البوظة عصير الغلابة بعد الفطار في رمضان
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
شهرة واسعة وكبيرة جًدا اكتسبها مشروب "البوظة" أو عصير الغلابة كما بطلقون عليه في صعيد مصر على مدار العام ولم يعد مشروب البسطاء فقط بل أصبح مشروب لكافة فئات الشعب وتخطت شهرته جميع محافظات مصر.
لكن شهرة البوظة في شهر رمضان المبارك فاقت الحدود لما لها من طعم ومذاق خاص ويتزاحم عليها المواطنين بشكل غير مسبوق للحصول على " كيس" وأحيانا بالحجز المسبق والبوظة مشروب شعبى عبارة عن دقيق وسكر وماء يقلب الخليط بعد إضافة الخميرة إليها ويترك حتى يتخمر ومنهم من يضيف لها ماء الورد ثم يضاف لها الثلج.
والبوظة مشروب الغلابة كما يطلق عليها السوهاجية تشربها من البلاص أو من الجركن أو من الزير المصنوع من "الفخار" يقف بائعوها من الصباح الباكر وحتى غروب الشمس على أطراف الطرق السريعة وعلى الكباري ومداخل القرى من أجل كسب الرزق جاء غالبيتهم من مركز العسيرات أشهر مراكز محافظة سوهاج في صناعة البوظة وتعتمد عليها الكثير من الأسر فى دخلها ومصدر رزقها منذ عقود طويلة حتى أن المركز نفسه اكتسب صيته وشهرته من خلال البوظة وهم يقومون بعمليات البيع من خلال الجراكن البلاستيكية الكبيرة وكله حسب الطلب أصغر كيس بــ5 جنيه وأكبر كيس بــ 10 جنيهات نظرا لارتفاع أسعار الدقيق هذا العام عن الأعوام السابقة ومنها ما يباع محلى بالسكر أو سادة ليقوم الزبون بوضع السكر المناسب له في منزله .
قال صابر عويضه صاحب فرشة بوظة، نقوم بتجهيز البوظة فى البيوت ونخصص لها الدور الأرضي بحيث يكون كله عبارة عن سيراميك بالحوائط والأرضيات ومراوح كهربائية حتى يكون الجو رطب ودرجة الحرارة معتدلة حتى لاتتغير خاصه وتصبح من المسكرات ولها ماكينة لتخليطها ومزج مكوناتها مثل ماكينة الكنافة بالظبط ولا يدخل هذا المكان سوى من يعمل عليها فقط ويرتدي القفازات وواقي بالقدمين موضحاً أنها تُصنع من الدقيق الفاخر الذى يصنع منه الخبز الفينو ويوضع بالماكينة ويضاف له الماء الساخن ويترك لمدة ساعة ونصف تقريبا حتى يتم خلطه جيدا ويتم تفريغه في إناء كبير ويغطي ويترك حتى اليوم الثاني وبعد ذلك يتم تصفيتها من الشوائب وتعبئتها في براميل وجراكن بلاستيكية ويتم تحليتها حسب الطلب أثناء بيعها للزبائن فى وقتها.
وأكد عويضة أن مشروب البوظة ليس لها أى أضرار مطلقا ومنذ أن عملت بها من سنوات عديدة وتوجهاتها عن والدي الذي توارثها بدوره عن والده ويشربها الأطفال والشباب والكبار والشيوخ والحمد لله لم يصاب أحد بأذى ممن يشربون البوظة منى طوال حياتى والأهالى يبحثون عنى بالأسواق والبوظة منها المحلى بالسكر ومنها بدونه حتى يتناسب مع كافة الأذواق.
ولفت عصام كراجة، إلى أن صناعة البوظة تطورت كثيرا جدا عن الماضى وأصبحت تستخدم الماكينات فى عمليات التصنيع بدلا من الطريقة اليديوية القديمة الأمر الذى يزيد من عملية النقاء والنظافة والأمان ورغم الهجوم الشديد من قبل البعض وخاصة مراقبة الأغذية علينا إلا أننا نحمل شهادات صحية ولنا أماكن تصنيع معروفة للجميع والإقبال على البوظة لا ينقطع فهى مشروب محبب للكل وفى متناول الجميع ويفضل شربه باردا ويزداد الإقبال عليها في شهر رمضان المبارك .
ويضيف كراجة أنه يمنع تحلية مشروب البوظة فى رمضان بناء على رغبة الناس التي تشتريها خام وتقوم بتحليتها في منازلها قبل الفطار كل حسب ذوقه فمنهم من يخففها بالماء وهناك من يضيف لها الفواكه مثل الجوافة أو الموز ويمزجها في الخلاط ليصبح طعمها ومذاقها أجمل .
ويقول محمود ابن الحاج ناصح أشهر بائع بوظة بمركز العسيرات ومحافظة سوهاج البوظة عندنا مثل عصائر الفاكهة بل وأفضل منها لأنها ليست مشروبا عاديا فوالدي الذي توارثها عن جدي كان يعمل بها ونزلت معه منذ كنت طفلا صغيرا إلى أن تعلمتها واتقنتها جيدا وهذه هي مهنتنا التي لا نعرف غيرها رغم أن معظمنا يحمل شهادات جامعية ومتوسطة وهي تفتح الكثير من البيوت ويعتمد عليها العديد من الأسر .
وأكد ناصح أن البوظة نوعان أحدهما خام وهى التى يقوم بتجهيزها الزبائن فى منازلهم أما الأخرى فهي المحلاة التى يوضع لها السكر وتُشرب فى الحال ولا يمكن تخزينها كالخام مضيفاً أن كل من يمر أمامي في الأيام العادية وخاصة فى فصل الصيف يتوقف ليحتسي كوب البوظة المثلية وهناك زبائن دائمة ومواكبة يوميا على شرب البوظة أثناء عودتها من أعمالها وأنه يقف فى الأيام العادية من الساعة 8 صباحاً وحتى المغرب وفى رمضان يبدأ العمل من بعد آذان الظهر حتى قبيل آذان المغرب والجميل في هذه المهنة انها لا تتوقف طوال العام .
واختتم محمود كلامه بأن ثمن كوب البوظة المحلاة هذا العام 5 جنيهات والأكياس أسعارها مختلفة تبدأ من 5 إلى 10 جنيهات والجراكن الحلو بـ50 جنيها والماسخ بـ30 جنيها وسبب إرتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع كافة الخامات بالسوق من سكر ودقيق وحتى الأكواب والأكياس والشفاطات وكذلك فواتير المياه والكهرباء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر رمضان المبارك محافظة سوهاج صعيد مصر مذاق خاص
إقرأ أيضاً:
طرق فعل الخير في الإسلام.. تعرف عليها كما أوصى النبي
أرشدنا النبي الكريم إلى كيفية فعل الخير، كما ورد في الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله : «من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه».
طرق فعل الخيروقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن رسول الله قد صدق في تلك الوصايا الجامعة وهي سبعة «من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا» مريض وقفت معه مديون سددت دينه، فقير أنهيت عوزه «من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا» غارم مسجون أخرجته من سجنه، فعلت خيرًا نفّست فيه كربة فإن الله لا يُضيّعها عليك، ويوم القيامة يوم الكربات يحتاج كل واحدٍ منا إلى هذا التنفيس، ويريد أن يُنَفّسَ عليه يومئذٍ بين يدي المالك سبحانه وتعالى، افعل لآخرتك في دنياك، عمّر هذه الحياة الدنيا التي هي موطن امتحان وابتلاء لآخرتك، نفّس الكُرب عن الناس، أصلح بين الناس ففي ذلك تنفيسٌ للكربات.
وورد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن سيدنا أنه قال: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته» يعني إذا قمت بحاجة أخيك كنت مستجاب الدعاء، كنت محل نظر الله سبحانه وتعالى، رأيت الله وقد وقف معك، وهل بعد هذه المعية من خيرٍ ومن فضل؟ أبدًا والله فإن رب العالمين الذي معه كن فيكون، القادر على كل شيء يقف معك.
«ومن يسّر على معسر» والتيسير على المعسر إما بإنذاره وهو فرضٌ عليك، وإما بإسقاط دينه، ويجوز أن يكون ذلك من الزكاة فإذا أسقطت دينه أو أنذرته، وإسقاط الدين هنا ليس فرضًا عليك، ولكن هذا من القليل الذي يفوق فيه النفل الفرض، الفرض خيرٌ من النفل دائمًا، صلاة الظهر خيرٌ من السنة بعدها، صوم رمضان خيرٌ من صوم الاثنين والخميس مثلًا بعدها، ولكن إلا في هذه الحالة، وفي قليلٍ من أبواب الفقه نراها تتكرر كرد السلام فإن إلقاء السلام نافلة، ورد السلام واجب، وإلقاء السلام خيرٌ من رد السلام.
الستر على المعصيةوتابع: إذن فالفرض أفضل من النفل إلا في أمورٍ قليلة منها إسقاط الدين عن المعسر، وإن كان نفلًا فهو أفضل من الفرض، وسيدنا النبي ﷺ أمرنا بالإخوة، وأمرنا بستر عيوب الناس، وأمرنا ألا نفضح المسلمين، وألا نتكلم في أعراضهم رجالًا ونساء، وقال: «إذا رأيت أخاك على ذنب فاستره ولو بهدبة ثوبك» ما هذا الجمال والرقي عامله كابنك ؛ فلو فعل ابنك المعصية سترته ونصحته، وكان قلبك يتقطع عليه، افعل هكذا مع كل الناس فإن الله سبحانه وتعالى يسترك في الدنيا وفي الآخرة كما قال ووعدنا سيدنا.
أما العلم فما بالكم بالعلم ﴿اقْرَأْ﴾ ، أول ما نزل ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ، ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ ، ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ ، أمرنا بالعلم دائما، وهذه أمة علم ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾ ، ولم يقل أحد الأدباء على مر التاريخ، ولم يرد في حكمة الحكماء، ولا في كلام الأنبياء لم يرد أبلغ من هذا «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة» يعني وأنت تذهب تشتري كتاب، أو تحضر درس علم، أو تذهب إلى جامعتك تُلقي الدرس، أو تستمع إلى الدرس فأنت في طريق الجنة، هذا تصويرٌ لم يتم إلا على لسان سيد الخلق وأفصح البشر ، وكتاب الله هو محور حضارة المسلمين، «ما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم وأحاطت بهم الملائكة» والخير كل الخير «وذكرهم الله فيمن عنده».