أصدرت الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، العددَ الجديد من نشرة جسور الشهرية، حول شهر رمضان المبارك، حيث تناولَ العديدَ من الموضوعات والقضايا الفقهية المتنوعة المتعلقة بأحكام الشهر الكريم وبعض المسائل الشرعية المتعلقة به وتشغل أذهان الناس.


تأتي افتتاحية العدد التي كتبها فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، لتضم مقالًا مهمًّا بعنوان: « التراحم في شهر الرحمة »، يتناول فيه كيف أن شهر رمضان المبارك هو شهر الإحسان وشهر التراحم والتكافل والترابط، فمن حكم الصيام أن يشعر الغني القادر طواعيةً بما يشعر به الفقير جبرًا وقهرًا، وهذه كما ذكرنا بعض حكم الصيام ومن ثم تتَّجه هِمم المسلمين إلى مدِّ يد العون والرحمة والتكافل إلى إخوانهم الذين قعدت بهم الظروف القاسية عن تحصيل الأمور الأساسية التي يتمتع بها جميع الناس.


وفي باب «رؤى إفتائية» يتناول فريق التحرير قضية «الحساب الفلكي والوسائل العلمية الحديثة في تحديد بدايات الشهور القمرية» والرد على بعض الإشكاليات المثارة حولها، وآراء الفقهاء في هذه القضية.


أما باب "فتوى أسهمت في حل مشكلة" فقد تناول موضوعًا طبيًّا يكثر السؤال فيه من الصائمين خلال شهر رمضان حول بخاخ الربو للصائم في نهار رمضان أنواعه وحكم الشرع فيه، هل يدخل ضمن المعفوات؟ أم استخدامه يؤدي إلى فساد الصوم؟!

 

تحليل 1200 فتوى خاصة بشهر رمضان

 


فيما يتناول المؤشر العالمي للفتوى في تقرير له تحليل 1200 فتوى خاصة بشهر رمضان هذا العام، حيث أظهرت تحليلات البيانات أن المجال الطبي تصدَّر فتاوى الصيام هذا العام بنسبة (38%)، وذلك رغم انحسار الفتاوى المتعلقة بوباء كورونا نهائيًّا عن العالم، تلاه المجال الاجتماعي بنسبة (35%)، وأخيرًا المجال الاقتصادي بنسبة (27%).


وتحت عنوان "صيام استثماري" يكتب الدكتور إبراهيم نجم – مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- مقالًا مهمًّا يبين فيه كيف يُسهم الصيام في تعزيز قدرة الإنسان بالسيطرة على نوازع الشهوة النفسية التي قد تجرفه إلى منعطفات من اقتراف الحرام بما ينعكس سلبًا على المجتمع والشخص نفسه، خاصة وأن المعايير الدولية للاستثمارات الخارجية تضع ضمن حساباتها مستويات الشفافية وعدم الفساد.


وعن "أثر الصيام في تزكية النفس" يكتب هاني ضوة – نائب المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية، ومدير تحرير المجلة- مؤكدًا أنه من الحكم والمنافع التي جعلها الله سبحانه وتعالى في الصوم أن فيه تزكية للنفس وتطهيرًا وتنقية لها من الرذائل، لأن الصيام يضيق مجاري الشيطان في بدن الإنسان، كما أن في الصوم زهدًا للدنيا وشهواتها وترغيبًا في الآخرة، وفيه باعث على العطف على المساكين، فالصوم فرصة عظيمة لكي يستعفف المسلم ويبتعد عن الشهوات.


وفي القسم الإنجليزي من العدد يكتب د. إبراهيم نجم مقالًا بالإنجليزية بعنوان: “Sincerity and Hope: Reflecting on the Blessings of Ramadan”


كما تكتب د. هبة صلاح – باحثة ومترجمة بدار الإفتاء المصرية- مقالًا بعنوان: Beyond the Kitchen: Women Celebrate Spirituality in Ramadan?، ويضم القسم أيضًا موضوعًا بعنوان:  Ramadan Advice (1445 A.H) .. Charity (Sadaqah

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لإفتاء جسور شهر رمضان الإفتاء فی العالم شهر رمضان مقال ا

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: قدوم شهر رمضان من نعم الله على الأمة

شهر رمضان.. قالت دار الإفتاء المصرية إن من الله سبحانه وتعالى أنعم على الأمة بشهر رمضان الكريم، فما مِن عبدٍ مسلم يتقرب إليه سبحانه في هذا الشهر بالصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن وغير ذلك من أنواع الطاعات إلَّا نال الثواب الجزيل والأجر العظيم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".

فضل شهر رمضان


يقول القاضي ابن العربي المالكي في "المسالك في شرح موطأ مالك" (4/ 249، ط. دَار الغَرب الإسلامي): [«وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ»" اعلموا -وفَّقكم الله ووفَّق لكم المعلِّم- أن لله سبحانه عتقاء من النار في كلِّ ليلةٍ ويومٍ، وفي كلِّ ساعةٍ من كلِّ شهرٍ، ولعتقه أسباب من الطاعات، فلله عتقاء من النار بالتوحيد، وبالصلاة، وبالزكاة، وبالصيام، فعتقاء رمضان بثواب الصيام وبركته، وفي الحديث الصحيح: «والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرهَانٌ، والصَّبْرُ ضِيَاءٌ والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعتِقُها أَوْ مُوبِقُها» فهذا الحديث يفسر لك معنى قوله: «عتقاء» والحمد لله] اهـ.

وقال الإمام الكَرْمَاني في "شرح المصابيح لابن الملك" (2/ 507، ط. إدارة الثقافة الإسلامية): [«وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ»؛ أي: يعتق الله عبادًا كثيرًا من النار بحرمة هذا الشهر] اهـ.

حكم من أكل في نهار رمضان
وأوضحت دار الإفتاء أن مَن أكل أو شرب في نهار رمضان عامدًا عالمًا بوجوب الصوم عليه من غير عذرٍ ولا ضرورةٍ من سفرٍ أو مرضٍ أو نحوهما، فقد ظلم نفسَهَ باقترافِ كبيرة من كبائر الذنوب، والواجب عليه في هذه الحالة أن يتوب إلى اللهِ تعالى منها، مع وجوب قضاء الصوم فقط من غير كفارة لذلك.

مفهوم الطاعة وعلاقته بالصيام
امتدح الله تعالى المسلمين بأنهم أمة الطاعة الذين استجابوا لله تعالى ورسوله؛ فأتمروا بما أُمِروا به، وانتهوا عما نُهُوا عنه؛ فقال تعالى في سياق المدح لهم المقتضي لدوام الامتثال: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: 285].

قال الإمام ابن عطية في "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" (1/ 392، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا﴾ مدحٌ يقتضي الحضَّ على هذه المقالة، وأن يكون المؤمن يمتثلها غابر الدهر، والطاعة: قبول الأوامر] اهـ.

وطاعة الله تعالى هي فعل ما افترضه من الفروض، والكف عما نهى عنه من النواهي، فيحرم على المسلم ترك ما افترضه الله تعالى عليه دون عذرٍ أو ضرورةٍ؛ لما في ذلك من معصية الله تعالى الموجبة لغضبة وعقابه.

ومن أعظم الفروض والطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه: صوم رمضان، وذلك بما فضله الله تعالى به؛ حيث خصه من بين سائر العبادات بأنه  له سبحانه، وذلك فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «قالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، فلم ينص على عظيم ثوابه وجعله مقدرًا عند الله تعالى لعظمه، إلا أنه مع ذلك بَيَّن أنَّ من ذلك الثواب والجزاء العظيم مغفرة جميع ما مضى من الذنوب والآثام؛ فقال تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 184].

وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: «إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلْمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ خَرَجَ مِنَ الذَّنْبِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه أحمد وأبو يعلى الموصلي في "المسند"، وابن خزيمة في "الصحيح".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلَا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ» أخرجه الترمذي -واللفظ له-، والنسائي، وابن ماجه، والبيهقي في "السنن"، وابن خزيمة في "الصحيح".

 

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: قدوم شهر رمضان من نعم الله على الأمة
  • إمساكية شهر رمضان 2025.. اعرف عدد ساعات الصيام ومواعيد الإفطار والسحور
  • الشيخ السليمان يوضح حكم تأخير قضاء الصيام إلى شعبان .. فيديو
  • مبطلات الصيام ومكروهاته .. احترس من 6 أمور تفسد الصوم
  • هل يجوز تذوق الطعام أثناء الصيام دون بلعه؟ دار الإفتاء تجيب
  • نائب التنسيقية يشارك في لقاء الاتحاد العام للمصريين بالخارج بعنوان "لا للتهجير"
  • فضل الصيام في شعبان.. اغتنم ليلة النصف ولا تهملها
  • موعد استطلاع دار الإفتاء لـ هلال شهر رمضان 1446هـ
  • التخطيط الناجح في رمضان.. كيف تدرس بفعالية أثناء الصيام؟
  • الصيام وفقر الدم: نصائح غذائية للحفاظ على الصحة خلال رمضان