قال تحليل لمجلة "فورين آفيرز" إن القطب الجنوبي بدا يتحول لمسرح منافسة بين القوى العظمى من حيث الطلب المتزايد على الموارد التي يزخر بها. 

وأشار التحليل إلى أن روسيا والصين -وإيران أيضا-، يعملون على بسط سيطرتهم عليه والمطالبة بأجزاء منه مستقبلا.

ويعد وصول منافسة القوى العظمى إلى القطب الجنوبي انفصالا عن حقبة طويلة كانت فيها القارة مكانا للتعاون الدولي، وفق المجلة.

 

وتحظر معاهدة "أنتاركتيكا"، الموقعة سنة 1959 والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1961، استخدام القطب لأغراض عسكرية وتدعم بدلا من ذلك التعاون العلمي. 

وقد نجحت سلسلة من اتفاقيات لاحقة، أصبحت تعرف باسم نظام معاهدة "أنتاركتيكا"، في إبقائه موقعًا دوليًا محايدًا "لكن هذا الوضع يتعرض لمحاولات إطراء تغييرات أكثر من أي وقت مضى بسبب ما يحمله من مقدرات" وفق المجلة.

موقع استراتيجي

القطب الجنوبي (أنتاركتيكا) هو منطقة باردة ونائية في نصف الكرة الجنوبي يغطي حوالي 20% من نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وفق موقع "ناشيونل جيوغرافيك".

أنتاركتيكا هي خامس أكبر قارة من حيث المساحة، وهي فريدة من نوعها بحيث لا تحتوي على سكان أصليين. ولا توجد دول في أنتاركتيكا، بينما قدمت سبع دول مطالبات محددة للأراضي الأنتاركتية قبل معاهدة الأنتاركتيك عام 1959. (ولا تعترف المعاهدة بشكل قانوني بأي مطالبات).

يوفر القطب الجنوبي إمكانية الوصول إلى المحيط الأطلسي والهندي والمحيط الهادئ. ويمتاز بوجود رواسب هائلة من المعادن الثمينة والنفط والغاز الطبيعي، فضلاً عن مصايد أسماك الكريل الكبيرة. 

Antarctica has been a neutral international site for decades, but threats to the continent’s status quo are on the rise, writes @BuchananLiz. What will happen if great-power competition arrives on Antarctic shores? https://t.co/FqjIFQBQVR

— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) March 18, 2024

ويعد القطب أيضًا مركزا للاتصالات العالمية لأنه يحمل أوضح لقطة للفضاء، حيث تتجمد الرطوبة في الهواء، ما يجعل المحطات الأرضية في القطب الجنوبي ضرورية لتشغيل الأقمار الصناعية.

وأدى غياب أي صراع مسلح في القارة القطبية الجنوبية إلى خلق شعور زائف بالأمان، "لكن الوضع الراهن هش، ومن أجل إبقاء المنافسة على الموارد تحت السيطرة، يجب على أصحاب المصلحة تسليط الضوء على أنشطة بكين المزعزعة للاستقرار" يقترح تحليل "فورين آفيرز".

ثروات معتبرة

على الرغم من أن وجود الرواسب المعدنية في القارة القطبية الجنوبية أمر محتمل للغاية، إلا أن فرص العثور عليها ضئيلة جدًا. 

وتم العثور على المعادن هناك بتنوع كبير. وتعد عقيدات المنغنيز والمياه (مثل الجليد) والطاقة الحرارية الأرضية والفحم والنفط والغاز الطبيعي من الموارد المحتملة التي ربما يمكن استغلالها في المستقبل. 

على أساس التواجدات المعدنية المعروفة في القطب الجنوبي والعلاقات بين المقاطعات الجيولوجية في القارة القطبية الجنوبية وتلك الموجودة في قارات غوندوانا المجاورة، فإن أفضل احتمال لاكتشاف رواسب المعادن الأساسية في أي جزء من القارة القطبية الجنوبية هو في جبال الأنديز.

وبدون أي جليد، ستظهر القارة القطبية الجنوبية كشبه جزيرة عملاقة وأرخبيل من الجزر الجبلية، وكتلة أرضية كبيرة واحدة بحجم أستراليا.

إلى ذلك، يعج محيط القطب الجنوبي بالأسماك والحياة البحرية الأخرى. في الواقع، تعد المياه المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية من بين أكثر المياه تنوعًا على هذا الكوكب. 

ويسمح التقلب للعوالق النباتية والطحالب بالازدهار، بينما تتغذى آلاف الأنواع، مثل الكريل، على العوالق. تزدهر الأسماك ومجموعة كبيرة ومتنوعة من الثدييات البحرية في مياه القطب الجنوبي الباردة، وفق "ناشينول جيوغرافيك".

أطماع 

قامت الصين، ببناء محطتها البحثية الجديدة من دون تقديم التقييمات البيئية اللازمة إلى أعضاء معاهدة "أنتاركتيكا"،  كما هو مطلوب. 

وتقع أحدث قاعدة لمحطة أبحاث صينية في القطب الجنوبي في خليج تيرا نوفا في منطقة بحر روس ذات الأهمية الاستراتيجية، حيث يوجد أيضًا محطات أبحاث تابعة للولايات المتحدة ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وألمانيا وفرنسا.

وستعمل المحطة على تعزيز مصالح الصين في القطب الجنوبي وستساعد في جعل الصين منافسا رئيسيا في المنطقة، وفق معهد "ويلسون" للأبحاث.

من جانبها، انتحلت سفن الصيد الروسية مواقعها في المحيط الجنوبي في محاولة لإخفاء أنشطة الصيد غير القانونية في المياه المحمية. 

وفي فبراير الماضي، قال قائد البحرية الإيرانية، شهرام إيراني، إن طهران لديها "حقوق ملكية" في القطب الجنوبي حيث تخطط لبناء قاعدة بحرية. 

وتحظر معاهدة أنتاركتيكا، على الدول بناء قواعد عسكرية واختبار الأسلحة والتخلص من النفايات المشعة في المنطقة.

تنافس

تكشف قدرة الصين على بناء كاسحات الجليد الخاصة بها -مع وجود كاسحة جليد فعلا تعمل بالطاقة النووية- أنها ستصبح في غضون سنوات قليلة أقوى دولة في المجال، بعيدا عن الولايات المتحدة وأستراليا.

تمتلك الولايات المتحدة كاسحتي جليد - هيلي وبولار ستار - تتناوبان على العمل ويتم دفعهما باستمرار إلى ما هو أبعد من عمرهما التشغيلي المتوقع. 

وتمتلك أستراليا، التي ترافع بأكبر مطالبة سيادية في القارة القطبية الجنوبية، كاسحة جليد واحدة، والتي، على الرغم من أنها جديدة تمامًا، غير قادرة حاليًا على التزود بالوقود بكفاءة في مينائها الأصلي. 

وتجد كل من الولايات المتحدة وأستراليا نفسيهما تستأجران كاسحات الجليد لدعم أنشطتهما الوطنية في القطب الجنوبي.

ومع هدم الخطوط الفاصلة بين البحث العلمي والنشاط العسكري، بدأت الأنشطة في هذه "المنطقة الرمادية" على حد وصف "فورين آفيرز" في تقليص الوضع الراهن السلمي الذي ظل قائما لفترة طويلة. 

والموارد الهائلة مثل مصايد الأسماك والطاقة والمياه العذبة لا تنتمي إلى دولة واحدة، لذا فإن البلدان تعمل على ترسيخ موطئ قدم في البحوث العلمية المسموح بها عبر هذه القطاعات بحيث تكون في موقع متميز (بعد أن رسمت خرائط واسعة النطاق للموارد في القارة ) في حالة انهيار النظام القائم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی القارة القطبیة الجنوبیة فی القطب الجنوبی

إقرأ أيضاً:

استعدادات رسمية لاستضافة المنتخب الكوري الجنوبي لملاقاة المنتخب العراقي

استعدادات رسمية لاستضافة المنتخب الكوري الجنوبي لملاقاة المنتخب العراقي

مقالات مشابهة

  • ملك الدنمارك يزور غرينلاند... رد رمزي على أطماع ترامب في الجزيرة القطبية؟
  • ماذا نقول عند بداية الطواف؟ تعرف على أبرز الأدعية المستحبة
  • الجبيل تنافس على الاعتماد كمدينة صحية بمعايير عالمية
  • ماذا تعرف عن صاروخ بار الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة بغزة؟
  • معلومات جديدة عن استهداف الضاحية الجنوبية الأخير.. هذا ما حصل قبل وبعد الضربة
  • في الضاحية الجنوبية... هذا ما تقوم به إسرائيل الآن
  • تفيد الجميع.. ماذا تعرف عن قناة السويس؟
  • هل يشعل القطب الشمالي شرارة حرب نووية؟
  • بجنازة البابا فرنسيس.. ماذا كان بروتوكول توزيع جلوس كبار الشخصيات؟
  • استعدادات رسمية لاستضافة المنتخب الكوري الجنوبي لملاقاة المنتخب العراقي