سيناريوهات قاتمة متوقعة للاقتصاد العالمي.. تعرف إليها
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
يشعر محافظو البنوك المركزية بالفخر، فلقد ثبت أن المخاوف التي سادت قبل 12 إلى 18 شهرًا من احتمال انهيار الاقتصاد العالمي نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة لا أساس لها من الصحة، وقد تراجع التضخم دون الزيادة الحادة المتوقعة في البطالة.
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا؛ ترجمته "عربي21"، قالت فيه إنه رغم ذلك فلم ينعكس هذا التحسن في استطلاعات الرأي التي أجراها جو بايدن، حيث إن أداء الولايات المتحدة كان مثيرًا للإعجاب بشكل خاص، مع بقاء النمو قويًّا دون حتى إشارة إلى الركود.
وأوضحت الصحيفة أن هناك أحاديث تشير إلى هبوط ناعم، يصاحبه انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع أسعار الأصول. فبعد فترة من الصدمات السلبية؛ تعود الحياة أخيراً إلى طبيعتها، وسيجلب المستقبل عودة إلى الرخاء الناتج عن تسخير التكنولوجيا الجديدة؛ حيث إن وصول الثورة الصناعية الرابعة سوف يكون إيذاناً بعصر ذهبي جديد للرأسمالية الشاملة.
وذكرت الصحيفة إن هذه هي النظرية ويمكن أن يتبين أنها صحيحة في نهاية المطاف. ومع ذلك؛ فإن فكرة وجود هبوط سلس هي فكرة سابقة لأوانها، فهناك الكثير من السيناريوهات المظلمة الكامنة هناك: هبوط صعب للديمقراطية الليبرالية، وهبوط صعب للرأسمالية، وهبوط صعب لكوكب الأرض.
وأفادت الصحيفة أن كريستالينا جورجيفا هي واحدة من أولئك الذين لديهم نظرة متفائلة للمستقبل، فقد أشارت المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي في كلمة ألقتها في كينجز كوليدج في كامبريدج الأسبوع الماضي إلى أنه في أيام الكساد المظلمة، توقع أحد الخبراء زيادة في مستويات المعيشة بمقدار ثمانية أضعاف في السنوات المائة المقبلة، وهي توقعات جيدة للغاية كما تبين فيما بعد.
وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي إنه مع اتباع السياسات الصحيحة، يمكن أن تشهد السنوات المائة المقبلة زيادة بمقدار تسعة أضعاف.
ووفق الصحيفة فقد أوضحت جورجيفا سيناريو أقل وردية، حيث كانت مستويات المعيشة أعلى بثلاث مرات فقط في غضون قرن من الزمان عما هي عليه الآن. وفي ظل الوضع الراهن، فإن السيناريو الأقل إيجابية الذي تطرحه يبدو أكثر ترجيحاً. في الواقع، على أساس ما حدث منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، فإن حتى الزيادة في مستويات المعيشة بمقدار ثلاثة أضعاف قد تكون بمثابة الدافع وراء ذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من بين جميع التهديدات، الأقل أهمية هو التهديد الذي يهيمن على الأسواق المالية: احتمال أن يكون الجزء الأخير من المعركة لخفض التضخم هو الأصعب، ونتيجة لذلك، لا تقوم البنوك المركزية بتأجيل خفض أسعار الفائدة فحسب، بل تتحرك أيضًا بحذر أكبر عندما يقررون التصرف.
وفي هذه الحالة؛ يؤدي احتمال بقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول إلى عمليات بيع مكثفة في سوق الأسهم.
وقد كانت هناك علامات أولية على ذلك في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، عندما أدى التضخم الذي كان أكثر ثباتًا مما كان متوقعًا إلى إثارة المخاوف في وول ستريت من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يخفض أسعار الفائدة في حزيران/يونيو، كما كان متوقعاً؛ حيث إن الانهيار المفاجئ في أسعار الأسهم الأمريكية من شأنه أن يعيد الهبوط الحاد إلى الساحة من جديد.
واعتبرت الصحيفة أن هناك طريقتان يمكن أن تصبح بهما الصين مشكلة؛ الأولى هو انهيار سوق العقارات الذي تجد السلطات أنه من المستحيل مواجهته. وأصبحت علامات التوتر أكثر وضوحًا، مع انخفاض الأسعار بشكل مطرد منذ الصيف الماضي، وتكافح الشركات العقارية من أجل البقاء قادرة على سداد ديونها.
ومن الواضح أن الفقاعة انفجرت، وإذا أدت سوق العقارات المتعثرة إلى إنفاق المستهلكين بحرية أقل ــ وهو ما سيحدث بكل تأكيد ــ فإن أهداف النمو في الصين لن تتحقق إلا من خلال إنتاج وتصدير المزيد من السلع. وقد أثار نجاح البلاد في إنتاج السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة على نطاق واسع بالفعل مخاوف حمائية في أوروبا، في الوقت الذي تعتبر فيه العلاقات بين واشنطن وبكين سيئة بالفعل، ويشكل المزيد من تجزئة الاقتصاد العالمي خطرًا واضحًا.
ونسبت الصحيفة إلى جورجييفا قولها: "إن العالم المجزأ سيكون أكثر فقرًا وأقل أمانًا. إننا نرى المأساة الإنسانية المستمرة الناجمة عن حرب روسيا في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وغزة ــ وهناك العديد من المأساة التي لا تتصدر عناوين الأخبار في كثير من الأحيان. وتقوم العديد من الدول الآن بإلغاء التخفيضات في الإنفاق العسكري التي تم إجراؤها بعد نهاية الحرب الباردة. لقد ذهب "عائد السلام"؛ وقد يكون “السلام الطويل” في خطر”.
وما لم تقله جورجييفا هو أن الحرب في أوكرانيا تسير بشكل سيئ من وجهة نظر، فقد أصبحت لروسيا اليد العليا الآن، وفي غياب المساعدات العسكرية الأمريكية السريعة والواسعة النطاق لكييف، فلسوف تستمر في القيام بذلك.
ويطغى على كل التهديدات الأخرى خطر الهبوط الحاد الناجم عن حالة الطوارئ المناخية. وعلى حد تعبير الخبير الاقتصادي جيمس ميدواي مؤخرًا، فإننا ننتقل من عالم حيث تستطيع الرأسمالية أن تفرض نفسها على الكوكب إلى عالم تفرض فيه الطبيعة نفسها على الرأسمالية.
ونوهت الصحيفة إلى أن نموذج العولمة طويل حيث إن سلاسل التوريد التي ربط النظام المالي من خلالها الإنتاج المنخفض التكلفة في جزء من العالم بالمستهلكين الأغنياء في جزء آخر من العالم تتفكك الآن، جزئياً نتيجة للتفتت وجزئياً نتيجة للعواقب البيئية المترتبة على هذا النموذج.
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن السيناريو الكارثي قد لا يحدث ولكن كل الاحتمالات ممكنة، فقد تتجلى رؤية جورجييفا للتعددية في القرن الحادي والعشرين، حيث تؤدي روح التعاون المتجددة إلى التقدم في معالجة القضايا التي لا حدود لها مثل الاحتباس الحراري. وقد يكون هناك تكرار لزيادة الاستثمار والسياسات الاقتصادية التوسعية التي أدت إلى نمو أسرع وتقليص عدم المساواة بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تكون هناك صفقة عالمية جديدة تحويلية خضراء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الاقتصاد التضخم المالية التضخم المال الفقر الاقتصاد المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار الفائدة حیث إن
إقرأ أيضاً:
توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض
أدانت الناشطة الدولية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، الغارات الخارجية التي تستهدف اليمن واعتبرته إرهاب مرفوض، مشددة على ان اسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية يتم عبر طريقة واحدة فقط هي دعم الجيش الوطني اليمني.
وقالت توكل كرمان في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك: أيما غارات خارجية على اليمن إرهاب دولي ندينه ونرفضه.
وأضافت كرمان: ونؤكد أن هناك طريقة واحدة مقبولة لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية وهي عبر دعم الجيش الوطني اليمني لتحرير عاصمة اليمنيين وبسط سيادة الدولة اليمنية على كافة ترابها الوطني