حتى ثورة صريحة ضد الحكومة. ولا تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها إشعال انتفاضة بأنفسهم، لكن يمكنهم دعم الإيرانيين المحتجين على المرشد الجديد برفع العقوبات القاسية" بحسب التقرير ذاته.

وأكد: "بينما تحرّم العقوبات طهران من الأموال، فإن تأثيرها الأكبر هو إفقار المواطنين، الذين يحتاجون موارد أكثر لمواجهة الجمهورية الإسلامية بفعالية".


الابن المحظوظ
أفادت المجلة بأنّ: صعود مجتبى غير معتاد، فإيران دولة ثيوقراطية شيعية تعارض توريث الحكم. وتستند سلطة الأئمة إلى التكليف الإلهي، وليس من الوراثة، ويُفترض أن يتم اختيار القادة السياسيين وفق مؤهلاتهم الدينية. لهذا منع الخميني ابنه الطموح من خلافته في الثمانينيات.

وأضافت المجلة أنّ: "خامنئي كان يعارض التوريث، ففي خطاب سنة 1990 سخر من التوريث الملكي، لكنه غيّر موقفه. فقد بدأ رجال دين المقربون منه بالترويج لمجتبى كفقيه مؤهل، رغم أنه لم ينل لقب "آية الله" رسميًا، مؤكدين أن توليه القيادة سيكون بناءً على كفاءته الدينية، لا نسبه".

وأشارت المجلة إلى أنه: "لا دليل كافي على امتلاك مجتبى المؤهلات الدينية التي يتطلبها الدستور الإيراني. فلم ينشر أي مؤلفات خلافًا لوالده. ويدرّس مجتبى دروسًا في الشريعة الإسلامية، لكن لم يتم نشر أي من دروسه علنًا. ولم يسبق له أن ألقى أي خطب علنية. والمقاطع المتداولة له لا تتجاوز دقائق".

وقالت المجلة إنّ: "بعض مؤيدي مجتبى يقللون من أهمية افتقاده للمؤهلات الدينية والخطابية. وجادلت بعض الصحف الإيرانية المحافظة بأن خامنئي الأصغر سنًا سيجدد النظام، وذلك من خلال تظهير الفساد. ووصف البعض مجتبى بالإصلاحي، إذ شبهه عبد الرضا دِواري، وهو مستشار سابق للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، بولي العهد السعودي لإصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية".

وأشارت إلى أنّ: "الأجهزة الأمنية الإيرانية لم تعترض على هذا التشبيه رغم انتقادها المعتاد لابن سلمان"، معتبرة أنّ: "هذه الاداعاءات سخيفة، فقد كانت تدخلات مجتبى دائمًا لصالح المتشددين، إذ قاد مع الحرس الثوري حملة لإفشال إصلاحات الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي سنة 1997، فأغلقوا الصحف الإصلاحية وسجنوا النشطاء، حتى أن خاتمي احتج علنًا على تصرفاتهم".

وتابعت بأنّ: "مجتبى كان أكثر تطرفًا من والده أحيانًا، حيث تلاعب بانتخابات سنة 2005 لدعم أحمدي نجاد على حساب علي لاريجاني، الذي كان يدعمه خامنئي الأكبر. وردًأ على ذلك، انتقده المرشحين الرئيسيين الآخرين، أكبر هاشمي رفسنجاني ومهدي كروبي".

"وجّه الأخير رسالة إلى خامنئي يندد فيها بتدخل نجله، لكن خامنئي رفض الانتقادات، وعندما اشتكى مسؤولان إيرانيان كبيران آخران لخامنئي من تدخل ابنه في السياسة، رد خامنئي: "إنه رجل ذو قيمة في حد ذاته، وليس مجرد "ابن مسؤول" استرسلت المجلة.


فشل النظام
وبحسب التقرير فإن احتمال خسارة مجتبى في سباق خلافة والده، لا يزال قائمًا، فقد سبق لخامنئي أن استبعد مرشحين بارزين مثل لاريجاني في سنة 2005، كما تراجع دعمُه لإبراهيم رئيسي قبل وفاته في حادث تحطم مروحية في أيار/ مايو 2024. وبالمقابل، قد يفضل خامنئي مسؤولين آخرين، أبرزهم علي أصغر حجازي، مدير الأمن في مكتبه، والذي يُعد الأكثر قربًا منه ويحضر جميع اجتماعاته الخاصة.

وأضاف أنّ: "حجازي ومعظم المرشحين المحتملين يتبنون نهج خامنئي، ما يعني استمرار الأوضاع الصعبة في إيران. فالمجتمع المتعلم والناقد يزداد وعيه مع توافر المعلومات، ويطالب بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وأدى القمع إلى احتجاجات متكررة، ليس فقط ضد خامنئي، بل ضد النظام ككل، كما ظهر في هتافات المتظاهرين سنة 2009 ضد مجتبى لدعمه أحمدي نجاد: مجتبى، لتمت قبل أن ترى القيادة".

"سيواجه القائد الأعلى القادم ضغوطًا متزايدة مع تصاعد مطالب الإيرانيين بالتغيير. قد يحاول قمع الاحتجاجات بالقوة وتقديم تنازلات محدودة، لكن انتقال السلطة قد يمنح المجتمع فرصة لفرض تغيير أوسع. فبعد 46 سنة من الثورة، لم تعد المطالب تقتصر على تحسين المعيشة، بل تشمل تغييرات جوهرية في النظام" أبرز التقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".

وأردف: "الإيرانيين سيحظون بأفضل فرصة للنجاح إذا ما تحسّن اقتصاد البلاد، ما يؤدي إلى ظهور طبقة وسطى قوية. وهنا يمكن للبلدان الخارجية تقديم المساعدة. قد تكون العقوبات الاقتصادية الساحقة التي يفرضها الغرب مصمّمة لإبقاء طهران ضعيفة. ولكن من خلال حرمان الإيرانيين العاديين من الوصول إلى رأس المال، أدت العقوبات إلى مركزية سلطة الحكومة وجعلت الدولة أقل شفافية". 

وأكد: "بذلك، شلّت المجتمع المدني الإيراني. وبالتالي، ينبغي على صانعي السياسات الأمريكية والأوروبية رفع هذه القيود. وللانتقال من حكم رجال الدين إلى ديمقراطية ملتزمة بحقوق الإنسان، يجب أن يكون المجتمع الإيراني أقوى وأكثر ثراءً - بحيث يكون لدى الناس العاديين القوة الاقتصادية اللازمة لتنظيم احتجاجات سياسية غير عنيفة".

ومضى بالقول: "سيحظى الإيرانيين بأفضل فرصة للنجاح إذا تحسن الاقتصاد وبرزت طبقة متوسطة قوية. لكن العقوبات الغربية، رغم أنها مصممة لإضعاف طهران، أدت إلى تركيز السلطة بيد الحكومة وإضعاف المجتمع المدني". 

"لذا، يتعين على صناع القرار في الولايات المتحدة وأوروبا رفع هذه القيود، إذ إن الانتقال إلى الديمقراطية يتطلب مجتمعًا أقوى اقتصاديًا وقادرًا على تنظيم احتجاجات سلمية" أردفت المجلة.

وذكرت أنه: "من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيرفع العقوبات عن إيران، إذ سبق أن فرض حملة "الضغط القصوى" في محاولة فاشلة لإجبار البلاد على وقف برنامجها النووي. ورغم عدم اكتراثه بالديمقراطية هناك، فقد أعرب عن رغبته في إبرام صفقة تتخلى فيها طهران عن الهجمات على القوات الأميركية وإسرائيل، وعن الأسلحة النووية، مقابل تخفيف العقوبات. حتى أن مستشاره إيلون ماسك التقى بمسؤولين إيرانيين لمناقشة مثل هذا الاتفاق".


واختتمت المجلة تقريرها، بالقول: "إذا كانت هذه الشروط الثلاثة هي كل ما يسعى إليه ترامب، فقد يكون التوصل إلى اتفاق ممكنًا. لطالما وجّه خامنئي تاريخيًا السياسة الخارجية الإيرانية نحو الصين وروسيا ومنافسي الولايات المتحدة الآخرين، لكن هذا النهج يفتقر لدعم شعبي، ويبدو أن موقفه قد أصبح أكثر مرونة. فقد سمح، على سبيل المثال، للرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، بالدعوة إلى مفاوضات مباشرة مع واشنطن".

واستطردت بأنّ: "التوصل إلى اتفاق سيخدم مصالح الولايات المتحدة بجعلها أكثر أمانًا، ومصالح طهران التي لا تتحمل حربًا مع واشنطن، والأهم مصالح الشعب الإيراني المتطلع إلى الديمقراطية وإنهاء التمييز. ومن المؤكد أن ذلك سيخدم مصالحهم أكثر مما سيفعله أي مرشد أعلى قادم".

مقالات مشابهة

  • عمار: لن يكون هذا الوطن موطئ قدم أميركية إسرائيلية
  • لبنان لن يكون “إسرائيليًا”…
  • هل يكون الحلّ فرنسيًا لانهاء الاحتلال؟
  • معضلة خلافة خامنئي في إيران.. هل يكون المرشد الأعلى القادم هو الأخير؟
  • شاهد | حكومة لبنان .. عندما يكون الصوت مرتفعًا ضد إيران، لكنه يصمت أمام إسرائيل!
  • بريد الجزائر يُحذر حول البطاقة الذهبية
  • وزارة الإعلام اللبناني: مطار الحريري يعمل بشكل طبيعي
  • هالة منصور تكشف دور الخطاب الإعلامي في توحيد الشعب ضد تصفية القضية الفلسطينية
  • الخطيب: لبنان لن يكون مستقبلاً إلا بوحدته وبوحدة شعبه وجيشه ومقاومته
  • حتى لا يكون النصر مأسسةً لحربٍ جديدة