كشف الباحث طه حسين الجوهرى ، باحث فى التاريخ الحديث والمعاصر، وصاحب عدد من المؤلفات للحملة الفرنسية على مصر، عن حقائق وخبايا لم تذكرها الكتب والمراجع التى تحدثت عن معارك الحملة الفرنسية فى صعيد مصر، وخاصة معركة البارود التى أصبحت عيداً قومياً لمحافظة قنا فيما بعد، بعدما حقق أبناء قنا بمساعدة من القوات الحجازية انتصاراً ساحقاً على الحملة الفرنسية، انتهى بتدمير كافة سفن الحملة وقتل جنودها، واعتبار هذه المعركة بداية الإنهيار الفعلى للحملة الفرنسية على مصر، حيث أكد أن المقاومة ضد الحملة كان لها قائد لم تكشف الكثير من الكتابات التى تحدثت عن معركة البارود.

 

الجبرتى مؤرخ قاهرى بامتياز

 

أكد الدكتور طه حسين الجوهرى، باحث فى التاريخ الحديث والمعاصر، تلاحظ وجود صعوبة شديدة من قبل المتخصصين فى التاريخ الحديث والمعاصر، المتطرقين لتاريخ الحملة الفرنسية، فى اختراق تاريخ الحملة فى صعيد مصر، كون الكثير منهم اعتمد على الجبرتى كمرجعية أولى للحملة الفرنسية فى مصر، فى حين أن الواقع يؤكد أو يصنف الجبرتى كمؤرخ قاهرى بامتياز، قد يكون مقصوداً أو غير مقصود من شخصية الجبرتى، لكن نلتمس له العذر فى صعوبة التنقل وبعد المسافات وعدم وجود وسائل للتواصل للتنقل بسهولة ويسر، وعدم توافر وسائل المواصلات، كما هو الآن للانتقال إلى مواقع الأحداث بسهولة ويسر.

 

يسمونها الأسطورة وتحب مناداتها بـ"المعلمة".. أنسة الخطيب صعيدية تعيش بجلباب الرجال منذ 50 عامًا أرملة منذ 17عاماً.. الأم المثالية بقنا: ربيت عيالي من ايراد مكنة الخياطة

 

وتابع الجوهرى، بأن الجبرتى اعتمد على أذنه فيما يحدث من أخبار الصعيد، من خلال الذاهبين للتجارة أو ممن لهم مصالح، فكانت كتاباته بعيدة تماماً عما يحدث فى صعيد مصر، لبعد المسافة بين القاهرة وصعيد مصر، ما جعل كتاباته عن الحملة الفرنسية فى الصعيد ينقصها الكثير من الحقائق التى لا يمكن إغفالها، وهو ما تأكد حديثاً باكتشاف مخطوطة فى غاية الأهمية، تركز الضوء على أحداث الصعيد ، لمؤرخ يمنى يسمى لطف الله جحاف، حققها الدكتور مصطفى السيد سالم، فى كتاب جميل حمل اسم نصوص يمنية، يكمل ما سقط عن الجبرتى فى تاريخ الصعيد ومقاومة الحملة فى صعيد مصر.

 

الشيخ الجيلانى هو قائد معركة البارود

 

واستطرد الجوهرى، بأن المشكلة الرئيسة لمعظم المؤرخين والباحثين فى تاريخ الحملة الفرنسية على صعيد مصر، الاتجاه للأرشيف الفرنسية أو الاعتماد على الجبرتى، وعدم سماع وجهة النظر العثمانية، فكان لابد أن نذهب للأرشيف العثمانى والدولة صاحبة السيادة على مصر فى هذه الفترة، ونبحث عما كتب عن الصعيد فكان لابد من التوجه للأرشيف العثمانى كانت مفاجئة كبيرة بالنسبة لى، وجود 14 وثيقة تتحدث عن قيادات الصعيد والقائد الأكبر للمقاومة فى الصعيد وهو الشيخ محمد الجيلانى السباعى الهاشمى، وهو من الأشراف المغاربة، شخصية نسيها التاريخ تماماً، رغم أنه لعب دوراً مؤثراً فى العصر الحديث، لدرجة أن مؤرخى هذه الفترة يقولون بأنه مجدد القرن الثامن عشر، كلمة ترددت على لسان الكثير من العلماء فى هذه الفترة، وبالبحث عن شخصية الجيلانى لم نجد فى كتاب الجبرتى إلا سطور قليلة، وهو حال معظم المؤرخين الذين لم يتحدثوا إلا بأسطر قليلة جداً باستثناء لطف الله جحاف.

 

وأضاف الباحث فى التاريخ الحديث والمعاصر، بأنه بالنبش فى الأوراق والاتجاه للمكاتبات الرسمية سواء فى الأرشيف العثمانى، ودار الخزانة الحسنية فى المغرب، وجدنا تلميذ للشيخ الجيلانى، كتب عنه:" أنه شخصية عم صيتها الآفاق، وأنه من علماء المسلمين الذين كان لهم دور كبير، كما أنه ذهب من المغرب إلى الحجاز لكى يكون مجاوراً للحرم المكى، وكان يدرس فى الحرم، لدرجة أن كان يصعب عليه الذهاب إلى صلاة المسجد والرجوع منها من كثرة التهافت عليه"، وبالتقصى والبحث عنه فى أكثر من قرية فى صعيد مصر، ولقاء أحفاد من عاصروا الرجل وبعض المثقفين، وجدنا عدد نادر وبسيط ممن يتحدث عن الرجل، لكن اتفق الجميع على أن الرجل  كان فى عمر الثمانين أو التسعين عندما جاء مجاهدا ضد الحملة الفرنسية.

 

المهدى المنتظر

 

وأشار إلى أن بعض الكتابات التى تحدثت عن الشيخ الجيلانى، أفادت بأن الرجل، جاء بمقاومة عشوائية وغير منظمة، فى حين أن الأرشيف العثمانى، يثبت بأن الرجل كان مدفوعاً ومشرفاً عليه من قبل السلطنة العثمانية ولها دلائل تؤكدها بأن شريف مكه دعمه بالسلاح، ووفر له السفن التى جاء بها من الحجاز إلى ميناء القصير لكى يقود المقاومة، فضلاً عن معسكر للتدريب فى أطراف المدينة المنورة، تحت إشراف الشريف غالب الذى لعب دوراً سياسياً بذكاء، ووصل بسبعة آلاف مقاتل من الحجاز، إلى مصر وقادر معركة البارود، فبجانب أن الرجل كان شخصية دينية حكيمة جعلت البعض يعتبره المهدى المنتظر، كان قائداً محنكاً استطاع قيادة وتوحيد جهود أبناء الحجاز والبلدان العربية مع أبناء قنا، لتحقيق نصر مؤزر كان سببا رئيساً فى القضاء على الأحلام الاستعمارية للحملة الفرنسية.

 
وطالب الجوهرى، المؤرخين والباحثين، عدم الاعتماد بشكل كلى على كتابات الغازى أو المستعمر فى الحديث عن أحداث الصعيد، فالمراجع الفرنسية تحاول التقليل من الآثار النفسية لهزيمة البارود والإدعاء بأن الجنود هم من أشعلوا النيران فى سفينة القيادة، فى حين أن كافة الفرنسيين المشاركين فى المعركة، تم إبادتهم بالكامل، مضيفاً بأن الحملة الفرنسية مازالت حقلاً بكراً ينتظر من يخرج هذه الثمار، إذا بحثنا فى الأرشيف العثمانى أو الفرنسي، يوجد به الكثير من الخبايا التى تحتاج الكشف عنها.


 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا الحملة الفرنسية صعيد مصر الجبرتي القاهرة المهدي المنتظر الحملة الفرنسیة فى صعید مصر الکثیر من أن الرجل

إقرأ أيضاً:

نائب: ثورة 30 يونيو أطلقت شرارة معركة البناء والتنمية

قال المهندس أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، عضو الأمانة المركزية بحزب مستقبل وطن، إن ثورة 30 يونيو المجيدة كتبت تاريخ جديد للدولة المصرية بعدما أنقذت مصر من براثن الإرهاب والتطرف وأسقطت حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي لا تعترف بالأوطان وأرادت تشويه الهوية الوطنية المصرية لتحقيق أغراضها وأجندتها الخاصة.

وأضاف عثمان، في تصريح له، اليوم الأحد، أن الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو تأتي اليوم في ظل تحديات كبيرة تواجهها الدولة المصرية، ونستلهم منها الإصرار والعزيمة والإرادة والعمل الجاد من أجل استمرار عملية البناء والتنمية وتدشين الجمهورية الجديدة.

ولفت إلى أن ثورة 30 يونيو أعادت الاستقرار والأمن والأمان للبلاد بعد فترة تعرضت فيها مصر لحالة من الفوضى وعدم الاستقرار والتهديد والوعيد من جماعة الإخوان للشعب المصري إلا أنه بالإرادة الشعبية القوية وانحياز القوات المسلحة للشعب استطاع المصريون إسقاط حكم الإخوان وكتبوا نهاية جماعة متطرفة تاجرت بالدين ورفعت شعارات وأكاذيب للوصول إلى السلطة وتحقيق أغراضها الخاصة.

وثمن النائب أحمد عثمان كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو، وقوله إن مصر - رغم التحديات - تمضى على طريق التنمية والنهضة، مشيدا بكلمة الرئيس للمصريين، والتي قال فيها: "إلى كل رجل مصرى وسيدة مصرية، يتحملون مشاق الحياة وارتفاع الأسعار، خلال الفترة الأخيرة من أجل توفير الحياة الطيبة لأبنائهم، أتوجه بالحديث إلى المكافحين الشرفاء من أبناء شعب مصر العظيم على اتساع الوطن.. إننى أعلم بشكل كامل حجم المعاناة، وأؤكد لكم أن شغلى الشاغل والأولوية القصوى للحكومة الجديدة هو تخفيف تلك المعاناة وإيجاد مزيد من فرص العمل وبناء مستقبل أفضل لجميع أبناء مصر الكرام"، مؤكداً أن الرئيس يشعر بهموم المواطنين ويحرص على توفير حياة كريمة لهم وتخفيف معاناتهم.

مقالات مشابهة

  • من معركة إلى قتال: تغيير في سياسة إسرائيل ضد غزة
  • “زورق طوفان المدمر”..القوات المسلحة اليمنية تكشف عن سلاح جديد لديها / شاهد
  • برلماني: ثورة 30 يونيو أطلقت شرارة معركة البناء والتنمية
  • نائب: ثورة 30 يونيو أطلقت شرارة معركة البناء والتنمية
  • 30 يونيو.. والتنمية
  • رئيس جامعة سوهاج: ثورة 30 يونيو ستظل على مر الزمان شاهد عيان على بطولات وتضحيات الشعب المصري
  • الداخلية تكشف حقيقة فيديو قائد سيارة يقوم بحركات استعراضية
  • شاهد بالصور.. بعد أن خاطبهم وبث الحماس فيهم.. قائد الجيش “البرهان” يجلس على الأرض بتواضع كبير وسط جنوده ويشاركهم تناول وجبتهم البسيطة بأرض المعركة بولاية سنار
  • "مستقبل وطن": ثورة 30 يونيو كانت معركة للبقاء على قيد المستقبل
  • وزيرة الشؤون تفقدت مبنى مجمع الأحداث الجديد: سنواصل الجهود لتطوير خدمات الرعاية الاجتماعية