يشعر محافظو البنوك المركزية بالفخر، فلقد ثبت أن المخاوف التي سادت قبل 12 إلى 18 شهرًا من احتمال انهيار الاقتصاد العالمي نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة لا أساس لها من الصحة، وقد تراجع التضخم دون الزيادة الحادة المتوقعة في البطالة.

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا؛ ترجمته "عربي21"، قالت فيه إنه رغم ذلك فإنه لم ينعكس هذا التحسن في استطلاعات الرأي التي أجراها جو بايدن، حيث إن أداء الولايات المتحدة كان مثيرًا للإعجاب بشكل خاص، مع بقاء النمو قويًّا دون حتى إشارة إلى الركود.

وكان أداء أجزاء أخرى من العالم المتقدم - مثل المملكة المتحدة ومنطقة اليورو - أقل جودة ولكنها أظهرت درجة من المرونة لم تكن متوقعة عندما وصل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا في عام 2022.

وأوضحت الصحيفة أن هناك أحاديث تشير إلى هبوط ناعم، يصاحبه انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع أسعار الأصول. فبعد فترة من الصدمات السلبية؛ تعود الحياة أخيراً إلى طبيعتها، وسيجلب المستقبل عودة إلى الرخاء الناتج عن تسخير التكنولوجيا الجديدة؛ حيث إن وصول الثورة الصناعية الرابعة سوف يكون إيذاناً بعصر ذهبي جديد للرأسمالية الشاملة.

وذكرت الصحيفة أن هذه هي النظرية ويمكن أن يتبين أنها صحيحة في نهاية المطاف. ومع ذلك؛ فإن فكرة وجود هبوط سلس هي فكرة سابقة لأوانها، فهناك الكثير من السيناريوهات المظلمة الكامنة هناك: هبوط صعب للديمقراطية الليبرالية، وهبوط صعب للرأسمالية، وهبوط صعب لكوكب الأرض.

وأفادت الصحيفة بأن كريستالينا جورجييفا هي واحدة من أولئك الذين لديهم نظرة متفائلة للمستقبل، فقد أشارت المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي في كلمة ألقتها في كينغز كوليدج في كامبريدج الأسبوع الماضي إلى أنه في أيام الكساد المظلمة، توقع أحد الخبراء زيادة في مستويات المعيشة بمقدار ثمانية أضعاف في السنوات المائة المقبلة، وهي توقعات جيدة للغاية كما تبين فيما بعد.

وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي إنه مع اتباع السياسات الصحيحة، فيمكن أن تشهد السنوات المائة المقبلة زيادة بمقدار تسعة أضعاف.

ووفق الصحيفة فقد أوضحت جورجيفا سيناريو أقل وردية، حيث كانت مستويات المعيشة أعلى بثلاث مرات فقط في غضون قرن من الزمان عن ما هي عليه الآن. وفي ظل الوضع الراهن، فإن السيناريو الأقل إيجابية الذي تطرحه يبدو أكثر ترجيحاً. في الواقع، على أساس ما حدث منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، فإن الزيادة حتى في مستويات المعيشة بمقدار ثلاثة أضعاف قد تكون بمثابة الدافع وراء ذلك.


ولفتت الصحيفة إلى أنه من بين جميع التهديدات، الأقل أهمية هو التهديد الذي يهيمن على الأسواق المالية: احتمال أن يكون الجزء الأخير من المعركة لخفض التضخم هو الأصعب، ونتيجة لذلك، لا تقوم البنوك المركزية بتأجيل خفض أسعار الفائدة فحسب، بل تتحرك أيضًا بحذر أكبر عندما تقرر التصرف.

وفي هذه الحالة؛ يؤدي احتمال بقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول إلى عمليات بيع مكثفة في سوق الأسهم.

وقد كانت هناك علامات أولية على ذلك في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، عندما أدى التضخم الذي كان أكثر ثباتًا مما كان متوقعًا إلى إثارة المخاوف في "وول ستريت" من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يخفض أسعار الفائدة في حزيران/ يونيو، كما كان متوقعاً؛ حيث إن الانهيار المفاجئ في أسعار الأسهم الأمريكية من شأنه أن يعيد الهبوط الحاد إلى الساحة من جديد.

واعتبرت الصحيفة أن هناك طريقتين يمكن أن تصبح بهما الصين مشكلة؛ الأولى هي انهيار سوق العقارات الذي تجد السلطات أنه من المستحيل مواجهته. وأصبحت علامات التوتر أكثر وضوحًا، مع انخفاض الأسعار بشكل مطرد منذ الصيف الماضي، وتكافح الشركات العقارية من أجل البقاء قادرة على سداد ديونها.

ومن الواضح أن الفقاعة انفجرت، وإذا أدت سوق العقارات المتعثرة إلى إنفاق المستهلكين بحرية أقل ــ وهو ما سيحدث بكل تأكيد ــ فإن أهداف النمو في الصين لن تتحقق إلا من خلال إنتاج وتصدير المزيد من السلع. وقد أثار نجاح البلاد في إنتاج السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة على نطاق واسع بالفعل مخاوف حمائية في أوروبا، في الوقت الذي تعتبر فيه العلاقات بين واشنطن وبكين سيئة بالفعل، ويشكل المزيد من تجزئة الاقتصاد العالمي خطرًا واضحًا.

ونسبت الصحيفة إلى جورجييفا قولها: "إن العالم المجزأ سيكون أكثر فقرًا وأقل أمانًا. إننا نرى المأساة الإنسانية المستمرة الناجمة عن حرب روسيا في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وغزة ــ وهناك العديد من المأساة التي لا تتصدر عناوين الأخبار في كثير من الأحيان. وتقوم العديد من الدول الآن بإلغاء التخفيضات في الإنفاق العسكري التي تم إجراؤها بعد نهاية الحرب الباردة. لقد ذهب "عائد السلام"؛ وقد يكون “السلام الطويل” في خطر”.

وما لم تقله جورجييفا هو أن الحرب في أوكرانيا تسير بشكل سيئ من وجهة نظر، فقد أصبحت لروسيا اليد العليا الآن، وفي غياب المساعدات العسكرية الأمريكية السريعة والواسعة النطاق لكييف، فلسوف تستمر في القيام بذلك.

ويطغى على كل التهديدات الأخرى خطر الهبوط الحاد الناجم عن حالة الطوارئ المناخية. وعلى حد تعبير الخبير الاقتصادي جيمس ميدواي مؤخرًا، فإننا ننتقل من عالم حيث تستطيع الرأسمالية أن تفرض نفسها على الكوكب إلى عالم تفرض فيه الطبيعة نفسها على الرأسمالية.

ونوهت الصحيفة إلى أن نموذج العولمة طويل حيث إن سلاسل التوريد التي ربط النظام المالي من خلالها الإنتاج المنخفض التكلفة في جزء من العالم بالمستهلكين الأغنياء في جزء آخر من العالم تتفكك الآن، جزئياً نتيجة للتفتت وجزئياً نتيجة للعواقب البيئية المترتبة على هذا النموذج.

واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن  السيناريو الكارثي قد لا يحدث ولكن كل الاحتمالات ممكنة، فقد تتجلى رؤية جورجييفا للتعددية في القرن الحادي والعشرين، حيث تؤدي روح التعاون المتجددة إلى التقدم في معالجة القضايا التي لا حدود لها مثل الاحتباس الحراري. وقد يكون هناك تكرار لزيادة الاستثمار والسياسات الاقتصادية التوسعية التي أدت إلى نمو أسرع وتقليص عدم المساواة بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تكون هناك صفقة عالمية جديدة تحويلية خضراء.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الاقتصاد التضخم المالية التضخم المال الفقر الاقتصاد المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار الفائدة حیث إن

إقرأ أيضاً:

نصائح ذهبية لتقوية جهازك المناعي في الشتاء.. تعرف عليها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتزايد الأمراض الموسمية بشكل ملحوظ في فصل الشتاء بسبب عدة عوامل بيئية وسلوكية تؤثر على صحة الإنسان ما يتطلب تعزيز المناعة لمواجهة مخاطر العدوى، وهذا الشتاء يشهد العالم ما يسمى بـالوباء الرباعي مع انتشار الإنفلونزا وكوفيد-19 وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي وعدوى فيروس نورو.

ولمجابهة هذه المخاطر ينصح الخبراء الصحيون بتعزيز الجهاز المناعي من خلال ضمان الحصول على المزيد من فيتامين C من النظام الغذائي، وفقا لما نشرته مجلة ميرور.

ويعد هذا العنصر الغذائي أساسيا في عملية شفاء الجسم حيث يساعد على حماية الخلايا وعلى عكس الاعتقاد الشائع و ليست الحمضيات هي المصدر الوحيد أو حتى الأفضل لفيتامين C فالفلفل الحلو على سبيل المثال يحتوي على تركيز أعلى من فيتامين C والذى يمثل 80.4 مغ من فيتامين C لكل 100 غ متفوقا على الليمون الذي يحتوي على 53 مغ فقط لنفس الوزن.

وهذه القائمة الكاملة بالأطعمة التي تحتوي على كميات كافية من فيتامين C والتي وعند دمجها مع نظام غذائي يحتوي أيضا على فيتامين D والزنك والبوتاسيوم يمكن أن تعزز من المناعة في موسم البرد.

وتعد المصادر الرئيسية لفيتامين C: هى الفلفل الحلو وهو يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن بما في ذلك فيتامين C وهو من أغنى المصادر الغذائية لهذا العنصر الغذائي الضروري رغم أنه غالبا ما يتم تجاهله.

والبروكلي: فايحتوي كل  100غ من البروكلي على 89.2 مغ من فيتامين C ويمكن تناوله نيئا أو مطهيا لتستفيد من فوائده.

كما يحتوي كل 100غ من الليمون على 53 مغ من فيتامين C، لذا يمكنك إضافته إلى نظامك الغذائي سواء في الأطباق الحلوة أو المالحة في هذا الشتاء لمكافحة الفيروسات.

الغريب فروت وهو يعد من الفواكه الغنية بفيتامين C حيث تمنحنا 100غ منه نحو 31.2 مغ من الفيتامين ويتمتع الغريب فروت بمذاق حلو وحامض ومر بنفس الوقت، ما يجعل تناوله على شكل عصير أو استخدامه في إعداد الحلويات أفضل خيار للاستفادة من خصائصه.

بالاضافة الى ملفوف بروكسل والذى ينتمي  إلى عائلة الكرنب أو الملفوف وتحتوي 100غ من ملفوف بروكسل على 85 مغ من فيتامين C ويفضل طهيه بالبخار للاستفادة بأكبر قدر من الفيتامين ومن مادة السولفورافين المضادة للجراثيم.

مقالات مشابهة

  • بعد سيطرة الجيش السوداني عليها.. ماذا تعرف عن قاعدة الزرق؟
  • كلمات عامية اقتحمت اللغة الإنجليزية في 2024.. تعرف عليها
  • مفاوضات غزة – تفاصيل الملفات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن
  • أفضل 10 أعشاب للتصدى لمرض السكري.. تعرف عليها
  • 4 خطوات للاستعلام عن المخالفات المرورية.. تعرف عليها
  • قرابة غير متوقعة.. ما الذي يجمع نسمة محجوب وساندي بـ ممدوح عبدالعليم؟
  • نصائح ذهبية لتقوية جهازك المناعي في الشتاء.. تعرف عليها
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • 9 طرق لرفع ضغط الدم المنخفض.. تعرف عليها
  • فائدة جديدة للقهوة.. تعرف عليها