بعد حرب غزة.. ماذا ينتظر حماس في لبنان؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
ماذا ينتظرُ حركة "حماس" والشّارع الفلسطينيّ في لبنان بعد إنتهاء حرب غزة؟ السؤال هذا مطروحٌ بشدة في أوساط اللاجئين، لاسيما أنّ الصراع بين حركتي "فتح" و "حماس" ما زال مستعراً ومن الممكن أن تساهم حرب غزة في إزكائه أكثر.
إعادة بسط النفوذ
إستطلاعات كثيرة في الفترة الماضية تحدثت عن أن شعبية حركة "حماس" ارتفعت بعد عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 تشرين الأول الماضي.
مطلعون على أجواء الشارع الفلسطيني يقولون لـ"لبنان24" إنّ "حماس" باتت تواجه الآن معضلتين: الأولى تتصلُ بتسوية وضعها في الداخل اللبناني بعد جنوحها بعيداً لترسيخ وجود عسكريّ "غير مقبول"، فيما المعضلة الثانية ترتبطُ بكيفية إقناع جماهير الفلسطينيين عموماً بنتائج حرب غزة والمكتسبات التي يمكن تحقيقها في ظلّ مجاعة، دمار وخارطة ديموغرافية وسياسية جديدة.
بالنسبة للمصادر، فإن الفرضية التي تتحدث عن تراجع نفوذ "حماس" عسكرياً في غزة هي الأكثر بروزاً الآن، فيما تقول نظرية أخرى إن صمود "حماس" ميدانياً ما زال قائماً، والدليل على ذلك أن ورقة التفاوض التي تستخدمها الحركة لإنهاء الحرب ما زالت بيدها حصراً.
فعلياً، فإنَّ ملامح الوضع في غزة ومصير "حماس" هناك من شأنه أن يرسمَ وضع الحركة في لبنان، علماً أن هذا الأمر لا يمكن أن يكون بمعزلٍ عما يريده حلفاء الحركة في لبنان. هنا، تفترض جهات عديدة أن تقوم "حماس" بتعزيز وجودها ونفوذها في لبنان لتعويض أوراق خسرتها في غزة. المسألة هذه تبدأ من نظرية "إعادة بسط نفوذ ما" داخل المخيمات الفلسطينية، لكن هذا الأمر قد يصطدم بمعارضة داخلية فلسطينية – فلسطينية باعتبار أن هذا الأمر قد يخلق بلبلة شديدة الأثر مع حركة "فتح"، الجناح المؤثر بدرجة كبيرة على الساحة الفلسطينية.
عملياً، كل ذلك لن يمرّ بسهولة داخل لبنان، ففي حال كانت "حماس" تسعى لتشكيل نفسها مجدداً إنطلاقاً من بيروت، عندها سيلقى هذا الأمرُ مواجهة كبرى، وفي الأصل قد لا يكون "حزب الله" جزءاً منها لأنه سيلقى تأثيراتها السلبية.
الأهم من كل ذلك، بحسب المصادر، هو أن ما لا يمكن نسيانهُ هو أن "حماس" وبعد التصفيات التي طالت قياداتها سواء بين لبنان وغزة، باتت ترى أن "تحجيمها" آخذ بالإرتفاع، فيما المسألة المؤثرة هنا ترتبطُ بمدى قدرة الحركة على تعيين بدائل عن القيادات التي تم استهدافها بسهولة تامة.
حركة تصحيحية؟
كل هذه الأمور لها حساباتها وتندرج في إطار وضع الحركة في الداخل اللبناني وحتى على الصعيد الفلسطيني. فمثلاً، من سيكون بدل مروان عيسى القيادي الثالث في حركة "حماس" بعد إعلان إسرائيل اغتياله؟ هل بإمكان "حماس" حالياً خلق جيلٍ جديد من القيادات داخل لبنان وغزة في ظل ذروة المعركة الحالية؟
الوضعية الجديدة لـ"حماس" قد يؤدي بشكلٍ أو بآخر إلى إرساء "تيار ثوري" داخلها يمكن أن ينشقّ عنها. الأمر هذا وارد.. فما الذي يمنع حصوله؟ مثلما أطلقت الحركة قبل أشهرٍ "طلائع طوفان الأقصى"، من الممكن أن تشهد أيضاً حركة تصحيحية يقودها فلسطينيون إنطلاقاً من غزة وقد ينتقل هذا الأمر إلى لبنان أيضاً.
المقصد بهذه الحركة التصحيحية لا يعني إنقلاباً داخل "حماس"، لكنه قد يكون بمثابة تعديل مسار قائم على نقد ذاتيّ. إلا أنه في المقابل، فقد لا يكون ذلك بمثابة تمهيدٍ لإيلاء الحركة مجالاً أكبر من القائم حالياً ضمن لبنان، فـ"التصحيح" لا يعني منحها نفوذاً، فممثل الفلسطينيين الأول والأخير والمعترف به هي منظمة التحرير التي تعتبر حركة "فتح" أساسها، وبالتالي فإن الحدي عن أي بديلٍ ولاسيما بعد حرب غزة، سيكون مستحيلاً. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحرکة فی هذا الأمر فی لبنان حرب غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حركة حماس توجه رسالة لأهالي الأسرى الصهاينة
يمانيون../ وجه مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في حركة المقاومة الإسلامية حماس، رسالة باللغتين العربية والعبرية إلى ذوي الأسرى الصهاينة في قطاع غزة:
وقال المكتب في بيان له الليلة الماضية: “مع الاستعدادات للإفراج عن دفعة ثانية من الأسرى الصهاينة من قطاع غزة، تابعنا باستهجان شديد تصريحات العديد من قادة الاحتلال من الحكومة الصهيوني المتطرفة التي تلوح باستئناف الحرب والإبادة في قطاع غزة.
وأوضح المكتب أن حركة حماس والمقاومة أظهرت التزامًا شديدا بالحفاظ على حياة الأسرى الصهاينة لديها، وتأمين احتياجاتهم الأساسية رغم ما واجهه شعبنا من إبادة وتجويع، ومن استهداف وقصف لبعض أماكن الاحتجاز عدة مرات طوال أكثر من 15 شهرًا، وكذلك رغم ما واجهه معتقلو الشعب الفلسطيني من قتل وتعذيب يندى لها جبين الإنسانية في سجون الاحتلال.
وأضاف: إنه عند التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار، والإفراج عن الدفعة الأولى من الأسيرات كانت الحركة بالغة الحرص على تأمين تسليمهم بشكل حضاري وإنساني، بخلاف الحالة التي جرى فيها الإفراج عن معتقلينا.
وفي وقت يواجه فيه الجميع لحظات شديدة التعقيد والألم، قال مكتب الأسرى: إنه يستشعر خطرًا كبيرً أمام التصريحات المتتالية للمستوى السياسي الصهيوني.. محذراً من هذه المواقف التي تُنذر بخطر جسيم على الجميع، بما في ذلك أحباؤكم الذين ما زالوا في قطاع غزة.
وتابع: إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين في الحكومة الصهيونية، التي تُشير إلى النية باستئناف الحرب والإبادة على غزة، تُثير مخاوف كبيرة حول سلامة أبنائكم وسلامة مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء الذين يعانون تحت وطأة الحصار والحرب.
وحذر المكتب أهالي الأسرى الصهاينة من أن هذه التصريحات لا تهدد فقط بعودة التصعيد والإبادة، بل تضع سلامة أحبائهم في خطر مباشر.
ودعا عوائل الأسرى، والأكثر تأثراً بما قد يحدث، إلى الوقوف موقفاً إنسانياً مسؤولاً وإيصال صوتهم إلى الحكومة الصهيونية وقادتها الذين يغلبون مصالحهم الخاصة والحزبية على المصلحة العامة المتمثلة في ضرورة ضمان سلامة أبنائكم وكل من يتواجد في غزة، والالتزام بالاتفاقات.
وقال: إن أصواتهم قادرة على إحداث تغيير حقيقي، وأن مطالبهم يمكن أن تُشكل فارقاً في الدفع نحو وقف تهور هذه الحكومة اليمينية وقادتها ويدفعها للالتزام بالاتفاقات التي تضمن الحفاظ على حياة الجميع وعودة أحبائكم إليكم.
وأشار مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في حماس إلى أن الحرب لن تجلب إلا المزيد من الدمار والخسائر، وستضع حياة باقي الأسرى في خطر حقيقي ومصير مجهول.