سودانايل:
2025-03-18@02:50:56 GMT

اسرائيل والانتهاك الصارخ للقانون الدولي

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

mohammedhamad11960@gmail.com

بقلم: د. محمد حمد مفرح

٢/٢
تضمنت الدعوى التي تقدمت بها دولة جنوب افريقيا لمحكمة العدل الدولية، متهمة اسرائيل بارتكاب جريمة الابادة الجماعية Genocide ضد الفلسطينيبن بغزة، تضمنت ان اسرائيل فشلت، منذ ٧ اكتوبر ٢٠٢٣م، في منع الابادة الجماعية بغزة و في مقاضاة او كبح جماح التحريض المباشر و العلني على الابادة الجماعية هناك، ما قاد، مع استمرار الحرب، الى ارتكابها جريمة الابادة الجماعية المكتملة الأركان.


و تعرف الابادة الجماعية قانونيا بأنها(التدمير المنهجي و المتعمد لمجموعة من الناس بسبب العرق او الجنس او الاصل او الدين). و قد صنفت الابادة الجماعية كجريمة دولية في اتفاقية واففت عليها الامم المتحدة بالاجماع في العام ١٩٤٨م و وضعت موضع التنفيذ في العام ١٩٥١م.
و تعني الابادة الجماعية، بموجب المادة الثانية من الاتفاقية، أيا من الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي او الجزئي لجماعة قومية او اثنية او دينية او عنصرية:
١- قتل أعضاء من الجماعه.
٢- إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بالأعضاء من الجماعة.
٣- إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يُراد بها تدميرها المادي كلياً او جزئياً.
٤- فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
٥- نقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى .
و وفقا للاتفاقية المشار إليها مقرونة بالأهداف السامية للقانون الدولي الانساني Int. Humanitarian Law و القانون الدولي لحقوق الانسان Int. Human Rights Law، نصا و روحا، يمكننا التأكيد على أن ما قامت به اسرائيل يرقى الى جريمة الابادة الجماعية، حسبما ذهبت إليه جنوب افريقيا، بالنظر الى استهداف اسرائيل لغزة، انسانا و بنية تحتية و مقدرات و سائر وسائل الحياة الأخرى، و ذلك منذ ٧ أكتوبر الماضي حتى تاريخه. ذلك ان عدد القتلى و الجرحى بغزة بلغ حتى تاريخه اكثر من مائة الف شخص، الأمر الذي عمل على توفير الادلة و البينات الكافية المنشئة لنية ارتكاب جريمة الابادة الجماعية، و توافر ركنيها المادي و المعنوي.
و فيما يتصل بالدفوعات التي دفع بها الفريق القانوني الاسرائيلي بمقر المحكمة بلاهاي - هولندا، ردا على التهمة، خلال اول جلسة تم عقدها بعد تقديم التهمة، فقد انبنت فقط على أنها لم و لا تستهدف المدنيين Civilians بغزة بل تستهدف منسوبي حركة حماس التي بادرت باستهدافها في ٧ أكتوبر الماضي من خلال مهاجمتها لها و تهديدها لأمنها و قتل شعبها مع تعريض دولتها للدمار و عدم الاستقرار، ما اضطرها للقيام بما قامت و تقوم به. و قد زادت يقولها أن انتشار قيادات و اعضاء حماس في غزة و تغلغلهم داخل احيائها دفعها الى استهدافهم. هذا هو جوهر الحقائق التي تاسست عليها دفوعات اسرائيل و بنت عليها براءتها من التهمة و طلبها اسقاطها من قبل المحكمة.
و في رأيي أن ما أنبنت عليه دفوعات اسرائيل، على النحو انف الاستعراض، لا يعول عليه في تبرئة ساحتها من التهمة المنسوبة اليها كونه لا يرقى الى مستوى دحض التهمة او نفيها، بل يؤكد على نية ارتكاب الابادة الجماعية المقرونة بالوقائع و الممارسات المختلفة التي تمثل ادلة كافية و دامغة تعمل على اثبات الجريمة المشار اليها. ذلك انه، حتى و لو سلمنا جدلا، بصحة مزاعم اسرائيل، فانه، و وفقا لالتزاماتها الناشئة عن اتفاقية منع الابادة الجماعية الموضحة انفا، بل و حفاظا على شعبها المسؤولة عن أمنه قانونا، كان عليها اتخاذ خطوات و تدابير أخرى خلافا للحرب. فعلى سبيل المثال يمكن لاسرائيل أن تتقدم بشكوى لمحكمة العدل الدولية لتؤكد للعالم انها تحترم القانون الدولي و تفي بالتزاماتها الناشئة عن اتفاقية منع الابادة الجماعية. و بذا يمكن لاسرائيل، اذا ما تعاملت مع ما حدث على النحو المذكور، أن تجنب الفلسطينيبن بغزة كل ما جرى و يجرى لهم من قتل و تدمير عام، مع تجنيب المنطقة التداعيات الحالية المفتوحة على كل الاحتمالات.
أما بالنسبة لحماس فان مبادرتها بالهجوم على اسرائيل حسبما ادعت، و برغم انه كان مطلوبا من حماس، من وجهة النظر القانونية، اتخاذ تدابير أخرى لتجنب الهجوم غير محسوب العواقب على اسرائيل، الا انه يجب أن ينظر إلى هجومها كرد فعل للاستفزازات الاسرائلية الرسميةOffiical Israeli harassments المتكررة التي ظلت تقوم بها في الأقصى الشريف، و غيرها من الاستفزازات. لذا فان ما قامت به حماس لا يبرر، بحال من الاحوال، شن اسرائيل الحرب على غزة على النحو الذي نتجت و تنتج عنه الابادة الجماعية.
و تاسيسا على ما سبق تعد الادلة و البينات التي تثبت ارتكاب اسرائيل جريمة الابادة الجماعية ضد الفلسطينيبن بغزة كافية و لا سبيل لدحضها او الطعن في صحتها. كما أن عدم قيام اسرائيل بالخطوات او الترتيبات Steps or arrangements المشار إليها سابقا، أي التي طلبتها منها محكمة العدل الدولية، و المتمثلة في وقف هجماتها المتكررة على غزة و التي تعد ضرورية لعدم التمادي في ارتكاب جريمة الابادة الجماعية بحق سكان غزة، تمثل تأكيدا على ثبوت التهمة. فممارساتها و افعالها على الأرض حتى تاريخه مضافا إليها تصريحات رئيس وزرائها المتكررة و عدد من مسؤوليها علاوة على عدد مقدر من الصور و الفيديوهات و خلافه، تعمل، مجتمعة، على صحة و ثبوت التهمة التي رفعتها جنوب افريقيا، و بالتالي تثبت ارتكاب الابادة الجماعية من قبل اسرائيل ضد سكان غزة، و التي هزت ضمير الانسانية، ما تستحق معه العقوبة المناسبة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جریمة الابادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

 المقابر الجماعية..هذا القاتل من ذاك السفاح

حيدر المكاشفي

من أنباء القتل الجماعي ما أعلنته مؤخرا صحيفة الغارديان البريطانية، عن اكتشاف مقبرة جماعية سرية شمال الخرطوم، يُعتقد أنها تضم أكثر من 500 ضحية تعرضوا للتعذيب أو التجويع حتى الموت على يد قوات الدعم السريع، ويقع الموقع قرب قاعدة عسكرية سابقة استعادها الجيش السوداني مؤخرًا، حيث تم العثور على مركز احتجاز يحتوي على غرف تعذيب وقيود معلقة على الأبواب، مع بقع دماء على الأرض، وأفاد ناجون من المركز، الذي يقع على بعد 70 كيلومترًا شمال العاصمة، بأنهم تعرضوا للتعذيب المتكرر، في حين أظهرت الفحوصات الطبية التي أجريت لهم علامات تعذيب وسوء تغذية شديدين، وغير هذا الذي أعلنته الغارديان هنالك المئات الذين اغتالهم الدعم السريع في مختلف المناطق التي دخلها، وبدأ بعضها يتكشف بعد رجوع أهلها اليها بعد تحريرها من قبضة الدعم السريع، وكذلك ما أعلنته هيئة الطب العدلي بولاية الخرطوم عن جمع عدد (٣٥) جثة متحللة بمحلية شرق النيل والعدد في الليمون كما يقال عن الشئ بلا حصر ولا عد. غير ان الارقام الحقيقية لن تكتشف بدقة الا بعد نهاية هذه الحرب القذرة اللعينة، سواء من قضوا بواسطة المليشيا، أو من قضوا بواسطة طيران الجيش أو المليشيات المتحالفة معه، وما فعله الدعم السريع في الحرب وهو الذي كان الابن المدلل لوالده النظام البائد، هو ذات ما كان يفعله والده النظام البائد طوال سنوات حكمه الدموية، ولهذا ليس غريبا ان يكون هذا القاتل من ذاك السفاح..

يبدو ان اعداد المقابر الجماعية مرشحة للزيادة باستمرار، دعك من المقابر الفردية التي دفن فيها بعض من اغتالهم النظام البائد، فما ان يتم الاعلان عن اكتشاف مقبرة جماعية، الا ويتردد حديث جديد عن مقبرة جماعية اخرى لم يعلن عنها ولم تكتشف بعد، فتاريخ النظام البائد القمعي ووحشيته الدموية مليء بمثل هذه الشواهد، وهو دليل على أن أسهل الطرق التي كان يستخدمها النظام للبقاء في الحكم هي التخلص من الخصوم بقتلهم خارج القانون وبلا محاكمات ودفنهم بليل جماعات وفرادى، هكذا كان النظام المباد يستسهل قتل الخصوم والمعارضين بلا ذرة من انسانية ولا اخلاق ولا دين ودون اعلان ولا تحديد اين دفنوا، ولكن بعد الثورة وازاحة النظام الفاشي الديكتاتوري بدأت تتكشف الكثير من المآسي المفجعة، ويتم اكتشاف بعض المقابر الجماعية بين الحين والآخر، وبدأ الامر باعلان السلطات عن اكتشافها للمقبرة الجماعية التي ضمت رفات ثمانية وعشرين ضابطا من خيرة ضباط الجيش، تم إعدامهم في رمضان وبصورة وحشية بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب فيما عرف بحركة ضباط رمضان ومجموعة الخلاص الوطني قبل نحو اكثر من ثلاثين عاما، ثم تلا ذلك اعلان السلطات عن اكتشافها لمقبرة جماعية حوت بداخلها رفات العشرات من المجندين من الطلاب فيما عرف حينها بالخدمة الالزامية الذين قتلوا أثناء محاولتهم الفرار من معسكر تدريب للجيش في ضاحية العيلفون جنوب شرقي الخرطوم عام 1998 لرفضهم الذهاب للحرب في جنوب السودان ولمنعهم من قضاء عطلة عيد الأضحى مع عائلاتهم.. واستمرت كشوفات المقابر الجماعية لتعلن السلطات ايضا انها عثرت على مقابر جماعية رجحت احتواءها جثامين لمفقودين تم قتلهم خلال وبعد عملية فض الاعتصام القذرة، ولكن بمجرد اذاعة ونشر هذا الخبر، اعلنت مجموعة ما يسمى (انصار هيئة العمليات) وهي الهيئة القتالية التي تتبع لجهاز الامن والتي أعيدت للخدمة بعد الحرب (كانت تم حلها وتفكيكها سابقا)، ان هذه المقبرة ليست كما اعلن تخص ضحايا من فض الاعتصام، وانما هي لأفراد من هيئة العمليات سقطوا خلال المواجهات المسلحة مع حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم عند غزوها أم درمان في العام 2008، غير ان جهاز المخابرات العامة تصدى سريعا لمزاعم (انصار هيئة العمليات)، ونفى ان تكون المقبرة المعنية تخص افراد من جهاز الامن، وعلى كل حال وأيا تكن هوية هذه المقبرة المكتشفة مؤخرا، سواء كانت تتبع لهؤلاء أو اولئك، تبقى الحقيقة ان مغامرة حركة العدل والمساواة (الذراع الطويل)، قد خلفت ضحايا من الطرفين من القوات الحكومية التي قاتلتها، ومن طرف مجندي العدل والمساواة، وتقول بعض المعلومات ان قتلى حركة العدل والمساواة في تلك المغامرة بلغ 450 قتيلا دفنوا فى مقبرة جماعية واحدة، وبالضرورة يكون الضحايا من القوات الحكومية قد دفنوا ايضا في مقبرة جماعية، وهناك ايضا ما اعلنته هيئة محامي دارفور عن كشف والي ولاية وسط دارفور وقتها عن نبش مقابر جماعية حوت 76 جمجمة، وطبقاً لتعميم أصدرته الهيئة، فإن والي وسط دارفور حينها أديب يوسف الذي كان يتحدث في جلسة حوار نظمتها هيئة محامي دارفور بدار المحامين السودانيين بالخرطوم، أكد العثور على مقابر جماعية بالولاية..وبهذا تتعدد وتتنوع المقابر الجماعية التي لم يعرف بعد عددها بالكامل، ولكن المؤكد ان الخرطوم استحقت ان يطلق عليها عاصمة المقابر الجماعية ما قبل الحرب وما بعدها..ولله الامر من قبل ومن بعد..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسومحيدر المكاشفي

مقالات مشابهة

  • حماس: إسرائيل تنقلب على وقف إطلاق النار وتستأنف الإبادة الجماعية بغزة
  • وزير الدفاع: للضغط على اسرائيل للإنسحاب من النقاط الخمس
  •  المقابر الجماعية..هذا القاتل من ذاك السفاح
  • السجن 5 سنوات عقوبة تزوير أختام إحدى الشركات المساهمة طبقا للقانون
  • عقوبات رادعة للمتورطين في جرائم الخطف والسرقة وفقا للقانون
  • احذر.. السجن عقوبة تزوير دمغات الذهب أو الفضة طبقا للقانون
  • مصادرة البضائع المهربة المضبوطة في هذه الحالة طبقا للقانون
  • حالات حددها القانون تعرض الطفل للخطر وفقاً للقانون.. تعرف عليها
  • تعرف على عقوبة الامتناع عن علاج الموظف حال الإصابة بالعمل وفقاً للقانون
  • خريس: اسرائيل كانت ولا زالت الشر المطلق