ما أسباب المعاصي في رمضان إذا كانت الشياطين مقيدة؟.. علي جمعة: احذر اثنين
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
يثير الاستفهام عن ما أسباب المعاصي في رمضان إذا كانت الشياطين مقيدة؟حيرة الكثير من المسلمين، الذين يقعون في الآثام ويرتكبون الخطايا في هذا الشهر رغم ما فيه من تصفيد للشياطين ، والذي كان من المترتب عليه أن نخرج جميعًا من هذا الشهر وقد فزنا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ، إى أن العجيب أننا لا نزال نرتكب الذنوب بل والكبائر وهذا ما يطرح سؤال : ما أسباب المعاصي في رمضان إذا كانت الشياطين مقيدة ؟، وذلك لأن هذا الشهر الفضيل فرصة لا تعوض وكنوزه ثمينة لا يُعقل التفريط فيها أيًا كانت الأسباب والظروف، من هنا يكثر البحث عن ما أسباب المعاصي في رمضان إذا كانت الشياطين مقيدة لأنه يثير الفضول والعجب والأهمية.
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن المعاصي التي يرتكبها الإنسان قد يكون سببها الشيطان وقد تكون من ضغط الدنيا علينا بإلحاح وشهواتها ورغباتها وقد تكون من النفس الأمارة بالسوء التى بين جنبيك وليست من الشيطان وحده.
وأضاف “جمعة” في إجابته عن سؤال: ( ما أسباب المعاصي في رمضان إذا كانت الشياطين مقيدة ؟)، أن الشياطين تصفد فى شهر رمضان أي تسلسل وتغلغل ولا تستطيع العمل، ومع ذلك يرتكب الناس المعاصي ولذلك فإن سبب المعصية ليس الشيطان وحده ولكن قد يكون للسببين الآخرين السابقين، فهما ليسا مقيدين فى رمضان.
وأوضح الدكتور مجدي عاشور ، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، عن ما أسباب المعاصي في رمضان إذا كانت الشياطين مقيدة ؟، أن الذي يصفد هم شياطين الجن أما شياطين الإنس فهم موجودين ولم يصفوه وهم نوعين الشيطان الذي يكون معك فقد يكون صديق السوء أو النفس البشرية التي بين جنبيك.
وأفاد “عاشور” بأن من شياطين الإنس من هو صائم ومن هم غير صائم ومنهم من يصوم وليس له من صيامه الا الجوع والعطش فتجده مؤذي ولا يتقن العمل ويغتاب الناس ويسب فلان وفلان ، وهناك من العلماء من يقول إن الشياطين تصفد لمن كان صومه صحيحا ويؤدي الصلاة في وقتها ويقيم الليل بنفس مطمئنة ابتغاء مرضات الله ولا يسب أو يرتكب المعاصي .
تصفيد الشياطين في رمضانوبين الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، أن عدم وجود شياطين وجن فى شهر رمضان اختلف فيها العلماء على قولين الأول أن "جميع الشياطين والجن تسلسل فى رمضان، مستدلين بظاهر حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «وتسلسل فيه الشياطين».
وأشار إلى أن هذا الفريق يرى بأن جميع الذنوب والمعاصى التى قد يفعلها المسلمون فى شهر رمضان سببها النفس الأمارة بالسوء وليست من فعل الشياطين، منوهًا بأن الرأى الثانى يرى أن “ليس جميع الشياطين تسلسل فى شهر رمضان وإنما مردة الجن فقط هى من تصفد”.
واستدلوا برواية الإمام أحمد ابن حنبل لحديث رسول الله «تُصَفَّد فيه مَرَدَة الشياطين»، مشيراً إلى أن هذا الفريق ذهب لوجود بعض الشياطين فى شهر رمضان لتبرير أفعال المسلمين الذين يفعلون الذنوب والمعاصى فى هذا الشهر الكريم، مرجحًا الرأى الأول بأن جميع الشياطين تصفد فى رمضان إكرماً من الله تعالى لعباده فى هذا الشهر الفضيل، وأن جميع الذنوب والمعاصى التى يفعلها العباد هى من تأثير النفس الأمارة بالسوء عليهم.
شرح حديث صفدت الشياطينولفت مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أنه فيما رواه البخاري، و مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ».
ونوه «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف ، بأن معنى (صفدت الشياطين ) : قيدت، وجاء في شرح الحديث، أنه كما فضل الله بعض البشر على بعض، فإنه فضل بعض الرسل على بعض، وفضل بعض الأمكنة على بعض، فإنه تعالى فضل – أيضا- بعض الأزمنة على بعض.
واستشهد بما قال تعالى : «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ » الآية 185 من سورة البقرة ، وقال تعالى : «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ» الآية 3 من سورة الدخان، وقال تعالى : «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)» من سورة القدر.
وأضاف أن المكان يشرف ويفضل عادة بما يحل فيه من فضائل وخيرات، ويهبط ويحقر بما يقع فيه من شر وسوءات، كذلك الزمان يعظم بما يقع فيه من عظائم الأمور، ويقل شأنًا بما يقع فيه من محقراتها، فالمكان والزمان ظرفان لما يقع فيهما، ففضل شهر رمضان شرف بإنزال القرآن فيه، وبتشريع عبادة فيه، هي أشبه بعبادة الملائكة، وهي الصوم والإمساك عن الطعام والشراب وكف الشهوات.
وتابع: فإذا أضفنا إلى ذلك فتح أبواب رحمة الرحمن، وزيادة فضله وإكرامه للصائمين، رأينا الفضل الواسع الذي يتفضل الله به على عباده في شهر رمضان، فضل تمكين من العبادة، وتيسير لأدائها، وإبعاد لمعوقاتها، وفضل حصار للمحرمات، وتضييق لمسالكها، وتغليق لمنافذها، وحبس لوسوستها وتزيينها وإغوائها، يتمثل ذلك في فتح أبواب الجنة، وغلق أبواب النار.
واستطرد: وسلسلة الشياطين، ثم التفضل بالإثابة على القليل كثيرًا، والتفضل بالعفو والتسامح والغفران للهفوات "من تطوع بخصلة فيه كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه"، وما يستفاد من الحديث ثلاثة أمور أولها فضل شهر رمضان على سائر الشهور الهجرية الأخرى، وثانيها أن فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، وثالثها تسد فيه نوافذ الشر، وتضيق فيه طرق المعصية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المعاصي في رمضان تصفيد الشياطين في رمضان فى شهر رمضان هذا الشهر یقع فیه على بعض جمیع ا فیه من
إقرأ أيضاً:
التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، أن التقوى هي مفتاح الخير ومغلاق الشر، مستشهدًا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}.
وأوضح أن التقوى تشمل أبعادًا متعددة تجمع بين الإيمان بالله، والعمل بأوامره، والاستعداد للقاء الله يوم القيامة.
مفهوم التقوى كما ورد عن سيدنا علي رضي الله عنه
وأضاف جمعة أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لخَّص مفهوم التقوى بقوله: "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
وأوضح أن هذه العبارة تحتوي على معانٍ عميقة تُجسِّد مفهوم التقوى، حيث تبدأ بالإيمان بالله والخوف منه، الذي يترتب عليه الابتعاد عن المعاصي، ثم الرضا بأقدار الله والعيش بالقليل دون تذمر، وصولًا إلى الاستعداد للحساب يوم القيامة.
أبعاد التقوى: الماضي، الحاضر، والمستقبل
وأشار جمعة إلى أن التقوى تتناول الجوانب الثلاثة الكبرى في حياة الإنسان: الماضي، الحاضر، والمستقبل. ففي الماضي، يُبرز الإيمان بالله كخالق للكون والإنسان، مع التأكيد على التسليم بإرادته، حيث قال: "الإيمان بالله يجيب عن سؤال البشرية المحير: من أين جئنا؟"
وتابع جمعة: "أما الحاضر، فهو يتصل بالعمل بالتكليف الذي أنزله الله، من خلال اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وهذا يشمل الالتزام بالشريعة والرسالة السماوية".
الاستعداد ليوم الرحيل
وفيما يتعلق بالمستقبل، أكد أن الإسلام يوجه الإنسان للإيمان باليوم الآخر والاستعداد ليوم الحساب، لافتًا إلى أن بعض العقائد الأخرى تتبنى مفاهيم خاطئة مثل تناسخ الأرواح أو إنكار القيامة، وهو ما وصفه بالعقائد الفاسدة.
الإيمان والعمل أساس التقوى
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن التقوى تجمع بين الإيمان والعمل، مشيرًا إلى قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}. ودعا إلى التأمل في أبعاد التقوى والعمل بها لتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة.