مكي المغربي: اتفاق السلام مطلوب ولكن …
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
لا أحد يرفض اتفاق سلام البتة، وليس السؤال أنه مطلوب أم لا؟ لأن الاجابة هي أن إتفاق السلام مطلوب!
السؤال الحقيقي هل هو ممكن أم لا؟ هل (الدعم السريع) يمكن عمليا أن يصدر أوامر لتجمعات المليشيا وللمرتزقة من القناصة الاثيوبيين ومن غرب افريقيا لاخلاء مواقعهم وتسليم أنفسهم للجيش، أو حتى للدعم السريع؟ أكثر الناس سذاجة يعلم أن جزءا من قوة المليشيا مجرد أدوات جريمة وهي تعلم أن قرار التخلص منها تهتم به رؤوس المليشيا أكثر من الجيش ولذلك لن تطيع له أي أمر بالانسحاب.
هل تستطيع رؤوس المليشيا جمع المرتزقة من جنوب السودان في معسكر؟ أم أن يعلمون أن المليشيا التي استخدمتهم ستقتلهم، وأن الأفضل لهم هو اضرام النار في الحدود الجنوبية والاختفاء تحت دخانها؟ هل يتحمل “الدعم السريع” مسئولية التجنيد الذي تم بالاغراء بالمال والنهب بعد خسارته للكوادر القتالية؟ هؤلاء يعيشون في أحشاء المدن واستخدمتهم المليشيا في الاقتحام والتخريب ولا تستطيع إخراجهم.
أعتقد أن المليشيا ترغب -عبر اتفاقية السلام- في تأمين جنودها من الماهرية وعدد محدود من القبائل الاخرى، وهؤلاء لا تتجاوز نسبتهم 10%، وتتنصل من البقية وتدعي أنهم متفلتين أو (كيزان مندسين) لتشويه سمعة الدعم السريع والتي هي مثل (الجنيه الدهب) وغير ذلك من القيح والصديد الإعلامي الذي تعبئه قحت في برطامانات، وتبيعه باعتباره “مربى” وتطلب منك عدم فتحها ولو فتحتها انت (كوز).
المليشيا ومن وراءها يرغبون في تحميل مسئولية التجنيد العشوائي والإجرامي والاقليمي الذي قامت به المليشيا للجيش لتستمر الحرب معهم ويستمر المواطن في دفع الثمن، وتستمر المهددات الأمنية ضد جيران السودان قائمة.
ما هو الحل إذن ما هي المقترحات؟
أولا: من أجل ٱتفاقية السلام، لا بد من الضغط الدولي والاقليمي على المليشيا لتتنازل عن هذه الخطة الشرير باستمرار الحرب عبر فاعلين آخرين، وهذا الضغط للأسف غير موجود، إذن الحل استمرار الضغط العسكري لتحقيق السلام!
ثانيا: لا بد من الشرح للمجتمع الدولي حول طبيعة مليشيا الدعم السريع حاليا، ولا بد من إيقاف التضليل الذي تقوم به قحت على شاكلة “حرب بين جنرالين”، الصحيح أنها حرب بين جيش وشعب من جهة، ومليشيا معها مجموعات مفككة ومتشرذمة من المجرمين والإرهابيين بالاضافة إلى أفراد مرتزقة. هذا الشرح مهم حتى لا تقع أي جهة في وهم أن جلسه بين البرهان وحميدتي وورقة عليها توقيعات وابتسامات بلهاء هي ما سيوقف الحرب.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
بالمنطق.. صلاح الدين عووضه : عجائب!!…
بالمنطق .. صلاح الدين عووضه
عجائب !!
وعجائب هذه الحرب كثيرة..
وربما أكثر من أن تعد أو تحصى..
وقد أشرت إلى العديد منها في كتابي (حكايا الشجرة…في زمن الحرب)..
والذي فرغت من تأليفه – بحمد الله – في فترة هذه الحرب..
وذلك من واقع معايشة لصيقة (من قلب الحدث)..
ولكني أعرض هنا إلى عجيبة
جديدة أذهلتني عقب دخول الجيش إلى منطقتنا..
وتتمثل في تغير فجائي للمواقف بمقدار 180 درجة..
فبعض جيراننا وجلسائنا وأصحابنا كان لديه موقف شديد السلبية تجاه الجيش..
وشديد الإيجابية تجاه قحت ، ورموزها ، ومليشيا الدعم السريع..
وما كانوا يقبلون منا جدلا في ذلك ، ولا نقاشا ، ولا منطقا..
رغم أن ما كان يلحق بنا من أذى – من تلقاء المليشيا – يصيبهم هم أيضا..
ورغم – كذلك – أنهم ما كانوا مستفيدين من موقفهم هذا كحال قيادات قحت..
لا دراهم آل زايد ، ولا دولارات آل دقلو ، ولا وعدا سياسيا عند النصر..
هو محض موقف مبني على كراهية للجيش ؛ هكذا فهمت..
وأعماهم هذا الكره عن رؤية حقائق جلية كضوء النهار..
وهي أن الجيش إذا انهزم كما يزعمون – أو يؤملون – فستحكم البلاد هذه المليشيا..
وعندها يغدون – من واقع المعايشات الراهنة مواطنين من الدرجة الثانية..
أو حتى عبيدا ؛ مذلولين… مقهورين…مضطهدون..
هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس رفضوا تقبلها منا بعناد محير..
المهم أن ينهزم الجيش – والبرهان – ولا شيء من بعد ذلك يهم..
ودخل الجيش منطقتنا على حين غرة..
دخل مع أولى خيوط الفجر ؛ حتى إذا ما انبلج الصبح لم نر أثرا للمليشيا.. فص ملح وذاب في غمضة عين.. وفي غمضة عين ظهر – عوضا عنهم – هؤلاء المراهنون عليهم ليهتفوا للجيش..
ويهتفون لأفراده ملء حناجرهم : ربنا ينصركم…ربنا ينصركم..
وربما يفعل مثلهم أيضا – عند النصر النهائي للجيش – الذين يشايعونهم من أهل قحت..
فكذلك يفعل الكثيرون – كما ينبئنا التأريخ – ممن لا مواقف لهم ، ولا مبادئ ، ولا ضمائر ، ولا وطنية..
وكنت – وأنا أنظر إلى الهاتفين للجيش هؤلاء ممن بدلوا موقفهم 180 درجة – أستحضر مقولة أراها تناسب هذا المشهد..
مقولة : يكاد المريب أن يقول خذوني..
وعجائب !!.