الحرب في غزّة تقترب من لحظة مصيرية… هل يغامر نتنياهو؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
وصلت الحرب في قطاع غزّة وتالياً في المنطقة إلى مرحلة مصيرية، إذ إنّ اسرائيل باتت اليوم غير قادرة على القيام بأحد أمرين، الأمر الأول هو استمرارها في مواصلة المعركة العسكرية بالرغم من كل ما تحصل عليه من دعم من قِبل الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية، والأمر الثاني أنها لا تستطيع الذهاب الى وقفٍ شامل ونهائي لاطلاق النار، لأنّ هذا يعني وبشكل حاسم انتصاراً للمقاومة الفلسطينية سيّما وأن اسرائيل لم تحقّق مع اقتراب عدوانها على غزّة من شهره السادس أياً من أهدافها.
وعليه فإن المنطقة التي اشتعلت معظم جبهاتها المقاوِمة والتي تمهّد كلّ التطوّرات لاشتعال جبهات أخرى خلال المدى القصير في حال عدم التوصّل الى حلّ يؤدّي الى ابرام تسوية مناسبة، ستتجه الى معادلة صفرية تجعل من كل الاطراف غير قادرين على تقديم التنازلات، ممّا يعني أن إمكانية أن يكون الحلّ من مدخل صدمة كبرى سيصبح وارداً بشكل كبير.
بمعنى آخر، أن التسوية ستصبح مرتبطة بحدث عسكري كبير أو سياسي أو ربما أمني يدفع بكل الاطراف نحو تسوية كاملة، وهذا الحدث يخشى مراقبون أن يكون إمّا مرتبطاً بمخطط اغتيالات لقيادات ذات ثقل في المقاومة الفلسطينية أو أن تعلن حماس القيام بعمليات نوعية مستمرة في الشمال أو الجنوب تؤدّي الى خسائر كبيرة في أرواح قوات الاحتلال.
كل ذلك، بحسب المصادر، يبدو ممكناً في ظلّ عدم تمكّن الولايات المتحدة الاميركية من الضغط، انطلاقاً من أدواتها، على تل أبيب لوقف الحرب، لذلك ترى المصادر أن واشنطن اليوم، المحتاجة لإنهاء المعركة لأسباب انتخابية خصوصاً بعد تدهور استطلاعات الرأي العام الاميركي تجاه بايدن في بعض الولايات، تعجز عن الضغط في سبيل تحقيق ذلك مع تحدّي نتنياهو للادارة الأميركية والذهاب إلى تصعيد وتيرة الحرب، الامر الذي ظهر من خلال قصف مجمّع الشفاء الطبي مجدداً أمس، ما أعاد شكل العدوان الى بدايات "طوفان الأقصى"، بالإضافة الى إصراره على دخول "رفح"،ومن هنا بات الحديث عن استمرار الحرب لأشهر إضافية أمراً واقعياً وليس ضرباً من الخيال.
من جهة أخرى يرى خبراء عسكريون أن استمرار التصعيد العسكري بنفس الوتيرة في العدوان على قطاع غزّة من شأنه أن يضع اسرائيل في موقف أسوأ مّما هي عليه اليوم، لأن تحقيق هدف القضاء على "حماس"، بحسب المصادر، بات أمراً صعباً تدركه حكومة العدوّ التي لا تزال تكابر حتى اليوم رغم المأزق الاستراتيجي الذي سقطت فيه اسرائيل مع إطالة أمد الحرب على القطاع، لذلك فإن نتنياهو يحاول جاهداً اليوم تغيير مسار المعركة. ولفتت المصادر أن الأيام المقبلة قد تحمل معها مفاجآت عسكرية من شأنها أن تؤدي إمّا الى تصاعد خسائر الكيان المحتل في غزّة أو الى تراجع القوى الدولية الداعمة لاسرائيل خطوات مُعلنة الى الوراء.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميريكة عن أهم القرارات الاستراتيجية التي قادت إسرائيل لتحقيق ما وصفه بـ"انتصار تاريخي" ضد حماس، حزب الله، والمحور الإيراني.
وخلال حديثه، تطرق نتنياهو إلى اللحظات الحرجة والتحديات التي واجهتها إسرائيل، مؤكدا أن هذه الحرب أعادت تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط.
اليوم الذي غير كل شيء
وبدأ نتنياهو الحديث بتذكر الـ7 من أكتوبر 2023، اليوم الذي وصفه بأنه نقطة تحول حاسمة.
وقال : "في السابعة والنصف صباحا، أيقظوني على أخبار الهجوم. ذهبت فورا إلى مقر القيادة العسكرية في كيريا وأعلنت الحرب".
وأضاف أن حماس كانت قد شنت هجوما واسع النطاق أدى إلى مقتل ما يقرب من 1200 إسرائيلي، مما جعل إسرائيل تتعامل مع واحدة من أسوأ المخاطر الأمنية في تاريخها.
تهديد الجبهة الشمالية
وفي الأيام التي تلت الهجوم، دخل حزب الله في القتال، مما أثار تهديدا جديدًا على الحدود الشمالية لإسرائيل.
ويقول نتنياهو: "في الـ9 من أكتوبر، خاطبت قادة المجتمعات المحاذية لغزة، وطلبت منهم الصمود لأننا سنغير الشرق الأوسط".
ومع ذلك، رفض نتنياهو اقتراحات من قادة عسكريين بتحويل الجهود إلى مواجهة حزب الله وترك حماس دون رد.
وقال: "لا يمكننا خوض حرب على جبهتين. جبهة ضخمة في كل مرة".
الدعم الأمريكي وقرار المواجهة
وفي 18 أكتوبر، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة تضامنية لإسرائيل، وهي زيارة وصفها نتنياهو بأنها غير مسبوقة.
وأوضح أن "هذه أول مرة يزور فيها رئيس أمريكي إسرائيل أثناء حرب. أرسل بايدن مجموعتين قتاليتين لحاملات الطائرات، مما ساعد على استقرار الجبهة الشمالية".
ورغم الدعم الأمريكي، نشأت خلافات حول كيفية مواجهة حماس. حيث وجه الأمريكيون بعدم الدخول بريا إلى غزة، مقترحين الاعتماد على الهجمات الجوية فقط. لكن نتنياهو رأى أن ذلك لن يحقق الهدف.
وقال: "من الجو، يمكنك قص العشب، لكنك لا تستطيع اقتلاع الأعشاب الضارة. نحن هنا لتدمير حماس بالكامل".
رفح والرهانات الكبرى
وكانت مدينة رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، نقطة استراتيجية هامة.
وقد توقعت الولايات المتحدة سقوط 20,000 قتيل إذا غزت إسرائيل المدينة.
وقال: "إذا لم نسيطر على رفح، ستعيد حماس تسليح نفسها وسنصبح دولة تابعة. الاستقلال الإسرائيلي هو مسألة حياة أو موت".
وعندما تقدمت إسرائيل في مايو 2024، كانت الخسائر أقل بكثير من المتوقع. استطاعت القوات الإسرائيلية قطع طرق إمداد حماس وقتل زعيمها يحيى السنوار، مما شكل ضربة كبيرة لحماس.
حزب الله: المفاجأة الكبرى
وعلى الجبهة الشمالية، نفذت إسرائيل هجومًا نوعيا ضد حزب الله في سبتمبر 2024، وصفه نتنياهو بـ"الصدمة والإبهار".
وخلال 6 ساعات فقط، تمكنت القوات الإسرائيلية من تدمير معظم صواريخ حزب الله الباليستية.
وأوضح نتنياهو: "كنا نعرف أن نصر الله يعتمد على الصواريخ المخفية في المنازل الخاصة، ولكن خطتنا تضمنت تحذير المدنيين عبر السيطرة على البث التلفزيوني اللبناني قبل الهجوم".
وكان اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، خطوة فارقة. قال نتنياهو: "لقد كان محور المحور. لم تكن إيران تستخدمه فقط، بل كان هو يستخدم إيران".
تقويض المحور الإيراني
وأكد نتنياهو أن الحرب أضعفت المحور الإيراني بشكل كبير. وقال: "لقد أنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم حماس وحزب الله والنظام السوري، وكل ذلك ذهب أدراج الرياح. لا يملكون الآن خط إمداد"،
وكما أشار إلى أن إسرائيل دمرت إنتاج إيران من الصواريخ الباليستية، مما سيستغرق سنوات لإعادة بنائه.
إعادة الإعمار ومستقبل السلام
ورغم الضغوط الدولية، أصر نتنياهو على أنه لن يوقف الحرب قبل القضاء التام على حماس.
وقال: "لن نتركهم على بعد 30 ميلا من تل أبيب. هذا لن يحدث".
وكما أشار إلى أن النصر يفتح الباب أمام فرص جديدة للسلام، بما في ذلك تطبيع محتمل مع السعودية.
وأضاف: "هذا سيكون امتدادًا طبيعيًا لاتفاقيات إبراهيم التي أبرمناها تحت قيادة الرئيس ترامب"، أضاف.
"النصر"
وبالنسبة لنتنياهو، لم يكن النصر عسكريا فقط، بل كان اختبارًا لإرادة إسرائيل وقدرتها على قيادة المعركة.
وقال نتنياهو: "القوة ليست مجرد صواريخ ودبابات. إنها الإرادة للقتال والاستيلاء على المبادرة". وشدد على أن هذا النصر يعيد تشكيل الشرق الأوسط ويضع إسرائيل في موقع أقوى للمستقبل.