بعد أكثر من ١٠٠ عام على وفاتها: كيف ألهمت مذكرات السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان العالم ثقافيًا؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
رصد– أثير
إعداد: جميلة العبرية
صادف يوم ٢٩ فبراير ٢٠٢٤م مرور ١٠٠ عام على وفاة السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان البوسعيدية التي ولدت في ١٨٤٤م وتوفيت في١٩٢٤م، وعُرِفت عبر المذكرات التي خطتها أثناء حياتها، وقام الباحثون والكتاب والأدباء بتوثيقها كلٌ حسب مجاله.
تركت السيدة سالمة البوسعيدية إرثًا ثقافيًّا فريدًا تمثل في كتابها ذائع الصيت والمعروف بـ (مذكرات أميرة عربية) الذي استغرقت في كتابةأجزائه الثلاثة ٣٨ عامًا في أماكن مختلفة، بين ألمانيا، ويافا، والقدس، وبيروت، وذلك منذ عام ١٨٧٦م وحتى عام ١٩١٤م لتحوز السبق كأولسيرة شخصية لامرأة عربية.
دفع صدور المذكرات العديد من المترجمين والمثقفين من مختلف الجنسيات إلى المبادرة في ترجمتها إلى لغات مختلفة، وألهمت العديد منالمبدعين، لتولد من رحمها أعمالٌ إبداعية تعكس قصتها في ظل الإمبراطورية العمانية التي اتخذت من زنجبار عاصمة لها.
“أثير” تقدم تتبعًا زمنيًا للمنجز الثقافي والإبداعي الذي واكب وتبع صدور ( مذكرات أميرة عربية) منذ عام ١٨٨٦م ، والذي يشمل ترجمةالمذكرات بلغات مختلفة، والأعمال الأدبية، والصناعات الإبداعية المرتبطة:
أولًا، الترجمات:
– ١٨٨٦ : صدرت مذكرات أميرة عربية للسيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان رسميا باللغة الألمانية في برلين في أربع طبعات خلال عام واحد.
٢. ١٨٨٨ : صدرت الطبعة الإنجليزية الأولى للمذكرات (وتُعرف بطبعة لندن) للناشر Ward&Downey في لندن.
٣. ١٨٨٨: صدرت الطبعة الإنجليزية الأمريكية الثانية للمذكرات للناشر Appleton في نيويورك.
٤. ١٩٠٥: صدرت النسخة الفرنسية المترجمة عن طبعة اللغة الإنجليزية عن دار النشر Dujalrric & Cie في باريس.
٥. ١٩٠٧: صدرت الطبعة الإنجليزية الثانية في نيويورك عن دار النشر Doubleday , Page & Company
٦. ١٩٨١: صدرت طبعات إنجليزية متعددة للمذكرات، أبرزها طبعة منشورات East-West لندن.
٧. ١٩٨٥: صدرت أول ترجمة عربية للمذكرات عن اللغة الإنجليزية، نشرتها وزارة التراث القومي والثقافة العُمانية آنذاك، قام بترجمتهاالدكتور العراقي عبد المجيد القيسي.
٨. ١٩٨٩: أعادت الباحثة الألمانية البروفيسورة Annegret Nippa نشر المذكرات باللغة الألمانية الحديثة مع بعض التعديلات التياشترطتها دار النشر حينها.
٩. ١٩٩١: صدرت طبعة جديدة من المذكرات باللغة الفرنسية ونشرت في باريس.
١٠. ١٩٩٣: كحدث بالغ الأهمية نشر الباحث الهولندي E. Van Donzel عن الدار الهولندية المعروفة Brill جميع نصوص السيدة سالمةالأربعة باللغة الإنجليزية لأول مرة بعنوان:
An Arabian Princess Between Two Worlds
١١. ١٩٩٥: صدرت الترجمة الهولندية بالاعتماد على النسخة الألمانية المحدثة بترجمة Tink .Davids
١٢. ١٩٩٩: قام السفير الألماني الأسبق Heinz Schneppen في تنزانيا بنشر الجزء الثاني من المذكرات ( رسائل إلى الوطن ) باللغةالألمانية عن دار النشر الألمانية Philo
١٣. ٢٠٠٢: صدرت الترجمة العربية الثانية والمعتمدة من النص الأصلي باللغة الألمانية عن منشورات الجمل بترجمة الدكتورة العراقية سالمةصالح.
١٤. ٢٠٠٤: أول ترجمة إسبانية للمذكرات للمترجمة Carles Andreu Saburit ونشرتها Alba Editorial.
١٥. ٢٠١٢: صدرت الترجمة العربية الثالثة للمذكرات معتمدة على طبعة نيويورك الثانية، وترجمها محمد سيد عبد الرحيم، ونشرتها مكتبةبيروت.
١٦. ٢٠١٦: نشر د. زاهر الهنائي الترجمة العربية الأولى للجزء الثاني من المذكرات (رسائل إلى الوطن) بالاعتماد على ترجمة السفيرالألماني الأسبق في تنزانيا Heinz Schneppen
١٧. ٢٠١٧: نشر د. زاهر الهنائي الترجمة العربية الأولى للجزء الثالث من المذكرات تحت اسم (تكملة المذكرات) عن المخطوطة الألمانية.
١٨. ٢٠٢٠: أصدرت ريهام سالم ترجمتها العربية للجزء الثاني من المذكرات عن الألمانية بعنوان (مكاتيب إلى الوطن) ونشرتها دار الحكمةفي لندن.
١٩. ٢٠٢١: أصدر د. زاهر الهنائي الترجمة العربية الرابعة للمذكرات، معتمدا على النسخة النادرة من الطبعة الألمانية الأولى للمذكراتوالمحفوظة بمكتبة المعهد الهولندي للشرق الأدنى NINO لتعد هذه الترجمة الأكثر دقة وشمولية.
٢٠. ٢٠٢٢: حفيدة السيدة سالمة Andrea Emily Stumpf تصدر نسخة إنجليزية مترجمة عن الألمانية للمذكرات في واشنطن.
٢١. ٢٠٢٣: حفيدة السيدة سالمة Andrea Emily Stumpf تصدر نسخة إنجليزية مترجمة عن الألمانية للجزء الثاني من المذكرات(رسائل إلى الوطن) في واشنطن.
٢٢. ٢٠٢٣: Gisela Vogler Fiesser تصدر أحدث ترجمة إنجليزية عن الألمانية للمذكرات والرسائل نشرتها دار NOMAD
٢٣. ٢٠٢٣: نشر د. زاهر الهنائي الطبعة الثالثة من الجزء الثاني من المذكرات (رسائل إلى الوطن) عن منشورات الجمل.
ثانيا: أعمال أدبية وإعلامية تأثرت بالمذكرات
١. ١٨٨٦ نشرت الصحف الأوروبية إعلانات صدور الطبعة الثالثة من المذكرات مع مقالات متعددة ومراجعات.
٢. ١٩٥٧: رواية ( طلاب الكلية الحربية ) للروائي إرنست فون سالمون.
٣. ١٩٨٢:الرواية الإنجليزية (ريح التجارة) لماري إم كيه ثم ترجمت إلى الألمانية بعنوان (جزيرة في العاصفة).
٤. ٢٠٠٨: رواية زنجبار بلوز Sansibar Blues، أو كيف اكتشفت ليفينغستون) للروائي هانس كريستوف بوخ.
٥. ٢٠١٠: الروائية الألمانية Nicole C. Vosseler تصدر روايتها المستلهمة من المذكرات بعنوان (نجوم على زنجبار).
٦. ٢٠١٣: أصدر الروائي السويسري لوكاس هارتمان رواية باسم «وداعًا زنجبار» مستلهما أحداث الرواية من المذكرات وقد صدرت عندار النشر السويسرية Diogenes
٧. منذ ٢٠١٥: نشر الدكتور زاهر الهنائي مقالات متخصصة سلطت الضوء على الموروث الثقافي للسيدة سالمة وبعض من جوانب حياتهاالشخصية وذلك في مجلة نزوى وعدد من الجرائد العمانية.
٨. ٢٠١٦: رواية ( Wie ich die Prinzessin von Sansibar suchte ) للكاتب والرحالة الألماني فولف أولريش كروب.
٩. ٢٠١٨: ترجمت المترجمة المصرية نيفين فائق الرواية السويسرية «وداعًا زنجبار» إلى العربية عن منشورات الجمل
١٠. ٢٠٢٣: حفيدة السيد سالمة Andrea Emily Stumpf تطلق مدونة رقمية باسم السيدة باللغة الإنجليزية.
ثالثًا: الصناعات الإبداعية
١. الفيلم الوثائقي “أميرة زنجبار”
في عام ٢٠٠٧ أنتجت المخرجة Tink Diaz بالتعاون مع قناتي NDR وarte فيلمًا وثائقيا باللغة الألمانية حول قصة السيدة سالمة معتمدةفيها على ما ورد من أحداث في مذكراتها الشخصية، واسم الفيلم بالألمانية Die Pronzessin von Sansibar
٢. شارع ((Emily Rute))
في مارس ٢٠١٩م أقرّت اللجنة المَحلّية في هامبورج بألمانيا Barmbek- Uhlenhorst- Hohenfelde- Dulsberg تسمية جزء منشارع Leo-Leitikow باسم Emily Rute (الاسم الألماني للسيدة سالمة بنت السلطان سعيد بن سلطان ١٨٤٤–١٩٢٤)، تكريمًا لذكرىالسيدة التي عاشت في مدينة هامبورج، ليكون الشارع مكانا للتواصل والالتقاء بين مختلف البشر، ليتحاوروا فيما بينهم ويبنوا –تماما مثلماصنعت سالمة– جسورا بين الثقافات والأجيال.
٣. المعارض الدائمة لتاريخ السيدة:
تعرض اليوم مقتنيات السيدة سالمة في غرف عرض مخصصة في مؤسسات ثقافية عبر ثلاث قارات، ففي آسيا خصص المتحف الوطنيالعماني ركنا عرض فيه بعض ما تركت السيدة سالمة، أما في أوروبا فقد احتفظت مكتبة المعهد الهولندي للشرق الأدنى NINO ببعضمتعلقاتها الشخصية بالإضافة إلى النسخة الأصلية للمذكرات، وفي أفريقيا مسقط رأس السيدة أقيم متحف باسمها في جزيرة زنجباربالإضافة إلى غرفة عرض مخصصة لها في بيت الساحل (متحف زنجبار).
٤. منتجات مبتكرة:
في عام ٢٠٢١م ابتكر ناصر بن أحمد الراشدي بطاقة بريدية بالإضافة إلى كتاب فاخر جمع فيه مقولات اقتبسها من نصوص كتاب(مذكرات أميرة عربية) تحت عنوان “سلام وتسليم وألف محبة” وقد كان هذا العنوان من توقيعها الخاص في رسالتها إلى ولدها سعيد.
٥. أول عطر من وحي المذكرات:
في عام ٢٠٢٢م، أنتجت العلامة التجارية العمانية MTONI العطر الأول من مجموعة Memoiren تحت اسم Highness والذي استلهممن إحدى قصص الأميرات التي وقعت أحداثها في قصر المتوني كما وردت في مذكرات السيدة سالمة.
وما يزال هذا الموروث الثقافي للسيدة سالمة والمتمثل في مذكراتها غنيًّا بالقصص والحكايات والمواقف الملهمة للمبدعين والأدباء والمثقفين،والتي تنتظر أن تحول يوما ما إلى صناعات إبداعية، تحمل روح وهوية الإمبراطورية العمانية الضاربة في عمق التاريخ.
يُذكر أن “أثير” قد نشرت موضوعات سابقة عن الأميرة العمانية كما هي في الآتي:
١–الأميرة التي هربت من أجل الحب
https://wp.me/p79tO1-2kd
٢–الأميرة العمانية التي هربت إلى ألمانيا
https://wp.me/p79tO1-20rH
*مرجع الموضوع:
مقدمة مذكرات اميرة عربية ، ترجمة د.زاهر الهنائي منشورات دار الجمل. ٢٠٢١
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الترجمة العربیة رسائل إلى الوطن سعید بن سلطان عن الألمانیة دار النشر
إقرأ أيضاً:
مذكرات امرأة
وداد الإسطنبولي
ظاهرة صحية تتجسد في الأشخاص الذين لا يستطيعون ذكرك إلا بطريقة لاذعة أو يختارون طرقاً متعرجة ليبثوا ما في دواخلهم بطريقة عكسية يكاد يتأثر بها الآخرون، ويحلِّقون حولك وكأنك طفلٌ صغيرٌ تحتاج إلى الرعاية أو كمن يقف بجانبك دون أن تدري إن كان سيقف معك أو ضدك.. لا أدري لماذا الشكر أصبح من طرف اللسان دون أن تشعر بمذاق حلاوته؟ أو يلمس شيئاً بداخلك! ولماذا لا يعبِّر الآخرون بصدق عن فرحتهم لك وهم يعلمون أن الخطوة لا تأتي هكذا "باردة مبردة" كما يقولون وإنما بعد جهد جهيد، لا أدري لماذا نتفاجأ بالأشخاص الذين نكن لهم أثرا طيبا في أرواحنا حين يتركون أثرا سيئاً لا يُمحى في أرواحنا!
ماذا نقول لهم؟
مسيرة حياتنا متقلبة وخطواتنا وإن كانت صغيرة فهي تُحاول العبور كما عبرت سلفا، والنهوض كما نهضتم، وتحلق للتحقيق والتحليق كما كنتم محلقين في سماء الإبهار، لا أحد يشبه أحدا ولا نُخفي أنَّ الاختلاف يصنع التجديد؛ فلماذا نضم كفوفنا ولا نبسطها للآخرين لتُنير دربهم ونأخذ بيدهم ونكون بجوار بعض لتتفانى تلك الروح العطشى في نفوسهم للوصول إلى القمم.
ولنرجع بكم للوراء لتتذكروا دروبكم التي لم تفرش بالورد فلا بد أن الأشواك أحاطت بكم أيضاً وجاهدتم للصمود.
فهل نعيد ترتيب أولوياتنا؟ فهذه الرسائل ربما مؤشرات لترتيب مساراتنا؛ فلا شيء يأتي صدفة أو هباء، وإنما صفحات مكتوبة ومعلومة ليحيكها القدر؛ ليعلمنا شيئا لم نكن ندركه.
الحياة صغيرة، نهايتها حفرة عميقة، فهل تريد أن تختفي فيها دون أثر! لماذا لا تملأها حبورا، وتكمل تلك الفراغات بومضات لامعة؟
كلما زادت تلك الظاهرة الصحية تأكد لن تكون إلا مرآة عاكسة لنهوض الطموح، تشعل روح التحدي في دواخل نفسٍ لن تخمد، وستفك القيود للركض بسرعة نحو المبتغى، وسيكون الآخر ممتناً لك دائماً، فاستعد لتلقي تلك الرسائل التي لا تهاجم إلا الشجرة المُثمرة، فالتجارب تُعلم النضج؛ لكي لا يكون الآخر تلميذًا لأحد، فنحن لا نُخلد، ولكن نبحث عن الأثر الخالد.
رابط مختصر