وصلت الحرب في قطاع غزّة وتالياً في المنطقة إلى مرحلة مصيرية، إذ إنّ اسرائيل باتت اليوم غير قادرة على القيام بأحد أمرين، الأمر الأول هو استمرارها في مواصلة المعركة العسكرية بالرغم من كل ما تحصل عليه من دعم من قِبل الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية، والأمر الثاني أنها لا تستطيع الذهاب الى وقفٍ شامل ونهائي لاطلاق النار، لأنّ هذا يعني وبشكل حاسم انتصاراً للمقاومة الفلسطينية سيّما وأن اسرائيل لم تحقّق مع اقتراب عدوانها على غزّة من شهره السادس أياً من أهدافها.



 وعليه فإن المنطقة التي اشتعلت معظم جبهاتها المقاوِمة والتي تمهّد كلّ التطوّرات لاشتعال جبهات أخرى خلال المدى القصير في حال عدم التوصّل الى حلّ يؤدّي الى ابرام تسوية مناسبة، ستتجه الى معادلة صفرية تجعل من كل الاطراف غير قادرين على تقديم التنازلات، ممّا يعني أن إمكانية أن يكون الحلّ من مدخل صدمة كبرى سيصبح وارداً بشكل كبير.

بمعنى آخر، أن التسوية ستصبح مرتبطة بحدث عسكري كبير أو سياسي أو ربما أمني يدفع بكل الاطراف نحو تسوية كاملة، وهذا الحدث يخشى مراقبون أن يكون إمّا مرتبطاً بمخطط اغتيالات لقيادات ذات ثقل في المقاومة الفلسطينية أو أن تعلن حماس القيام بعمليات نوعية مستمرة في الشمال أو الجنوب تؤدّي الى خسائر كبيرة في أرواح قوات الاحتلال.

كل ذلك، بحسب المصادر، يبدو ممكناً في ظلّ عدم تمكّن الولايات المتحدة الاميركية من الضغط، انطلاقاً من أدواتها، على تل أبيب لوقف الحرب، لذلك ترى المصادر أن واشنطن اليوم، المحتاجة لإنهاء المعركة لأسباب انتخابية خصوصاً بعد تدهور استطلاعات الرأي العام الاميركي تجاه بايدن في بعض الولايات، تعجز عن الضغط في سبيل تحقيق ذلك مع تحدّي نتنياهو للادارة الأميركية والذهاب إلى تصعيد وتيرة الحرب، الامر الذي ظهر من خلال قصف مجمّع الشفاء الطبي مجدداً أمس، ما أعاد شكل العدوان الى بدايات "طوفان الأقصى"، بالإضافة الى إصراره على دخول "رفح"،ومن هنا بات الحديث عن استمرار الحرب لأشهر إضافية أمراً واقعياً وليس ضرباً من الخيال. 

من جهة أخرى يرى خبراء عسكريون أن استمرار التصعيد العسكري بنفس الوتيرة في العدوان على قطاع غزّة من شأنه أن يضع اسرائيل في موقف أسوأ مّما هي عليه اليوم، لأن تحقيق هدف القضاء على "حماس"، بحسب المصادر، بات أمراً صعباً تدركه حكومة العدوّ التي لا تزال تكابر حتى اليوم رغم المأزق الاستراتيجي الذي سقطت فيه اسرائيل مع إطالة أمد الحرب على القطاع، لذلك فإن نتنياهو يحاول جاهداً اليوم تغيير مسار المعركة.   ولفتت المصادر أن الأيام المقبلة قد تحمل معها مفاجآت عسكرية من شأنها أن تؤدي إمّا الى تصاعد خسائر الكيان المحتل في غزّة أو الى تراجع القوى الدولية الداعمة لاسرائيل خطوات مُعلنة الى الوراء. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة

أبريل 25, 2025آخر تحديث: أبريل 25, 2025

المستقلة/- أعلن شي جين بينغ عن خطة لمواجهة المشاكل الاقتصادية المستمرة في الصين وتأثير الحرب التجارية الأمريكية، في ظل ورود تقارير تفيد بإمكانية إلغاء الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الأمريكية، بما في ذلك أشباه الموصلات.

عُقد اجتماع المكتب السياسي يوم الجمعة لمناقشة اقتصاد الصين، الذي يواجه منذ الجائحة صعوبات ناجمة عن أزمة قطاع الإسكان، وبطالة الشباب، والرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب على جميع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وأفاد بيان صادر عن الاجتماع، نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أن اقتصاد الصين أظهر “اتجاهًا إيجابيًا” مع تزايد الثقة الاجتماعية في عام 2025، لكن “تأثير الصدمات الخارجية قد ازداد”.

وقال البيان: “يجب علينا تعزيز التفكير النقدي، وإعداد خطط طوارئ كاملة، والقيام بعمل اقتصادي فعّال”.

وفي إشارة إلى الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب، أكد البيان أن بكين “ستعمل مع المجتمع الدولي لدعم التعددية بفعالية ومعارضة ممارسات التنمر الأحادية الجانب”.

أصر الرئيس الأمريكي مجددًا على أن شي اتصل به لمناقشة الضرائب الحدودية، على الرغم من نفي بكين أي اتصال بين البلدين بشأن نزاعهما التجاري المرير.

في مقابلة مع مجلة تايم يوم الثلاثاء ونُشرت يوم الجمعة، كرر ترامب هذا الادعاء، لكنه لم يذكر موعد المكالمة أو يحدد ما تمت مناقشته. وقال ترامب عن شي: “لقد اتصل بي، ولا أعتقد أن هذا دليل ضعف منه”.

يوم الخميس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، تعليقًا على تقارير المحادثات: “لا شيء من هذا صحيح”.

واقترح بيان المكتب السياسي يوم الجمعة سلسلة من التدخلات لدعم الاقتصاد المحلي وحماية الأفراد والشركات من تأثير رسوم ترامب الجمركية، بما في ذلك زيادة مدفوعات التأمين ضد البطالة. ووعد بزيادة الدخل المنخفض والمتوسط، وتطوير قطاع الخدمات، وتعزيز الاستهلاك.

وقال: “يجب أن نتخذ تدابير متعددة لمساعدة الشركات التي تواجه صعوبات. يجب أن نعزز الدعم المالي. يجب أن نسرع ​​تكامل التجارة الداخلية والخارجية”.

وشدد التقرير على ضرورة اتباع سياسات اقتصادية كلية أكثر استباقية، وتسريع تطوير نموذج عقاري جديد وزيادة مخزون المساكن، و”تكثيف” برامج تجديد المدن والتجديد الحضري.

عُقد الاجتماع وسط تقارير تفيد بأن السلطات الصينية تدرس قائمة بمنتجات أمريكية لإعفائها من الرسوم الجمركية البالغة 125% المفروضة على جميع الواردات الأمريكية. وكانت تقارير سابقة من بلومبرغ ورويترز قد ذكرت أن المعدات الطبية وأشباه الموصلات وبعض المواد الكيميائية الصناعية مثل الإيثان قيد الدراسة.

يوم الخميس، نشر مورد مقره شنتشن على الإنترنت أنه تلقى إخطارًا من هيئة الجمارك بأن ثمانية منتجات من أشباه الموصلات لن تخضع للرسوم الجمركية البالغة 125%.

يوم الجمعة، صرّح رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين، مايكل هارت، بأن السلطات الصينية كانت تسأل الأعضاء عن المنتجات التي يستوردونها من الولايات المتحدة والتي لا يمكنهم العثور عليها في أي مكان آخر.

ورحب بالمؤشرات المبكرة على أن الجانبين يراجعان الرسوم الجمركية ويبدآن في إعداد قوائم بالسلع المستثناة. وارتفعت أسواق الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعد هذه التقارير.

أضرت الحرب التجارية بالاقتصادين الأمريكي والصيني، ومن المرجح أن تكون الإعفاءات الجمركية مؤشرًا على سعي الطرفين إلى تسوية خلافاتهما بسهولة. كانت الولايات المتحدة قد أعفت بالفعل بعض فئات المنتجات الصينية الصنع من الرسوم الجمركية، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. وصرح ترامب هذا الأسبوع بأن رسومه الجمركية على الصين “ستنخفض بشكل كبير، لكنها لن تصل إلى الصفر”.

ولكن في العلن، قدمت الحكومتان روايات مختلفة حول وضع المفاوضات بشأن إنهاء الحرب التجارية.

وبعد ظهر يوم الجمعة، جددت وزارة الخارجية الصينية ادعاءها بأن الولايات المتحدة والصين لم تنخرطا في أي مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية، مما يتناقض مع ادعاءات ترامب يوم الخميس.

وفي حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب إن الجانبين يتبادلان أطراف الحديث. وقال: “قد نكشف عن ذلك لاحقًا، لكنهم عقدوا اجتماعات هذا الصباح، ونحن نجتمع مع الصين”. ولكن لم يكشف عن هوية ما قاموا بالأجتماع

وبدا أن هذه التصريحات جاءت ردًا على تصريح المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، هي يادونغ، في وقت سابق بأنه “لا توجد حاليًا مفاوضات اقتصادية وتجارية بين الصين والولايات المتحدة”.

 

مقالات مشابهة

  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • اسرائيل تفجر منازل المدنيين على ساكنيها وعشرات الشهداء والجرحى تحت الأنقاض
  • ترامب: الولايات المتحدة تقترب من إبرام اتفاق تجاري مع اليابان
  • ارتقاء 18 شهيداً بقصف العدو على غزة منذ فجر اليوم
  • الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة
  • ترامب: ضغطت على نتنياهو لإدخال المساعدات إلى غزة
  • الولايات المتحدة تكشف تفاصيل جديدة بشأن الانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي في صنعاء
  • هشام الحلبي: الحرب على غزة تؤثر على اقتصاد الولايات المتحدة
  • برج الجوزاء| حظك اليوم الجمعة 25 أبريل 2025.. اتخاذ قرارات مصيرية
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش