ما لم تفهمه كثير من القوى السياسية في تاريخ السودان
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
ما لم تفهمه كثير من القوى السياسية في تاريخ السودان هو أن للصراع السياسي حدود يجب أن يتوقف عندها، وهذه الحدود تتصل بمبدأ السيادة الوطنية والأمن القومي للوطن ووجود الدولة، ومن غير المتوقع أن يكون هناك استقرار سياسي لأي دولة وفيها قوى سياسية تنشط لتقويض السيادة الوطنية وتعزيز التدخل الخارجي، أو تمارس السياسة وتخوض الصراعات متجاهلة ضروريات الأمن القومي فتتحالف مع من يحقق لها مصلحتها سواء كان دولة معتدية أو محور شرير، أو تدفع الصراع لحدوده القصوى مهددة وجود الدولة نفسها وبدون انتباه للمخاطر الكبيرة وراء ذلك، وهذا بالضبط ما حدث قبل الحرب.
#السيادة_الوطنية
هشام عثمان الشواني
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الخرائط المتصدعة: مؤتمر لندن وانكشاف الانقسام العربي حول السودان
د. حسام طه المجمر
انتهى مؤتمر لندن حول السودان، الذي عُقد على أمل دفع مسار السلام في بلد تمزقه الحرب، دون التوصل إلى بيان مشترك، ما مثّل خيبة أمل كبيرة للآمال المعلّقة عليه. وقد كشفت الخلافات العلنية بين مصر والسعودية والإمارات حجم الانقسامات بين القوى الإقليمية المؤثرة، والتي تُعد من أبرز العوائق أمام تحقيق سلام حقيقي في السودان.
استمر الجدل حول صياغة البيان الختامي طوال اليوم، إذ فشلت هذه الدول الثلاث في الاتفاق على صيغة موحّدة، مما أظهر بوضوح كيف بات التنافس الإقليمي يُعطّل أي مسار جاد لإنهاء الحرب.
المؤسف أن بعض الأنظمة غير الديمقراطية في المنطقة، رغم ادعائها دعم السلام، لا تزال تقدم الدعم لطرف معين على حساب آخر، مما يطيل أمد الحرب ويضاعف من معاناة المدنيين السودانيين. فبينما تنشغل العواصم الإقليمية بلعبة النفوذ، يدفع الشعب السوداني الثمن من دمه، وقوت يومه، ومستقبله.
مرة أخرى، تُهمَّش تطلعات السودانيين نحو الديمقراطية، وتُختزل الأزمة في صراعات نفوذ خارجي. لكن يبقى من واجبنا نحن، السودانيين، أن نتقدم الصفوف ونتحمل مسؤولية إنهاء الحرب، فهو الطريق الوحيد للحفاظ على وحدة البلاد وإنقاذ ما تبقى من كرامة وحقوق.
إن بناء سودان جديد لن يتحقق إلا عبر حكومة ديمقراطية ومؤسسات وطنية قوية، تعبّر عن إرادة الشعب وتخضع للمساءلة. فقط عندها يمكن إقناع القوى الإقليمية والدولية بأن مصالحها الحقيقية تكمن في سودان مستقر ومزدهر، لا في دعم أطراف متصارعة تمزق البلاد.
الارتهان لصراعات الخارج لن يجلب سوى المزيد من الألم والانقسام. السلام لن يأتي إلا بإرادتنا، والاستقرار لن يُكتب لنا إلا عندما نكون أصحاب القرار في مصيرنا.
dr.elmugamar@gmail.com