صحيفة أثير:
2024-07-01@17:59:35 GMT

ليت الفتى حجر

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

ليت الفتى حجر

أثير – محمد الهادي الجزيري

العناد الأكبر..
هذا ما أسمّيه حالة الفلسطينيين الآن، فأن تُقتل وتَجوع وتُشرد وتُنزع نزعا من مكانك وأنت تقول: لا فذاك هو العناد الأكبر…
نشيجي هذا ناتج لما أراه وما أسمعه، لو كنت صخرة لتفتّتُ.. وكذّبتُ الشاعر القديم تميم بن مقبل حين قال:
“ما أطيبَ العيشَ لو أنّ الفتى حجرٌ// تنبو الحوادثُ عنهُ وهو ملمومُ”

وقد قالها بعده الراحل محمود درويش حين ردّد: ليت الفتى حجر، فيا ليتني فولاذ بل يا ليتني اللاشيء، حتّى لا أرى ما أراه من سريالية فظيعة.


غزة تحوّلت إلى كتلة كبيرة من الركام، الخراب، الدمار،وقل ما شئت، والعالم مستنكر مندّد بأشدّ العبارات المتاحة بهذا العدوان الشيطاني.. ولا من مجيب، غزة لم تعد صالحة للعيش فيها للإنسان والحيوان، الكل استوى مع الأرض، والقصف والهدم والقتل وبتر الأطراف متواصل، والجنود الإسرائيليون لا همّ لهم إلا مزيد فعل الدمار، وأنا وأنت ونحن نتابع هذا المسلسل التافه بكلّ ألمٍ وفجيعةٍ صحيح، ولكنّنا عاجزون تماما عن فعل أي شيء، إلا البكاء والعويل والنواح على حالنا المزري الذي لا يشبه حالة أخرى في التاريخ الإنساني (المجيد)، فلم يشهد التاريخ أنّ جماعة يُقتل أفراد منها ويُباد قسم منها على المباشر دون حركة أو تململ إلا بعض الآنات والتأوّهات كالتي يقوم بها اليمن العظيم بصراحة أقولها: نحن في حالة موت سريري وانتهى الأمر.

إلاّ صورة هذا الصبيّ المتحصّن بحطام بيته، بمعنويات حديدية واستثنائية، يطلّ على الصحفي من حفرة ويقول له:
“نحن هنا صامدون”. هذا هو العناد الأكبر.

ماذا أقول، وقد قيل ما قيل، ولقد أصبحتُ كلّما شاهدتُ على أدوات التواصل مسيرات تضامنية مع غزة في دول غير عربية وغير مسلمة أشعر بالخزي وباحتقار رهيب لنفسي، أخذوا كلّ القيّم النبيلة وتركوا لنا الثرثرة، اللعنة.

ماذا أقولُ، سأستنجد دوما بقصيدة حين أعجز عن مجاراة ما يحدث حولي، هذا هو قدري الشعر هو منقذي ممّا أنا فيه، ولعلّ هذين المقطعين فيهما من الأمل رغم التاريخ الحديث الأسود الذي أتطرّق له:

“كذبوا عليْ
لم أنقطع عن خلقك الشعريّ من ملل ولا كلل
وما جفّت يدايَ
وما تركتك للغبار طوال أعوام
لأصطاد الدمى وأعبّ حانات القفارِ
فقط هرعتُ إلى دمي
لأكون درعا في مواجهة المغولِ
ظننت أنّي أستطيع
وما استطعتُ سوى الذهول
ظللتُ أطلق في اتّجاه الريح لاءاتي
وأبكى خفية أبهى الخيول

ظننت أنّي أستطيع
وما استطعت سوى اللجوءِ إلى متاهات الكحول
فكلّ من في الأرض ضدّ دمي النبيل
جميعهم ضدّي وأوّلهم أخي
فترفّقي بالشاعر المهزوم
كفّي عن حيادك وانصريني
أنت آخر قلعة في الأرض
فانفتحي لإنساني وأحزاني وعشقي من جديد
لن تكون نهايتي مُثلى على أيدي القبائل والمغولِ”

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

حزب الاتحاد: الملف الاقتصادي التحدي الأكبر أمام الحكومة الجديدة (فيديو)

أكد رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، أن هناك تحديات ضخمة وكبيرة داخل الدولة المصرية تنعكس على المواطن المصري، موضحًا أن التحدي الأكبر أمام الحكومة الجديدة هو الملف الاقتصادي.

عاجل| مصدر حكومي: الحكومة الجديدة ستتقدم بحزمة تشريعية للنواب لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني انفراد لـ "الفجر".. مصادر تكشف أسباب تأخر تشكيل الحكومة الجديدة وحقيقة الاعتذارات

وأضاف "صقر"، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الإثنين، أن النزاعات الإقليمية أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد المصري، وهناك ضغوط غير طبيعية، أخرها انقطاع الكهرباء نتيجة نقص المازوت وتكلفة توفيره بالعملة الأجنبية، وهذا يحمل على الحكومة الجديدة عبء حل المشاكل الاقتصادية الطاحنة وتعالج التضخم في الأسعار الطاحن والذي أصبح يعاني منه الطبقة الفقيرة والمتوسطة.

وتابع رئيس حزب الاتحاد، أنه على الحكومة الجديدة أن تعمل على إراحة المواطن، مشددًا على أن المواطن إذا لم يشعر بارتياح وانتعاشه في حياته الطبيعية فلن يكون لأي إصلاحات أو خطط توسيعية تتم أي قيمة. 

مقالات مشابهة

  • خلايا أمريكا.. الفشلُ الأكبرُ في المِلف الأخطر
  • الفتى الإسباني لامين يامال يثير غضب ألمانيا بتصريح "مستفز" قبل المواجهة المرتقبة
  • الحوري: سيصمد الوطن وسكيتب التاريخ ان الشرفاء من أبناء هذه الأرض قد صانوا العهد والخونة
  • حزب الاتحاد: الملف الاقتصادي التحدي الأكبر أمام الحكومة الجديدة (فيديو)
  • سننتصر لنكتب التاريخ، تاريخ جيش زلزلت القوى الاستعمارية الأرض تحته لكنه انتصر بشعبه
  • التهديد الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية
  • ماجد المصري يطلب الدعاء لشقيقه الأكبر بالشفاء العاجل
  • تمهيدا للحدث الأكبر.. ظاهرة فلكية استئنائية في سماء الوطن العربي خلال ساعات
  • بحجم الهرم الأكبر.. الأرض تستعد لعبور كويكب ضخم بالقرب منها بعد ساعات
  • هجرة النيل العظيم الأكبر للثدييات والمشهدية الأروع سُجّلت في جنوب السودان