الوطن:
2025-03-10@10:15:49 GMT

رئيس جامعة القاهرة: تكفير المخالفين ليس من الإسلام

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

رئيس جامعة القاهرة: تكفير المخالفين ليس من الإسلام

قال الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، إنه من أخطاء علم العقائد (علم الكلام) تقعيد القواعد وتفريع الفروع، وتكفير المخالفين؛ حتى تحول «الإيمان البسيط» إلى «كهنوت غامض» بعيد عن طابع الإسلام الأول، لصالح منظومات عقائدية متناحرة تدفع الأمة إلى حرب الجميع ضد الجميع.

جاء ذلك خلال كلمته الرئيسية في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، والذي أقيم بمكة المكرمة.

 المشاركة بورقة بحثية 

وشارك الخشت، بورقة بحثية بعنوان «من التنوع المميت إلى التنوع الخلاق»، خلال المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بدعوة من الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام ورئيس هيئة علماء المسلمين ورابطة الجامعات الإسلامية، بمشاركة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ورجال الدين وكبار العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، ومن مختلف دول العالم.

 الفرق الدينية 

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن (الفرقة الدينية) تُطْلَق على الجماعات التي لها موقف عقائدي يميزها عن غيرها، وليس المقصود مذاهب الفقهاء الذين اختلفوا في فروع الفقه مع اتفاقهم على أصول الدين؛ ونحن نرى تعددية الصواب فيما اختلف فيه المسلمون من فروع الفقه قياسًا على إقرار النبي لصواب الفريقين من الصحابة في طريقة تنفيذ أمره: «ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة».

وتابع: إذا كان البعض يزعم أن الأمة الإسلامية قد انقسمت إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة تحديدًا، اعتمادًا على خبر صحته محل اختلاف، فإن استقصاء الفرق في الواقع يكشف أنها تزيد على ذلك أضعافًا مضاعفة، مما يضعف متن هذا الحديث لمخالفته للواقع الفعلي المتحقق في التاريخ من حيث عدد الفرق، موضحًا أنه رغم شهرة «حديث الافتراق»، فإن من العلماء من حكموا بعدم صحته مثل ابن حزم، والشوكاني وابن الوزير.

وأشار إلى أنه من أكبر الأخطاء المميتة لعلم العقائد، تحول التنوع معه إلى تنوع مميت مهلك قائم على التكفير والإقصاء، والفشل فشلًا ذريعًا في الوصول إلى تنوع خلاق، وكيف يمكنه أن يصل لهذا وهو يقوم على التكفير للمخالف، والتبديع لكل من أتى بجديد؟ وأنه لا يوجد أي معيار موحد ومتفق عليه بين علماء الملل والفرق لتقسيم الفرق الإسلامية، وكل منهم له منهجه في تعيين المعيار الذي يستند إليه ويميز به طبيعة الخلافات بين الفرق الإسلامية.

الخلاف ليس رذيلة

وأكد أن الخلاف في حد ذاته ليس رذيلة عند الذين يتمتعون بـ«العقلانية التواصلية»، ويعرفون معنى «العقل المشترك»، لكن الرذيلة الحقيقية هي عدم احترام الرأي الآخر، وعدم الإيمان بالسنة الإلهية الكونية في «التنوع»، وادعاء كل فصيل امتلاك الحقيقة المطلقة، ومن ثم تكفير الآخر، ثم استحلال دمه وماله وعرضه وأرضه، مشيرًا إلى أن المعايير العقائدية يتم توظيفها سياسيًّا في الصراع الدائر قديمًا حول «الإمامة السياسية»، والدائر حديثًا حول «الحاكمية الإلهية».

ودعا إلى غلق صفحة تعارك الفرق العقائدية القديمة، والخروج من حرب الخنادق التي تحصنت بها الفرق المتصارعة منذ فتنة سيدنا عثمان بن عفان وحتى الآن، ونخرج منها نحو رؤية جديدة للعالم نقوم فيها معا ببناء الجسور بين المتنوع والحي منها حتى الآن، إذا كانت لدينا النية والإرادة لتأسيس خطاب ديني جديد يقوم على التنوع الخلاق لا التنوع المميت.

ووجه رئيس جامعة القاهرة، التحية إلى المبادرة الجديدة التي تدعو لبناء الجسور بين المذاهب على أساس من التنوع الخلاق بين  المذاهب، لكنه ليس التنوع المميت على طريقة الأخوة الأعداء، وإنما هو تنوع أعضاء الجسد الواحد، تنوع الجزر التي تربط بينها جسور تقوم على المشترك الديني والإنساني، مضيفا: فلا يجب أن نكون متفقين حتى نعيش في سلام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أصول الدين ابن حزم الأمة الإسلامية الأمير محمد بن سلمان الأمين العام الجامعات الإسلامية الجلسة الختامية الحرمين الشريفين آل سعود أخطاء رئیس جامعة القاهرة

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية ينظم الأسبوع الدعوي السادس للدعوة بكليات جامعة الأزهر

تنظِّم اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية الأسبوع الدعوي السادس للدعوة بكليات جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة بعنوان: «الوعي الفكري والشباب – تحديات وآمال»، في الفترة من الأحد ٩ رمضان 1446هـ الموافق ٩ مارس 2025م إلى الخميس ١٣ رمضان 1446هـ الموافق ١٣ مارس 2025م؛ وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر بتكثيف البرامج والفعاليات الدعوية والتوعوية بما يحقق دور ورسالة الأزهر الدعوية والتوعوية.

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. محمد الجندي، إن هذه الفعاليات تأتي ضمن الجهود التي تنفذها الأمانة العامَّة للَّجنة العليا للدَّعوة بالأزهر الشَّريف والتي تعمل على تنفيذ خطة دعوية توعوية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه: الفكريَّة، والعقديَّة، والاجتماعيَّة، وترسخ منظومة القيم والأخلاق والمثل العليا في المجتمع، مضيفًا أن استراتيجية المجمع ورؤيته في مجال الدعوة، تعمل على  التركيز على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور على اختلاف فئاته وتنوع ثقافاته، وخاصة الشباب، ومناقشة أهم القضايا التي تلامس واقع هذا الجمهور وتشكل جزءًا مهمًا في حياتهم.


من جانبه يوضح د. حسن يحيى الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة، أن الأسبوع الدعوي الحالي موجه إلى الشباب نظرًا لأهميتهم في بناء جيل على وعي تام بما يدور حوله؛ حيث يستهدف الأسبوع الدعوي تنفيذ عدة موضوعات مهمة تتمثل في: الدين وبناء الوعي _ أسس نهضة الفرد والمجتمع، العاشر من رمضان واستشراف المستقبل، القيم والأخلاق ودورهما في توجيه الوعي الإنساني، التاريخ.. عبر وعظات تصنع الوعي، الشباب وصناعة الوعي – طاقات الحاضر وآمال المستقبل، مضيفًا أن الندوات المقرر إقامتها في عدد من كليات جامعة الأزهر تستضيف عدد من أساتذة الجامعة وأعضاء وعلماء مجمع البحوث الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • كبار مفتي الأمة وعلمائها يتبنَّون “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي” ويعتمدون الخطة الإستراتيجية والتنفيذية لـ”وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”
  • رئيس جامعة القاهرة يلتقى سفير أرمينيا بمصر لبحث وتعزيز سبل التعاون المشترك
  • السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!
  • عبد الله بن بيه: بناء جسور التواصل بين المذاهب الإسلامية واجب ديني
  • البحوث الإسلامية ينظم الأسبوع الدعوي السادس للدعوة بكليات جامعة الأزهر
  • رئيس جامعة القاهرة يلتقي سفير أرمينيا بمصر لبحث سبل التعاون
  • كبار العلماء والمفتين من 90 دولة يناقشون “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” بمكة المكرمة
  • مكة المكرمة.. تفاصيل جلسات مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"
  • مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها من جميع المذاهب يجتمعون بمكة المكرمة لتنسيق المواقف وتعزيز الوحدة الإسلامية
  • انطلاق المؤتمر الدولي “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” بنسخته الثانية في مكة المكرمة