حزب الله يستعدّ لمرحلة ما بعد غزة ورسائل في أكثر من اتّجاه
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": القناعة الراسخة لدى "محور المقاومة" تنطلق من أن ما سُجّل خلال الساعات الماضية من حماوة في الاتصالات واللقاءات وحركة الموفدين وأطر التفاهم، لا يتعدّى كونه مناورة سياسية إسرائيلية –أميركية مشتركة ومنسّقة لأن كليهما لم يجنحا بعد الى إقرار تفاهم يكون مفتاحه وقف نار دائماً.
وبناءً على ذلك فإن "محور المقاومة" ولا سيما ركنه الأساس أي "حزب الله" ما زال يتصرّف على أساس أن المواجهات الضارية التي انطلقت في غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، والمعارك التي بدأت على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل بعدها بيوم واحد فقط، مستمرة وتتوالى فصولاً وأنه لم يحن الوقت الذي تستطيع فيه واشنطن ممارسة ضغوط حاسمة وجدية على نتنياهو لوقف حربه المفتوحة على غزة بشراً وحجراً.
وفي كل الأحوال فإن "حزب الله" وشركاء المواجهة ما زالوا ولا شك يذكرون التصريح الذي أطلقه الموفد الأميركي الخاص الى لبنان آموس هوكشتاين إبان زيارته الأخيرة لبيروت، إذ تعمّد في حينه أن يطلق على منبر عين التينة بالذات كلاماً فحواه أن أي وقف لإطلاق النار في غزة قد لا ينسحب بالضرورة تلقائياً على جبهة الجنوب المشتعلة.
وإن كان عند الحزب وشركاء المحور تشخيص مختلف لواقع الحال على الحدود واحتمالاته يستبعد إمكانية أن تواصل إسرائيل حربها على الجنوب إذا ما نجحت المفاوضات في تكريس هدنة في غزة، وهو يبني استنتاجه هذا على قرارات وحسابات استراتيجية – سياسية، فإنه (الحزب) قد تعامل ولا ريب مع كلام هوكشتاين على أساس أنه رسالة تهديد أميركية تصبّ في سياق كل جهود واشنطن الرامية الى خفض منسوب التوتر على الحدود للحيلولة دون توسّع إطار المواجهات على الحدود وتفتح أبواب حرب بلا سقوف ولا حدود. ورغم محورية هذا الأمر فإن الحزب وجد نفسه مضطراً لأن يعدّ رداً خشناً على هذا التحذير الأميركي الناعم عبر رسائل مضادة من العيار الثقيل".
وهكذا يتضح أن رسائل بيروت وصنعاء وطهران هي رسائل مطلوبة بإلحاح سواء اتجهت الأمور نحو تبريد وتهدئة أو إسرائيل نفذت تهديداتها المتكررة بأن حسابها مع لبنان و"حزب الله" مختلف عن حسابها مع غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل
لا يزال "حزب الله" يُجري التحقيقات ويُعالج الخروقات التي حصلت في صفوفه، والتي أدّت إلى تفجير أجهزة الإتّصالات "البيجرز"، إضافة إلى استهداف العدوّ الإسرائيليّ لأبرز قيادييه ولمواقعه ومنشآته العسكريّة ومخازن الأسلحة بسرعة كبيرة. وبرهنت الحرب الأخيرة على لبنان، أنّ إسرائيل كانت قد جمعت "داتا" واسعة جدّاً عن "الحزب" وعناصره والأنفاق وأبرز الأمكنة التي يضع فيها صواريخه المتُطوّرة، مستعينةً بالتكنولوجيا والذكاء الإصطناعيّ لضرب قدرات "المُقاومة" بشكل غير مسبوق.
وإذا نجحت هدنة الـ60 يوماً وتوقّفت الحرب بحسب ما وعد الرئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب بإنهاء النزاعات والصراعات في الشرق الأوسط، فإنّ "حزب الله" سيقوم بإعادة تنظيم صفوفه وإدخال السلاح والمال بطرقٍ سريّة جديدة، إنّ بَقِيَت إسرائيل تُهدّد أمن اللبنانيين ولم تنسحب من الأراضي المُحتلّة عبر عدم ترسيمها الحدود البريّة.
وخاض "الحزب" الحرب الأخيرة بجمعه المعلومات الإستخباراتيّة عن العديد من قواعد العدوّ العسكريّة والشركات المُصنّعة للأسلحة، ما شكّل مفاجأة كبيرة لتل أبيب، وخصوصاً وأنّ "حزب الله" أصبح لديه طائرات مسيّرة كثيرة وبات يستطيع تصنيعها في لبنان، عوضاً عن المُخاطرة بنقلها من إيران. وقد نجحت "المقاومة" في جمع "داتا" من خلال مسيّرات "الهدهد"، كما حاولت في عمليّة نوعيّة لم تُكلّل بالنجاح في مُحاولة قتل بنيامين نتنياهو عبر استهداف منزله بطائرة.
وبحسب محللين عسكريين، لم تكن مشكلة "حزب الله" في الردّ على إسرائيل ولا في استهداف شخصيّات أو مواقع حساسة داخل العمل الإسرائيليّ، وإنّما مُعضلته كانت خرق العدوّ له أوّلاً من خلال العملاء، وثانيّاً من خلال تفوّق تل أبيب الكبير عليه في مجال التكنولوجيا، وطبعاً من حيث نوعية السلاح والطائرات الحربيّة المُستخدمة التي لا تمتلكها "المُقاومة".
ولا يبدو أنّ "حزب الله" سيعمد بعد الحرب الأخيرة إلى تسليم سلاحه، وهو سيستعدّ للمُواجهة المُقبلة مع العدوّ عبر مُعالجة نقاط ضعفه، والتركيز على إدخال التكنولوجيا وتعليم عناصره على استخدامها في مجال الحرب، وهذا الأمر يتطلب وقتاً لإعداد المقاتلين على التكيّف مع أساليب جديدة.
وفي ما يتعلّق باستقدام السلاح من إيران، تلقى "الحزب" وطهران ضربة قويّة عبر سقوط نظام بشار الأسد، فلم يعدّ باستطاعة "حزب الله" نقل السلاح من سوريا إلى لبنان، ولا بتفريغ البواخر الإيرانيّة المُحمّلة بالصواريخ والمحروقات في المرافئ السوريّة، بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام" على المؤسسات الرسميّة والمعابر والموانئ والمطارات المدنيّة والعسكريّة.
ويُشير المحللون العسكريّون في هذا الإطار إلى أنّ عناصر "الحزب" لديهم القدرة على تصنيع السلاح في لبنان، ولكن ما يلزمهم هو المواد الأوليّة لذلك، ما يعني أنّ مصانع إنتاج الصواريخ التي كانت قائمة في سوريا ستُصبح في الداخل اللبناني وفي أماكن سريّة جدّاً، لتعويض سقوط نظام الأسد الذي كان مُؤيّداً لـ"حزب الله" وأتاح للأخير كافة التسهيلات وحريّة الحركة لنقل الصواريخ إلى خطوط القتال في الجنوب. المصدر: خاص "لبنان 24"