واشنطن بوست: المجاعة تضرب غزة والكارثة أكبر إن لم تتوقف الحرب
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قالت واشنطن بوست إن هيئة رائدة في مجال الطوارئ الغذائية في العالم أكدت في تقرير مهم أن المجاعة ضربت بالفعل شمال قطاع غزة، وهي تهدد بالانتشار عبر القطاع المحاصر، مما سيدفع 2.2 مليون فلسطيني إلى أزمة غذائية هي الأوسع والأشد خطورة في العالم.
ورصد التقرير الجديد الصادر عن مجموعة من المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية المعروفة باسم "مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، الوضع المزري في قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مستويات كارثية من المجاعة.
وبحسب تقرير تلك الجمعيات، تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد واتسع في قطاع غزة، بالمقارنة مع التحليل السابق الذي أصدرته في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي التصنيف المكون من 5 مستويات للأزمات الغذائية بحسب "المبادرة"، جاءت غزة في المستوى الأخطر (رقم 5) حيث إن الغزيين "يتضورون جوعا"، ويواجهون خطرا متزايدا بالإصابة بسوء التغذية الحاد والوفاة.
غير مسبوق
وبالتالي -بحسب التقرير- "فإن وجود أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة في التصنيف الدولي الخامس أمر غير مسبوق"، وأضافت "هذه أزمة من صنع الإنسان بنسبة 100%، فلا يوجد إعصار ولا عاصفة، ولا توجد فيضانات ولا جفاف طويل الأمد من عام لآخر".
ومن المرجح -كما تقول الصحيفة- أن يزيد التقرير من حدة الانتقادات المتزايدة الموجهة لإسرائيل من قبل حكومات الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الأبعاد القاتمة للأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، وقد قال المستشار الألماني أولاف شولتس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا إنه "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد الفلسطينيين يتضورون جوعا".
كما أكد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين، أن إسرائيل تخلق المجاعة في غزة وتستخدمها "كسلاح حرب"، وأوضح "لم نعد على شفا المجاعة".
ونقلت واشنطن بوست عن مؤمن الحرثاني (29 عاما) وهو من سكان بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وصفه كيف يأكل الناس في الشمال الحشائش والنباتات من أجل البقاء، وقال "لا يوجد أرز ولا سكر ولا فاصوليا ولا عدس ولا فواكه ولا خضراوات. الناس يأكلون علف الحيوانات والماشية".
مجاعة منتشرة
وتنتشر المجاعة في غزة بعد أن دمرت إسرائيل جميع أجزاء النظام الغذائي في القطاع، من الفواكه والخضراوات والماشية والأسماك التي تتم تربيتها في المزارع، إلى المخابز والمصانع التي تنتج الخبز ومنتجات الألبان.
وقالت الصحيفة الأميركية إن تقرير "مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" ذكر أن نسبة الأراضي الزراعية المتضررة زادت من 25% إلى 60% خلال 3 أشهر، مشيرا إلى أن أكثر من 300 حظيرة، و100 مخزن زراعي، و46 منشأة تخزين زراعية، و119 حظيرة للحيوانات، و200 مزرعة، بالإضافة إلى أكثر من 600 بئر تستخدم للري، تم تدميرها، في حين تم التخلي عن معظم الماشية أو ذبحها أو بيعها.
وخلال شهر رمضان المبارك قال سكان غزة إن صومهم مستمر منذ شهور، وأوضح الحرثاني أنه فقد منذ بدء الحرب حوالي 60 رطلا من وزنه.
ونقلت واشنطن بوست عن ماكسيمو توريرو كولين، كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، قوله إن "تصاعد الأعمال العدائية أدى إلى توقف إمدادات المياه والغذاء والوقود، مما تسبب في انهيار جميع القطاعات المرتبطة بالغذاء، بما في ذلك إنتاج الخضراوات وإنتاج الماشية ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات واشنطن بوست قطاع غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
«جيروزاليم بوست»: ضابط سابق بـCIA: تصريحات ترامب عن «امتلاك غزة» تهدد الأمن الأمريكى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذر مارك بوليمروبولوس، الضابط السابق فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ومحلل الأمن القومى فى شبكة إن بى سي، من أن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول "السيطرة" على قطاع غزة كانت بمثابة "كابوس" فى مجال مكافحة الإرهاب.
جاءت تحذيرات بوليمروبولوس بعد أن أعلن ترامب فى مؤتمر صحفى يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستقوم بـ "امتلاك" غزة وتطويرها، دون تقديم تفاصيل حول كيفية تنفيذ هذه الخطة.
فى وقت لاحق، وفى برنامج "مورنينج جو" يوم الأربعاء، عبر بوليمروبولوس عن قلقه من أن اللغة التى استخدمها ترامب قد تحفز الجماعات الإرهابية، مما قد يزيد من خطر تعرض الأمريكيين للتهديدات.
وقال بوليمروبولوس: "الكلمات التى استخدمها ترامب - مثل 'استولى على غزة' و'امتلك غزة' - هى بمثابة حافز للجماعات الإرهابية المتطرفة".
وأضاف أن هذه التصريحات قد تؤدى إلى تعزيز أهدافهم وتحفيزهم على شن هجمات ضد الولايات المتحدة.
وتابع: "إذا كنت فى وكالة الاستخبارات المركزية أو فى مجتمع مكافحة الإرهاب، لكان من أولى أولوياتى مراقبة المنتديات الإرهابية المتطرفة، لأن هذا يمثل هدفًا هائلًا بالنسبة لهم".
وأشار إلى أن هذه التصريحات قد تجعل الأمريكيين فى وضع أكثر خطورة، حتى لو كانت مجرد كلمات أو جزء من استراتيجية تفاوضية.
وعبّر عن دهشته من أن أحدًا فى وكالة الاستخبارات المركزية أو وزارة الخارجية الأمريكية قد يدعم هذا النهج.
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن رؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن التعامل مع التحديات التى تواجه قطاع غزة، والتى تتبنى نهجًا جذريًا بعيدًا عن الحلول التقليدية. ووفقًا للتقرير، فإن ترامب يقترح إعادة توطين سكان غزة فى أماكن أخرى، مع إعادة إعمار القطاع على المدى البعيد.
وأوضحت الصحيفة أن استراتيجية ترامب فى هذا السياق تستند إلى مبدأ صينى قديم يُعرف بـ "اضرب العشب لتكشف الثعابين"، وهو مبدأ قائم على فكرة إحداث صدمة غير متوقعة قد تدفع الأطراف المعنية إلى إظهار مواقفها الحقيقية.
ويبدو أن الرئيس السابق يسعى من خلال هذا الطرح إلى دفع دول المنطقة للتعامل مع أزمة غزة بمزيد من الجدية والوضوح.
وبحسب الصحيفة، فإن إعادة توطين سكان غزة تبدو فكرة غير قابلة للتنفيذ، نظرًا لتعقيدات المشهد السياسى واللوجستي. فاحتلال الجيش الأمريكى للقطاع أمر مستبعد تمامًا، كما أن الدول العربية لن تقبل علنًا بنزوح جماعى للفلسطينيين إلى أراضيها. حتى إسرائيل، رغم توتر علاقتها مع حركة حماس، تدرك عواقب مثل هذه الخطوة.
ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن ترامب ربما لا يسعى فعليًا لتنفيذ هذه الخطة بقدر ما يستخدمها كمناورة تفاوضية.
إذ يعتمد نهجًا تفاوضيًا قائمًا على تقديم مطالب متطرفة فى البداية، بهدف دفع الأطراف إلى تقديم تنازلات لاحقة تحقق له مكاسب ملموسة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية مستوحاة من كتاب ترامب الشهير "فن الصفقة" الصادر عام ١٩٨٧، حيث يقوم على طرح مطلب ضخم يدفع حدود الممكن سياسيًا، ثم عند مواجهة الرفض، يجرى التفاوض على تسوية أقل تطرفًا لكنها لا تزال مكسبًا له.
فى النهاية، يبقى نهج ترامب تجاه غزة محل جدل واسع، فهل يسعى بالفعل لحل جذرى للأزمة، أم أن ما يطرحه لا يتعدى كونه مناورة صادمة تهدف إلى إعادة تشكيل مسار المفاوضات فى الشرق الأوسط؟